الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المشاركة في أول مظاهرة بكلية هندسة العمارة في جامعة حلب مطلع عام 2012

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:40:05

بدأ الدوام الفعلي في الجامعات، في منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2011، وأنا تأخرت قليلًا عن الدوام، طبعًا تبين أنه من الطبيعي جدًّا في 2011، في هذه السنة الدراسية الجامعية الأولى ضمن الثورة السورية، أن تأتي وتجد حوالي نصف الدفعة غير موجودين، خاصةً في جامعات حلب ودمشق، والتي بها عدد كبير من الطلاب القادمين من المحافظات الأخرى، ولمجرد أن تقول لأي دكتور يسألك: أنت أين كنت؟ وتقول له: أنا كنت في حماة، -دون تحديد مدينة مثلًا-، فكان يقول: تمام (حسنًا)، فهو فهم الموضوع، وفهم أنك قد تكون معتقلًا أو تكون مطلوبًا، وتحاول أن تصل إلى حلب، أو قد تكون لا تستطيع أن تصل بسرعة بسبب قطع الطرق، يعني النظام عندما كان يداهم خان شيخون، كان يقطع الطريق الدولي مثلًا لمدة 4 أو 5 أيام، ونفس الشيء بالنسبة للشباب الذين كانوا يريدون أن يأتوا من دمشق ومن الغوطتين، أصبحوا أصدقائي -بعد أن دخلت في الجو الجامعي أو في دفعتي- كان يوجد أشخاص معتقلون فعلًا، وأشخاص ليس لديهم طريق بري ليصلوا إلى حلب؛ يعني بسبب قطع الطريق، في حمص أو الغوطة أو حماة أو إدلب فمشوارهم طويل، بينما أنا مشواري كان فقط أن أقطع حوالي 150 كم، وبدأنا الدوام، وذكرت أن أصدقائي كانوا داخلين في السنة الثالثة، لأنني أعدت البكلوريا سنتين، ويوجد شباب دخلوا في السنة الثانية، فكان لهم سنة أو سنتين في حلب، وفي بداية الحراك الثوري في مدينة حلب، كان لهم مشاركاتهم؛ يعني أصدقائي حوالي 10 أشخاص، 4 من بينهم من الذين سكنوا معي في الأعظمية، ويحكون لي (يحدثونني) أنه من الجيد أنك أتيت إلى حلب، ويوجد محاولة لاستنهاض المدينة، يعني يوجد القليل من العراقيل، ولكن الوضع ممتاز، وأنا كنت أنهي النقاش، فقط أنه يا شباب أرجوكم لا تخرجوا[مظاهرة] في حلب، يعني أنتم ستذهبون سدًى -بمعنى الكلمة- ودون أية فائدة، أو أية نتيجة، فمدينة حلب من المستحيل أن تنتفض، ماذا بقي أكثر من ذلك؟ دير الزور وحماة خرجت بمليونيات، وحمص أصبح فيها مناطق محررة في هذه الفترة، وأصبح يوجد جيش حر، ولديه سلاحه المتوسط والخفيف، وأصبح يوجد سيطرة جغرافية، وأرياف إدلب -ثلاث أرباعها تقريبًا- أصبحت خارج سيطرة النظام، وتم طرد المخافر والمفارز الأمنية، وأرياف دير الزور أيضًا مثل إدلب تقريبًا في تلك الفترة، ودمشق أصبح الحراك الثوري فيها واضحًا جدًّا، ليس في العاصمة، وإنما في أطرافها -حرستا ودوما وزملكا وداريا-، فحلب ماذا تنتظر! يعني مستحيل أن يحدث شيء، وبقينا بهذا النقاش تقريبًا مدة شهر، وأنا بقيت الشهر الأول في حلب مقتنعًا تمامًا، بعدم وجود جدوًى لأي خروج أو مظاهرة في مدينة حلب، لأنني وصلت إلى حلب، وكان الناس يحاولون لمدة 7 أشهر، والمدينة لم تتجاوب، وكان الشباب يحكون لي (يحدثونني) عن المظاهرات، مثلًا: نحن كنا 20 شخصًا، وهتفنا 3 هتافات لمدة أقل من دقيقة، وبدأنا نهرب، وأمسكوا شخصًا وأمسكوا شخصين، وفي كل مظاهرة كان يوجد اعتقال، ومعضلة مدينة حلب فيما بعد بدأت أفهمها، أنني في مدينة حماة إذا ذهبت إلى حارة بعيدة عن المخفر، فإنني أستطيع أن أتظاهر لمدة 5 دقائق، وأضع شخصًا يرصد لي الدورية، فإذا خرجت من المخفر أو من مفرزة الأمن، يخبرني أن نفض المظاهرة، لأن الأمن يحتاج 10 دقائق حتى يصل إليكم، فنفض المظاهرة بشكل مريح، ونهرب بشكل مريح، ولكن في مدينة حلب لم يكن الشبيحة موجودين في مفارز الأمن فقط، وتجندوا حديثًا، وينتظرون أية أوامر للتحرك، لا، بل كانوا موجودين في المحال التجارية وفي المطاعم، يعني في الجميلية من المستحيل أن تخرج لتتظاهر، لأنه عندما حدثت تجربة في بركان حلب، وقبلها يوجد تجربة يبدو أنها حدثت في الجميلية، قبل بركان حلب قبل حزيران، حيث خرج العمال من المطاعم، ومن الورشات الصغيرة الموجودة ومحلات البيع الموجودة، وبدأوا الضرب، واعتقلوا المتظاهرين، حتى وصل الأمن، وسلموهم للأمن، فهذه كانت مشكلة حلب، وهي ليست موجودة في أية مدينة ثانية، وفعلًا كان هذا واقع الحال، فأنت لا تستطيع أن تنتقي مكانًا مناسبًا للتظاهر، لأنك ضمن جو تستطيع أن تعتبره أنه بأية لحظة سيأتي شخص ويعتقلك، إن كان شبيحًا أو من الأمن، والتعامل الأمني كان ناعمًا نسبيًّا في حلب، وهذه هي النقطة التي كنت أخوض بها جدالي مع أصدقائي، بأنه لا يوجد إطلاق رصاص حي لفترة، وأنا أتيت إلى حلب، وكان عدد الشهداء في المظاهرات معدودًا على الأصابع، بينما كان يوجد إطلاق رصاص في جمعة "أطفال الحرية" في حماة، وكان يوجد مداهمات وإطلاق رصاص في كل الأرياف التي تمت مداهمتها؛ في أرياف حمص ودمشق وحماة وإدلب، فيجب أن يكون هذا الشيء يشجع الناس ليخرجوا، وفي النهاية أنا حتى إذا اعتُقلت، كان يوجد شخصيات اجتماعية واقتصادية ودينية في مدينة حلب، تتدخل بشكل فوري، والنظام كان لايزال يترك لها هذا الهامش حتى تتدخل، وتطالب أن هؤلاء غير فاهمين الوضع، ولديهم جهل ومغرر بهم -نفس هذه الأسطوانات (العبارات المكررة)-، وكان النظام يعرف أن هؤلاء ألد أعدائه، ولكن أعطى هذا الهامش لهذه الشخصيات حتى تظهر أمام المجتمع، بأن لها إمكانية تأثير، وفعلًا كانت تخرج، وكان الطلاب الجامعيون الأكثر تجاوبًا من قبل النظام أن يخرجهم، ولكن المتظاهرين في حلب بشكل عام، لم يكونوا يتأخرون في السجون، فأنا كانت مشكلتي لحظة اقتنعت بجدوى الحراك، وكيف اقتنعت بجدوى الحراك في مدينة حلب، أنا كنت في دوامي [بالجامعة] بشكل طبيعي، وكل فترة كان يوجد شخص في الأمن الجنائي من طيبة الإمام، وكان يسألني عن أفضل مكان -وهو كان يريد أن ينشق-، فقلت له: أنا لا أعرف وضع حلب، ولكن جبل الزاوية الأفضل حاليًّا، اذهب إلى جبل الزاوية، وانضم لأية كتيبة، حتى ريف حماة غير واضح، لم تتبلور الصورة هل سيسيطر النظام، وماهي طبيعة المداهمات والتعامل الأمني، فكان كل فترة يتأكد من اسمي، إذا كنت مطلوبًا أو غير مطلوب؛ يعني في كل أسبوع من تلقاء نفسه يدخل إلى القوائم عندما تتحدث -كلما يأتي تحديث- وينظر، ويقول لي: لا يوجد لك اسم بعد، فأنا كان دوامي قلقًا بجامعة حلب، فإذا أصبح لي اسم فمن السهل جدًّا أن يعرفوا أنني طالب في كلية العمارة، فسيأتون ويأخذونني من الكلية، كان دوامي للضرورة فقط، وأعتمد -حتى لا أتشاكل مع الدكاترة على حجة الغياب- أنني كنت في زيارة إلى مدينتي وانقطع الطريق مثلًا، فكان الدكاترة متجاوبين بنسبة كبيرة، وعلى هذا الأساس أداوم للشيء الضروري جدًّا، فلم أشهد مظاهرات الجامعة والكلية نفسها، حتى في يوم كنت في المرسم (مرسم كلية العمارة)، وعلت الأصوات جدًّا، وخرجت -في بداية في بداية كانون الثاني/يناير 2012- ولم يخطر ببالي أن تكون مظاهرةً، ولكن كانت الأصوات صراخ صبايا (فتيات) وشباب، كنت في الطابق الثاني، ورأيت التجمع، وبدأت الناس تهتف: "الشعب يريد.. إسقاط النظام"، و"بالروح بالدم نفديك يا درعا"، فكانت أول مظاهرة أنا أشهدها بعيني، وعلى بعد 10 أمتار، والذي رأيته وأنا أشاهد أنه دخل حفظ النظام، وكان الباب من بلور، ودخل من باب البلور، ووصل إلى داخل الكلية، وكان أول مرة يدخل داخل الكلية، كان في وقتها قد حدث اعتصام -وليس مظاهرةً- على درج كلية العمارة، وكان من المفترض أن يكون اعتصامًا صامتًا، وأصبح هتافًا، وانتشر حفظ النظام في هذه الفترة في كل الكليات، بسبب الحراك الجامعي القوي جدًّا، وكان أصدقائي يخبرونني أنه سيحدث شيء، وأنا أقول لهم أنني لن أخرج بالتأكيد، وأنا أنصحكم ألا تخرجوا، دعونا ننتظر لنعرف ماذا نفعل، مثلًا: نرجع إلى حماة، أو نخرج إلى إدلب، على الأقل لنرى ماذا يمكن أن نفعل في تلك المنطقة، حتى يكون حراكنا له جدوى، ولا يكون نوعًا ما -صنفه- انتحاريًّا في حلب، يعني بدون أي شيء أنت تتحرك! ويبدو واضحًا أن المدينة من المستحيل أن تنتفض معك، وسيبقى النظام يعتقلكم شخصًا وراء شخص، أو يقتلكم وينتهي منكم، بينما في منطقة أخرى يكون لكم نتيجةً لحراككم ،وهنا دخل عناصر حفظ النظام، وخرج شاب أسمر البشرة -أنا أراه من ظهره-، وبدأ يتلاسن (يتجادل) معهم، ويقول: اخرجوا من هنا، واحترموا حرم الكلية، -ولا زلت بحالة ذهول- فجاؤوا لاعتقاله، وركضن 3 بنات حتى يمسكنه، وتبين أن هذا النمط أساسًا هو المعتاد في مظاهرات جامعة حلب، وأغلب أحياء المدينة، ولكن لأول مرة أراه، وكنت أترقبه في حالة ذهول، يعني فدفعوا إحدى البنات -دفعها عنصر حفظ نظام وضربها-، وزحفت على الأرض تقريبًا 3 أمتار للوراء، وغالبًا أن يكون انكسر ضلعها من الضربة، وأنا باللاشعور وخلال دقيقة كنت نازلًا بشكل سريع، وموجودًا عند الشاب، والشاب هو إسماعيل محمود، الصديق والزميل الذي كان معنا لأواخر تقريبًا فترة مدينة حلب، هو من ريف حلب الشرقي، ووقفت بجانبه، ودفعنا حفظ النظام، وهجم الشباب معنا قليلًا، وفعلًا خرج حفظ النظام للخارج، لأنه رأى أنه يوجد حالة مواجهة، وإسماعيل بقي بحالة غليان، وأمسك بباب البلور بحيث لا يستطيعون فتحه، وبهذه الفترة نزلت عميدة الكلية -كانت الدكتورة لميس حربلي-، وكان موقفها يكفي بأنها كانت تمنع دخول حفظ النظام، أو أي شكل أمني أو تواجد أمني ضمن حرم الكلية، يعني [تقول] بغض النظر عما يحدث أنا كليتي -ضمن حرمها- لا يدخل أحد بهذه الطريقة، وإذا أردتم أحدًا، يجب أن يأتي شخص ويراسلني بشكل رسمي ونظامي، بأنني أريد فلانًا، ويجلب لي استدعاءً رسميًّا، ولكن أن يدخل أحد ليعتقل أو يداهم أو يضرب، فهذا الشيء كان مرفوضًا لديها، وكانت شخصيتها في ذلك اليوم -رأيتها لأول مرة-، شخصيةً قويةً جدًّا، وصرخت على الضابط، وقالت له: لا تناقشني ولا تتكلم معي، ومعك أقل من دقيقة حتى تأخذ عناصرك وتخرج، وفعلًا هذا الذي حدث.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/14-21/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

كانون الثاني 2012

updatedAt

2023/11/03

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

جامعة حلب (نظام)

جامعة حلب (نظام)

قوات حفظ النظام

قوات حفظ النظام

الشهادات المرتبطة