الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الاجتماع الأول مع تنسيقية كلية العمارة في جامعة حلب عام 2012

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:14:15

كان هذا الشيء الذي رأيته هو الذي غيّر قناعتي، لأنه أساسًا عندما انتفضت درعا، لم تكن تعرف ماذا ستكون ردة فعل الشعب السوري، وعندما انتفضت -بعدها- حمص وبانياس وحماة ودير الزور وإدلب وحلب، هذا الشيء لم يكن كافيًا، حتى يمنع تركيز النظام على درعا؛ يعني أشخاص مثل أهل درعا عندما انتفضوا، كانوا يرون أن الجيش قد دخل واستقر، ومن الممكن أن تتكرر تجربة حماة في الثمانينيات، وبعد شهرين من الثورة، لازالت حالة الخوف لدى أهل درعا، وكان من المحتمل أن يفكروا، هل نحن أخطأنا؟ هل كان ينبغي علينا ألا نتحرك؟ هل سورية ستخذلنا كما خذلت حماة مثلًا، فعكستها على حلب، وعلى الشباب الذين يحاولون أن ينتفضوا في حلب، وأنه يجب عليك في النهاية أن تبذل جهدك وتنتظر، فموضوع الاستسلام يبدو في تلك الفترة -يعني تكونت لدي إحدى القواعد الذهبية بالثورة-، أن الاستسلام في الثورات كارثة، ويجب المقاومة حتى سقوط آخر شخص -بمعنى الكلمة-، ولو كانت الصورة بكل هذه السوداوية، ولكن هذا هو الأفضل، وهنا غيرت قناعتي، أعتقد أن الموضوع كان عاطفيًّا، مثلما كنت أجادل الشباب من باب عاطفي، ولم أفكر مليًّا بأدق التفاصيل والسيناريوهات، ولأكون فكرةً عن حلب، ويمكن أتكلم من باب أنه ترسخ بذهني كما ترسخ بأذهان الكثير من الثوار، أن مدينة حلب خذلت الثورة، وهي تجمع كبير وهائل، ولديهم قليل من المعاملة الأمنية السلسة أكثر من غيرهم، ولا تنتفض! وبسبب الجو الذي عشته خلال 3 أو 4 دقائق بهذا اليوم في الكلية، تغيرت انطباعاتي، ولا أعرف أن أحدد هل أنا اقتنعت فعلًا؟ هل هو عاطفة عادت لتوجهني كما كانت توجهني من قبل، وبكلتا الحالتين -بالنسبة لي- تبين لي أنه أمر سليم جدًّا، وعدت على الأقل بعد هذا اليوم أفكر، وعندما عاد صديقي -الشهيد حسام جواش- كان هو في السنة الثالثة -تقبله الله- وقال لي: غدًا ستكون هناك مظاهرة، وسيأتي أشخاص(طلاب) من المعلوماتية والفنون وإدارة الأعمال والتربية، وهؤلاء في القسم الغربي من جامعة حلب، وهي 3 أقسام تقريبًا: القسم الأوسط وقسم الكليات الشرقية، ونحن القسم الغربي من الجامعة، فسيجتمع الجميع عندنا، وسيكون هناك مظاهرة، وكنت على الأقل أود أن أكون موجودًا، وأرى فعلًا، لأنه لفت نظري موضوع الشجاعة جدًّا؛ يعني موضوع الشاب -إسماعيل محمود- الذي تقدم، عندما رجع الناس جميعًا، حين دخل حفظ النظام، موضوع أنهم عندما أرادوا أن يعتقلوا إسماعيل محمود، رأيت 3 بنات ذهبن فورًا دون أدنى تفكير، يعني بشكل سريع جدًّا، فكان يوجد حالة شجاعة غير منطقية، فأريد أن أذهب وأرى لأفهم أكثر، وسأعتبر الموضوع ظاهرةً أكثر من أن تكون مظاهرةً، وأحاول أن أفسرها، وأجد لها قوائم أو أعمدة ثابتة أعتمد عليها، لأرى هل سأنخرط بحلب، أم أنني سأبقى على فكرتي بالرجوع إلى حماة، وخرجنا بالمظاهرة، وكانت جيدةً، وتبين أنه منذ فترة طويلة -قبل أن آتي- كانوا يفشلون في هذه المنطقة تحديدًا، ويوجد مخفر الشهباء -قريب وجديد-، ومخفر الفرقان، ونحن في كلية العمارة كان سيأتي شباب باقي الكليات إلى كلية العمارة، وخرجت مظاهرة، ومشت حتى دوار الصخرة، يعني مشت تقريبًا 300 متر، وهذا يُعتبر إنجازًا هائلًا، وأنا -جميعه- كنت أصدم به عندما يحكون لي (يحدثونني) الشباب! أنه كيف تعتبرونه إنجازًا هائلًا؟

كان بسبب أن المظاهرة -في تلك الفترة- أساسًا كانت لا تبقى أكثر من دقيقة أو دقيقتين، وحسام عرفني على بعض الشباب، ورأيت الشباب الذين يهتفون، والذين يبدو فعلًا أنهم المنظمون لهذه المظاهرة، وجاءت بنت -الزميلة هيا كروان الآن تخرجت من جامعة إسطنبول كلية عمارة، وهي من دير الزور- فقالت لي: إنها رأتني بالمظاهرة، وقالت: أنت جديد؟ (أتيت حديثًا لتشارك بالمظاهرات) فقلت: نعم لم أستطع أن آتي[للجامعة]، وتأخرت حتى بدأت بالدوام، فقالت لي: إذا أحببت نحن لدينا مجموعة، لأجل تنسيق المظاهرات، فيبدو كلما يأتي أحد جديد كانوا يحاولون معه (يحاولون إقناعه للانضمام بالمظاهرات)، وهي كانت معي -من دفعتي السنة الأولى- ولكن من أول قدومها إلى جامعة حلب، فورًا انخرطت بجو المظاهرات بالجامعة، وقلت لها: حسنًا أنا جاهز، فكانت هي مجموعة "فيسبوك"، وبعد هذا الكلام بحوالي يومين أو 3، قالت لي: سيجتمع بنا شاب، وهو مسؤول تنسيق الحراك بكلية العمارة، -الشاب اسمه ورد فراتي من دير الزور- فأنا توقعت أنه من دير الزور (المدينة)، فتبين أن الشاب من الميادين، وورد أحد أعز أصدقائي على الإطلاق، فاجتمعنا خلف الكلية في حديقة الأصدقاء -خلف الكلية مباشرةً-، وهي امتداد حديقة الكلية تمتد لحديقة الأصدقاء، وكنا تقريبًا 20 شخصًا، وكان ورد سيلتقي ...، وفي تلك الفترة بدأ أساسًا -على مستوى أعلى- التنسيق بين الشباب، الذين تبين أنهم هم مسؤولو الحراك في الكليات، وأصبحوا يرون بعضهم في كل المظاهرات، ليكوّنوا شيئًا، وينظموا حراك الجامعة بشكل أكبر، والذي كان نتاجه لاحقًا، هو تنسيقية جامعة الثورة.

ورد بدأ يلتقي كل دفعة بدفعتها، من شباب السنة الأولى وشباب السنة الثانية والثالثة، -وهو كان سنة رابعة في هذه الفترة- وكنا جالسين مع شباب السنة الأولى حوالي 20 شابًّا وصبية (فتاة)، وأنا أراهم لأول مرة، يعني كان دوامي قليلًا، وليس منهم سوى شخص كان في مرسمي(مرسم كلية العمارة)، فجاء شاب من بعيد، وجلس وألقى التحية، وقال: أنا ورد فراتي -سنة رابعة-، كانت الجمعات (التجمعات واللقاءات) على المستوى الكبير في حديقة عادي جدًّا، ونحن اجتمعنا خلف مبنى الكلية مباشرةً، وهذه المجموعة -شباب السنة الأولى-، عرفوا بعضهم من بداية الدوام، بمظاهرة ومظاهرتين و3، فشكل عاملًا، أو رابط ثقة كبير جدًّا، فعندما يتكلمون على المجموعة أننا غدًا سنجتمع مع أحد، لن يكون هناك تسريب، وأنت أساسًا يوجد بجانبك 6 أو 7 أشخاص جالسين، والحديقة كبيرة، فيوجد تجمعات شباب كثيرة، فالأمر عادي، وأساسًا إذا جاء أحد (من الأمن أو الجيش) لم يكن أحد منا مطلوبًا.

ورد كان معتقلًا قبل هذا الاجتماع عدة مرات، لكن هو ليس مطلوبًا بشكل كبير، فليس هناك مشكلة، إذا لم يكن هناك اختراق أمني، أو تأكيد من أحد منا أننا نجتمع لهذا الشيء، ويأتوا ليأخذونا، وتحت التعذيب نعترف، فأمورنا جيدة وسليمة، وجلس ورد، وعرفنا نحن عن أنفسنا، وبدأ بكلام -أنا لم أكن قد سمعت مثل هذا الخطاب-، كان كلامه يركز على أن بقاء بيت الأسد أساسًا في بلد مثل سورية، هو شيء مدمر للإنسان كإنسان، والآن هي الفرصة -التي لن تتكرر على الإطلاق- لأن تنتفض سورية، ويسقط هذا النظام، أو أنه لن ينتهي الموضوع بأن نرجع لتاريخ 14 آذار/مارس (المقصود ما قبل الثورة)، وإنما سنرجع لأسوأ من ذلك بكثير، وأي شخص يظهر معارضته للنظام، فهو في عداد الأموات، وأن سورية كبلد بمكوناته ومقوماته الاقتصادية والثقافية والدينية والاجتماعية، وحتى هذا التنوع الذي هو شيء إيجابي وليس سلبيًّا، قادر على أن يكون بلدًا قويًّا جدًّا، ولكنه محكوم من قبل عصابة لم يمر مثلها بالتاريخ، فكان خطابًا -أستطيع أن أصنفه حاليًّا بعد أن أصبح لدينا تصنيفات- خطابًا نخبويًّا كبيرًا، يعني أنا كنت أحاول أن أستوعبه شيئًا فشيئًا، وأنا ببساطة كنت مؤمنًا بأنه نظام مجرم واستبدادي، وفعلًا سبب دمار سورية على جميع الأصعدة، ولكن لم أكن أفكر بهذا الشيء البعيد، وورد بكلامه كان يتكلم عن موضوع، أنه تخيلوا سورية بدون بيت الأسد، وأعطى حافزًا فعلًا، وأنا رأيت حافزًا كبيرًا جدًّا بعيون الشباب والصبايا (الفتيات)، تشكل عندهم من كلام ورد، وقال: إننا نحن أحببنا أن نرى بعضنا، ونحفظ وجوه بعض، وكالعادة أي مظاهرة في المنطقة أحاول أن أوصل لكم خبرًا، ونحن سنرى ماذا سنفعل لتنسيق أكبر على مستوى جميع الكليات، ويكون هناك تنسيقية للجامعة، وقام ورد للمغادرة، وألقى التحية، وعندما مشى لحقت به، وألقيت التحية عليه، وقلت له: أنا أعجبت بكلامك بصراحة، ولم أسمع هذا الكلام بهذا المستوى، وأرغب أن أدخل بنقاش أكبر، فقال: ليس لدي أية مشكلة، أين تريد أن نلتقي فقلت له: أنا منزلي في المارتيني، ودللته، فتبين أن بيني وبينه بناءان.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في حلبالحراك الطلابي

كود الشهادة

SMI/OH/14-22/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

كانون الثاني 2012

updatedAt

2024/03/27

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-جامعة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

جامعة حلب (نظام)

جامعة حلب (نظام)

الشهادات المرتبطة