تطور الحراك في مدينة حلب، وهيكلة تنسيقية جامعة الثورة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:10:26:13
حلب في هذه الفترة، -التي هي ما بين بداية 2012 وحتى تموز/يوليو عند دخول الجيش الحر "معركة الفرقان" - بدأت تنتفض بشكل مضطرد جدًّا؛ كان واضحًا لأي شخص موجود في حلب حتى لو ليس له علاقة -من المدنيين المتابعين للوضع- عدد نقاط التظاهر، وتواتر المظاهرات ضمن نفس الـ24 ساعة، تخرج المظاهرة بنفس المنطقة 3 مرات، والعدد في آذار -بالنسبة لي كنت أراه بين آذار وبعد آذار- كان قد وصل إلى ذروة غير متوقعة، كان يوجد نشوة نصر لدى شباب الطليعة الأولى من المتظاهرين، من أبناء حلب وخارج حلب، كان يوجد نشوة نصر، لأننا صبرنا سنةً، وتحملنا اعتقالات، ووصلنا إلى مرحلة يأس كبيرة، ولكن نتاج المثابرة التي أصررنا عليها ظهرت، وانتفضت مدينة حلب فعلًا، كان يوجد انتفاضة كاملة، كان يوجد في شهر نيسان/أبريل وأيار/مايو محاولات وصول لساحة سعد الله الجابري، كانت تأتي مظاهرات من حلب القديمة.
وهنا كانت قد تبلورت تنسيقية جامعة الثورة (جامعة حلب)، وأنا كنت عضوًا بها، وتنسيقية جامعة الثورة أنا أتيت -يعني عندما دخلت في الحراك الثوري في حلب في أول 2012- كانت قد دخلت في أول مراحل التنظيم، وكان يوجد من كل كلية شباب تعرفوا على بعضهم، ورأوا بعضهم في المظاهرات، وعندما بدأوا يلتقون أكثر، ونفس الوجوه تتكرر - في المظاهرات داخل الجامعة وخارج الجامعة-، فطُرحت فكرة - وأنا فيما بعد حكى لي (أخبرني) الشباب: أن أول من بادر بطرحها، هو الشهيد حسام الدين أرمنازي - تقبله الله- هي فكرة المجموعات المركزية في كل كلية: أن نبدأ الخطوة الأولى بتجميع مجموعة مركزية في كل كلية، ويتفقون بين بعضهم على شخص يمثلهم، حتى ندخل في الخطوة الثانية: التي هي أن هؤلاء الممثلين يجتمعون مع بعضهم، ويكون لهم كيان ثابت باسم واضح، يُنسق الحراك الجامعي بشكل عام.
كان عدد المتظاهرين -من شباب طلاب الجامعة- هو القسم الأكبر في الثورة الحلبية في 2011، والفكرة أن جامعة مدينة حلب يوجد بها العدد الكبير أو الأكبر في سورية من طلاب إدلب وحماة وحمص ودير الزور والرقة، وهي من المحافظات المنتفضة بنسبة كبيرة، وطلابها كان لهم فضل كبير، أن يكونوا مع شباب أبناء مدينة حلب لانتفاض المدينة، أن يكونوا معهم جاهزين لأية حركة للتظاهر، أو أي عمل ثوري حتى تنتفض مدينة حلب، مثل أصدقائي الذين عندما أتيت، هم كانوا لا يوفرون (لا يفوتون) مظاهرةً، وهم من طيبة الإمام، -والذين كنت أقول لهم: لا تخرجوا-، ومثلهم كان الكثير، فهؤلاء كانوا مساعدين جدًّا لشباب مدينة حلب حتى تنتفض مدينتهم.
تنسيقية الجامعة, أنا عندما تعرفت على ورد فراتي بشكل أكبر، شرح لي أين وصلوا، وتشكلت في كل كلية مجموعة مركزية، واتُفق على أن يكون لهم ممثلًا، مثلًا كلية هندسة العمارة كان الممثل ورد فراتي، وفي كل كلية، وفي كل معهد نفس الترتيبة، واجتمع هؤلاء الأشخاص تقريبًا في أول شباط/ فبراير 2012، وقرروا اتخاذ اسم "تنسيقية جامعة الثورة"، لتكون هي التنسيقية الممثلة للحراك الجامعي والمنظمة له، وبعد فترة ظهر شيء اسمه "اتحاد طلبة سوريا الأحرار"، و"الاتحاد الديمقراطي الحر" ولكنهم إما انضموا لتنسيقية جامعة الثورة أو انتهوا.
[ وحول]تنسيقية جامعة الثورة؛ بعدما توجه حسام الدين أرمنازي للعمل المسلح، وذهب إلى إدلب -أعتقد لفترة- ثم إلى ريف حلب الشمالي، ودخل مع لواء التوحيد إلى مدينة حلب، وفي هذه الفترة في شهر شباط/ فبراير أو آذار/مارس 2012، سلم الشخص المنسق حتى يجتمع الأشخاص، ويكون منظمًا لهذه الحركة، أبو مصعب الإدلبي "عمر دحكول"، طالب هندسة معلوماتية، عمر استلم التنسيق ما بين الكل، وعمر كان في الكويت في بداية الثورة، وكان متوفرًا على الإنترنت دائمًا، وله نشاطه على السوشال ميديا (وسائل التواصل الاجتماعي)، وعلى هذا الأساس كان له تواجد دائم على الإنترنت، وأي شخص يريد التواصل مع أحد، فإنه يكلم عمر، وعمر يكلم هذا، وعمر يعرف الجميع، وهنا نزل عمر إلى سورية إلى جامعة حلب.
كان ورد فراتي: ممثل عن كلية العمارة، والدكتور محمد سنيناتي من كلية الأسنان، والطب: حمزة الخطيب اسمه الحقيقي: زاهد قاطرجي، والاسم الثوري: حمزة الخطيب-، والمعلوماتية كان يوجد أبو عمر آيتي، وكان ابن عمي رامي مكسور، ومن الميكانيك يوجد أبوعدي تايغر -اسمه على ما أعتقد إبراهيم-، وهؤلاء الشباب قسم كبير منهم -أو نصفهم- انتقل إلى المحرر، عندما دخل الجيش الحر، وهؤلاء الشباب دخلوا في مرحلة التنظيم أكثر، واعتمدوا نمط مجموعات "فيسبوك"، وهو مجموعة سرّية مغلقة، وكان الترتيب كالتالي: أول مرحلة تنظيم دخلت بها جامعة الثورة، أنه يوجد مجموعة إدارة، ويوجد بها ممثل عن كل كلية، فكان التنظيم على آلية تمثيلية، ويوجد مجموعة عامة تحوي كل الأعضاء، وهذه المجموعة عندما دخلت إليها -تقريبًا- في شهر آذار/مارس 2012، أو آخر شباط/فبراير، كان يوجد بها 400 عضو، وحتى لحظة دخول الجيش الحر إلى مدينة حلب، وصلت إلى 900 أو ما يزيد، ولكل كلية أيضًا مجموعات "فيسبوك" مغلقة، فكان على هذا الأساس مجموعة يوجد بها الكل، ومجموعة إدارة يوجد بها الممثلون عن كل كلية، فكان أساس الإدارة، هو ليس انتخابيًّا ضمن المجموعة العامة كلها، بل ضمن كل كلية يُنتخب ممثلًا لها، وهذا الممثل يكون في مجموعة الإدارة (إدارة التنسيقية)، وإدارة التنسيقية تناقش وتخطط لكل شيء، وإذا كان هناك موضوع يتطلب مناقشةً مع باقي الأعضاء، يطرحونه على الكروب (المجموعة) العام، وعندما يُتفق على التنسيقية في جامعة حلب، مع تنسيقيات أحياء ثانية مثل تنسيقية بستان القصر وحلب الجديدة وشارع النيل، فيضعون بوستًا (منشورًا) اسمه مظاهرة معتمدة، أنه: الأعضاء في تنسيقية جامعة الثورة مظاهرة يوم الفلاني الساعة الفلانية، يبدؤها فلان، وكان يوجد مجموعة إشعال من 5 أشخاص تقريبًا، مهمتهم سبر جو المنطقة، وأن يتأكدوا من أن الناس جاهزين، ويعرفون الوجوه، وإذا كان يوجد قوات أمن بعيدة أم ليست بعيدة، حتى يعطوا الإشعال بهتاف معين.
جامعة الثورة -صراحةً- قدمت نموذجًا تنظيميًّا عاليًا جدًّا، لم يقتصر الحراك الثوري في جامعة حلب على المظاهرات، وإنما كانت هي عماد هذا الحراك، ولكن كان يوجد تنوع كبير، كان يوجد مجموعة، وهنا سأتكلم عن المرحلة الثانية من التنظيم بجامعة الثورة في حلب، التي هي تنظيم على أساس الاختصاص -مكاتب اختصاصية-، والتغت آلية ممثلي الكليات، وأصبح يوجد شيء يحتاج مكتبًا طبيًّا ومكتبًا إعلاميًّا ومكتبًا إغاثيًّا، ومكتب مجموعة حرائر جامعة الثورة، تحوي الصبايا (البنات) من أعضاء التنسيقية، وكان يوجد مجموع بصمة جامعة الثورة، وعملت عملًا رائعًا جدًّا، مثلًا: الطلاب عند الساعة 08:00 صباحًا، ذهبوا إلى حديقة الجامعة، وشكلوا حرف SOS بأجسامهم (تعني الاستغاثة)، وأخذوا صورًا من مكان مرتفع فقط، يعني هي ليست مظاهرةً، فأي حراك ثان يوجه رسائل مركزةً، كان هو عمل بصمة جامعة الثورة، صبغوا دوّارات المياه (برك الماء) والبحيرات (البحرات) باللون الأحمر، والناس استيقظوا صباحًا، ورأوا لونًا أحمر! وهو نوع من التنديد بالمجازر التي حصلت في حمص ودرعا، وكان يوجد تعليق لدمى أطفال على سور المدينة الجامعية تعبيرًا عن أطفال الحولة -الذين قُتلوا في مجزرة الحولة-، مع لافتات توضع، فكان هذا نمط الحراك، وأذكر كان يوجد إضراب كرامة، وسبقه إضراب ثان لتجار حلب، دعوة لإضراب تجار حلب، باعتبار أن حلب العاصمة الإقتصادية، فيكون نوعًا من التأثير بهذا الشكل الناعم ضد النظام، فكان يوجد طلاب جامعة يوزعون منشورات على البيوت والمحلات والمعامل، وعلى السوشيال ميديا (وسائل التواصل الاجتماعي) طبعًا، ولكن كان يوجد منشورات مطبوعة تُوزع، كانت كتابة اللافتات، كانت اللافتات المتفق عليها بخطاب وطني بحت، لأن تنسيقية جامعة الثورة أساسًا دخلت فيما بعد، في اصطفاف أيديولوجي بين إسلامي وعلماني، كان أحد أبرز عوامل انتهاء التنسيقية، وعلى هذا الأساس أصبحنا هنا بالتنظيم المتبلور كجامعة الثورة، المكاتب التخصصية والإدارة، وكل مكتب يَنتخب..، يعني: أنت أين ترى نفسك؟، مثلًا: إعلامي فنضيفك إلى مجموعة المكتب الإعلامي، إذا اكتملت مجموعة المكتب الإعلامي، ينتخبون شخصًا ممثلًا لهم، وهذا الشخص يكون بإدارة تنسيقية جامعة الثورة، وكانت الإدارة 12 عضوًا تقريبًا، وأنا كنت في الميداني، وهو مسؤول عن الإشعال، ومجموعة الحماية -كان يوجد شيء اسمه مجموعة الحماية للمتظاهرين-، والذي يخطط للمظاهرة ميدانيًّا؛ يعني نخرج بهذا الشارع أو بذاك الشارع، أو نهرب من هنا أو من هناك.
معلومات الشهادة
الموضوع الرئیس
الحراك الطلابيالحراك المدني في حلبكود الشهادة
SMI/OH/14-31/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/03/27
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-جامعة حلبشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
تنسيقية جامعة الثورة (حلب)