الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المظاهرة الأكبر في جامعة حلب بحضور بعثة المراقبين الدوليين في أيار 2012

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:04:19

المظاهرة الأكبر كانت في 17 أيار/ مايو 2012، وسُميت مظاهرة المراقبين الدوليين، وفي ذلك اليوم وصل خبر -انتشر بشكل كبير ضمن كل طلاب الجامعة-، أن المراقبين الدوليين أصبح لهم فترة يومين أو 3 في مدينة حلب، وسيأتون إلى الجامعة، وطبعًا المراقبون الدوليون سيأتون إلى الجامعة؛ لأنهم يريدون أن يروا أساسًا ما يحدث -باعتبار أن هذه مهمتهم - في هذه المنطقة التي هي يوميًّا يوجد فيها اعتقالات ومظاهرات، وإطلاق رصاص حي وغاز مسيل للدموع، ولم يكن هناك أي تواصل للتنسيقيات معهم، ولم يكن هناك أية إمكانية للتواصل معهم، لأنهم أساسًا تحت مراقبة النظام وحماية النظام، والفندق الذي كانوا به كان كله مع حراسته جميعه من قبل قوات أمن النظام، ولا يوجد رقم هاتف نستطيع الحصول عليه، وهي أساسًا هذه مشكلة في آلية عمل المراقبين العربيين والدوليين، الذين أتوا إلى سورية، لأنه كان دون جدوى، وعبارة عن ضحك على اللحى (مثل يقصد به الاستغفال)، فقال الشباب: إذا كان يوجد دخول للمراقبين الدوليين فيجب أن نغتنم هذه الفرصة، لأنها ستكون ذهبيةً، وهي فعلًا كانت ذهبية، وخرجت مظاهرة في كلية العلوم حوالي الساعة 12:00 ظهرًا، وحفظ النظام كان في وقتها عدده الكبير واضحًا، وعندما رأينا التواجد -وهو دائمًا يوجد حفظ نظام وشبيحة- وعندما رأينا هذا العدد الكبير، تيقّنا أنه يبدو فعلًا أنه سيأتي المراقبون الدوليون، وأُعلِن نوعٌ من الاستنفار في التنسيقية، أن الجميع يجب أن يكونوا في كلياتهم ويتابعوا دوامهم ويكونوا جاهزين، ويجب متابعة مجموعة "فيسبوك" وأي شيء نضعه (ننشره)، وفي الساعة 11:00 جاء تأكيد قطعي نوعًا ما، أنه سيأتي المراقبون الدوليون، وفي الساعة 12:00 خرجت مظاهرة في كلية العلوم، وأنا لم أكن موجودًا، كنت في كليتي، وحتى الساعة 12:00 لم يحدث شيء، وأنا أساسًا كليتي وساحة الجامعة الرئيسية ومنزلي في المارتيني [بينها] مسافة كيلو متر، فذهبت إلى منزلي أنا وورد فراتي، وجلسنا نتابع الموضوع، وفي هذه الفترة الشباب الذين ضربهم حفظ النظام في العلوم، خرجوا إلى سور المدينة الجامعية، وأصبح اشتباك نوعًا ما بالأيدي ورمي الحجارة، والشبيحة لم يكونوا قد دخلوا حرم الجامعة، وإنما داخل حرم الجامعة فقط حفظ النظام لأجل المراقبين الدوليين، ولكن الشبيحة كانوا حول سور الجامعة، وخرجت مظاهرة من المدينة الجامعية، وخرجت مظاهرة في كلية الميكانيك. 

في هذه الفترة أساسًا الكليات أصبحت تخرج كل يوم، وبكل الأحوال يجب أن يكون هناك مظاهرة كل يوم، وكلها من حالة الجاهزية، وجس النبض لحفظ النظام، ونرى أين الأمن والشبيحة، حتى نزلت المنشورات بتأكيد وصول المراقبين الدوليين، وأنه يجب أن نذهب في أسرع وقت، وأنهم أصبحوا أمام باب كلية الطب، وبجانبه مبنى رئاسة الجامعة، ويوجد بجانب مبنى الطب فرع الحزب -حزب البعث-، فنحن لا نريدهم أن يصلوا إلى فرع الحزب، ويدخلوا إلى الداخل، ونحن موجودون الآن، الشباب الذين كانوا يتظاهرون بين العلوم والميكانيك، ذهب فورًا 100 شاب أو 200، استطاعوا تطويق السيارات، هذا الشيء الذكي الذي فعلوه، وطوقوا السيارات، وأجبروهم على الوقوف، وبدأوا يهتفون، وحفظ النظام استنفر، ولم يأت بأية حركة، وفرع الحزب جميعهم بالأسفل، يحاولون إبعاد المتظاهرين عن السيارات، حتى يدخلوا إلى الداخل، وتشكلت دائرة ثانية و3 و4، ووصل العدد إلى 1000 خلال نصف ساعة، وهنا كان الموضوع على المكشوف؛ مجموعات شباب وبنات يركضون من الكليات من المدينة الجامعية، ومن الشباب الذين يسكنون قريبًا من ساحة الجامعة يركضون في الشوارع، وخلال ساعتين في الساعة 3:00 ظهرًا تقريبًا، بلغت ذروة المظاهرة، وأنا شاهدتها بعيني، وكنت أعتبر نفسي من الناس الذين يستطيعون أن يقدروا أعداد المتظاهرين، فبعض الناس يظنون أن 500 هي 5000، فأنا كنت أحاول أن أعد، لأن مظاهرة طيبة الإمام كانت تصل إلى عدد كبير 10 آلاف، يقولوا اليوم خرج 5000، ويقولون: لا كان العدد أكبر من ذلك، حتى أصبحت أعد، وأصبحت أعرف أن هذه المساحة من الشارع تتسع 20 أو 100 شخص، وساحة الجامعة بنسبة 70بالمئة امتلأت بالطلاب المركزين المكثفين في هذه المنطقة، وعند سارية العلم -التي أساسًا تم إنزال علم النظام فيها، ورفع علم الثورة-، صعد شاب إلى عمود المنصة، كنا دائمًا في هذه المرحلة نجهّز الأعلام معنا، وكانت البنات يضعن الأعلام في حقائبهن، لأجل أية مظاهرة مفاجئة نقررها، وعلب الكولا لأجل الغاز المسيل للدموع، ووصل العدد تقريبًا إلى 7000، ولكن طبعًا تستطيع أن تقول أنه يوجد 2000 من تنسيقيات الأحياء، أيضًا وصلت تنسيقيات الأحياء إلى ساحة الجامعة، والمراقبون الدوليون محاصرون بسياراتهم من الداخل، ولم يخرجوا، وكُتب على سياراتهم آلاف العبارات الثورية، وهم كانوا 4 سيارات -كما أعتقد- ودخل الطلاب إليها، كانت وعد الخطيب من البنات اللواتي ركبن في السيارة، وتكلمت مع المراقبين الدوليين، وأنه يجب عليكم أن تأتوا وتروا، والآن حفظ النظام لا يفعل شيئًا، ولكن منذ يومين استُشهد فلان، واعتُقل فلان، وقدموا قدر الإمكان معلومات، والمراقبون الدوليون أتوا على أساس أن يزوروا رئاسة الجامعة وفرع حزب البعث، لأنهم أساسًا مسيرون من قبل النظام -بحركتهم وتوجهاتهم-، ولم يكونوا متوقعين هذا السيناريو على الإطلاق، فأصيبوا بحالة ذهول، وعشرات الطلاب قدموا معلومات وأسماء، وكان تعاملهم جيدًا، كانوا يطلبون منا أن نتكلم، وأنا رأيتهم من شباك (نافذة) السيارة ولم أدخل، ويوجد 3 طلاب وصبية (فتاة) تكلموا، هم كانوا 4 مراقبين في السيارة -السائق و3 أشخاص- ويوجد شخص منهم أعتقد كان من الإمارات، كان متحمسًا جدًّا حتى يأخذ معلومات، ولكن لا يوجد أحد يسجل، أسماء الطلاب الذين تم تقديمهم والمعتقلون والشهداء لم يسجلهم أحد -ولا أعرف إذا السيارات الأخرى سجلتهم-، ولكن السيارة التي رأيتها لم يسجلوا، على كل حال لم يكن معولًا أساسًا على المراقبين الدوليين، فحتى إذا حصلوا على أسماء، فليس من المؤكد أنهم سيطلقون سراح هؤلاء الطلاب المعتقلين، كان فقط استغلال فرصة ذهبية لمظاهرة، كانت فعلًا من أكبر مظاهرات حلب على الإطلاق، ولا أظن أنه كان يوجد عدد أكبر منها، ورُفع علم الثورة على الساريتين، وكُسرت لوحة حافظ الأسد -على لوحة سيراميك-،والشاب غيث ضاهر كان يلف علم الثورة على جسمه، ثم يلبس لباسه فوق العلم، حتى إذا حدثت أية مظاهرة فورًا يسحبه، ويرفرف به، وغيث كان من أول مجموعة قامت بتطويق السيارات، ثم ذهب إلى صورة باسل الأسد وحافظ الأسد [المصنوعة من] السيراميك (الخزف) الموجودة في ساحة الجامعة لتكسيرها، ثم قال لي إنه خطر بباله، أن يصعد على مدخل الجامعة -الذي هو قوس-، وقال لي: بسبب الحماس والاندفاع، في ثوانٍ كنت فوق القوس، ورفع علم الثورة -العلم الصغير الذي بيده-، وتسلق معه شاب ثان من تل رفعت من عائلة عليطو -لا أعرف اسم الشاب- وغيث هو الذي حكى لي هذه التفاصيل، جاء شاب ثان ومعه علم الثورة بحجم أكبر، فقال لهم: هذا العلم أكبر، وأعطاهم العلم ورفعوه، وتم التقاط هذه الصورة؛ حيث علم الثورة مرفوع بين يدي غيث وهذا الشاب من تل رفعت، لتكون الصورة الرمزية لجامعة حلب وتنسيقية جامعة الثورة، وعند الساعة 3:30، أصبح الوضع مخيفًا، فلم تعد ساحة الجامعة تتسع للأعداد، وأصبحوا يهتفون، ولدينا تقريبًا 1000 شخص، أصبحوا يهتفون من الشارع، ما بين مطعم زهرة حلب والجامعة، وهنا الشبيحة -كما ذكرت- أساسًا من الظهر كانوا قد طوقوا المنطقة في الشوارع، ولم يكونوا داخل حرم الجامعة، وحفظ النظام كان عددهم 200 وأصبح 300، استدعوا فورًا قوةً ثانيةً، وحفظ النظام الموزع في الكليات مثل العمارة، تم استدعاؤهم، وجاء أمر بفض المظاهرة بأي شكل وأمام المراقبين الدوليين، لم يكن يوجد إطلاق رصاص، ولكن الغاز المسيل للدموع [أطلق] بكثافة وفرق المتظاهرين، وبقيت حالة مواجهة أننا سنبقى، وبدأ رمي الحجارة على الطلاب، كان يوجد إصابات كثيرة في العين أو الرأس، والمراقبون داخل السيارات لم يتحركوا، أساسًا ليس لديهم القدرة على أن يروا شيئًا؛ يعني غاز مسيل للدموع، وعدد كبير من الطلاب، وصراخ وهتافات، ووضع مختلط عليهم، وإذا لم يخرج من سيارته، ووقف في مكان يستطيع أن يرى به ما يحدث، فلا يستطيع أن يسجل أية ملاحظة، ولكنهم شاهدوا ما يحدث، وعاد الطلاب للدخول إلى السيارات، أن اخرجوا وشاهدوا كيف بدأوا بالهجوم علينا -ليس حفظ النظام وإطلاق الغاز المسيل للدموع هذه المرة-، ولكن هنا الشبيحة بدأوا يتجمعون عند مستشفى الجامعة، وعند طلعة أدونيس، وبدأ الشبيحة بالدخول بين المتظاهرين في هذه الفوضى، وأصبحت حالات طعن بالسكاكين، بحسب تأكيد شاب لي شاب من المكتب الطبي -هنا تنسيق الجامعة أصبح به مكتب طبي، والشباب الذين قاموا بدورات مع الهلال، والشباب طلاب الطب والتمريض أساسًا-، فقال لي: أنا فورًا حاولت أن أتعامل مع 4 حالات طعن، كانوا مؤذيين، كانوا يضربون على الكبد أو الخاصرة أو الكلية، وقال لي: إن الطعن جميعه كان في الخواصر. 

لم يكن يريد الشباب أن يفضوا المظاهرة بهذه البساطة، وأصبح يوجد حالة مواجهة، وبدأ الرد بالحجارة على حفظ النظام، واستمرت حالة المواجهة ما بين الشبيحة وحفظ النظام من جهة، والمتظاهرين من جهة، لمدة نصف ساعة تقريبًا، وبدأ إطلاق النار في الهواء. وهنا أريد أن أعود إلى نقطة؛ غيث حكى لي عندما كان يقف على قوس باب الجامعة، نسي أن يتلثم بسبب حماسه واندفاعه، -ومن وقتها أصبح مطلوبًا، ولم يعد يستطيع أن يكمل دوامه-، ولكن عندما نظر وهو أصبح لديه نظرة شاملة من فوق قوس الجامعة للمظاهرة وللمنطقة، رأى قناصًا يعني ليس عسكريًّا ببندقية بل شخص معه قناصة على سطح مستشفى الجامعة، وقال لي: رأيته وجّه القناصة باتجاهي، وعينه على المنظار، ومستعد لأن يطلق النار، وكنت أترقب بأية لحظة أنني سأقتل، ولكن مستحيل كنت أن أنزل -ولم يضربني-، فحتى المخابرات كانوا متجهزين لهذه المرحلة، ونشروا قناصين، وإذا كان هناك قناص على مستشفى الجامعة، فمحتمل أن يكون هناك عدد على المباني الثانية. 

انتهت المظاهرة عندما بدأ هجوم عنيف جدًّا للشبيحة بالسكاكين والعصي، وأصبح هناك إصابات كثيرة، وتبين لنا أن النظام قرر -حتى مع وجود المراقبين الدوليين- أنه يريد إنهاء المظاهرة، لذلك كان يجب إنهاؤها بأقل الخسائر، لأنه أصبح لدينا حوالي 20 او 25 إصابةً، بين حجارة، وطعن، وتكسير بالعصي والحديد. 

لم يكن معولًا على مجيء المراقبين الدوليين، وإنما أعطونا فرصةً حتى نخرج، وفعلًا كانت الفرصة مثاليةً، وكان يوجد شعور بالرضى، يكفي أن وجودهم أمّن لنا هذه الفرصة، حتى نريهم أنه يوجد مظاهرات سلمية مثالية وطلابية ضد النظام، ومطالبات بإسقاط النظام، وليس بإصلاحات ولا بأي شيء ثان. 

طلاب الجامعة والأعداد الكبيرة كيف جاؤوا؟ يوجد ناس مهيأة جدًّا أن يخرجوا بمظاهرة، ولكن خوفها من الاعتقال أو من القتل كان يمنعها من الخروج بمظاهرة، ومن كليتي أعرف وجوهًا، ورأيت على الأقل 50 شخصًا، أنا متأكد قطعًا أنهم لم يخرجوا بمظاهرة من قبل، ولم يكن ظاهرًا على كلامهم داخل الجامعة (أنهم معارضون). 

كان عدد الطلاب الموجودين من كليات الطب والعلوم القريبة، نسبة 70% من الموجودين، طبعًا -كما ذكرت- النسبة الأكبر من الذين خرجوا بالمظاهرة لأول مرة، لأنه يوجد جو آمن نوعًا ما، فكان هذا الدرس أنه لو وجد جو آمن، ولو تعاملوا بالغاز المسيل للدموع، ولكن لو لم يكن هناك اعتقال وقتل، فكان واضحًا للجميع أن الأعداد ستكون أكبر بكثير. 

كان يوجد اعتصامات للمطالبة بالمعتقلين، تحدث في الكليات -اعتصامات صامتة-، في كلية العمارة: نحن اعتصمنا على درج في مدخل كلية العمارة على الباب الرئيسي 3 اعتصامات، ويأتي حفظ النظام، ويسألنا: ماذا تفعلون؟ فنقول لا شيء، وعندما يشاهدوننا نرفع لافتةً يأتون ويهددوننا بالاعتقال، وهذه الاعتصامات كانت تحدث، وكان يوجد صلاة على أرواح الشهداء في سورية -صلاة غائب-، تُقام أيضًا داخل الكليات، بالإضافة إلى المظاهرات، يعني هذا الحراك الميداني بالإضافة إلى بصمة جامعة الثورة.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

الحراك المدني في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/14-34/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

17 أيار/ مايو 2012

updatedAt

2023/11/03

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-جامعة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

بعثة المراقبين الدوليين إلى سورية

بعثة المراقبين الدوليين إلى سورية

تنسيقية جامعة الثورة (حلب)

تنسيقية جامعة الثورة (حلب)

قوات حفظ النظام

قوات حفظ النظام

الشهادات المرتبطة