"مبادرة بلد"، دعا لها بعض النشطاء في مدينة حلب منهم: محمود عادل بادنجكي، ومحمود حمام، ومحمود عبيدو، وفراس مصري، وياسر ذاكري، وعلاء جابري، والدكتور جلال الدين خانجي، وأنا معهم، وأعتذر إذا نسيت بعض الأسماء، ولكن العدد كان جيداً، والبعض منهم استشهد لاحقاً. وكان الهدف الأساسي [إيجاد بديل]، حيث كانت مبادرة بلد قد تشكلت تقريباً مع دخول الجيش الحر إلى مدينة حلب، فمع انهيار مؤسسات الدولة ما هو البديل الذي قد يحكم المدينة؟ فيجب أن تكون هناك جهات شعبية ذات كفاءة وتكنوقراط يستطيعون أن يسيروا مديرية الكهرباء والمياه، ويحافظون على الدوائر الرسمية من الحرائق، وتعرف ما يحصل في ساعات الفوضى، إذ يوجد أشخاص مغرضون يدخلون، ويشعلون حرائقاً، ويدمرون وخاصة في النفوس أو السجل العقاري أو جامعة حلب ومستشفى حلب، وكل هذه الأمور تجعلنا نخاف من أن يحصل شيء. وفي ذلك الوقت، تحاصرت مدينة حلب، وحتى الوقود لم تعد تصل إلى المدينة (المحروقات)، وهذا أثّر على الأفران، ولم تعد الأفران تعمل، فحصلت أزمة خبز، فأحد الأمور التي قامت بها "مبادرة بلد" أنها قامت بوساطة، واستطاعت أن تتحدث مع محافظ حلب، وكان المهندس فراس المصري لايزال عضواً في مجلس المدينة، وتكلم مع المحافظ، ومن جهة أخرى، تحدثنا مع قائد لواء التوحيد الشهيد عبد القادر الصالح للسماح لصهاريج المازوت والوقود بالدخول إلى داخل مدينة حلب، وكان الشرط أن تذهب نصفها إلى المناطق المحررة ونصفها إلى المناطق المحتلة التي تحت سيطرة النظام، وفعلاً، دخلت صهاريج المازوت،، ونجحت المرحلة الأولى منها، ولكن فيما بعد كأن هناك جهات في المخابرات لم يناسبها هذا الشيء، فلا يهمهم تشغيل الأفران فأوقفوا هذا الشيء، وترافق هذا الموضوع مع إقالة المحافظ، ولا نعرف إذا كانت إقالة المحافظ لها علاقة بهذا الحدث أم لا، هذا الشيء لا نعرفه حقيقة، وبعدها مباشرة وصلت معلومات إلى المهندس فراس المصري أنَّه سيتم اعتقاله، فغادر مباشرة، وكانت هناك محاولات أخرى ومبادرات أخرى من الهلال الأحمر لمتابعة بعض القضايا من نفس الأمر؛ لإصلاح محطات مياه أو كهرباء تضررت نتيجة بعض المعارك أو القصف. لكن تمت مداهمة مكتب "مبادرة بلد"، وهنا أذكر أن أحد الإخوة كان يعمل في شبكة مراسلي حلب اليوم، ومن مكتبه، فهم داهموا المكتب من أجل حلب اليوم، لكن أصحاب "مبادرة بلد" كانوا موجودين في المكتب فتم اعتقال عدد منهم، وأُفرج عنهم بعد عدة أيام، هذا بالنسبة "لمبادرة بلد".