الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

استقبال نازحي داريا وحي القدم في بلدة الطيبة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:02:17

بعد المظاهرة بشهر تقريباً أو أقل من شهر، كنا موجودين داخل المسجد أثناء الخطبة، سمعنا صوت إطلاق نار قريب، وتابع الإمام، وانتهينا من الصلاة، وبعد خروجنا، كان العساكر يطلقون النار في الهواء من أجل إسعاف مصابيهم، وكان هناك ضابط اسمه أبو خضر، ولم يكن هناك شيء اسمه جيش حر بعد، وإنما كان هناك شباب مسلحون، وكانوا ينتظرون هذا الضابط في ضيعتنا، وعندما مرّ أطلقوا عليهم النار، وقُتل عدد من العساكر، وأصيب هو، و عندما خرجنا من الجامع رأينا سيارات الإسعاف وسيارات الجيش تقوم بنقل جرحاهم، ولم نكن نعرف ماذا حدث، ثاني يوم حتى عرفنا ما حصل، يعني أهل الضيعة يعرفون أنه يوجد اشتباك، ولكننا لا نعرف مع من اشتبكوا، و لا نعرف من هم الأشخاص الذين أطلقوا النار على الضابط الذي كان يقمع المتظاهرين بوحشية، لذلك كانوا يريدون قتله.

الضيعة في الأساس لم يدخلها النظام، و دخلها مرة واحدة فقط أثناء هذه المظاهرة، وأصبحت المنطقة محايدة، لم يسيطر عليها هؤلاء ولا هؤلاء (المعارضة والنظام)، وعندما بدأ الجيش الحر كان لدينا نقاط عسكرية كثيرة، كان لدينا الفرقة الأولى والفرقة السابعة وعدة تلال تابعين لهم، فأغلب هؤلاء العساكر (المجندين) يكونون من محافظات أخرى، وكثيراً ما نرى عسكرياً من حمص أو من حلب أو من دير الزور مختبئاً لدينا في الضيعة، أو بدأ يعمل مع الشباب (الجيش الحر) منذ بدايتها، وكان عدد المسلحين تقريباً 10 أو 20 شخصاً، فتجد منهم شباباً منشقين من هذه القطع العسكرية ومع هؤلاء الشباب (الجيش الحر)، ومنهم استمروا حتى النهاية، و ظلوا يحاربون عندنا في الضيعة.

عندما نزح أهالي حمص وداريا امتلأت عندنا المنطقة، وخاصة لأن المنطقة كانت محايدة وقليلاً ما يحدث قصف عليها، وكان جميع الناس يدخلون إلينا، أول النازحين كانوا من حمص ومن [حي] القدم بدمشق.

في البداية، امتلأت المنطقة بالكثير من المهجرين من [حي] القدم، وفجأة امتلأت القرية، وفتحوا المدارس، وكانت حالة مزرية، فتدخل، وترى الناس يجلسون على الأرض، ويحتاجون إلى أي منزل، ويحتاجون إلى أي شخص يفتح لهم منزله حتى يسكنوا، وأنا كنت في الجامع، وكان جامع الضيعة صغيراً جداً، وأثناء صلاة الظهر خلال الأسبوع كان عدد المصلين عشرة أشخاص فقط، وفي يومها، أمتلأ نصف الجامع بالأهالي المهجرين، وتعرفنا عليهم، وكان جميعهم قادمين من القدم، يعني كان شبه نزوح جماعي من [حي] القدم.

التقيت بشخص كان يسكن في الجامع، وكان شاباً في مثل سني، وكان يحفظ معنا القرآن، وكان من ضمن العائلة التي تسكن في الجامع، وكنا عندما نخرج من أجل لعب كرة القدم كان يخرج معنا، وهو أخبرني في يومها، وتخيّل أننا في المنطقة لا أحد يجرؤ حتى الآن أن يقول: إنه معارض. وكان يضع علم [سِوار] الثورة بيده بشكل طبيعي، وكان يتكلم عن إطلاق النار والقصف وأنواع القذائف، ونحن كنا لم نسمع بهذه الأمور، وهم جربوها، ويعرفون الهاون والمدفعية، وهذا الشاب أصبح من ضمن مجموعة الجامع.

والنازحون من حي القدم بقوا موجودين، حتى إنه كانت هناك مدرسة بقيت مغلقة بسبب وجود المهجرين، يعني استمرت المدارس، وكان هناك دوامان، ولكن هذه المدرسة كانت للمهجرين. قاموا بتأخير دوام المدارس من أجل المهجرين، وفرزوا لهم بناء كاملاً، وفي البناء الثاني أصبح هناك دوامين للطلاب، صباحاً ومساء.

في القرية، كانت هناك حاضنة شعبية كبيرة أكثرهم من داريا والقدم، وفي يومها، لم يكن يوجد شيء أبداً، وحتى الجيش الحر في الضيعة غير موجود، [لا توجد كتيبة] باسم الضيعة، مثلاً: أحرار كذا. لا يوجد، والمنطقة حتى الآن نحن نعتبر أنه لا يوجد فيها أحد، ومن المستحيل أن يتم قصفها؛ لأنه لا يوجد فيها شيء، وعندما أرسلنا أبي لشراء الكباب من عند شخص كان دارانياً (أصله من مدينة داريا)، كان لديه بسطة (مكان صغير للبيع) كباب على الدوار، و كنا نجلس قبل الغروب بقليل، وننتظرها، وفجأة سمعنا صوتاً قوياً و كبيراً، و كان رهيباً، ونحن لسنا متعودين على القصف، وكنا نظن أنه في بلدة أخرى، ولكن الصوت كان قريباً جداً، وكان التخمين أن القصف في القرية الثانية، ولكن عندما سقطت القذيفة الثانية تناثرت الشظايا على الأرض، ونحن لم نعرف، بدأنا نلملم قطع الحديد الساخنة، ولا نعرف أنها شظايا لآن المصطلح لم يكن دارجاً (مستخدمًا) بيننا، وجاء شخص من داريا، وقال: الآن يتم قصفكم هذه هي الشظايا. وهو قد جرب هذا، وجاء شخص كان يصرخ، ويقول: سقطت قذيفة على منزل فلان (شخص من الناس)، ويوجد دخان، ومباشرة أهل داريا الشباب الذين كانوا موجودين في البسطة (مكان صغير للبيع) الذين كانوا يبيعون المشاوي (اللحم المشوي)، قالوا: لا تتجمعوا؛ لأنه سيتم استهداف التجمعات. وفعلاً، في وقتها تركت كل شيء من يدي، وركضت، واستمر هذا الأمر، وسقطت 10 قذائف على القرية تقريباً، وهذه كانت أول مرة أعيش فيها شعور القصف، ونحن لا نعرف سبب القصف، وعرفنا فيما بعد أنه كان هناك ضابط منشق قد دخل إلى ضيعتنا، وكانوا يراقبون السيارة، وأي مكان يدخل إليه كانوا يرصدونه ويضربونه، فهو اختبأ عندنا في الضيعة فقط، فاستمروا بالقصف على ضيعتنا، حتى يخرج، وبعدها لا نعرف ماذا حصل، هل بقي هذا الضابط أم خرج؟ ولكنه أختبأ عندنا. أنا عدت إلى المنزل مباشرة، وفي اليوم الثاني، رأينا آثار القصف، هُدم نصف المنزل تقريباً، وكان البيت المتهدم لأكثر شخص فقير في الضيعة، وأذكر حتى الآن أنه بنى غرفتين داخل الأرض، وأذكر أنه تزوج حديثاً، وأول قذيفة سقطت في منزله، حتى إنه لم يكن موجوداً في المنزل-الحمدالله- وأذكر الشخص الذي كان يصرخ كان يقول: سقطت القذيفة في النواعير. والنواعير كانت قديمة، وكان هناك نهر وناعورة، ولكن الناعورة غير موجودة، ولكن بقيت بنفس الاسم: حارة النواعير، وأول قذيفة سقطت في حارة النواعير، وكان على طرفي الشارع أشجار سرو عالية، وكان المشي في الشارع جميلاً جداً، حتى إنه لم يكن هناك إلا منزلان من ذلك الطرف، ومنزل هذا الشاب الذي قام ببنائه حديثاً، ولم تكن هناك منازل في هذه المنطقة، وكانت كلها أراض زراعية.

وأهلي ينتظرونني، فسألوني، ماذا يحدث؟ قلت لهم: لقد سقطت قذائف في النواعير. وفي وقتها، أمي بدأت تبكي، وتصرخ، وتقول: لماذا قُصفنا؟ نحن لم نفعل شيئاً. والقصف استمر، وبين الحين والحين كانوا يرمون قذيفة.

كان هناك عساكر منشقون، ولكنهم لا يظهرون للناس على أنهم عساكر منشقون، وكان هناك مطلوبون للجيش مختبئون عندنا في الضيعة؛ لأنه لا يوجد عندنا مداهمات، وكان أغلب أهالي القدم أو داريا الذين نزحوا بينهم شباب مطلوبون للجيش، وكانوا يجلسون في الضيعة، ولا يستطيعون الخروج منها لذلك سكنوا (استقروا) عندنا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/01/25

الموضوع الرئیس

النزوح

كود الشهادة

SMI/OH/110-02/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/03/27

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-الطيبةمحافظة ريف دمشق-منطقة داريامحافظة دمشق-القدم

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الفرقة الأولى - دمشق وريفها

الفرقة الأولى - دمشق وريفها

اللواء 137 مدفعية - الفرقة السابعة - نظام

اللواء 137 مدفعية - الفرقة السابعة - نظام

الشهادات المرتبطة