المساهمة في تأليف كتب عن الثورة السورية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:51:03
خلال هذه الفترة، بعد سنة من إقامتنا في مدينة سلقين، تحررت مدينة عفرين، وصراحة نحن كانت وجهتنا إلى مدينة جرابلس، ولكن بسبب وجود قوات قسد (قوات سوريا الديمقراطية) في مناطق عفرين، لم نستطع أن نصل إلى جرابلس، وهنا كان أيضًا نزوح جديد يمرّ علينا.
بتاريخ 20 كانون الثاني/ يناير 2018، عندما بدأت معركة غصن الزيتون، وتحررت مدينة عفرين، طبعًا كان خبرًا مفرحًا بالنسبة لنا، بعد أن خسرنا حلب أن نربح مناطق جديدة، وأنا أحسست شخصيًّا أن عفرين هي منطقة تابعة لحلب، يعني يمكن أن نكون في منطقة تذكرنا قليلًا بمدينة حلب.
وأول يوم من تحرير مدينة عفرين، سعينا أن ننتقل بسبب الظروف المعيشية الصعبة في سلقين، وغلاء الإيجارات (للمنازل)، ولم يكن يوجد فرصة عمل متوفرة لنا، فانتقلنا ورجعنا(عدنا) تهجرنا من حلب إلى سلقين، ومن سلقين إلى عفرين.
بداية تحرير عفرين بعد معركة غصن الزيتون، حاولنا أيضًا أن نؤمن سكنًا بالإيجار، ودخلنا، وبصراحة كان الوضع صعبًا قليلًا في بداية تحرير عفرين، لأنه كان يوجد تخوف، فالتحرير جديد، والمنطقة تابعة للجيش الوطني حديثًا، فكانت الأحياء السكنية لا يوجد فيها الكثير من المدنيين، وبعد مرور عدة أشهر أصبح يوجد نزوح من عدة مناطق، وأيضًا كان يوجد (أشخاص) من عدة محافظات، اجتمعوا واستقروا في مدينة عفرين.
طبعًا هنا بدأنا نوسّع علاقاتنا قليلًا، وبدأت أيضًا -من خلال رصد الأخبار، ورصد الوضع المعيشي للأهالي-، أشتغل (أعمل) على موضوع الكتابة، وهنا أيضًا كان يوجد عندي فرصة عمل مع قناة الجسر كمراسلة ميدانية، وبدأت العمل مع قناة الجسر، وأيضًا كنت أركز على القصص الإنسانية في المخيمات، ورصد الواقع المعيشي، وأيضًا الوضع الميداني، بالإضافة إلى قصص النجاح للنساء المُهجّرات، وحاولنا أن يكون هناك تركيز أكثر على قصص تعطي تفاؤلًا، وتعطي دفعة أمل، لئلا يستسلم الإنسان للشيء الذي حصل، وحتى إنه كان يوجد مصابون، لم يستسلموا لإصابتهم، واستمروا رغم أن دعم المنظمات كان بصراحة ضعيفًا نوعًا ما، بالنسبة للعدد الكبير من المصابين والمهجرين، الذين لم يتلقوا هذا الدعم (الدعم الكافي).
استمرّ عملي لمدة 6 شهور مع قناة الجسر كمراسلة ميدانية برصد الأخبار، وكان يوجد -صراحةً- وضع أمني سيء بعض الشيء في مدينة عفرين، بسبب التفجيرات التي كانت تشهدها المنطقة، وصعوبة تغطيتنا -كإعلاميين- للقصف، وأيضًا التفجيرات التي حصلت في مدينة عفرين، وكان يوجد أيضا تخوف لدى الأهالي الذين نزحوا إلى هذه المنطقة، كان يوجد منهم أشخاص من حلب، وكان يوجد طفل بمدرستنا في حلب، وانتقل إلى مدينة عفرين، وللأسف نتيجة القصف والتفجير استُشهد هذا الطفل، فأيضًا هنا بدأت معاناة جديدة، وعادت مأساة حلب تتكرر!
هنا الوضع الأمني كان سيئًا جدًا، والأهالي لم يعد لديهم خيار أن ينزحوا إلى منطقة أكثر أمانًا، لأن المناطق (المحررة من النظام) في بقعة جغرافية صغيرة، وتجمع عددًا كبيرًا من الأهالي النازحين في منطقة كهذه، وتصعيد أيضًا من قبل قسد، والنظام الذي كان يستهدف مناطق ريف حلب الغربي وإدلب.
صراحة لم يتوقف عملي بعد أن توقف مع قناة الجسر الفضائية، وحاولت أن أعود وأعمل في تطوير مهاراتي، وأحضر تدريبات في مجال الإعلام والصحافة، والمراسل التلفزيوني -إعداد المراسل-، وكان يوجد وكالات عالمية نحضر تدريباتها أيضًا، وكان يوجد تطور في أدائي، حتى أستطيع أن أكون على قدر المسؤولية، في نقل صوت الأشخاص الموجودين في الداخل.
أنا كنت أيضًا مدربة لفرق نسائية، ولفرق تعمل بالشأن الإنساني في مجال التحرير الصحفي لرصد الواقع، لكون التحرير الصحفي في مجال الإعلام لدينا، يحتاج إلى خبرة أكبر، والى تدريب أكثر، فاشتغلنا على موضوع التدريبات أيضًا مع وكالات إعلامية، وكنت محررة أيضًا في عدة وكالات، بالإضافة إلى أنني أكملت عملي كمراسلة ميدانية مع راديو وتلفزيون "الكل"، الذين أصبح لي معهم 3 سنوات تقريبًا، فكان العمل أيضًا لا يقتصر على أنني صحفية أو مراسلة، بل أحببت أن ألجأ (ألتفت) إلى موضوع الأدب والكتابة، كوننا مقلين بالقراءة، ويوجد شباب كثيرون لديهم مواهب إعلامية ومواهب أدبية، و[كتابة] شعر ونص ونثر، يحتاج فقط لدعم، ولخطوة أولى حتى يخطوا في مجال الأدب، فلجأت لأن يكون لدينا كتاب مشترك مع عدة طلاب جامعة وصحفيين وإعلاميين، وأطلقنا فكرة كتاب قصصي، يحكي قصة الشمال السوري؛ من تهجير واعتقال وشهداء ونزوح وقصص نجاح، بالإضافة إلى رصد الواقع في الشمال السوري، من خلال كتاب "أجندات وطن"، الذي كان بالاشتراك مع طالب جامعي، وأيضًا ضم عددًا من الصحفيين والصحفيات، كان يحوي على 32 قصة وقصيدتين، أيضًا هذا الكتاب رصد ولاقى رواجًا كبيرًا، وإقبالًا من قبل الشباب الذين يحبون أن يكتبوا ويقرؤوا، وبعد هذه التجربة بمجال الأدب، اتجهت لأكتب قصةً سورية، و(قصة) الثورة السورية، ولكن بقالب امرأة، بعيدًا عن المعاناة والقصف والتهجير، وكانت روايتي تحمل عنوان "عروستي جلق" وكانت مترجمة للغة التركية، لأننا في مناطق مع الحليف التركي، وأيضًا كان يوجد جانب من الرواية، يتكلم عن دعم الحكومة التركية، وأيضًا (دعم) الشعب التركي في القضية السورية والثورة السورية. والكتاب تُرجم إلى اللغة التركية، وشارك في معرض إسطنبول ومعرض غازي عينتاب، وأيضًا ضمن حفل توقيع، كان يوجد هناك إقبال كبير جدًا على قراءة هذا الكتاب.
أيضًا من خلال العمل الأدبي شاركت بكتابة قصة "رحلة تألق في عالم آمنة" التي تتكلم عن فتاة من ذوي القدرات والهمم -ولا أريد أن أسميها من ذوي الاحتياجات الخاصة- لأنها كانت قادرة على تحدي هذه الإعاقة الجسدية الموجودة لديها، وكانت قادرة على صناعة نجاح وقصة تحفيزية، بصراحة -لي أنا شخصيًا- كانت محفزة، ولم تستسلم للإعاقة التي لديها، وكانت تعمل بحياكة الصوف، وشاركت أيضًا في معارض، ونجحت بتحدي الإعاقة.
وكان يوجد عندي أيضًا مشاركة بكتاب "من كل إقليم قصة"، وكان يوجد كتاب تونسيون وجزائريون ومصريون؛ من كافة الدول العربية، وشاركت بقصة تحمل عنوان "أضيئي لذاتك"، أيضًا لدعم النساء، ودعم القدرة التي تستطيع منها المرأة المشاركة في كافة محافل الحياة، وأيضًا أُصدر لي كتاب بعنوان "خواطر"، وهو يتحدث بعيدًا نوعًا ما عن القصف والتهجير والنزوح، لكي يكون ضوء أمل للسوريين في الشمال السوري.
وحاليًّا أنا في صدد إصدار كتاب يحمل عنوان "مشاهدات صحفية سورية"، يتحدث عما رصدته خلال هذه السنوات، وما هو الواقع خلال هذه السنوات، ويحكي أيضًا قصص نجاح وقصص نزوح، والكثير من الأشخاص الذين كانوا أبطال قصتي هم واقعيون، وأيضًا كانوا إضاءة وبصمة لا يُستهان بها في ظل الثورة السورية.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/12/17
الموضوع الرئیس
النزوحكود الشهادة
SMI/OH/155-10/
أجرى المقابلة
خليل الدالاتي
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2018
updatedAt
2024/08/12
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-ريف حلب الغربيمحافظة إدلب-مدينة إدلبمحافظة إدلب-سلقينمحافظة حلب-مدينة جرابلسمحافظة حلب-مدينة عفرينشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
قوات سوريا الديمقراطية - قسد
قناة الجسر
راديو الكل