الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

توقف المدارس في الطيبة وسيطرة النظام على خان دنون بغوطة دمشق الغربية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:05:09:20

في كل فترة تُقصف فيها الضيعة (القرية) لا نذهب إلى المدرسة، ونعرف أنه في اليوم الثاني لا يوجد قصف، وإذا حصل مثل الحالة الأولى المأساوية حيث بقينا، لمدة أسبوع كامل لا نذهب إلى المدارس، وحتى إنه في الضيعة كان الكادر التدريسي قليل جداً، وكان أغلب الأساتذة يأتون من الخارج، وعندما قُصفنا، وقتل 4 شباب، وانتشر خبر أن لدينا مسلحين، فإن أغلب الأساتذة من المناطق التي حولنا توقفوا عن المجيء إلينا، وحتى السرافيس (حافلات النقل الصغيرة) لا تدخل إلى ضيعتنا؛ لآن المنطقة أصبح فيها شبه مسلحين وقُصفت، ويوجد شهداء فيها، فإن الناس توقفوا عن الدخول إليها، وبقينا أسبوعاً كاملاً لا نذهب إلى المدرسة، وحتى إنهم كانوا يتصلون بنا كل يوم، ويقولون: لا توجد مدارس غداً. لأنه لا يوجد أساتذة، ونذهب أحياناً إلى باب المدرسة ونجد فقط الآذن(المستخدم) والمدير الذي هو من نفس الضيعة، ويقول: عودوا إلى منازلكم لا يوجد أساتذة. حتى الطلاب الذين كانوا يذهبون، حيث كان يذهب فقط 4 أو 5 طلاب من كل صف، وأغلب الأهالي كان يخافون على أولادهم، ولا يرسلونهم إلى المدارس، وحتى أهلي كانوا يقولون لي: لا تذهب إلى المدرسة. وأنا كنت أحب الذهاب إلى المدرسة فقط حتى أرى أصدقائي، وأعرف ماذا حصل، ونتحدث كيف قُصفنا، ونخبر بعضنا ماذا رأينا؟ فكنت أحب الذهاب إلى المدرسة ليس من أجل الدوام، وإنما حتى نعرف الأخبار من أصدقائي.

فوراً، بدأنا نتحدث، أنا كنت أقرب شخص إلى النقطة [التي حصل فيها القصف]، وكان أصدقائي يستمعون إلى كلامي، وقلت لهم: رأيت كذا، وفعلت كذا، وحصل كذا، وهربنا، وركضنا، وجاءت الشظايا. وأنا كنت أسرد الأحداث لرفاقي الذين حولي، وكنت أكثر شخص من رفاقي قريباً من الحدث، ولا يوجد أحد غيري من جيلي كان في نفس المنطقة، في الحارة التي قصفت، لا يوجد إلا جارنا، وهو أخ أحد الشهداء، وأصيب أيضاً، وهو لم يكن في المدرسة؛ لأنه ترك المدرسة، وأنا الطالب الوحيد في المدرسة الذي كانوا يستمعون إليه، [ويسألونه]: ما الذي حصل؟ وهل قُصفت حارتكم؟

وهنا بدأ الوجه المعارض يطغى على الضيعة أكثر؛ لأننا قُصفنا، ومات عندنا 4 شهداء بدون أي ذنب أبداً، وكانوا مدنيين، وكانوا معروفين بأنه لا يوجد لديهم توجه سياسي ضد النظام وليسوا مؤيدين. وهنا أصبح أهل الضيعة معارضين فعلاً، ولم يعودوا يتقبلون دخول النظام عليها، وخاصة أنها قُصفت بدون ذنب.

كان أغلب الناس يتحدثون عن عائلات الشهداء، ويقولون: زوجة فلان -رحمه الله- كان الله في عونها ترملت(أصبحت أرملة)، وأولاد فلان أصبحوا أيتاماً. وكان أغلب الحديث عن عائلات الشهداء وخاصة أن البعض منهم طال علاجهم، وحتى إن هذا الشاب الذي استشهد كان لديه أخ طال علاجه، ووضعوا له أسياخاً، والشظايا كانت في جميع أنحاء جسده هو ووالدته حيث أصيبت في قدميها بكثير من الشظايا، فطالت حالة الإسعاف، وحتى إن والدة أحد الشهداء كانت على وشك أن تكون شهيدة، كانت في المستشفى وحالتها خطيرة جداً، وكانت متعبة.

الطيبة لها مدخلان، كان هناك مدخل المقيليبة، ويجب عليك المرور من حاجز اسمه ال 75، وتوجد هناك تلة تتمركز بها المدفعية، والطريق الثاني كان على خان دنون، فهناك مدخلان للضيعة، مدخل مدينة [ مخيم]خان دنون... كانت بلديتها تابعة لنا، يعني تابعة للطيبة تقريباً، وهو مخيم للفلسطينيين منذ زمن طويل، ويوجد فيه منازل لهم، ولكن عدد سكانهم أقل من عدد سكان الطيبة وأصغر من الطيبة بكثير. وعندما قُصفنا كانت لاتزال منطقة خان دنون محايدة، لا يوجد فيها نظام ولا جيش حر، ولكن شباب الجيش الحر ... ، أحياناً يكون هناك عواينية (جواسيس) في المنطقة معروفون هناك، أو مثلاً: اللجان شعبية كانوا ينزلون الى الشام (دمشق) كشبيحة ومعروفون أنهم عساكر، وكان شباب الجيش الحر لدينا يدخلون إلى منطقة خان دنون، يعتقلون الشاب (الشبيح)، ويأخذونه، وكانوا متى يشاؤون يدخلون ويخرجون، وفي كل مرة يبحثون فيها عن شخص مطلوب لهم، كانوا يدخلون إلى خان دنون، وفي النهاية، اللجان في خان دنون كانت كثيرة ( الشبيحة)، ولكنهم كانوا يعملون بالسر، وطلبوا من النظام الدخول والسيطرة على قريتهم، وفجأة، سمعنا أن النظام سيطر على خان دنون.

البلدة كانت مخيماً للفلسطينيين، وسُميت بالخان لأنه كان فيها مايشبه القلعة للمسافرين الذين كانوا يأتون قديماً، ويريدون الذهاب إلى درعا أو الحج، كانوا يقفون عند هذا الخان، ويرتاحون، وحتى الآن الخان موجود، وأهالي تلك المنطقة قليلون جداً، وجميعهم من الفلسطينيين، وحتى منازلهم صغيرة جداً وفوق بعضها؛ لأنه لم تعط مساحة كبيرة لهم من أجل البناء. وعندما سيطر عليها النظام استولى على هذا الخان الذي كان مرتفعاً، ووضع عليها القناصين ووضع دبابة على باب الخان وتمترس، وتفاجأنا في اليوم الثاني أن النظام سيطر على خان دنون، وكان شباب الجيش الحر يريدون تحريرها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/01/25

الموضوع الرئیس

انتهاكات النظام في ريف دمشق

كود الشهادة

SMI/OH/110-04/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/03/27

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-الطيبةمحافظة ريف دمشق-خان دنون

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الفرقة الأولى مدرعة "الفرقة الأولى ميكانيكية"

الفرقة الأولى مدرعة "الفرقة الأولى ميكانيكية"

الشهادات المرتبطة