الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اقتحام الجيش لمدينة الضمير والاعتقالات وقصة المخبر أبو سيجارة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:57:08

ما إن انتهت سنة الـ2011 إلا وتعرضت المدينة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر إلى اقتحام [هو] الأضخم من نوعه، [حيث] تم دخول عناصر الجيش، ولأول مرة يتدخلون بالمدينة يعني بدعم من عناصر الأمن فجاءت مدرعات عسكرية "بي ام بي" وهذه المدرعات الخفيفة، فنحن لم يكن عندنا علم، وحتى لم نقدر [أن] نأخذ علمًا إلا في وقت قريب؛ يعني ما كان عندنا فكرة من خلال مدير الناحية أن نأخذ تسريبًا للمعلومة إلا قبل 6 ساعات من المداهمة، فالذي قدرت [أن] أخبره أخبرناه، فتوارى عدد كبير من الناشطين عن الأنظار في تلك الليلة.

استيقظنا [عند] الصباح ونحن توقعنا أنها مداهمة يعني مثلما تأتي هذه المداهمات [عادة] يدخل باص و4 [أو] 5 سيارات ويغلقون حيًّا أو يغلقون شارعًا أو يسكروا كذا فهذه المداهمة كانت الأكبر على الإطلاق على مستوى الثورة في الضمير، فتم إغلاق شوارع المدينة شارعًا شارعًا، وحيًّا حيًّا؛ يعني لم يبق هناك مكان تقدر [أن] تهرب منه أبدًا، يعني الذي هرب قبل وقت هرب، والذي لم يهرب انتهى الأمر فالمدينة أُغلقت من الجهات الـ4، والشوارع يعني كل حارة تم تطويق المداخل والمخارج منها، كل شارع تم وضع دشم (ساتر ترابي)، وعنصر أو عنصران في بداية الحارة وآخر الحارة، فلم يكن هناك إمكان أن الشخص يهرب [أحد].

 بهذه الحملة تم اعتقال عدد كبير من الثوار وتم اعتقال عدد كبير من المتظاهرين، وتم اعتقال أطباء تم اعتقال ومدرسين تم اعتقال... وكل شخص تمت كتابة اسمه من قبل المخبرين، وتم اعتقال ما يزيد عن 300 شخص، طبعًا العدد الكلي [الذي داهم المدينة] لا أقدر [أن] أقدره، -الذين داهموا المدينة- لكنهم يزيدون عن 2000 عنصر شارك في الحملة.

لم يحصل في هذا اليوم قتل، ولم يحصل اشتباك لأن الناس الذين كان [من] الممكن أن يتعرضوا للقتل أو الاشتباك كان عندهم خبر قبل وقت وهربوا، لكن صار [هناك] اعتقالات فظيعة (هائلة)، طبعًا هذا الكلام أثر على الزخم الثوري وأثر على عدد المتظاهرين أو عدد الناشطين، وهنا تم اعتقال عدد كبير من الناس الذين كانوا يشكلون جزءًا كبيرًا من المظاهرات اليومية، وبفضل الله أعضاء التنسيقية الرئيسيون محب الدين وأحمد صوار نجوا من هذا الاعتقال.

 طبعًا أنا عندما أذكر هؤلاء، فهؤلاء يعرفونني فإذا هؤلاء نجوا فأنا نجوت، وإذا هؤلاء مُسكوا (اعتُقلوا)، فتحت التعذيب سوف يعترفون علي، يعني لا يوجد مجال [لعدم الاعتراف].

ومرت هذه الحملة وتم اعتقال الناس، [وتم] أخدهم إلى فرع الأمن الجوي بحرستا (منطقة في ريف دمشق)، وبعد ذلك صاروا يوزعونهم حسب الشخص وكفاءته العلمية أو وضعه في المظاهرات، أو حسب التقرير الذي مكتوب به، فهناك أشخاص أُحيلوا إلى مطار المزة وهناك أشخاص أُحيلوا إلى فرع الأمن الدولي (فرع أمن الدولة) طبعًا ضمن الأشخاص أحد أقاربي الطبيب أيمن أسعد تم اعتقاله لمجرد أنه مشى مرة أو مرتين في المظاهرات، وكانت عقوبته أقسى بكثير من الناس الذين لم يكونوا معهم شهادات أو متعلمين، قالوا له: أنت طبيب، وهو ابن شهيد؛ يعني هو درس طبًّا وأخد استفاد [من] ميزة أنه ابن شهيد، فأبوه تُوفي في أحداث الثمانينات، فكانت عقوبته مضاعفة؛ يعني يعذبونه ويضربونه ويسيئون له بشكل آخر.

 وصارت تتفاوت فترة خروج المتظاهرين لأنهم أخذوا عشوائيًّا عددًا لا بأس به، كيف [كان الاعتقال] عشوائيًّا؟ نحن كل بيت فيه محمد وأحمد وكل بيت فيه نفس الكنية، فالسجل الأمني إلى الآن في سورية لا يعتمد على رقم وطني أو لا يعتمد على معلومات كاملة، يقول لك الاسم والكنية لأنه لا توجد عندهم قاعدة بيانات واضحة، فكثير [من] الناس تم اعتقالهم ظلمًا، وليس لهم علاقة لا بالتظاهر ولا لهم علاقة بالثورة، لكن تم اعتقالهم!

 طبعًا هؤلاء الأشخاص الذين تم اعتقالهم وتم تعذيبهم، ورأوا إنه كم يوجد ظلم وهم ليس لهم ذنب، فلما خرجوا خرجوا حاقدين، وصاروا جزءًا من التظاهر، وصاروا جزءًا من الثورة نتيجة رعونة النظام وطريقة تعامله القاسية مع الناس.

 بعد هذه الحملة الكبيرة التي راح ضحيتها عدد كبير بالشباب، جاءت حملة مداهمة سريعة على مظاهرة صغيرة كان محب الدين يقوم وينشطها على أمل أن يطالب بالمعتقلين لأننا لم نكن نحن لنقبل أن يمر يوم من غير أن نعمل تظاهرة، ومن غير أن نطالب بالمعتقلين، لأننا نعتبر [أنفسنا مكانه]؛ أن المعتقل كيف يعيش؟ ونحنا نأخذ الهواء (نتنفس)، هو كيف يأخذ وعرفنا ما يحصل في المعتقلات؛ يعني [يوجد] مثل: "ما متنا بس شفنا اللي ماتوا" وما اعتُقلنا ولكن رأينا الذين اعتُقلوا، فمحب كان في تظاهرة صغيرة، وجاءت 3 أو 4 سيارات "بيك آب" من سيارات الأمن -الخاصة بالأمن الجوي- وأحاطوا المظاهرة وهرب محب الدين، والظاهر أنه كان هو الهدف، وكان مستهدفًا لأنه صاحب الكاميرا، فتمت ملاحقته وهرب في بساتين المدينة من بستان إلى بستان، وآخر شي [الأمر] أحاطوا بالمنطقة وتم القبض عليه، وهذه كانت نقطة تحول في حياتي فأنا من شخص مختف -يعمل بالخفاء-، إلى محب الدين [الذي] تم القبض عليه ومعنى ذلك أنا صرت في خطر، وطبعًا كنت موصيًا محب أنه إذا تم اعتقالك حاول ألا تعترف عليه [فعندما] يسألونك: من؟ قل: أحمد عبد الله لأن أحمد عبد الله علني ظاهر أقول: أنا الذي أشتغل، فإذا سألوك: من؟ قل: أي أحد والمهم ألا تذكر اسمي، لأنني يعني إذا فقدت جهاز الإنترنت الفضائي الذي أرفع من خلاله المظاهرات لن أقدر أن أرفع مظاهرات من غير مكان، ولن أقدر أن أحضر إنترنتًا فضائيًا وأنصبه بالجبل أو ليس عندي هاتف فيه تغطية خلوية (شبكة اتصال) يعني منطقتنا انقطعت التغطية الخلوية وتغطية الإنترنت، فللاستمرار يجب أن أكون موجودًا حتى يبقى هناك استمرار مظاهرات، وهو فهم هذا الموضوع 100% ولم يعترف علي، لكن طبعًا أنا لم أعرف أنه اعترف أو لم يعترف، وأنا تواريت عن الأنظار فورًا.

 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 بعد ما تم اعتقال محب الدين فورًا أحمد سوار أبو راشد بعث لي خبرًا أن توار عن الأنظار واختف وتم اعتقال محب.

 وهنا أنا عندما عرفت لم تعد تسعني المدينة، يعني أين سوف أختفي؟ وفورًا لجأت إلى صديقنا أبي خالد عمر صابرين مدير الناحية وقلنا له: هكذا حصل وأنا في خطر، فمدير الناحية يعرف أنا شو بشتغل [طبيعة عملي] 100 % حتى هو كان يعطيني المعلومات الأمنية؛ يعني [في] الوقت الذي جاءت المداهمة الكبيرة أنا أُخبرت قبل 6 ساعات وخبرت في المجموعات، فالذي كان بالمجموعة توارى عن الأنظار ولم يتم اعتقاله، أما الذي لم يكن بالمجموعة أو كان مغلقًا جواله أو كان نائمًا ولم ير الرسائل مع الأسف تم اعتقاله؛ يعني أخبرنا في المداهمة الكبيرة قبل 6 ساعات منها.

 قلنا له: كذا كذا، وأنا صرت في خطر، كيف تريد أن تصلح الأمور؟ قال لي (خالد عمر صابرين): اجمع أغراضك وتعال لعندي، فجمعت أغراضي ورحت إليه، قال لي: هيا تعال وأخدني إلى دمشق وأمن لي مكانًا أجلس فيه بأمان، وقال لي: اقعد 15 [أو] 20 يومًا [أو] شهرًا، فإذا كان [قد] اعترف عليك محب، سوف يأتون ليداهموا بيتك، وإذا لم يكن معترفًا عليك محب انتهى الأمر؛ معنى ذلك يكون الشخص [قد] نجا، فعندما يتجاوز -بحسب خبرته الأمنية- عندما يتجاوز الشهر يكونون انتهوا قد أغلقوا اعترافاته ولم يعودوا ليسألوه عن اعتراف، وصار بوضعه حجز.

 طبعًا محب تابعنا موضوعه وكان مهمًّا كثيرًا، وحاولنا بكل الوسائل أن نضغط بالاعتصامات ونضغط بالأساليب أن نفرج عنه، ولم يُفرجوا عنه ولا بأي شكل، وتم اعتقاله فترة جيدة بفروع الأمن ولم يترك فرعًا إلا وانتقل إليه، بعدها تم نقله إلى [سجن] صيدنايا وبعد صيدنايا صار هناك في الـ2013 أو 2014 مصالحات أو لجان مصالحة، فتم إرفاق اسمه فنقلوه من صيدنايا إلى سجن عدرا، وبعد سجن عدرا سُجن تقريبًا سنة ونصف إلى سنتين في سجن عدرا، وتم إطلاق سراحه بعد 6 سنين اعتقال، والحمد لله خرج حيًّا يُرزق يعني فقط 6 سنين اعتقال دخل محب شابًّا وخرج محب غير محب! خرج محب غير إنسان [إنسانًا آخر]! خرج محب -فرج الله عنه- وقد تغيرت نفسيته [كثيرًا].

طبعًا [مازال] ثوريًّا ومازال يحب الثورة، لكن هذا شاب صغير عمره بالـ 25 خرج [بعمر] الـ30 أو 31 لا يوجد شعر برأسه، وليس عليه أي سمات العضلات أو سمات يعني نتيجة الرعاية الصحية السيئة طبعًا هنا كان متحسنًا لما قعد (سُجن) سنة ونصف في عدرا كانت هناك رعاية طبية، وكان هذا بعد رعاية طبية سنة ونصف في عدرا هكذا أصبح، تكلم لنا كلامًا عن صيدنايا وحكى لنا حديثًا عن المعتقلات تقشعر له الأبدان.

 العوايني [المخبر] أبو سيجارة.. أمناء الفرق الحزبية والمخاتير والأشخاص الذين كانوا متعاونين مع النظام كانوا أشخاصًا يدعون الود للناس وأنهم ليس لهم علاقة أو[أنهم لا] يكتبون تقارير، لكنهم كانوا يكتبون تقارير، أما أبو سيجارة فهو شخص وقح يعني عوايني [مخبر] وله الفخر؛ يعني متفاخر بأنه مخبر وليس مخبئًا نفسه [وهو يعمل بشكل] علني، يعني كانت قبل الثورة أحد المواقف الطريفة لأبي سيجارة [أن] أحد الأشخاص عنده سيارة عسكرية كان يسرق منها مازوتًا (سائل قابل للاشتعال) [وهو] كان قد عبّأ برميلًا لأجل الشتاء فجاء أبو سيجارة فوضع رجله على البرميل قال له: ماذا يا جار؟ أتأخذ البرميل لعندي إلى البيت أم تذهب أنت وهو إلى الفرع؟ يعني لهذه الدرجة كان وقحًا يعني سرق من السارق.

 يعني هو مدني ليس له صفة عسكرية لكنه متعامل مع فروع الأمن، فتجده لابسًا بدلة كورية مع أنه ليس عنده دوام ولماذا كُني بأبي سيجارة؟ دائمًا يضع سيجارة بهذا الشكل ويضغط عليها بأسنانه؛ يضع سيجارة ويضغط عليها شغالة (مشتعلة) أم مطفأة دائمًا السيجارة في فمه؛ يعني هو أبو سيجارة سمي [بذلك] لأنه دائمًا هناك سيجارة في فمه.

 فأبو سيجارة كان في بداية الثورة لما تأتي حملة مداهمات يضع لثامًا أو شماخًا على وجهه ويدخل إلى بيوت الناس ويقول: خذوا هذا ولا تأخذوا هذا يعني تأتي مداهمات بوجه الصبح (أول النهار) ويكسرون الأبواب ويدخلون إلى البيت ويرفع عن وجوه الناس النائمة يعني هذا هو المطلوب أو يعرف الأشخاص على أساس [كما يدعي]، فالناس عرفته من صوته يعني يفكر حاله [يعتقد أنه] غير معروف [وأنا] عرفته من صوته طبعًا أبو سيجارة كان كل مداهمة يشارك فيها مع الأمن ويدل على بيوت الثوار ويتعرف عليهم أن هذا هو الشخص المطلوب أو لا، فكان يخربط [يخطئ] بين أشخاص أحيانًا أو كان عنده حسابات شخصية مع الأشخاص يؤدي إلى أن يتم القضاء على هؤلاء الأشخاص، وبنفس الوقت بعد ما ينتهي من حملة الاعتقالات في الضمير، كان في غير المدن [الأخرى] يعمل شبيحًا بشكل طبيعي يعني كاشف الوجه وحامل السلاح، من الأشخاص الذين كانوا يعملون مع المخابرات الجوية بهذا الشكل فهو إنسان معارض للإنسانية بشكل واضح ومعارض للحرية بشكل واضح، ويعشق العبودية حتى الممات، فبعملية يعني يمكننا أن نقول عنها نوعية للجيش الحر وفرع الاستخبارات الخاص بالجيش الحر لما صار يوجد [عندنا] جيش حر تم اعتقال أبي سيجارة من زملكا (مدينة في ريف دمشق) فكان يداهم أو يعمل عملية في زملكا بعد ما صار هناك ترابط بين الثوار تابعوه وتعقبوه وتم خطفه أو إلقاء القبض عليه أثناء حركته في زملكا، وتم نقله إلى مدينة الضمير وتم القصاص منه، طبعًا بعد ما حققوا معه واعترف أنه عمل كل هذه الأشياء وهو معروف لا يحتاج لمن يعترف عليه، فعملوا قصاصًا عليه وطبعًا قتلوه وعلقوه على عمود في المدينة بطريقة الميتة المخجلة أو الميتة مع العار طبعًا نحن يعني كتنسيقية أو كثوار ضد القتل وضد التشنيع بالجثث، وما كنا نقبل هذا الحديث، لكن عندما صار عندنا جيش حر صار صوتنا نحن أضعف، ولم يبق يعني أحد يسمع كلمتنا، نحن كان صوتنا قويًّا كثيرًا بميادين الثورة وبالميادين التي فيها مظاهرات كانت الكلمة العليا لنا، وكنا دائمًا نطالب بالشيء الحضاري لكن لما صار الأمر عسكريًّا بين النظام والجيش الحر والناس المنشقين والناس التي تسلحت، نحن كثوار مدنيين أو كثوار نرفض السلاح صوتنا ضعف [كثيرًا] ولم تعد لنا كلمة ولا قوة إلى أن صار بسورية وكلنا نعرف الذي صار بسورية.

 هذه الأيام نحن بالنسبة لنا 2011 و2012 متصلة يعني لم يكن بإمكاننا أن ننتظر مناسبة حتى نتظاهر لكن كل ما هنالك أن عدد الشهداء ازداد في هذه الفترة، طبعًا نحن بدأ الشهداء [عندنا] بشهر تموز/ يوليو فأول شهيد سقط بشهر تموز/ يوليو هو في التظاهر طبعًا، وقبله بشهر أيار/ مايو سقط 3 شباب ذكرتهم إبراهيم وعبد الله وبديع، لكن في شهر تموز/ يوليو أول شهيد مدني هو فريد نصار وبعد ذلك صار النظام ينهج نهج إطلاق النار بشكل دائم.

 في إحدى المظاهرات كنا قد حضرنا لها وتجهزنا لها فيتصل بي أبو خالد (عمر صابرين) ويقول لي: لا تخرجوا، وجاءني الخبر متأخرًا وأنا لم أقدر أن أعطي المعلومة للشباب، فكان الشباب خارجين وماشين وقد جمعوا مظاهرة كبيرة جدًّا، وجئنا باتجاه الدوار بجانب الناحية -هذا الكلام بشهر آب/ أغسطس أو أيلول/ سبتمبر- فهنا أول موقف يجمع عمر صابرين مع المتظاهرين ووضع نفسه في وجه الطوب -كما يقولون- فجاء المتظاهرون ووقفوا عند المخفر، وفجأة هو قال لنا: لا تخرجوا. لأنه كانت هناك دورية من خارج المدينة قادمة وفجأة تأتي قوى من المخابرات الجوية مدعومة ومتعددة الفروع يعني مع وزارة الداخلية ويأتون مقابلنا، وصارت مواجهة وجهًا لوجه بين قوات الأمن وبين المتظاهرين بهذه الفترة هنا خرج أبو خالد صابرين، وكان من قبل قد قال لنا: لا تخرجوا من أجل أن يحقن الدماء، هنا خرج أبو خالد الرائد عمر وقال: لا أحد يطلق النار؛ أمر العناصر ألا يطلقوا النار، فقال له قائد الحملة: قال له هذا ليس عملك قال له: بلى [إنه] عملي فأنا مدير الناحية هنا، فأنا أفضهم [أفرقهم] ولا يوجد داع لإطلاق النار، قالوا: أنت تريد فضهم [أنت تفرقهم، وأنت] مسؤول عن كلامك، طبعًا عن ذلك [الشخص كان] من الناس الذين يؤيدون الطاغية للممات، وكان يعتبرنا كلنا حشرات بالطرف الآخر، قالوا: أنت توجد عندك جرأة لتذهب إليهم؟ أنه كيف عندك جرأة تروح لعندهم؟ الآن سيقتلونك، فأبو خالد قال له: ولا يهمك [الأمر عندي] المهم ألا يصير دم (يحصل قتل)، فجاء ومشى باتجاه المظاهرة، طبعًا أنا هنا كنت خارجًا وموجودًا بالميدان الخاص بالمتظاهرين؛ [يقول لهم]: اطلعوا ارجعوا طبعًا أنا أفهمت عددًا من الأشخاص من الأساسيين يعني أن هذا الشخص يريد الخير لبلدنا ألا تعلمون أنه متعاون معنا وأنه ثوري لكنه يخدم الثورة، لكن هذا الشخص يريد الخير [وهو] طيب فكانوا يكنون له احترامًا.

 كان خالد غزال [موجودًا]، وكان أكثر من شخص من الثوريين فأخد قرارًا -خالد غزال- أنه يجب أن تنسحب المظاهرة وكان هو قائد المظاهرة [أنه] يجب أن تنسحب المظاهرة فلفوا (تراجعوا) ورجعوا وتم حقن الدماء.

طبعًا هنا أبو خالد صابرين كان ممكن [أن] يُقتل من الخلف من طرف النظام، لكنه ضحى بنفسه ووضع نفسه في احتمال القتل والمخاطرة من أجل أن يحمي المدنيين أو يحمي ناسًا فيعني هذا ليس فقط إنسانًا حرًّا، هذا إنسان يعني وطنيته لا تقاس بثمن، نسأل الله الفرج عنه طبعًا مازال معتقلًا عند النظام.

 مدير الناحية كان له دور كبير [جدًّا]، وكان له دور؛ يعني لماذا نحن لم يسقط عندنا دم لشهر تموز/ يوليو في التظاهر؟ ما السبب؟ وجود هذا الشخص، فهذا الشخص كان يقول يعني ونحن مثلما يقال نوعي الناس المتظاهرين وأن نقول لهم: خلص (يكفي)، اسمعوا الكلام، لا نريد قتلًا.

 في أحد المواقف هناك أحد العناصر من المخابرات الجوية دخل إلى المدينة طبعًا يوجد معتقلون نحن عندنا الكثير موجودون عند النظام، فهذا الشخص حاول الثوار المدنيون أن يعتقلوه حتى يبادلوه بالمعتقلين، طبعًا هنا لم [يكن] معنا سلاح، لكن كل ما هنالك أن المظاهرة مستمرة وقالوا: إن هذا من المخابرات العسكرية أو الأمن العسكري، فهجموا على هذا الشخص وأمسكوه وهرب هو إلى أحد الأبنية وإلى أحد الشقق وأغلق الباب، وقال: أنا دخل ع أنا بحماية هذا صاحب هذا البيت، طبعًا هنا أيضًا أبو خالد عمر صابرين تدخل؛ أن هذا الشخص صحيح [أنه] عنصر أمن لكنه لم يؤذكم أو لا يطلق النار عليكم، ويجب ألا تقتلوه أو تضربوه أو يعني لو بالضرب يعني بالقبضات [أو] بالضرب ممكن أن يموت بين أيديكم فأنتم ألف وهو واحد، فأيضًا تدخل ودخل إلى داخل الحشود وإلى قلب المظاهرة، ودخل إلى داخل البيت وأدخل الوجهاء ويعني أنه أبعدوا الأولاد، دعوهم يبتعدون هكذا إلى الخارج، وبالنسبة للمعتقلين لن يفيدكم هذا، فهذا النظام ليس سائلًا (مكترثًا) لا عن أبي خالد ولا عن عمر صابرين ولا عن هذا العنصر ولا عن أي شخص، وهذا الشخص له حاجة ودخل بالغلط (ضل الطريق) إلى ما هنالك، وصار معه الذي صار، وفككنا هذا الشخص من مقتلة يعني من قتل حقيقي فأبو خالد لم يكن فقط يكره الدم من طرفنا، [بل] يكره الدم [من] الطرفين، وهذا برأيي كان هو الصواب، ومع ذلك آخر الأمر أبو خالد رجحت كفته 100% عندنا، لأن الطرف الثاني أراق دمًا كثيرًا، ولم يبق يهمه لا بشر ولا حجر.

 من الـ 2011 توجد إضرابات فعندما نقول: مظاهرة. الناس يغلقون محلاتهم ويمشون مع المظاهرة، وعندما نقول: دخل الأمن فالناس يغلقون محلاتهم و يهربون إلى بيوتهم. 

الوضع الاقتصادي بشكل عام للمدينة بـ2011 ما عانينا من حصار أو منع مواد غذائية، أما كل ما هنالك كنا نعاني من شح مواد طبية؛ يعني إذا أردنا أن نحضر مثلًا أكياسًا لنقل الدم طبعًا بعد ما صار يوجد شخص ممرض أو كذا يقدر [أن] يساعد، فيحتاج كيسًا يكون فيه مادة بلازمية لكي نضع فيه الدواء لكي يحفظ الدم لنقل الدم لمريض من مصاب إلى مصاب، وهذا يُعتبر جريمة -نقله- مثلًا هناك أدوات طبية ثانية كجبيرة وكذا هذه موجودة بالصيدليات وموجودة بالمراكز الطبية، لكن هناك بعض الأدوات التي لها علاقة بالجراحة ولها علاقة بالعيارات النارية كنا نعاني منها ولم نقدر أن نحضرها، فندخلها بطريقة التهريب.

 الوضع الاقتصادي للمدينة بشكل عام تأثر مثلما تأثرت سورية نتيجة تراجع القوى الشرائية والناس والتاجر -كما يقولون- خائف فورًا حول نقوده، وارتفع الدولار فورًا صار بـ 70 ليرة؛ يعني في الـ2011 وصل إلى 70 [أو] 78 ليرة، وبشكل عام صار إضراب أواثنان، وتدخلت قوات الأمن حتى تلغي الإضراب، وجاؤوا وأنا كان عندي 3 محلات جاؤوا إليها وكسروا الأقفال ورفعوا الجرارات (الأبواب الخارجية) غصبًا.

 طبعًا في حملة الاعتقالات الكبيرة [هذه]، لم تسلم بعض المحلات من السرقة ولم تسلم بعض البيوت من السرقة، فهناك الكثير [من] الناس فقدت مجوهرات أثناء المداهمات على البيوت أناس فقدت مجوهرات [أو] فقدت نقودًا وفقدت أشياء.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/22

الموضوع الرئیس

انتهاكات النظام في ريف دمشق

كود الشهادة

SMI/OH/38-08/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

11 / 2011

updatedAt

2024/10/11

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-زملكامحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة ريف دمشق-مدينة الضمير

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

إدارة المخابرات الجوية

إدارة المخابرات الجوية

سجن صيدنايا العسكري

سجن صيدنايا العسكري

وزارة الداخلية - النظام

وزارة الداخلية - النظام

مطار المزة العسكري

مطار المزة العسكري

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

فرع المخابرات الجوية في حرستا / المنطقة الجنوبية

فرع المخابرات الجوية في حرستا / المنطقة الجنوبية

فرع أمن الدولة في مدينة دوما

فرع أمن الدولة في مدينة دوما

الشهادات المرتبطة