الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سيرة ذاتية، صدى ثورات الربيع العربي

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:19:11

اسمي عبد الوهاب العاصي من مدينة حلب، من مواليد أعزاز في شمال مدينة حلب 15 حزيران/يونيو 1991، درست في كلية الاقتصاد وانهيت السنة الثانية في جامعة حلب، ثم تركت الدراسة أو الجامعة، وانضممت إلى الثورة السورية، وكان هذا في مطلع عام 2011 مع انطلاق الثورة السورية.

أذكر تمامًا خلال السنة الأولى والثانية في الجامعة كيف كنا كطلاب ننظر بشكل حريص وترقب لما يجري في تونس ومصر وليبيا. حرض الحراك العربي في الدول العربية لدينا كطلاب أفكارًا عديدة وشديدة، وحرضنا على الاجتماع ليس من أجل التسلية واللعب فقط أو الحديث والنقاشات العامة التي ليس لها علاقة بالسياسة، وبناء عليها أصبحنا نجلس أنا وبعض الأصدقاء، ونتحدث: كيف ستكون الأمور في هذه الدول؟ وكيف ستكون الأمور في مصر؟ وكيف ستذهب الأحداث؟ وإلى أين ستذهب الأحداث في تونس؟ وفي الحقيقة، أنا كنت أجلس معهم، ولكن بنفس الوقت كنت أتمنى أن تصل الأحداث إلى سورية، ولكن بدون أن أذكر ذلك؛ لأنني كنت أخشى من المواقف المسبقة، وكانت لدي خشية وعدم ثقة، رغم أن معظم أصدقائي قد تربينا معًا في المدارس وفي الحارات والأحياء، ولكن كان لدينا حالة من الثقة المزعزعة إن صح التوصيف خصوصًا في القضايا السياسية.يوجد سبب رئيسي للأمانة هو الذي دفعني لأن أتمنى أن تأتي الثورة السورية، مع بداية المظاهرات في دول الربيع العربي كان والدي معتقلاً بقضية اقتصادية مرتبطة بتأسيس الجمعيات السكنية، كانت هناك موجة عمرانية شديدة في حلب، انطلقت من عام 2006 إلى 2010، وفي مطلع عام 2010، بدأ النظام السوري يلاحق هذه الجمعيات حتى يغلقها. طبعاً، لأسباب عديدة: إن هذه الجمعيات بدأت تتجه باتجاه التمويل الغربي والألماني، فأصبح التواصل مع الشركات الألمانية والبريطانية، وأعتقد أن هناك أسباب أخرى دفعت النظام السوري لإغلاق هذه المشاريع.

بعيداً عن هذه التفاصيل أو الحديث عن هذه النقاط، أذكر أننا كنا نريد أن نعرف أين ذهب والدي، اتصل بنا مساءً في مطلع عام 2010، قال: إنه يريد أن يذهب إلى دمشق؛ لأنه تم استدعاؤه، وسيعود ليلًا. وفعلًا، ذهب، وعاد، عاد إلينا مساء ذلك اليوم في الساعة 12، وقال: يجب أن يرجع إلى دمشق؛ لأن لديه ساعات قليلة للعودة فقط. وفعلًا، سافر الساعة 5 فجرًا، ولم يرجع. واتصلنا بكل مسؤولي الدولة؛ لنعرف أين هو، ولم نعرف، علمًا بأننا كنا على معرفة شديدة بمعظم مسؤولي الدولة من القصر الجمهوري، والسبب أن علاقات والدي كانت عالية على هذا المستوى في الفترة السابقة.

هذا الفرع (فرع 285 وهو فرع التحقيق في إدارة أمن الدولة) كان مسؤولًا عن ملاحقة السياسيين والاقتصاديين، ويعتبر أن هذه قضايا تمس الأمن القومي. هذه المعلومات عرفتها لاحقًا وليس في فترة قريبة، كان عمري في هذه الأوقات حوالي 20 سنة. تواصلت مع جدي، ووالدتي تواصلت مع جدي، وتواصلنا مع الكثير من الناس حتى نعرف أين ذهب والدي بما فيهم مساعد حافظ الأسد الذي كان مساعده لمدة 10 سنوات، وكانت تربطنا به علاقة جيدة، ولكن مع الأسف لم نعرف، حتى إنني ذهبت إلى محمد الشعار وزير الداخلية، قابلته شخصيًا أنا ووالدتي؛ حتى نعرف أين والدي، ولم نستطع. استطعنا أن نقابله بسبب علاقات جدي ووالدي في الدولة، لم نترك أحدًا إلا وطرقنا بابه. في النهاية، عرفنا من خلال مساعد حافظ الأسد أنه معتقل في فرع وهذا الفرع مختصّ بالسياسيين والعسكريين. وذهبنا إلى الفرع أنا ووالدتي، وتجرأنا. وقفت أمام باب الفرع من طرف كفرسوسة، وقلت لهم: إن والدي معتقل لديكم، وأريد أن أقابله. وأذكر أنه قال لي حرفيًا: إما أن تذهب من هنا أو تدخل إلى الداخل، ولا يوجد لدينا أحد هنا، وإما تذهب من هنا أو تدخل، ولن تخرج بعمرك. ولم أتكلم بأي حرف، ابتعدت فورًا، ورجعت، ولكن تأكدنا أنه موجود، وحاولنا بأقصى الوسائل أن نخرجه، ولم نستطع، رغم أن جدي ذهب إلى حافظ مخلوف وقابله، ولم نستطع أيضًا إطلاقًا. طبعًا، حافظ مخلوف هو أخو رامي مخلوف.

بعد فترة، استطاع مساعد حافظ الأسد أن يخرجه بوساطة شديدة وضغوط كثيفة، وتم إخراجه ونقله إلى عدرا (سجن عدرا)، وذهبت مباشرة، وقابلت والدي، والحقيقة كان منظر والدي غريبًا مثل الأشخاص الذين معهم جفاف، كان كما تذكرون في الثورة السورية كنا نرى أشخاصًا من الغوطة، كانت مناظرهم...، وكان والدي نفس الأمر، وأنا صدمت بصراحة من المنظر، وسألت والدي في وقتها، ولم يكن يستطيع أن يتكلم، كنت أسأله: ماذا حدث؟ ولم يكن يجيبني، وهو حتى الآن يقول: إنهم لم يعذبوه. وأنا أشك بهذا الأمر، يعني رأيت شيئًا بعيني، كلامه غير صحيح، خرج والدي بالضبط بعد 5 شهور من انطلاق الثورة السورية؛ لأنه نُقل 5 شهور إلى سجن حلب المركزي، فكنا نقابله خلال 6 شهور بشكل دوري، ونسمع منه، وكان يتكلم عن أمور يشيب لها شعر الرأس حول معاملة السجناء.

أنا بشكل شخصي أصبح لدي حقد زائد عما تربينا عليه كعائلة، ومقصدي [من قول] عما تربينا عليه نحن كعائلة: كانت عائلة والدي وجدي أبو والدتي يقولون لنا كل التفاصيل التي حصلت في الثمانينيات، وعائلة أهل والدتي هم من الحفة في ريف اللاذقية، وهي مدينة سنية في المحيط العلوي في جبل صهيون، كانت هناك مشكلة تاريخية طويلة بينهم وبين العلويين، فكان يقول لي عن تعامل السلطة معهم، وكان يقول لي ماذا حصل في الثمانينيات، وكيف قام النظام باعتقال كل المثقفين من منطقتهم، وكان كلامًا طويلًا، فأنا السردية التي تكونت لدي من الصغر أن هذا النظام هو نظام أمني وظالم ومستبد، يعني من هذه الأوصاف، ومنذ صغري و في المرحلة الثانوية، كنت لا أقرأ السياسة ، وإنما أستمع فقط باستثناء النظام كان يضع لنا في الكتب الأدبية ملخصات لعبد الرحمن الكواكبي، مما أثار لدي تساؤلًا: من هو عبد الرحمن الكواكبي؟ حتى قرأت كتابه "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، وقرأته"، وتكونت لدي فكرة عن هذا الظلم والتجهيل، تكونت صورة عامة، والمهم أن الصورة التي تكونت لدينا في العائلة أن هذا النظام هو لن يزول إلا بمعجزة. ولن يزول.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

مرحلة ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/20-01/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

عام

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع التحقيق في أمن الدولة 285

فرع التحقيق في أمن الدولة 285

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة