الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الاعتقالات وتطور نشأة كتائب الجيش الحر في مدينة الباب

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:55:21

عندما خرج أخي من السجن هنا أصبح الخوف ليس على أخي؛ لأن قلبه أصبح ميتًا، ولا يكترث للأمور، ولكن الخوف كان عليه من أهلي، وعندما خرج من السجن أقاموا له حفلة كبيرة، وشارك فيها كل أقاربي؛ لأنه خرج من السجن. وفي ذلك الوقت، لم يكن يوجد هذا الشيء المعروف عن [سجن]صيدنايا وسجن حلب المركزي وأي سجن في سورية أو سجن تدمر، لم يكونوا معروفين، ولكنه خرج من السجن، ولم يصبه أي شيء، وهو خرج عن طريق الواسطة؛ لأن هناك أشخاصًا كثيرين اعتقلوا قبله، ولم يخرجوا.

وبعد أن خرج أقاموا له حفلة، و[قالوا له]: يجب أن تعود إلى عملك، ولا نريد العودة إلى هذه الأمور، ولا نريد المشاكل. وهو يقول: أنا لم أفعل شيئًا، ولكن أهلي لا يصدقونه، فهو بنظرهم على باطل، وهم على حق. وعليك الالتزام بعملك فقط. يعني هذا كلام الناس بالعموم، يقولون: لا نريد المشاكل. و هنا كانت المشكلة، وهنا بدأ أخي وامتلأ قلبه بالغضب، فهو تسرح حديثًا من الجيش، وهو في الأساس ليس له علاقة؛ لأنه تسرّح حديثًا من العسكرية، وهو كان يسهر عند صديقه، وليس له ذنب بأي شيء، ولكن الذي يدخل إلى السجن يُذلّ كثيرًا لدرجة أنه بسبب كثرة أعداد المعتقلين كانوا يسجنونهم في غرفة صغيرة، وينامون بالتناوب؛ لأنه لا يوجد مكان من أجل النوم، والمعاملة كان فيها الكثير من الإهانة والشتائم، وهو لم يخرج بعد من أجواء العسكرية التي كانت مهينة أكثر من السجن نفسه، وحالة الخدمة العسكرية -التي كان يحكي لنا عنها- هي أكثر قبحًا من السجن، وهنا أخي بدأ يبحث عن حل آخر مختلف عن وصايا أهلي.

وهنا بدأت تجمعات الجيش الحر، وكان الجيش الحر يخرج في البلد، ولكنه متخفّ بشكل كبير، سيارة "بيك أب" تمر وفيها شخص يحمل بندقية، كانت البندقية العسكرية بالنسبة لنا هي سلاح ثقيل، [لأن البدايات كان يُحمل فيها المسدسات وبنادق الصيد] وكانوا يحملون أسلحة الصيد من أجل استخدامها في العمل الذي يقومون به. وفي هذه الفترة، كان ابن عمتي يختفي أحيانا ثم يعود، ولا أحد يعرف أين هو، وحتى أهله لا يعرفون أين هو، وهو متزوج، وحتى زوجته لا تعرف إلى أين يذهب، وماذا يفعل، ولا أحد يعرف، ويقول: أنا عندي عمل خارج البلد. ولكنه لا يذهب إلى العمل، ولكنه كان من بدايات تأسيس الجيش الحر في "كتيبة سيف الله المسلول" التي كانت في البداية مع "كتيبة أبو بكر الصديق" الذين كانوا مشاركين في تحرير مدينة الباب و"كتيبة سلمان الفارسي"، وهذه الكتائب الثلاثة كان قادتها المؤسسين من الباب، يعني تحرير مدينة الباب كان على أيدي أهل الباب.

في البداية، كانت "كتيبة أبو بكر الصديق" التي كانت أكبر فصيل، وبعدها "سيف الله المسلول" و"سلمان الفارسي"، وعندها بدأ أخي يبحث عن هذه الأمور بعد أن بدأ يراهم جيشًا حرًا، وكان يبحث، و يريد الانضمام، وبدأ أخي يهمل عمله، وبدأ يبحث، ووصل إلى أحد أصدقائه من بيت عثمان الذين كانوا مؤسسي "كتيبة سلمان الفارسي"، وكان مركزها بعد أن تحررت مدينة الباب المركز الثقافي في مدينة الباب، انضم أخي إلى الجيش الحر بنفس الطريقة التي انضم فيها ابن عمتي، ولا أحد يعرف مكانه، ولكن أخي كانت الطريقة عنده مختلفة؛ لآن أخي غاب فترة طويلة (شهر ونصف تقريبًا)، وظهر أخي بعد أن تحرر مبنى البريد، وكان مصابًا في قدمه بشظايا قنبلة، وفي هذه الأثناء، ظهر لنا، بعد أن أصبح للجيش الحر سطوته، وأصبحت البلد شبه محكومة من قبلهم، وهنا تم تفجير المخفر الذي كان بجانب الجامع الكبير الذي كان يجلس فيه حفظ النظام، و ينتظرنا في الجامع، في هذا المخفر، حفروا نفقًا من تحته، وفجروه، و بدأ الجيش الحر يصبح أقوى، وبدأ يصبح له سيطرة في البلد.

لم نكن نعرف أي شيء ولم يكن أي إنسان يعرف شيئًا، ولكن كانت هناك شكوك بهذا الأمر؛ لأن تفكيره كان في النهاية واضحًا جدًا، وكان يعارض كثيرًا الكلام الذي يقوله أهلي: عليك الجلوس والعمل وسوف نزوجك، وأنهيت العسكرية. ولكنه لم يكن مقتنعًا أبدًا بهذا الكلام.

في إحدى المرات، كانت هناك مظاهرة عادية مثل أي مظاهرة قبل أن يبدأ الضرب، وكانت المظاهرة شبه سلمية، كان يتخللها ضرب حجارة وغازات مسيلة للدموع، وهذا الأمر كان لا يزال حتى الآن سلميًا، ولم يكن يوجد إطلاق نار، ولا يوجد أحد يموت في المظاهرات، وكان هناك رجل كبير في العمر اعتقلوا ابنه في المظاهرة، وهذا الرجل لا يعرف ماذا يفعل، وكان عدد العناصر كبيرًا جدًا في ذلك اليوم، كانوا يغلقون الشارع تقريبًا. و هذا الرجل الكبير في السن انفعل كثيرًا، ولم يعرف ماذا سيفعل، وأنا رأيت شخصًا يقترب على النظام على أساس أنه يقوم بالمرور، ولا يبدو عليه شيء، ولكنه كان يخفي عصا، وعندما وصل ضرب عنصر الأمن الذي اعتقل ابنه وأخذه إلى المخفر، فضرب عنصر الأمن على رقبته، ورماه على الأرض، ثم هجم عناصر الأمن الموجودون على الرجل العجوز، وبدؤوا يضربونه، واستلقى على الأرض، و وضع يديه على رأسه، وبدؤوا يضربونه حتى اجتمع الناس بعد أن كانوا قد تفرقوا بسبب الغاز المسيل للدموع، و كان عدد عناصر الأمن كبيرًا، وكان الناس متفرقين، وهنا اجتمع الناس كلهم، وهجموا عليهم (على العناصر الذين يضربون هذا الرجل الكبير)، فتركوه، وذهبوا، و استطاع الناس تخليصه وعدم اعتقاله مع ابنه، وهذه كانت من أحد أبرز الأمور التي حصلت في المظاهرة أن رجلًا كبيرًا ينفعل كثيرًا، والناس ينفعلون معه، واستطاعوا سحبه وعدم اعتقاله، وهذا مثال على التكاتف واليد الواحدة، ففي بداية الثورة كنا جميعًا يدًا واحدة.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

الحراك في مدينة الباب

كود الشهادة

SMI/OH/105-05/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2012

updatedAt

2024/03/27

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة الباب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

كتيبة سيف الله المسلول - الباب

كتيبة سيف الله المسلول - الباب

قوات حفظ النظام

قوات حفظ النظام

كتيبة أبو بكر الصديق - الباب

كتيبة أبو بكر الصديق - الباب

كتيبة سلمان الفارسي - الباب

كتيبة سلمان الفارسي - الباب

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة