الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

توسع المظاهرات في الباب ومراجعة فرع الأمن العسكري في حلب

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:38:24

الشيء الذي حصل معنا خلال هاتين المظاهرتين السابقتين، واعتقال الأمن وكثرة الشباب في المظاهرات هذا استدعى شيئًا أنه يجب أن يحصل عندنا شيء من التنظيم، يعني يجب أن نتفق مع بعضنا حتى نخرج، وطبعًا الجميع يخاف من الهاتف الأرضي أن يكون مراقبًا ولم نكن نتحدث على الهاتف حتى لا يعرف الأمن بتحركاتنا.

طبعًا نحن خلال اللقاءات وفي النهاية أصبحنا نتواصل على برنامج "السكايب" وهو كان أهم برنامج، والجميع كان يضع اسمًا وهميًا حتى على برنامج "السكايب"، وكنا نتواصل ونتفق مثلًا أنه سوف نخرج في الأسبوع القادم وننسق وأنت من أخبرت حتى نخرج مظاهرة.

خلال هذه الفترة ازداد النشاط في المدينة والكثير من الناس أصبحوا يريدون المشاركة بالمظاهرات، والكثير من الناس لم يكونوا يتكلمون وبدأوا يتكلمون بالموضوع ويتناقشون فيه، يعني بدأوا يناقشون لماذا أنتم تخرجون في المظاهرات ومن خلال وجهات النظر أنه نحن نخرج من أجل المطالبة بالحرية، وأنا في النهاية سوف أحقق الحرية لي ولك، والكثير من الناس استجابوا لهذا الموضوع وبدأوا هم يروجون للفكرة نفسها.

طبعًا الأحداث هنا في سورية تزداد بشكل يومي، يعني كلما حصل تشييع لشهداء يرد الأمن عليهم بإطلاق النار ويسقط شهداء آخرون، وأذكر في بانياس في تلك الفترة تم التصعيد كثيرًا، وطبعًا بانياس بحكم وجودها في الساحل السوري وطبيعة سكانها وطبيعة سكان الساحل السوري بشكل عام واختلاطهم مع العلويين والسنة كان يوجد صعوبة جدًا وخاصة رؤوس النظام وشبيحته وتجار المخدرات والسجائر وتجار السلاح الموجودين لدى النظام كلهم موجودون في المناطق الساحلية، وهؤلاء في هذه الفترة استخدمهم النظام لقمع المتظاهرين، وحتى إن النظام بدأ يخرج الأشخاص المجرمين من السجن، وهذا الشخص في النهاية فكره إجرامي ولن يكون في فكره أن يخرج ضد النظام في مظاهرة، وبدأ النظام يغريه بالعمل معه أو يقمع المتظاهرين في حيه أو حارته وهذا الشيء كله استدعى أن ننظم أنفسنا، وفعلًا بدأ التنظيم وأنا ذكرت أن برنامج "السكايب" كنا نقوم من خلاله بالتنظيم.

بعد ازدياد الحراك والمظاهرات في مدينة الباب بدأ الأمن يتغلغل ويجمع معلومات عن الذي ينسق ويشجع الناس على المظاهرات ومن خلال جمع المعلومات التي لديه أذكر أنه في شهر حزيران/ يونيو [2011] في تلك الأيام كان يوجد مظاهرات في جسر الشغور وقبلها في بانياس وحتى إنه انسحب عناصر الأمن من جسر الشغور، وفي نهاية شهر نيسان/ إبريل جاءني بلاغ من الامن العسكري عن طريق عنصر من الأمن العسكري اسمه دريد، وهو متزوج من مدينة الباب، فجاء إلى محل ودخل بكل أدب وهمس بأذني وقال: أنت أسامة نعوس؟ فقلت له نعم، فقال يجب عليك مراجعة فرع الأمن العسكري في حلب، فقلت له: خيرًا؟ فقال: لا يوجد شيء وفقط مجرد أسئلة وأنت تعرف الأوضاع، فقلت له لا يوجد مشكلة، وأنا في تلك اللحظة وبعد أن خرجنا في المظاهرات يعني لو أنه سابقًا أخبرني هكذا خبر فأنا يمكن أن ينتابني خوف، ولكن في هذه اللحظة لم يكن يوجد خوف مطلقًا، وقلت له: سوف أراجع ولا يوجد عندي مشكلة، والمهم؛ من خلال الشباب الذين نعرفهم الذين يخرجون في المظاهرات وإذ تفاجأنا بعد ساعتين وعرفنا أنه أبلغ فلان وفلان، وحتى الآن أتذكر أنه من أحد الأشخاص الذين أبلغوا هو فراس عثمان أو عمار عثمان وهم من أصدقائي المقربين، فذهبت إليه فقال: أنا لن أذهب، فقلت له: ولماذا لا نذهب؟ يجب أن نذهب ونتكلم بما نريده هناك وعلينا أن نذهب بشكل جماعي ونقول إنه نحن نتظاهر ولدينا مطالب نريدها، وفي النهاية اتفقنا جميعًا أن نذهب، وفعلًا ولكن قبل أن نذهب بعض الكبار من آباء الأشخاص المطلوبين منهم من لم يكن لديه رغبة في المظاهرة، وبعضهم خوفًا علينا من الأمن العسكري، قالوا: يجب أن ننسق قبل أن تذهبوا، فكان تنسيقهم مع الشيخ عبد القادر الشهابي وهو ابن الشيخ نديم الشهابي، وطبعًا الشيخ عبد القادر الشهابي هو من أعمدة النظام وأبواق النظام المروجين للنظام، وهو ضد المتظاهرين وضد المظاهرات وضد الشيء الذي حصل، وفعلًا نحن ذهبنا بسيارة إلى حلب ذهبنا إلى أحد المساجد، وهناك كان ينتظرنا الشيخ عبد القادر الشهابي أعتقد أنه مسجد "الفتح" أو "الروضة"، ودخلنا وجلسنا في مضافة كبيرة في المسجد ثم جاء الشيخ وبدأ يخطب بنا، أنه يا أولادي لماذا تخرجون وماذا تريدون وهذا تخريب للبلد، ونحن قلنا له إننا لسنا مخربين للبلد ونحن خرجنا بشكل سلمي ولم نخرب شيئًا، ونطالب بحقوق لنا، وهو كان يحاول دائمًا إسكاتنا بأن عملنا هو غلط وأنه لا يجب أن نخرج، وفي النهاية وبحسب ما اتفق معه آباؤنا أنه سوف يأخذنا إلى الأمن العسكري حتى يكون واسطة لنا في الأمن العسكري، وأن هؤلاء الشباب أخطأوا ويمكن أن يتراجعوا عن خطأهم، فذهبنا إلى الأمن العسكري وكان عددنا 13 شخصًا من مدينة الباب، وكان يوجد ستة شباب من بزاعة، ودخلنا إلى الأمن العسكري، إلى قاعة قريبة في الطابق الأول ونحن جلسنا ولا يوجد عندنا خوف من الأمن العسكري مع أنه سابقًا من يمر من جانب الأمن العسكري من بعد 200 متر ينتابه شعور الخوف وأن ماذا يحصل داخل هذا الفرع، ولكن نحن لسنا خائفين مطلقًا، والشباب يضحكون ويمزحون وأنه هل سوف يعتقلوننا ولا نخرج؟ ولكن نحن غير مكترثين، ثم جاء أحد الأشخاص ويبدو أنه آذن (مُستخدَم) ولاحقًا تبين لي أنه ضابط، فقدم لنا القهوة، وشربنا القهوة المُرة وحتى إننا مزحنا معه، وهو بدأ يبتسم، وبعد قليل جاء العميد كفاح، وهو كان نائب رئيس فرع الأمن العسكري في حلب، وكان عبد القادر الشهابي لديه في المكتب يجلسون ويتحدثون قرابة الساعة ثم خرجوا وجاؤوا إلينا، وفارس الشهابي وهو رئيس غرفة الصناعة في محافظة حلب، فجاؤوا وجلسوا وبدأوا يتحدثون معنا، وفي البداية بدأ يتحدث العميد كفاح وقال أنتم أولادنا وأنتم أولاد الوطن، وهذا الوطن غالٍ، ونفس الشعارات الرنانة السياسية، يعني نفس نظام الأسد ولم يتغير شيء وأذكر أننا جلسنا تقريبًا أربع ساعات أو ثلاث ساعات، وطبعًا نحن جالسون وهو يحاضرنا محاضرة طويلة وعريضة، وحتى إنه كان أمامه لوح ويكتب، وقال لنا لا يمكنكم أن تخرجوا لأنه في النهاية وهو حاول أن يقنعنا بفكرة أنه نحن دولة ممانعة ومقاومة وفي النهاية وحتى لو كان لكم مطالب محقة يعني كان يحاول أن يقول لنا أن مطالبنا محقة، ولكن لا يجب أن تخرجوا لأنها سوف تكون تخريبًا للدولة، ونحن في دولة ممانعة، ويجب أن نصبر قليلًا من أجل التغيير، وفي النهاية ربطها أنه أنت إذا خرجت في مظاهرة وتعطل الدولة عن القيام بمهامها ضد إسرائيل، فأنت في النهاية عميل لإسرائيل، وهذا خلاصة الكلام، وبعد جدال طويل؛ ونحن جادلناه بطريقة كنا جريئين جدًا بالطرح معه، وهو كان مضطرًا أن يتقبل كلامنا يعني في غير هذه الظروف كان يمكننا أن نتحدث بهذا الكلام مع شخص مجند أو موظف عنده، وأذكر حتى الآن إنه كان يجلس على يميني منير نجار -رحمه الله الذي استشهد لاحقًا- وكنا نقدم مداخلات فتحدثت معه في أمر ثم قلت له تكلم وهو كان يتحدث عن فساد القضاء عندنا في مدينة الباب، وقال له إن التغييرات التي قمتم بها أنكم قمتم بتسليم القضاء لشخص من عائلة الساير استلم النيابة ونحن كنا نطالب بإزالته من القضاء، ولكنكم سلمتم النيابة لهذا الشخص الذي هو فاسد، ونحن لدينا ألف دليل على فساده، وأنا طبعًا لا أعرف لاحقًا إذا انشق هذا الساير من القضاء والتحق بصفوف الثورة، وأعتقد أنه التحق بصفوف الثورة.

طبعًا في النهاية انزعج من كثرة أسئلتنا، وقال عنادكم على هذا الموقف سوف يخدم إسرائيل، وفي النهاية العميل للدولة يعتبر خائنًا للدولة وحسابه سوف يكون عسيرًا ولكن معظم خطابه كان لينًا وطريًا.

أعطى العميد مداخلة لفارس الشهابي، وقال فارس الشهابي: أنا عندي شركات على مستوى حلب وسورية وأي شخص يريد أن يتوظف أنا مستعد كل ضمن اختصاصه، وطبعًا هم كانوا يظنون أننا خرجنا من أجل وظيفة أو مال، يعني رغم كل شيء كان تفكيرهم محصورًا في هذه الزاوية، يعني نحن خرجنا للمطالبة بالحرية، ولم نقل إننا نريد وظيفة أو أموالًا ونحن خرجنا للمطالبة بالحرية والكرامة وهذا ما نريده.

طبعا أعطى دورًا بعدها لعبد القادر الشهابي وبدأ عبد القادر الشهابي يخطب بنا وأنه لا يجوز ويجوز ولا يجوز الخروج على الحاكم ومن هذا الكلام، وطبعًا هذا الشيخ كان خطابه حزبيًا وبعثيًا أكثر من الخطاب الديني، ولكنه حاول تسخير خطابه الديني لإقناعنا بشيء معين، وطبعًا نحن الشباب الموجودون نقول نعم، ولكن لم يقتنع أحد بكل هذا الكلام وكنا مصممين أن نخرج ونتظاهر ضد النظام.

تعاملهم الجيد معنا هو في أمر واحد، وهو أن مدينة الباب تابعة لحلب، وبسبب قرب الباب من حلب فإنه يوجد صلة قرابة كثيرة وخاصة المناطق الشرقية من محافظة حلب مع مدينة الباب ولم يخرج أحد في مظاهرات ضد النظام في مراحل سابقة إلا مدينة الباب، ومدينة الباب كانت أول مدينة تخرج مظاهرات ضد النظام في كل محافظة حلب وحتى على مستوى سورية كانت مدينة الباب هي بعد بانياس وحمص، يعني شاركت بالمظاهرات في وقت مبكر جدًا، ومن أجل ذلك كانوا لا يريدون تأجيج الوضع في محافظة حلب، أو يعاملوننا بقسوة حتى لا يكون هناك ردة فعل من أهالي المدينة ويخرجون بأعداد كبيرة وهذا هو الشيء الذي كانوا يراعوننا به، يعني هو إخماد المظاهرات في حلب، وبما أنها خرجت في الباب فيجب أن نخمد الباب بطريقة جيدة.

نزلنا إلى الطابق الثاني أو الأول في نفس الفرع، وجعلونا نبصم ثم قاموا بتصويرنا وأخذوا فيش وأي شخص يُعتقل يجب أن يأخذوا له فيش كامل ويبصم بأصابعه العشرة مع صور جانبية وأمامية وخلفية وطبعًا نحن كنا نرتدي ثيابنا الكاملة، وهم بالعادة يقومون بتعرية المعتقل بشكل كامل، ولكن نحن بحكم أننا لسنا معتقلين أو كان معنا واسطة وهو الشيخ عبد القادر الشهابي فقاموا فقط بتفييشنا، وطبعًا هذا الفيش يأخذونه وأنت أصبحت مجرمًا لدى الأفرع الأمنية، وأي شيء يحصل فأنت لديك فيش عندهم ويتم استدعاؤك مباشرة بالإضافة إلى أنه قد لا يعطوك إذن سفر أو لا يعطونك جواز سفر.

خرجنا من فرع الأمن العسكري ونحن لسنا مقتنعين بكل هذا الكلام الذي قالوه، وطبعًا أهلنا كانوا ينتظروننا خارج الفرع وخافوا علينا كثيرًا لأننا بقينا طويلًا، وكانوا يظنون أنه تم اعتقالنا، وطبعًا خلال وجودنا في الفرع كانوا يفكرون بالعودة إلى المدينة حتى يخرجوا مظاهرة -في حال تم اعتقالنا- ولكن نحن لم يتم اعتقالنا ثم خرجنا وعدنا إلى المدينة وطبعًا لم يزرع فينا أي جزء من الخوف أو أي شيء من الخوف، والشباب ظلوا مصممين على نفس الموقف وأصبحنا نجلس أكثر وأصبحنا نحاول أن ننظم أنفسنا أكثر من السابق، وأصبحنا نحاول إدخال شباب جدد للمشاركة في المظاهرات، وفعلًا هذا الشيء حصل فيما بعد بشكل أكبر وأوسع وبعدها أصبحت المظاهرات أكثر في مدينة الباب.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/08

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك في مدينة الباب

كود الشهادة

SMI/OH/77-10/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2011

updatedAt

2024/03/22

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-محافظة حلبمحافظة حلب-مدينة الباب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن العسكري في حلب 290

فرع الأمن العسكري في حلب 290

الشهادات المرتبطة