الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سيرة ذاتية- توثيق اليوميات في حمص

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:54:02

وفيما بعد، تطورُها كان له علاقة بأنني أصبحت أفقد الكثير من أصدقائي الذين كنت أجلس معهم، وأراجع هذه الأحداث، وأنا نفسي بدأت أشعر بأنني من الممكن أن أموت، يعني: عندما أردنا أن نخرج من حمص القديمة، كنت أودع جزءًا من أصدقائي الذين أعرف أنه لا يوجد حرج إذا قلت له: إنني سأموت وأنا أستأذنك، وأنا أعرف أنه سيحزن، ولكن أقصد؛ حزنه لن يؤثر مثلًا كما لو قلت لزوجتي أو والدتي، لن يؤثر على نفسيته سلبيًا بشكل جدًّا كبير، ولكنني لم أستطع أن أقول لزوجتي وابني وأمي وغيرهم أنني من الممكن أن أموت بعد أيام؛ لأننا فعلًا كنا في ذلك الوقت يعني في بداية 2014 شاعرين أننا من الممكن أن نموت في أي لحظة، فقلت: أترك شيئًا له علاقة بالتوثيق، وهنا خطر ببالي موضوع: أن أبدأ بالكتابة أو أبدأ بتنظيم الأشياء التي لدي بطريقة علمية أكثر حتى أخرجها، وفعلًا بدأت أكتب بعض الأحداث، أعتقد في نهاية الحصار، وعندما الله عز وجل فرّج عنا، وخرجنا من المدينة المحاصرة، ولو أننا لم نكن نتمنى أن نخرج بهذه الطريقة، ووصلنا إلى منطقة أكثر أمنًا نسبيًّا؛ ولكن حقيقة حتى هذه المنطقة كان يوجد فيها صواريخ، وكان يوجد فيها إمكانية أن النظام من الممكن أن يفعل معك شيئًا، وهنا قلت: كفى، يجب أن أبعث هذا الكتاب وأخرج هذا البحث، وبدأت أراسل بعض الشخصيات التي هي من المعارضة، وأستشيرهم: بأنه يا جماعة ما رأيكم أن نفعل شيئًا مشتركًا؟ وأنا كنت جدًّا أؤمن بفكرة العمل كفريق، والحقيقة: كانت التجاوبات (الاستجابات) قليلة، ولكن بدأت أرسل بشكل شخصي، وأرسلت للمركز العربي (المركز العربي للأبحاث والدراسات) أول من خطر على بالي أنهم من الممكن أن نبذل جهدًا علميًّا، ومن الممكن أن يدقق خلفي بالأحداث والوثائق بطريقة علمية، وكنت أقرأ لهم الأوراق التي يخرجها سواء طلاب الدكتوراة أو الباحثين على مستوى الوطن العربي، فكان عملي جدًّا محكمًا علميًا، فقلت في نفسي: سأرسل لهم، وفعلًا أرسلت لهم، وردوا عليَّ أنه عمل طيب، ونحن من الممكن فعلًا أن ننشره.

كانت الفكرة الأساسية حقيقة هي: أن أوثق الأحداث التي لها علاقة بحمص القديمة، مثل المعارك التي حصلت، وطبيعة حياتنا والظروف التي عشناها، والأحداث التي حصلت، وفي هذه اللحظة كان مشروع كتاب حقيقة، لم يكن الكتاب، كان كبيرًا نوعًا ما في الحجم، كان فقط فترة الحصار يعني التي تمتد من شهر 6 (حزيران/يونيو) عام 2012، إلى تقريبًا شهر 4 (نيسان/أبريل) أو بداية شهر 5 (أيار/مايو) عام 2014، يعني حوالي سنتين، ولكن أثناء النقاشات مع بعض الأشخاص الذين عرضت عليهم المشروع، وأثناء حتى الإرسال إلى المركز قمت ببعض التعديلات يعني، والتعديلات التي قمت بها مثلًا: سحبت من الكتاب الكثير من الأشياء التي وجدت أنها فعلًا من الممكن في تلك اللحظة إذا كشفتها من الممكن أن تتأثر الثورة، وبالنهاية أنا ابن الثورة، فسحبت الكثير من الأحداث وسحبت الكثير من الأسماء وتركتها قلت فيما بعد، وتركت بعض القصص مفتوحة، ولا يمكنني أن أقول ناقصة، وإنما يمكنني أن أقول: بطريقة لم أكملها، وتركتها، وكان القارئ يرى أنها كاملة. 

حقيقةً المركز العربي طلب مني أمرين في وقتها؛ الأمر الأول: أنني لا أكتب فقط عن الحصار، ويجب أن أضيف مقدمة، فقمت بإضافة حالة من 20 صفحة مقدمةً أو أكثر قليلًا في الكتاب، مقدمة عن أحداث حمص بشكل عام، يعني تكلمت عن بداية الثورة وبداية العمل المسلح، وفيما بعد عرضوا عليّ فكرة المجازر، وحقيقة كتبت المجازر، وعندما كتبتها كانت طريقة الكتابة يبدو أنها قاسية نوعًا ما، وحقيقة أغلب المجازر في حمص كان خلفها شبيحة (عصابات موالية للأسد) وليس فقط النظام، وعادوا وأرسلوا لي (جماعة المركز العربي) أنه في رأينا -ولكن القرار لك- أنه إذا حذفت بعض الأحداث التي تنتمي إلى طائفة معينة دون أخرى، كان قصدهم يعني على الشبيحة (عصابات موالية للنظام) بالتحديد، الطائفة التي ينتمون إليها؛ لأجل الأجيال القادمة، وأنت في النهاية فعلًا تهمك مصلحة البلد، فيجب ألا نسوِّد وجه الطائفة الثانية، ودعنا نقلل -نشلبن- من هذه المجازر، وفعلًا أعدت صياغة بعض المجازر وقللتها بطريقة جدًّا كبيرة؛ لأكتفي بأنها حصلت في المكان الفلاني، وأصبحت فقرات بسيطة. 

في ذلك الوقت أنا كنت أحاول قدر الإمكان أن أكتب لأولادي، يعني أكتب لابني الذي كان موجودًا وأنا متزوج قبل الثورة، وزوجتي، والجيل الجديد أنه على الأقل يا جماعة الأحداث الرئيسية التي حدثت في حمص هي كذا وكذا وكذا وكذا. 

وكنت أقول: إذا كتب الله لي أن أعيش سأعود وأفعل شيئًا ثانيًا، وهذا ما بدأت أعمل عليه مؤخرًا، ولكن كنت أعتقد إذا صدر هذا الكتاب بهذه الطريقة، فأعتقد أن الأحداث الرئيسية هي كافية أن تذكر، وأن تكون تجربة من الممكن للبقية أن يتعلموا منها، وخاصة أن الثورة ما زالت موجودة، وبالتالي أنت يهمك أحداث لها علاقة بالحصار، وطبيعة حياتنا، لعل البقية أيضًا يستفيدون منها إذا قرؤوها، وبنفس الوقت الأجيال القادمة بعد 10 سنوات وبعد 15 سنة لن تقرأ الأحداث بنفس أعيننا، ولكن ستقرؤها بغرابة أكثر، يعني المألوف عندنا هو غير مألوف، طبعًا أصبح مألوفًا نتيجة العادة، ونتيجة أننا عشنا فيه بشكل يومي، نتيجة أنه يتطرق إلى أفكارنا ويدخل بشكل دوامة يومية، وهو كان أعتقد أحداثًا ممكن أن تحصل كل 1000 سنة مرة واحدة، يعني هي أحداث فعلًا هي غير عادية، ولكن نحن بدأنا نراها عادية، فكنت أظن أنه بعد 10 سنوات أو 15 سنة إذا قرأت الكتاب بطريقة جديدة، بطريقة بعد 15 سنة، بعقلية الشخص الذي يعيش بعد 15 أو 20 سنة، فهو أكيد سيرى أحداثًا فعلًا جديدة كليًّا، وسيعرف أن هذا الذي حدث كخط عريض في حمص، وهذا الذي عشناه وهذا الذي حدث من بداية 2011 إلى 2014 على الأقل، فكنت راضيًا بشكل جيد عن المشروع، وقلت: سأكتبه، وأرسلته. وموضوع المراسلات كان يأخذ وقتًا جدًّا كبير؛ لأنه يوجد لديهم لجنة علمية، ولديهم موضوع التدقيق الأدبي، وأظن عندما أعطوني الموافقة الأولية أنهم سينشرون الكتاب، كنت في الوعر في هذه المرحلة، وأعتقد في نهاية 2014، وجاء صاروخ إلى منزلي لدرجة أن الباب خرج من مكانه، ودخلت النار إلى المنزل، وكان منزلي في الدور الثاني، ويوجد بعض السيارات -أجزاء منها- طارت من الشارع واستقرت في البرندة (شرفة المنزل)، فكان جدًّا مشهدًا قاسيًا، وكان ابني معي، وهنا شعرت مرة أخرى أنني من الممكن أنا نفسي أن أموت، وأرسلت رسالة قلت فيها: يا جماعة حتى إذا متت انشروه، أنا ليس لدي أي مشكلة، والقضية لا تتعلق بوجودي أو عدم وجودي، وبدأت أقول: يجب علينا فعلًا أن نبدأ ونكتب هذه الأحداث؛ لأن هذه التفاصيل الصغيرة التي نعيشها بدقيقة أو دقيقتين عندما يمر الصاروخ من فوقنا، أظن بعد 5 سنوات أو 6 سنوات نحن سننساها؛ نتيجة زحمة الأحداث إذا بقينا على قيد الحياة، أو يوجد أحد غيرنا لن يستوعب أننا عشنا بهذه التفاصيل، فأنت يجب أن تضعه ضمن الظروف والبيئة جميعها؛ لأنه فعلًا الأحداث غير عادية، فقلت: أيضًا إن شاء الله سأرجع وأكتب، وأعطيت نفسي عهدًا أنني من الممكن من جديد أن أعود وأوثق وأكتب.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/30

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتية

كود الشهادة

SMI/OH/95-2/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة حمصمحافظة حمص-الوعر

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

الشهادات المرتبطة