وحين تأسس مجلس قيادة الثورة في دمشق طلب مني الشباب أن أكون الناطق الرسمي باسم المجلس، أنا لم أشارك في اجتماعات التأسيس، ولكن كان هناك عدة اجتماعات، وكان البعض منها يُعقد في الغوطة، وكان الهدف أن نظهر أنّ دمشق مدينة ثائرة، ونظهر للإعلام هذا الأمر، فمثلًا: من النشاطات التي نقوم بها أنه حين تخرج عدة مظاهرات، وتُبث هذه المظاهرات في وقت واحد، وكان يهمنا أن يُعرض على الشاشة أنَّ هناك مظاهرة في القدم والمزة والمهاجرين فيرى ذلك أهل دمشق، ويرى السوريون والعالم كله أنَّ دمشق مدينة ثائرة وأحياء دمشق تتظاهر كلها في نفس الوقت. فكان هدفنا التنسيق بين... وإظهار أنَّ دمشق مدينة ثائرة مثلها مثل حمص وبقية المناطق. ولم أشارك في مراحل التأسيس، فيما بعد انضممت إلى مجلس قيادة الثورة بعد التأسيس، قلت لك: إنني كنت في تنسيقية المهاجرين، وشاركت في تأسيسها، ثم أكمل الشباب وحدهم، عندما أكمل الشباب لوحدهم أصبحوا يجتمعون مع تنسيقيات أخرى، وأسسوا مجلس قيادة الثورة، ثم دعوني للانضمام لهم، فانضممت إليهم، وطالبوني بأن أكون الناطق الرسمي، وهذا يقتضي أن أكون خارج سورية، ووافقت، ولكن المرتبين للأمر والقائمين عليه اعتقلوا بعد يوم تقريبًا، واثنان منهم استشهدا، وتوقف الأمر، وكنت أنوي الخروج وأن أتكلم باسم مجلس قيادة الثورة من الخارج، وكنت أخرج على الإعلام في بداية الثورة، واتصلت بي مرة قناة "سي إن إن" ، وخرجت عدة مرات وتكلمت بالعربية، ومرة تكلمت بالإنكليزية، وكنت أتكلم كمتظاهر، ولم أكن منتميَا إلى تنسيقية أو غيرها، ولم أكن قد أمنت حماية لنفسي، وكنت مكشوفًا للأمن، وكان اجتهادي في ذلك الوقت أنَّ اليوم هناك ثورة، والنظام مشغول بها وبالشباب، فشخص معارض مثلي ومعروف لن يقترب النظام منه، وهناك أمور أهم، وفي أيام "إعلان دمشق"، كان النظام يركز علينا؛ لأنه لم يكن غيرنا معارضون في البلد كلها، أمَّا الآن فسورية كلها ثائرة، فلديه استحقاقات وملفات أهم، فلن يهتم إذا خرج معارض وتكلم، وخصوصَا أنني لا أتكلم عن حمل السلاح، بل على العكس كنا نقول: كي تهدأ البلد فيجب إعطاء الحريات والاستجابة لمطالب المتظاهرين. فكنت أتكلم بهذه اللهجة، وفي ذلك الوقت، بدأ النظام يسرف في القتل، فكان لابد لي أن أتكلم ضد النظام بشكل واضح، فلم أعد أتكلَّم، فإمَّا أن أتكلم بلغة سهلة فيها شيء من الليونة أو لا أخرج وأتكلم، فآثرت ألا أتكلم، وفي كل تلك الفترة، كنت في دمشق، وخرجت منها في شهر 11 (كانون الأول/ ديسمبر) من عام 2013 إلى يبرود، أقمت فيها 4 شهور، وبعدها إلى لبنان، وكنت في كل تلك الفترة غير متخفّ، بل جالس في منزلي، ولم أتخفَّ في أي مرحلة من المراحل.