بداية الاعتصام في ساحة الساعة في حمص
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:11:25:06
المهم في الاعتصام الناس تجمعت وامتلأت الساحة، وعلى أطراف الساحة يوجد شباب أحضروا خيمة ميدانية ووضعوها، ويبدو أن القصة يوجد فيها نوم، يعني الجماعة جلسوا ولن يقوموا والحقيقة أنا وصديقي ذهبنا واشترينا الماء، وطبعًا أغلب المحلات مغلقة، فاضطررنا أن نذهب إلى حارة بعيدة قليلًا، ووجدنا سمان واشترينا طرود ماء صغيرة، وبدأنا نُوزع الماء، وكان الناس جالسين ومنهم من يأكل، وبدأنا أنا وأصدقائي نُحضر أكياسًا فارغة، ونحاول جمع القمامة من الأرض ونجمع الأوراق وقشور البزر والبسكويت، والحقيقة أنا لأول مرة أُزيل شيئًا من أرض سورية، يعني شيء وسخ من أرض سورية حتى أُنظفها لأنني أول مرة أشعر أن هذه بلدي ويجب أن أُشارك في تنظيفها، واعتقد رفاقي نفس الشيء، وكان يوجد أشخاص آخرين يُنظفون، وكان الجميع حريصًا على أن نجلس في جو جميل ولا يكون حولنا شيء مؤذي، وكان يوجد أشخاص يصعدون إلى الساعة ويخطبون وأحضروا ميكروفون وثبتوا بافلات (مكبرات صوت)، ويبدو حتى الساعة نفسها لها بافلات لست متأكدًا من هذه النقطة، ولكن كان الميكروفون موجودًا، وكان يوجد في داخل الساعة باب صغير يبدو لصيانتها ويبدو فيه البافلات، أو أنهم أحضروها من مكان آخر فأصبحت منصة، وبدأوا يخطبون، احيانًا الرجال وأحيانًا النساء وأحيانًا طفل وأحيانًا هتافات وأحيانًا شيخ، وطبعًا هنا في اللحظات الأولى كان هناك من يقول: يجب أن نتجمع في مسجد خالد بن الوليد، والاعتصام يجب أن يكون في مسجد خالد بن الوليد وليس في الساعة، وطبعًا هنا يوجد أشخاص كثيرين رفضوا الموضوع ويجب أن يكون في الساعة لأنه معنا مسيحيين وعلويين ومعنا أشخاص من طوائف ثانية، ونحن إذا ذهبنا إلى الجامع قد تتأذى مشاعرهم، ومن غير المعقول أن نذهب إلى الجامع، وهذه ساعة حمص هي رمز حمص والحمصي الذي يُريد ان يُشارك في الاعتصام يأتي إلى الساعة وليس إلى الجامع أو الكنيسة وهذا ليس واردًا، والحقيقة كان هذا هو الموضوع، ولكن أنا كان يشغلني فعلًا ويُقلقني أننا أصبحنا جماعتين بعد هذا الراي، وكنت أُحاول قدر الامكان أتأكد هل فعلًا الجميع موجود هنا، فذهبت في هذه الفترة في فترة الظهر في فترة بدايات التجمع، ذهبت إلى جامع خالد بن الوليد، وكان يوجد على الطريق ناس يأتون وناس يذهبون إلى الاعتصام، يعني البلد كلها مغلقة ولا يوجد إلا المشاة، وحتى لم يكن يوجد سيارات في هذا الوقت على طريق حماة أو طريق القوتلي الذي نحن نعتصم فيه، والحقيقة لم تكن هناك تجمعات عند جامع خالد بن الوليد وكان يوجد شباب يمشون ويوجد بعض الأشخاص الموجودين بشكل طبيعي فرحت جدًا لأنني لم اجد جماعات، ثم عدت إلى الساحة، وحاولنا أن نجلس ونركز مكان لي ولرفاقي حتى نجلس تحت القناطر، وهي نسبيًا بعيدة عن الشمس ونظيفة اكثر من الأماكن الثانية بحيث نستطيع أن نجلس عليها باعتبار أننا لم نستعد ولم يكن معنا بطانية أو شيء، فجلسنا والشباب الآخرين في هذا الوقت بدأوا يكسرون صور حافظ الاسد وبشار الأسد أو يحرقونها، وكان يوجد صورة على مبنى البريد ومع أنها عالية أعتقد في الطابق الثالث ومبنى البريد مغلق في ذلك الوقت، ويوجد علم لحزب البعث فقرر أحد الأشخاص ان يصعد، وكانت هذه مخاطرة في الحقيقة، ومن المستحيل أن يصعد إلا إذا كان سوف يُخاطر بحياته، وفعلًا تعلق على النوافذ وصعد وأحضرها وكسرها ومزق علم حزب البعث وترك علم سورية، وكان الناس جدًا يُشجعونه ويصرخون، وأعتقد لم يبقَ أي مكان فيه صورة أو جدار فيه صورة لحافظ أو بشار أو شخص يمت لهم بصلة إلا تمت إزالتها، والناس بدأت تُركز أمورها والخطابات، وأعتقد حرفيًا أن أغلب أهالي حمص قد جاؤوا على الأقل لمدة ساعة وحضروا أو كانوا في الجنازة، والناس هنا تجمعت وكنا جالسين ومبسوطين، وطبعًا بعد حوالي ساعتين أو ثلاثة في فترة العصر قلت لصديقي: علينا أن نذهب ونجمع المال من الأشخاص الذين معنا، ونحن أحضرنا قبل قليل الماء وطبعًا لا يكفي ونحن الذي أحضرناه عدد قليل جدًا، يعني عدة مئات من الليرات، ولكن هذا على مستوانا ونطاقنا، وفي مكان جلوسنا نستطيع أن نُوزع للناس وعلينا أن نُحضر السندويش، وأحد أصدقائنا فيما بعد التحق بنا معه مال أكثر قلنا له: سوف نأخذ منك ونذهب ونُحضر الطعام لأن هنا الناس جاعوا والناس لم تحسب هذا الحساب، وأصلًا نحن خرجنا من الصباح وأنا جئت الساعة 11:00 ويوجد أشخاص جاؤوا قبلي يعني أعتقد أنه يوجد أشخاص وصلوا الساعة 7:00صباحًا أو أصلًا هم جاؤوا من سفر ويوجد أشخاص جاؤوا من قرى وأغلب الناس لم يحسبوا هكذا حساب، وبالتالي بدأنا نبحث عن طعام، وللأمانة بدأ بعض الناس يُحضرون سيارات من الفواكه، يعني تأتي سيارة سوزوكي من الطرف الثاني من الطرف المفتوح الذي هو طريق جورة الشياح باتجاه الكورنيش، وهذا كان مفتوحًا وتستطيع السيارة أن تصل منه على عكس شارع القوتلي، فكانوا يُدخلون سيارات سوزوكي ويُوزعون للناس يُوزعون مثلًا العصير أو البسكويت والفواكه، وفيما بعد عرفنا أن تجار حمص هم الذين بدأوا يشترون لأنه في الحقيقة سيارة شاحنة صغيرة فيها كل هذه الكمية من الأغراض، فالحقيقة تحتاج إلى شخص نسبيًا مقتدر ماليًا، وهنا عرفت من صديقي الذي يعمل عند طريف الأخرس أن ابن طريف الأخرس مرهف الاخرس أرسل سيارات طعام، يعني مثلًا سوزوكي يوجد فيها خضار او فواكه للناس يعني يُرسلون الموز والخيار والتفاح وهذه الاشياء التي تؤكل بشكل سهل، واصلًا الأعداد كبيرة ومهما قدمت سوف ينفذ، فقلت لصديقي: هيا نذهب ونُحضر السندويش وأخذت المبلغ منه، وقال: اذهب أنت ونحن ننتظرك هنا حتى لا نذهب جميعنا، وأوقف سيارته في مكان بعيد في المنطقة التي تمر فيها السيارات باتجاه الكورنيش، فأخذت سيارته وذهبت، وطبعًا في المنطقة التي حولنا من المستحيل أن تجد فيها محلًا مفتوحًا، ويجب أن تبتعد أكثر فبدأت أبحث ولم أجد، ولكن خطر على بالي أن أذهب إلى منطقة أبعد تقريبًا في منطقة حي السبيل باتجاه الزهراء، وهي منطقة علوية، وقلت: هنا يمكنني أن اجد الطعام، وطبعًا أنا بالأصل دخلت إلى الخالدية ولم أجد، ودخلت إلى البياضة ولم أجد محلات مفتوحة، فأردت الدخول إلى هذه المنطقة، فوجدت أن الشوارع مغلقة بالحجارة وصخور صغيرة يعني ممنوع أن تدخل السيارة، ويوجد شباب متوقفين على الزوايا وبطريقة مستنفرين، وعندما أرادت الدخول خرج أحد الأشخاص من الشرفات ويبدو أنه متوجس وخائف، ويوجد شباب اقتربوا مني وأنا في الحقيقة شعرت بالخطر، وقلت على الأقل سوف تتكسر السيارة وهي لصديقي وهي سيارة جديدة، ويبدو أنه علي الانسحاب وهؤلاء خائفين من المظاهرات فعدت إلى الخلف وأنا اصلًا لم أدخل في الشارع كثيرًا لأنه بالأصل مغلق، فعدت إلى الوراء وابتعدت بدون أن اتكلم معهم أو اسالهم لماذا متوقفين؟ لانني في الحقيقة كنت خائفًا أن يحصل شيء للسيارة.
الحقيقة داخل اعتصام الساعة الهتافات كانت هي الهتافات المشهورة حتى هذا الوقت يعني "الشعب يريد إسقاط النظام" "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد" وحتى الكلمات التي تم إلقاؤها في المظاهرة كلمات في الحقيقة وطنية، وليست كلمات تخص أحدًا معينًا أو تتوجه إلى أشخاص محددين، ولو انه يوجد مشايخ شاركوا في مرحلة الليل على الأقل مشايخ شاركوا أكثر من غيرهم.
أحد اصدقائي اسمه طالب قطان، وهو الآن أعتقد في السويد يعني لاجئ أذكر أنه صرخ في وجه شيخ وقال له: أنتم شريحة مهمة، وأنتم يجب أن تتكلموا، ولكن أيضًا نحن الشباب يجب أن نتحدث وأيضًا صرخ على نجاتي طيارة بنفس الصورة، وقال له: أنتم أيضًا رجال لأن كل شخص منهم يصعد ويُمسك الميكروفون ويبقى طويلًا، وهو بدأ يصرخ يعني هو لا يُريد أن يتكلم ولكن يُريد أن يترك مجالًا للشباب ويقول: اتركونا نتكلم، ونحن الشباب كنا ميتين من قلة الكلام وكنا غاصين في الكلام ولدينا الكثير في حنجرتنا نُريد أن نقوله، وأذكر أن هذا الطالب كان له كلمة، وكان يقول نحن الشباب تهمشنا ونحن الشباب لم يكن لنا دور، وأنا أتمنى في المرحلة القادمة أن يكون لنا دور أكبر، وتحترمونا ونحن لدينا أحلام ولدينا آمال، وهذه البلد بلدنا، و أتذكر هذه الجمل باعتبار أنه صديقي وكان يلفت نظري وماذا يمكن أن يقول؟
كلمة الأستاذ نجاتي كان فيها الكثير من الروح الوطنية، وكانت طويلة نسبيًا، ولكن كان نجاتي طيارة ذكيًا أعتقد في شيء وهو كان يعرف أهل البلد والوجهاء، فكان يصرخ للوجهاء بالحرف ويقول: يا فلان تفضل إلى الساحة، فكان منهم يتجاوبون معه ويأتون ومنهم لا يأتي، ومنهم بقي اصلًا لليوم في مناطق النظام ومحسوب عليه، ولكنه كان موجودًا في تلك اللحظة في المظاهرات.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/07/30
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في حمصاعتصام الساعةكود الشهادة
SMI/OH/95-16/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
18/04/2011
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-ساحة الساعة الجديدةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حزب البعث العربي الاشتراكي