تحول الحراك إلى داخل الأحياء، وتصاعد القمع الأمني في حمص
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:04:55:22
بعد مرحلة اعتصام الساعة، والمجزرة التي حصلت في الأيام التالية، بدأنا نكتشف اكتشافًا حقيقيًّا؛ أن النظام لن يجعلنا نصل إلى مكان نلتقي به بعشرات الآلاف أو بكميات كبيرة، ولن يجعلنا نصل إلى داخل البلد، وكان الموضوع يوجد فيه بعض المخاطرة، وبعدها كان يوجد بعض المحاولات، ولكن القضية بدأت تتجه نحو اعتصام أو مظاهرة في داخل الحارات (الأحياء) الفرعية يعني، مثل: الخالدية وجورة الشياح والبياضة ودير بعلبة والإنشاءات، وبابا عمر، كل حي لوحده، فأصبحت الناس تتجمع، وتأخذ إحدى الساحات، ويتجمع شباب الحي ويرفعون اللافتات التي يكتبونها بخط أيديهم، أو يخططونها بطريقة معينة، وأصبحت المظاهرات مركزةً أكثر في الأحياء حقيقةً أكثر منها على باقي المناطق، ومع ذلك كان الأمن يحاول أن يدخل إلى الأحياء، ويطلق النار على الناس، وأحيانًا من بعيد يطلق النار مثلًا: بواسطة القناصين أو الرشاشات، ويقتل من المتظاهرين، ويقتحم، ولكن كان الاقتحام نسبيًا يعني يحتاج وقتًا حوالي 3 أو 4 دقائق حتى يصل، ولكن كان يوجد أحد ما موجود في بداية الحي أو أوله، وينبّه المتظاهرين، وأغلب الناس تهرب، وتكون الخسائر أقل، ومع ذلك حقيقةً كان يسقط شهداء كل يوم جمعة، وحتى في الأيام العادية كان يسقط شهداء، وكان طبعًا عدد الشهداء الأكبر يسقط في الأماكن المفتوحة والأماكن العامة، مثلًا: شارع القاهرة أو طريق حماة وعلى طريق الشام، يعني الأماكن التي بها تواجد أمن، وقدرة الأمن على كشف المتظاهرين بشكل أكبر، مثل القلعة، وبدأ النظام بتثبيت قناصين في هذه المرحلة على بعض النقاط، وكان يوجد دوريات ثابتة، وكانت حواجز في بداية الشهر 5 (أيار/مايو)، وبدأت تظهر فكرة الحواجز وتكون في محيط الأحياء لمحاصرتها، وعندما يريد المتظاهرون الخروج من الحي هنا يبدأ إطلاق النار، ويقع 4 أو 5 وأحيانًا 10 شهداء في كل مرة.
حقيقة في البداية كان يوجد محاولات كثيرة أن يكون هناك تجميع على الأقل على مستوى الأحياء، ولكن بعدها توقفت وأصبحت الاعتصامات الكبيرة في مركز الأحياء، ولكن الناس عندما تريد أن تأتي من حي إلى حي مثلًا: يريد أن يقطع حيه إلى حي آخر، هنا يبدأ إطلاق الرصاص (النار)، حتى على مستوى الأفراد للأسف كانوا يطلقون النار، وأذكر في إحدى المرات كنا قد خرجنا من مسجد العباس أو مسجد الرضوان على طريق حماة، وهذا المسجد كتفه على جورة الشياح ووجهه إلى الخالدية، يعني يجمع الحيين، ومن الطبيعي من منزلي أقطع الطريق وأدخل للمسجد أو بالعكس، فأذكر عند بداية خروجنا من المسجد مباشرةً بدون أي شيء أطلقوا الرصاص علينا من برج اسمه برج الصفا، وهو برج جدًّا قريب، كان به حاجز للأمن في منطقة اسمها المطاحن، ويوجد داخل المطاحن الحاجز، وعلى البرج يوجد قناصون، فأطلقوا النار على المصلين، وفي وقتها استشهد أمامي أظن 4 أو 5 أشخاص في مرة واحدة، ومنهم كانت إصابتهم بالرأس، وكان إطلاق النار لمحاولة منع أي تجمع حتى على مستوى أفراد، في أوقات صلاة الجمعة بالتحديد بدأ إطلاق النار بشكل جدًا كبير، وكان دائمًا يقع شهداء، وأصبحنا نعرف فيما بعد أنه هنا في هذا الحي وقع 4 شهداء، وفي هذا الحي 5 شهداء، وأحيانًا يصل العدد إلى 70 وأحيانًا يصل إلى عشرات الشهداء حقيقة، في مدينة واحدة من ريف ومدينة، فكان النظام يستخدم معنا القمع بأسلوب جدًا همجي .
عندما بدأنا نتجمع في داخل الأحياء وجدنا أن عدد الشهداء يقل، وفي النهاية نحن نريد أن ونثبت صوتنا، ولكن أيضًا لا نريد أن نفقد أصدقاءنا وإخوتنا، لذلك كشخصيات قادرة أن تضبط الوضع نسبيًا، أو توجه ولو بكلمة للشباب، دعونا يا شباب نلتقي داخل الأحياء، وبدون أن نخرج؛ لأننا كلما خرجنا تكون الخسائر أكبر على مستوى الشباب.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/08/08
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في حمصكود الشهادة
SMI/OH/95-18/
رقم المقطع
18
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
نيسان 2011
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-الخالديةمحافظة حمص-جورة الشياحمحافظة حمص-كرم الشاميمحافظة حمص-قلعة حمصمحافظة حمص-بابا عمرومحافظة حمص-دير بعلبةمحافظة حمص-الإنشاءاتمحافظة حمص-البياضةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية