بدء الاقتحامات الكبرى لأحياء حمص، والمغادرة إلى دمشق
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:05:42:16
حقيقةً أول اقتحام يحدث بشكل ضخم جدًا، وليس بشكل دوريات كان في شهر 5 (أيار/مايو)، في شهر 5 أذكر في نهاية شهر 5 بالتحديد نهاية شهر أيار (مايو) 2011، بدأت كميات كبيرة من الأمن والجيش تحيط بحي كامل، وتدخل لتفتيشها على رؤوس المتظاهرين أو المطلوبين، كان الجيش والأمن في تلك الفترة، وفي النهاية صراحًة نحن لا نميز بينهم كثيرًا؛ لأن لديهما نفس التعامل، وأحيانًا يكون اللباس نسبيًّا مختلفًا؛ يعني دوريات مدنية، ودوريات مثلًا تلبس اللباس العسكري، فكانوا يدخلون يعني من أول الشارع، ويدخلون بيتًا بيتًا يفتشونه، وهذا الأمر حقيقًة موضوع بيت بيت كان يؤدي إلى اعتقال كميات كبيرة من الشباب، وكل شاب تقريبًا يجدونه بعمر مثلًا 20 أو 25 أو 30 أحيانًا حتى الرجال كانوا يأخذونهم.
حقيقةً أذكر في تلك المرحلة دخلوا إلى بيتنا، وأنا لم أكن في البيت، وأغلب الشباب كانوا في هذا الوقت يهربون -يعني يخرجون خارج البيت-، ولكن روت لي والدتي وقالت لي: عندما دخلوا قلنا لهم: تفضلوا، فدخلوا، وفتشوا ولم يتكلموا مع أهلي أبدًا، ولكن كانت العبارات قاسيةً: أنتم أهل الخالدية رأس الفتنة، وأنتم تخرجون في المظاهرات، يعني كانت العبارات قاسيةً. وجيراننا قالوا لنا: إنه تمت سرقة أغراض صغيرة من عندهم، مثل الذهب والمصاري (المال)، يعني: كانوا يفتشون ويسرقون ما يجدونه أثناء التفتيش مثل المصاري (الأموال) وغيره والساعات يأخذونها ويضعونها في جيوبهم، طبعًا بسبب كمية الجيش وكمية الأمن الموجودة لا تستطيع أن تعلق، وتقول سُرق من بيتي ساعة أو سُرق من بيتي خاتم، وفي الحملة الأولى حقيقةً سُرق على الأقل في حيِّي في المكان الذي كنت أعيش به، سُرقت كميات كبيرة جدًا من المقتنيات الصغيرة، التي من الممكن أن يتم وضعها في الجيب، ولكن بعدها الناس أصبحوا أوعى، وبدأ الناس بإخفاء كل شيء نسبيًا باهظ الثمن يضعونه في جيبهم، أو في مكان مخفي، وتمشي معهم (يأخذونها معهم)، وصار الناس أحرص، والجيش والأمن أصبحوا أوقح، يعني أصبحوا يخلّصون الناس أشياءهم بطريقة أن هذا الشيء أريده، أو سآخذ لك ابنك إذا لم تعطيني المال، يعني أصبحت القصة قصة ابتزاز، فأذكر هنا بدأت الحملات العسكرية وبدأوا بتفتيش الأحياء، وأنا مثلًا شخصيًّا في هذه المرحلة مرحلة نهاية شهر 5 (أيار/مايو) عندما عرفت أنه يوجد عملية اقتحام، وللأمانة كان يوجد شخص من الأمن والجيش هو من أخبرنا؛ لأنه كان يوجد ناس داخل النظام متعاطفة نسبيًا معنا، سواء موظفين مدنيين أو حتى مختار الحي أو موظفين على مستوى الأمن وغيره، كانوا يخبروننا أنه غدًا ستأتي حملة، ويبدو أن الحملة تكون مركزيةً، يعني تأتي من الشام، لأننا نعرف من أكثر من طريق بالحملة، فأنا أذكر مثلًا في نهاية شهر 5 جاء إليَّ أخي وقال لي: فلان يسلم عليك، ويقول لك: إنه اليوم يوجد حملة عسكرية صباحًا، فعليكم أن تخرجوا خارج الحي. فكنا نخبر بعضنا على المستوى الذي نعرف به بعضنا، وكان لدينا جروبات (مجموعات) على السكايبي (Skype)، فنكتب أنه يا جماعة يوجد حملة عسكرية غدًا صباحًا على المنطقة الفلانية مثل الخالدية، ونبدأ بالخروج من الأحياء ليلًا أو صباحًا ونغادر، وأنا أذكر أنني يعني كنت خائفًا في هذه اللحظة من أن يتم اعتقالي؛ لأنني أول مرة أرى جيشًا كاملًا يدخل ويفتش، فذهبت إلى الشام باعتبار أن الشام هي منطقة كنت أعيش بها، ويوجد بها مساحة وعدد أكبر وأحياء أعرفها، والتقيت طبعًا مع أصدقائي، كان يوجد شباب من تنسيقية التضامن جلست معهم لأول مرة، واجتمعنا كفكرة تنسيقيات، وبدأنا ننسق ونبذل جهدنا أكثر، وهنا كانت أحداث درعا جدًا حامية (ساخنة) -يعني كانت في أوجها-، وكان يوجد في درعا حملات عسكرية وفيها اعتقال، وأصدقائي يقولون لي: علينا أن نذهب إلى درعا حتى نزور صديقنا، وهذا الأمر طبيعي لأننا أتينا من غير محافظة، ونمشي ونذهب بالباصات بحجة زيارة صديقنا، يعني أمر عادي، وأنا فعلًا كان لدي حب الاستكشاف، مثل منطقة معينة يوجد فيها خطر فلنذهب ونرى ونتعلم؛ لأن الدور سيأتينا، ولأن الأمن يعمل بنفس الطريقة وبنفس العقلية، وكانت الاتصالات مقطوعة في درعا، ولكن حاولنا أن نجمع أنفسنا على مستوى الشام كذا كذا شخص وذهبنا باتجاه درعا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/08/08
الموضوع الرئیس
اقتحام المدنكود الشهادة
SMI/OH/95-19/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
أيار 2011
updatedAt
2024/07/29
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة حمص-الخالديةمحافظة درعا-محافظة درعاشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
تنسيقية التضامن