طبعًا أذكر أيام الجامعة في عام 2006، في حرب تموز بين ما يُسمى: حزب الله وإسرائيل أن النقاش كان شيقًا جدًّا، كوننا مجموعة من الشباب -الذين كانوا أصدقائي- كنا نكره حسن نصرالله، ونتكلم عنه علنًا، وكنا نحن معارضين لحزب الله، وشاهدنا التمثيلية التي حصلت، ونحن نعرف أنها تمثيلية، وكنا في الكافيتيريا التابعة للمدينة الجامعية في دمشق، ووصل صوتنا أنه حين انضربت السفينة الإسرائيلية، وأنه تم ضربها من قِبل حسن نصرالله بصاروخ، وظهر هو البطل القومي، نحن كنا نكذبه، ونعرف أنها مسرحية، ونعرف أنَّه إنسان عميل وإنسان لا يحبنا، ونتكلم صراحةً أنه لا يحبنا كطائفة سنية، وهذا الأمر كان مكشوفًا من خلال التعامل مع العمال السوريين في لبنان في مناطق الحزب في الجنوب، واستمال بعض الشباب حتى يتشيعوا، ويصبحوا في حزب الله وحركة أمل، وكان هذا الأمر كله مكشوفًا ونعرفه، وأذكر بعد الحرب بعدة أيام عندما انتهت الحرب ركبنا بسيارة تاكسي وكنا 5 شباب من البرامكة إلى الهامة مكان سكننا، فكان الشوفير قد وضع أغنية لحسن نصرالله، وكان مطربًا سوريًّا اسمه: وفيق حبيب، وأذكر الأغنية بالضبط: الله الله يا الله، تنصر حسن نصرالله، ونحن لا نعرف أنَّ الشوفير (مُخبر)، وبعد ذلك تبين لنا أنَّه عنصر مخابرات، وحين بدأت الأغنية: الله الله يا الله، كنا في البيت نرددها: يلعن شرفك نصر الله، وحين سمعنا الأغنية في التاكسي نحن الخمسة تلقائيًّا قلنا: يلعن شرفك نصرالله، ولا نشعر إلا صف على اليمين وسحب المسدس، وهو في التاكسي لم ينزل بعد، ونحن هنا مباشرةً فتحنا الأبواب، ومن اللهجة عرفنا أنَّه عنصر مخابرات موال للنظام، وصراحةً من الطائفة العلوية، وهنا كل شخص ذهب إلى جهة، والمنطقة بين البرامكة والهامة تسمى الربوة كلها بساتين، فكل واحد ذهب إلى جهة، وبعد ساعتين أو 3 اجتمعنا في البيت حتى لا يُعرف مكان بيتنا، وكنا نحن صراحةً قد كشفنا لعبة حرب تموز، وكانت أفكارنا واضحةً أنَّنا ضد حزب الله، وأتت الثورة وعززت هذا الاتجاه، وهو أنَّنا لسنا من جماعة حسن نصرالله، وأذكر أيضًا في 2006 حين حصلت حرب تموز، كنا نتردد على المدينة الجامعية وعلى مكتبة الجامعة، فكان قد نزح جماعة الجنوب -جماعة حزب الله- فأفرغوا المدينة الجامعية، وكان يوجد طلاب وكان يوجد فحص، وأدخلوا العوائل؛ عوائل عناصر حزب الله، أو المناطق التي تتبع لحزب الله أدخلوها إلى دمشق، وكانت أيام فحص، وأدخلوا العوائل؛ على أساس أنَّ هؤلاء جماعة حزب الله، وهؤلاء الذين انتصروا على إسرائيل، ومن هذا الكلام الكاذب الذي كان يدعيه النظام ويدعيه حزب الله .. 

أثناء الحرب أو بعد انتهائها بعدة أيام نحن كنا ساكنين (مقيمين) في بناء في منطقة اسمها: جديدة عرطوز، وهذه المنطقة سكانها كانوا من المسيحية والدروز، وأنا مضطر أن أتكلم بهذا الكلام؛ لأوصل الفكرة، ولم يكن يخطر ببالنا أنَّ لدينا جارة من الطائفة الشيعية، وكان شباكنا على شباك الجارة، وكان نقاشنا ناس يقولون: الخنزير حسن نصر الله، وناس يقولون: المجرم، ويوجد معنا شاب مغشوش به يقول: إن حسن نصر الله قائد عظيم وقائد عربي، ووضع إسرائيل في مواقف حرجة، وكان لديه (حزب الله) أسرى (من إسرائيل). ونحن كنا باركين (جالسين) قرابة 10 أشخاص، واحد مع حسن نصر الله، وكان طالب صيدلة في جامعة الشام الخاصة أو الجامعة الدولية، ونحن كنا نتكلم عن حسن نصر الله أنَّه خنزير وأنه عميل وأنه مجرم ومن هذا الكلام، ونتفاجأ في اليوم الثاني تأتي إلينا الجارة، وتقول لنا: أنا سمعت كل هذا الكلام، وأنا من أتباع حسن نصرالله، وطلعت (تبين أنّ) المرأة من الطائفة الشيعية، ونحن هنا صراحةً تلبكنا قليلًا، وهي كانت تعمل بالسحر أو ما يُسمى بالكتب أو الحجب، وهددناها أننا أيضًا لدينا حجة لنشتكي عليك، أو نقطع رزقك، ولا نجعل أحدًا يأتي إليك، وهي كانت هي وابنتها فقط موجودتان، وتبين بعد ذلك أنَّ لديها بنت ثانية متزوجة في الجنوب -جنوب لبنان-، وتأكدنا 100% أنها شيعية، ومن جماعة حسن نصر الله، وانتهت الحكاية بخير، ولم تشتكِ علينا.