المظاهرات في نوى والمشاركة في مظاهرات التشييع في تسيل وازرع
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:43:08
عندما ذهبنا إلى المستشفى الوطني جاءنا خبر بأنه يوجد إصابات في صفوف أهالي نوى، وأحد المصابين كان أحد أقربائي: محمد ببور البصيري، وهو الآن شهيد، استُشهد في معركة تحرير نوى، وهذا الشاب يده اليسرى مبتورة قبل الثورة؛ نتيجة حادث، وعندما وصلنا قالوا لنا بأنه أُصيب بيده الثانية، وسألناهم كيف أصيب بيده الثانية! قالوا لنا: أُصيب بيده الثانية؛ ولكنه ذهب إلى نوى بواسطة موتور (دراجة نارية) بمفرده رغم إصابته، وهو أعتقد كان أول شخص مصاب في نوى، وبعدها انطلقنا إلى مدينة نوى بعد أن انتهينا من المظاهرة، ويوجد قسم كبير بقي موجودًا في درعا البلد حتى اليوم الثاني، ولكن القسم الأكبر -العدد كبير 40 ألفًا- بدأوا جميعهم يعودون بعد المغرب، ثم وصلنا إلى أول مدخل مدينة نوى، وصلنا إلى دوار الرباعي، ونحن نسميه دوار المخفر، وعلى الدوار كان يوجد صور لبشار الأسد، وحافظ الأسد موجودة على عامود كهرباء ضخم وكبير، وُضعت صور لبشار الأسد وحافظ الأسد، وهنا جاؤوا بورقة وأحرقوا صورة بشار وحافظ، وبدأ المتظاهرون يهتفون: "الشعب يريد إسقاط النظام"، وهنا حصلت بلبلة في نوى؛ بسبب حرق صور الرئيس بشار، وانتاب الناس بعض الخوف، ولكن لم يحصل شيء، ومضت هذه الليلة على خير ونمنا.
في اليوم الثاني كالعادة لا يوجد شيء، خرجت مظاهرة مسائية، وبقيت مظاهرات مسائية تحصل.
كان يحصل تنسيق بيننا وبين الناشطين وتخرج المظاهرات، والتنسيق عبر برنامج الميغ33 (برنامج دردشة)، ونتواصل مع الأصدقاء من أجل الخروج من مسجد الحجر أو من مسجد الإمام، نجمع الشباب ونُخبر، وكنا نبث منشوراتنا عن طريق الفيسبوك، وكان الفيسبوك برنامجًا جديدًا علينا، ولكن أكثر عملنا كان على برنامج الميغ33.
استمرت المظاهرات بعد عودتنا من الزحف إلى درعا، وكنا دائمًا نخرج في مظاهرات مسائية، أو بعد الظهر أو بعد العصر، وكنا نذهب نحو المخفر، ويقوم عناصر الأمن بإطلاق النار علينا، وهذا أمر عادي أصبح بالنسبة لنا، ويطلقون علينا الغاز المسيل للدموع، حتى تاريخ 8 (نيسان/ أبريل) 2011 (جمعة الصمود)، وهنا جاءنا خبر استشهاد ممرض اسمه: موفق الدخل الله، وهو من مدينة تسيل، وهو متزوج، ولكن زوجته من حيّنا، من جانب بيتنا من نوى، من عائلة الخطيب، وجاء خبر استشهاده في درعا أثناء قيامه بإسعاف الجرحى، وهذا أعتقد كان أول استهداف طبي مباشر، وهو كان معه سيارة إسعاف، وأثناء إسعافه للجرحى استهدفته طلقة قناص، وأحضروه إلى مستشفى نوى، وشيّعناه من مستشفى نوى إلى مدينته تسيل التي تقع غرب نوى، وخرجنا في مظاهرة حاشدة وقوية بالسيارات والدراجات النارية، وبكافة وسائل التنقل، خرجت هذه المظاهرة من نوى إلى تسيل، وهنا حاول الحاجز الموجود للجيش وقوات الأمن بين نوى وتسيل حاولوا منعنا من الوصول إلى مدينة تسيل، ولكنه لم يستطع؛ بسبب العدد الكبير من المتظاهرين، ووصلنا إلى تسيل، وشيّعناه، وخرجنا في مظاهرة في تسيل قبل تشييعه، وبعدها تم دفنه، وعدنا إلى مدينة نوى.
بعد تشييع الشهيد الممرض: موفق دخل الله أيضًا حصلت مظاهرات طيارة في نوى، ولا يوجد شيء مميّز نذكره.
نوى كانت كتلةً عسكريةً، وهي تجمع سكاني ضخم وكبير، ولكننا بنفس الوقت سميناها: غزّة حوران؛ بسبب كثرة الثكنات العسكرية، والحواجز التي توجد فيها، والثكنات، والتلال المحيطة بها، وكانت تحصل مظاهرات طيارة في نوى لمدة 5 دقائق أو 10 دقائق حتى ربع ساعة، ثم تنفض فورًا، حتى 23 (نيسان/ أبريل) 2011، هنا سمعنا أنه حصلت مجزرة في إزرع، عندما خرجت مظاهرة في إزرع، قام النظام بإطلاق النار عليها، وسقط تقريبًا 7 شهداء أو 9 شهداء، وقام الناشطون مثل: زاهر خريبة أبو حكمت النواوي بنصب إذاعة في ساحة مسجد الحجر في يوم السبت أعتقد، وبدأ يقول: بأنه قد حصلت مجزرة في إزرع، ويجب علينا الذهاب من أجل تشييعهم مع أهل إزرع، وهنا اجتمع الناس في ساحة المسجد، ومن معه سيارة أحضر سيارته، ومن ليس لديه ركب مع الآخرين، وانطلقت مظاهرة كبيرة من نوى، وعندما مررنا من جانب الأمن العسكري قام الأمن العسكري بإطلاق النار في الهواء، لأنهم يظنون أننا جئنا إليهم، أو أن الأمر كان مقصودًا، وتابعنا المسير حتى وصلنا إلى الشيخ مسكين قبل إزرع بـ 8 كيلومتر أو 10 كيلومتر، ومدينة الشيخ مسكين تُعتبر من ريف درعا الأوسط، ووصلنا إلى مخفر الشيخ مسكين، فهجم أهل نوى على المخفر وأحرقوه؛ لأنهم حاولوا منعنا من المسير نحو إزرع، وأيضًا كان يوجد حاجز على جسر إزرع حاول منعنا من الدخول، ولكننا استطعنا الدخول، وهم قالوا لنا: يمكنكم الدخول بشرط واحد: وهو أن تتركوا السيارات هنا، وتذهبوا مشيًا -على جسر إزرع-، والناس كانوا يريدون فقط الدخول، ودمهم يفور؛ لأنهم سمعوا أنه يوجد مجزرة في ازرع، ويجب علينا الذهاب، وتشييع الشهداء معهم، والتظاهر ضد النظام في إزرع، يعني كل الثقل وكل أهل حوران كانوا يعولون على نوى، لأنه يوجد فيها ثِقل سكاني كبير، وكان يخرج الآلاف من نوى من أجل التشييع، أو إلى مدينة ثانية من أجل فك الحصار عنها، كان يخرج عدد كبير، وهذا يرعب النظام، وليس مثل أي قرية أخرى يخرج منها ألف أو ألفي شخص.
وصلنا إلى جسر إزرع، وبدأ النظام يطلق النار في الهواء؛ من أجل إخافتنا وإعادتنا، وهنا بدأ يهتف المتظاهرون "الجيش والشعب إيد وحدة " من أجل الضغط على الجيش حتى يقف معنا، ولكن عناصر الأمن كانوا متغلغلين في صفوف الجيش، ويأمرونهم بإطلاق النار علينا، وعدم الاهتمام بما نقول، وأننا إرهابيون، وأننا جئنا من أجل تخريب البلد ومندسِّين.
هنا استطاع بعض الناس الدخول، وذلك عندما حصل إطلاق النار، وقسم عاد أدراجه، وأنا من الناس الذين عادوا ولم أستطع الدخول، ولم يكن هناك مجال؛ لأنه عندما بدأ إطلاق النار أصبح يوجد مسافة بين الذين وصلوا وبين القسم الثاني الذي لا زال يمشي، فأنا من الأشخاص الذين عادوا، وفي هذه اللحظة استطاع أهالي نوى الدخول، واستطاعوا تشييع الشهداء، وأيضًا حصل عليهم إطلاق نار، وسقط شهداء -على ما أذكر- كانوا من داعل وإبطع جاؤوا معنا لنقوم بتشييع الشهداء، وهم من ريف درعا الأوسط أيضًا.
معلومات الشهادة
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في درعاكود الشهادة
SMI/OH/81-05/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
نيسان/ أبريل 2011
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة درعا-الشيخ مسكينمحافظة درعا-تسيلمحافظة درعا-مدينة ازرعمحافظة درعا-منطقة ازرعمحافظة درعا-نوىشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
مفرزة الأمن العسكري في نوى