لم يكن وليد الصدفة تواجد الأمن العسكري ومفرزة الأمن العسكري بالكامل عند سيارة الشهيد جوان قطنة، ولوحظ أنه قد تمّ إطلاق الرصاص على السيارة بعد قتل جوان؛ لأن جوان تمّ قتله بالسكاكين وليس بطلقات نارية، حسب تشريح الجثة في مستشفى الدرباسية.

اعتقل رئيس المفرزة 3 أشخاص من الذين اختطفوا جوان، وحاول خالي الدكتور عدنان أن يأخذهم بالقوة من سيارة الأمن العسكري، ولكن تمّ الهجوم عليه من قبل الأمن العسكري، وتمّ ضربه بقسوة بأخمص البنادق مما أدى إلى فقدان وعيه وإسعافه أيضًا مع جوان إلى القامشلي. وطبعًا رئيس مفرزة الأمن العسكري كان يُدعى أبو حيدر، وهو نقل هؤلاء الثلاثة الذين خطفوا جوان باتجاه فرع الأمن العسكري في القامشلي، وسمعنا لاحقًا بأنه قد تمّ تهريبهم إلى أوروبا عن طريق الأمن العسكري في القامشلي.

هنا في حادثة اغتيال الشهيد جوان أيضًا كان هناك لغط سياسي كبير وتقاعس كبير من المجلس الوطني الكردي، واجتمعنا في الدرباسية ليلًا قبل تشييع جوان، وكانت كل قيادات المجلس الوطني الكردي، وكان رئيس المجلس الوطني الكردي في وقتها أحمد سليمان من الحزب التقدمي [الديمقراطي الكردي]، جاؤوا إلى الدرباسية إلى منزل ابن عمي الآغا لورنس تمو في الدرباسية في مضافته في الدرباسية.

كانت هناك مداخلتان: مداخلة باسم العائلة ومداخلة باسم "اتحاد القوى الديمقراطية"، وكانت مداخلة العائلة من قبل الأستاذ أحمد رستم أخو الدكتور عدنان (خالي)، وباعتبار أن أحمد كان عضوًا في الأمانة العامة [للمجلس الوطني الكردي] أيضًا، وطالب المجلس الوطني الكردي بإصدار بيان صريح وتحديد القتلة، ومن ثم أنا ألقيت مداخلة، وحصل هناك بعض النقاش الحاد مع رئيس المجلس الوطني الكردي، وقلت لهم: نحن في "إتحاد القوى الديمقراطية الكردية" أصدرنا بياناً، واتهمنا مباشرة حزب العمال الكردستاني باغتيال الناشط جوان القطنة، وأنتم تقولون بأنكم المجلس الوطني الكردي وممثلون عن الشعب الكردي، فيجب عليكم إصدار موقفكم بشكل واضح وصريح من زميلكم. جوان القطنة كان عضو أمانة عامة في المجلس الوطني الكردي، واغتياله بهذه الطريقة البشعة واختطافه وقتله بالسكاكين والهراوات بطريقة بشعة، ولكن للأسف المجلس الوطني الكردي تقاعس أيضًا كما حصل مع الشهيد مشعل تمو، وأصدر بيانًا هزيلًا لا يتهم فيه أحدًا، وإنما يتهم بعض الزعران (سيؤو الخلق) واللصوص.

هنا في مراسم عزاء الشهيد طبعًا تمّ تشييع الشهيد جوان من الدرباسية إلى قريته تل كديش التي تبعد 2 كم، [وتمّ تشيعه مشيًا] وحملًا على الأكتاف، وكان هناك الآلاف من كل المحافظة سواء الكرد أو العرب. وجوان القطنة كان ناشطًا شبابيًا قبل تشكيل المجلس الوطني الكردي والتنسيقيات باعتبار أنه كان يدرس الإعلام في جامعة تشرين في اللاذقية، وكان لديه أصدقاء على مستوى سورية ناشطون شبابيون إعلاميون على مستوى سورية، وكان يرسل كل النشاطات التي كانت تحدث في محافظة الحسكة على القنوات الإعلامية، وخاصة قناة "الجزيرة"، فكان هناك الكثير من المشاركين في تشييع الشهيد جوان قطنة.

طبعًا نحن في العائلة سريعاً أدركنا بأن الموضوع ليس متعلقًا بجوان، وإنما الموضوع هو أن النظام السوري قد وجّه حزب العمال الكردستاني للقضاء على أي نَفَس من هذه العائلة، بحيث لا تقوم لها قائمة، يعني الدفع نحو الهجرة عبر التخويف والترهيب والقتل.

في مراسم العزاء حاول مجلس شعب غربي كردستان أو ما يسمى حزب الاتحاد الديمقراطي أن يأتي لإلقاء كلمة، يعني كمن يقتل قتيلًا ويمشي في جنازته، وطبعًا رفضنا بشكل قاطع، وأما بالنسبة للمجلس الوطني الكردي فنحن كإتحاد القوى الديمقراطية لم نستطع [الرفض]؛ لأن جوان كان عضو أمانة عامة، والمجلس الوطني الكردي أخذ الصدارة في مجالس العزاء رغم بيانه الهزيل وعدم اتهامه لأي جهة، ولكن كانت هناك كلمات قوية لأعضاء "إتحاد القوى الديمقراطية" بشكل يومي، سواء الكلمات التي كنت ألقيها أنا أو الأستاذ جميل عمر أبو عادل أو الأستاذ ريزان شيخموس تيار المستقبل وكل الناشطين المنضوين تحت "إتحاد القوى الديمقراطية الكردية" في سورية.