المظاهرة النسائية في القريتين ومحاولة تصويرها من قبل مدير الناحية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:10:28:13
قبل أن أخرج من القريتين، ولأنني أصبحت أذهب إلى المخفر -ذهبت عدة مرات-، وكنت أحاول التهدئة من روع الأمور حتى أخرج؛ يعني أريد أن أخرج بطريقة سلسة إلى الشام (دمشق)، وفي أيامها أصبح يوجد حواجز على الطرقات، والوصول إلى الشام (دمشق) ليس سهلًا، وعليك الركوب بالباص (الحافلة) أو بالسيارة، فتمت الدعوة إلى مظاهرة طلابية للبنات؛ لبنات مدرسة القريتين، -وهذه أريد التنبيه عليها-، وأنا تفاجأت بأن البنات يردن الخروج بمظاهرة، وقلت للشباب: كيف ستخرجن البنات بمظاهرة؟ فقالوا: يا أبا علي يبدو أنهم جهزوا البنات ليخرجوهن، فقلت: لا يمكن أن تخرج البنات بمظاهرة، وإذا أردن الخروج بمظاهرة، يجب أن نكون نحن موجودين، وفي الصف الأول الأمامي حتى تخرج البنات، وبالأصل لماذا تخرج البنات وطالبات الإعدادي والثانوي! ونحن كيف نخرج بناتنا وعرضنا ونرميهم في بوز (فوهة) المدفع (يتحملن كامل المسؤولية)، وكيف نرميهن لقمة سائغة أمام الأمن العسكري والشرطة، ولا يمكن أن يخرجن، وفي هذه الأثناء اتصل بي شخص، وقال لي: إنهن خرجن، فذهبت مع شخص على الموتور (دراجة نارية)، ووصلت إلى شعبة الحزب ودوار الجندي المجهول، وإذ الطالبات (موجودات)، والأمن العسكري كله مدجج بالسلاح، والشرطة ومدير الناحية ورئيس شعبة الحزب، وأنا نزلت، والطريق كان ذهابًا وإيابًا، والأمن يقفون في طرف، والبنات قادمات من هناك، وكان أبو هاشم هو مدير الناحية، ومعه جوال (هاتف محمول) نوعه a66 ، وفتح الجوال (الهاتف)، وبدأ يصور فيديو (مقطعًا مرئيًّا)، والبعد بينه وبين البنات أمتار، وأنا هجمت فورًا، وقمت بإغلاق الهاتف، وقلت له: إن بناتنا وأعراضنا لا يتم تصويرهن يا أبا هاشم! فقال: السبب هو أنت يا ابن الحرام، وقال: أعطني بندقيةً، فأطلق الرصاص فوقي في الهواء، وأنا ابتعدت، وطبعًا يوجد شخص، وهذا الشخص يشغل منصبًا، -ولا أريد أن أضعه في مكان محرج-، المهم هذا الشخص قدم لي الكثير من المساعدات، وكان مكانه حساسًا، وحتى في البناء الذي كان مسؤولًا عنه، كان يترك لي الباب الخلفي مفتوحًا، ويقول: يا أبا علي إذا احتجت لأي شيء يمكنك أن تأتي وتختبئ في البناء الحكومي، وهو كان موجودًا عندما حصلت المشكلة، وقال لي: عندي (دع الأمر لي) لا تهتم، والذي جعلني أتجرأ، وأدخل إلى مدير الناحية وأجلس، كان هو وجوده، ووجود الشخص الثاني من الأمن العسكري -رحمه الله- أيضًا، يعني هؤلاء أنا أعرف أنهم سوف يسندونني.
أغلقت الهاتف، وأطلق الرصاص في الهواء وفوق البنات، وتفاجأت بأن الذين أخرجوا البنات، نفس هذه الزمرة كانوا مختبئين خلف الجدار؛ يعني في شارع ثان، وأنت كيف أخرجت البنات؟ يعني لقمةً سائغةً ترميهن للنظام! كيف تفكر؟ ومن الذي دفعك؟ والى أين تريد أن تصل؟ وهنا كان يوجد تساؤلات كثيرة، وأنا عرفت أن الأمور ذاهبة إلى تهور، وطبعًا هم قاموا بالتحقيق مع شخصين؛ أحدهم مات تحت التعذيب، وقال بأنهم كانوا يسرقون، وتحدث معي أهله، وهو من المناطق الشرقية، وكانوا يظنون أنني المسؤول، فقلت لهم: أنا لست المسؤول، وإنما فلان وفلان، مات تحت يدهم (بسبب التعذيب) أثناء التحقيق، وليس أنا الذي أعتقلته، وأنا لا يمكن أن أتصرف مع لص بهذا الشكل، وأنا ليست مهمتي محاسبة الناس والاقتصاص من الناس.
عدد البنات كان تقريبًا 100 أو 150 بنتًا، يعني منظر البنات سبب لي أزمة، والبنات يهتفن، -ومع احترامي للناس كلهم، فعلًا أنا أفتخر ببنات القريتين وبنساء القريتين-، وكان الأمن العسكري والشرطة والسلاح المدجج، وهن قادمات، وهن واقفات، ويصرخن: "الشعب يريد.. إسقاط النظام" و"الموت ولا المذلة"، وأنا والله أفتخر بهن، وآسف للذين أخرجوهم وا أسفاه! وهؤلاء النساء يحتمين بالأرواح، ودماؤنا كلها تذهب فداءً للنساء والبنات -بنات ونساء القريتين- اللواتي السلاح أمامهن، ولا يوجد رجال، وكن يكملن بكل فخر، ونحن نفتخر ونعتز ونرفع رؤوسنا بهن، ليس لأنني ابن القريتين، ولكن المنظر كان يدمي القلب من الفرح، ويدمي القلب بنفس الوقت من الحزن، لأن البنات أُخرجن وتُركن، والمفترض أن المتظاهرين أثناءها -في ذلك الوقت لم يكن يوجد سلاح-، كان يجب أن يكونوا في الصف الأول، أو يمشوا حولهن ويحيطون بهن، ولكن كن لوحدهن، وأنا أوجه تحيةً كبيرةً لنساء وبنات القريتين، خنساوات القريتين.. أمهات كثيرات قدمن شهداء وأعدادًا من القريتين، ومنهن من قدمت كل أبنائها.
بعد أن أخذ أبو هاشم البندقية، وأطلق النار فوقي وفوق البنات، وهنا البنات أصابتهن حالة ذعر وخوف، لأنهن في النهاية بنات ونساء، وأساسًا الرجال يهربون؛ يعني الموقف الذي وقفنه يعجز عنه الرجال، وحصل تشتت، وهنا قال: امش أمامي يا أبا علي، وأنا احتميت بالشخص الذي هو مسؤول، فقلت: هل تسمعه؟ فقال: لا تخف، وهو يقول: امش يا أبا علي أمامي، ولا أريد أن أطلق النار على قدمك وآخذك، فقلت له: اهدأ وأنا ذاهب معك، فذهب باتجاه المخفر، وقال له -هذا الشخص الذي هو من القريتين- قال: لا تهتم يا أبا هاشم سوف يأتي معي، وأنا سوف أحضره، وارتحنا لمدة 10 دقائق، فقال: أنا سوف أذهب، وعندما أتصل معك يجب أن تأتي، فقلت له: أنا لا أريد الدخول إلى المخفر، لأنني سأضيع بين الأمن العسكري والمخفر، والجميع تركونا، فقال: هل يُعقل يا أبا علي أن تخرجوا البنات! فقلت له: لست أنا من فعل ذلك، فقال: يعني هن الذين تصرفن، فقلت له: لا، فقال: يعني لو حصل الآن أي اعتداء أو اعتقال لبنات، ماذا سيكون موقفنا؟ وعندما أكون أنا مسؤولًا، وبنت القريتين يتم اعتقالها، ويتم وضع القيود في يدها، ماذا سيكون موقفي؟ فقلت له: لا أحد يقبل ذلك، وقال: إنه يوجد أشخاص يحاولون زرع الفتنة، وعليكم تداركها، فقلت له: أنا انتهيت، والأمر ليس مقبولًا عندي، وأنا أريد أن أمشي.
أبو هاشم ذهب إلى المخفر، وبعد قليل جئت (أتيت)، وقال: كيف أغلقت الهاتف؟ وأنت سوف تحاسب، فقلت له: أنا أغلقته، وأنا قلت لك أنه لم يعد لي علاقة بالمظاهرات، وأنا أريد الذهاب إلى الشام (دمشق)، ولكن هذه غيرة على عرضي، وأنت الآن لو أنك في قريتك، هل تقبل أن تُصور إحدى بنات بلدك، فقال: نعم عندما يغلطن (يُخطئن) سوف أعتقلهن، وأنا كنت أريد تصويرهن قصدًا، فقلت له: أنا أعرف، وأنت تقوم بتصوير الوجوه، فقال: أنا أريد الوجوه حتى أعتقلهن وأعتقل أهاليهن.
طبعًا كان هناك عدة رجال من القريتين كانوا موجودين، وبدأوا يتحدثون مع أبي هاشم، وأنه لا يا أبا هاشم، وأنت أكبر من ذلك؛ يعني تدخل الناس، وقاموا بتهدئة الموقف، ثم سألني: متى تريد الذهاب إلى الشام (دمشق)، فقلت له: أنا ذاهب، فقال: خلال 48 ساعةً يجب ألا تبقى في القريتين يا أبا علي، وبعد 48 ساعة إذا بقيت، فأنت تكذب علينا، وأنت من يسير كل هذه الأمور، فقلت له: تكرم عينك (سيحصل ما تريد).
في الليل اجتمعنا معهم، وكبرت المشكلة، اتصل بي أبو هاشم على الهاتف، وطبعًا أبو هاشم أنا غيرت أكثر من رقم هاتف، وهو لا يحتاج أن يطلبه، ولكنني أتفاجأ بأنه يتصل ويبارك لي بالرقم الجديد؛ يعني خلال ساعات، يعني أصبح الأمر مكشوفًا، وأننا نحن مخترقون من القلب، فاتصل على الهاتف، وقال لي: هل تريد أن تذهب إلى الشام (دمشق)؟ وأنت سلمت أخاك بدلًا عنك، فقلت له: أنا لم أسلم أحدًا، فقال: أخوك أصبح ينسق كل شيء، فقلت له: إن أخي من المجموعة الأخرى، ولا يعنيني أمره، ولا يعنيني ماذا يتصرف، وهو وقف مع الطرف الآخر، لأنهم أقربائي، وأنا ذاهب، وأنا أصلًا لا أتحدث معه، لأنه على نفس المنهج معهم، وأخذوه من منحًى ديني، ومن باب ديني، وأصبحت بنظرهم من كفار قريش، وأنا الحمد لله مسلم، وأخاف الله، وأعرف الله، وأدرك ماذا أتصرف، وأنا سوف أذهب إلى الشام (دمشق)، وأريد أن أعمل في أي شيء في الشام (دمشق)، ولا أريد هذه القصة كلها، وفعلًا في اليوم الثاني ذهبت إلى دمشق، ووصلت إلى الشام (دمشق) إلى الزاهرة وإلى دف الشوك، وبدأنا هناك بحراك جديد أنا والشباب.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/04/05
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في القريتينكود الشهادة
SMI/OH/157-07/
أجرى المقابلة
منهل باريش
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/06/14
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-القريتينمحافظة دمشق-دف الشوكشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
مفرزة الأمن العسكري في القريتين