الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

جلسة التحقيق عند العميد غسان إسماعيل

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:06:19

هنا بدأت أتحسن، وبدأت أجلس قليلًا، وخلال 5 أيام ارتحت، وطلبوني للتحقيق، وأخذوني إلى الخارج، وسحبوني، وتفاجأت بأنه يوجد شخصان طمشوني (لفوا العصابة حول عينيّ) بشكل جيد، وتأكدوا من التطميش جيدًا، وقيدوني إلى الخلف بالحديد جيدًا، وأخذوني، وضربني أحدهم، وقال: قف جيدًا، وهم كانوا يسندونني، و ليس السخرة، وأحسست أنني دخلت إلى مكان بارد، وبدات أشم رائحة العطور، غير رائحة الدم، وأحسست بأنني دخلت إلى مكان آخر، ونحن تقريبًا مشينا -وهم يسحبونني- لمدة دقيقتين؛ يعني أصبح يوجد ممرات جديدة، ورأيت أن الأرضية هي سيراميك أسود أو فضي يميل إلى البياض، وطرقوا الباب، وقالوا: احترامي يا سيدي! وأنا أستند إلى الجدار، فقال: لقد أحضرته يا سيدي، فقال، أدخله، فدخلت، ووضعوني على الأرض، فقال: لماذا لا يقف هذا الحيوان؟ فقال: هذا لا يستطيع الوقوف بسبب قدميه، فقال: دعه يجلس، فجلست، فقال المحقق: الآن يجب أن تتكلم حتى لا تعود إلى الكرسي، كيف كنت تستلم الأدوية؟ وماذا فعلت في دف الشوك؟ وماذا فعلت في التضامن؟ وقال: هل يعني أنك أنت أبو علي القريتين؟ فقلت له: نعم أنا أبو علي القريتين، فشتمني، وقال: أنتم أغبياء، وتظنون أنكم أذكياء، وسوف تتكلم بكل الأحوال، وسألني: من أين كنت تحضر الأدوية؟ فقلت له: كنت أحضرها من الزبداني، وطبعًا هذا الكلام ليس صحيحًا، لأنني -بفضل الله- لم أعطِ اسمًا واحدًا في كل فترة التحقيق و الاعتقال، وأعطيت أسماءً وهميةً؛ يعني أبو فلان وأبو فلان، وهم يضربونني، ويقولون: كيف تقول أبا فلان؟ وأقول لهم: هو لم يكن يرض أن يذكر اسمه، وأنا كيف سوف أعرفه؟ وهم في كل مرة يتصلون بي من رقم جديد، وقلت له: كنت أحضرها من الزبداني، فقال: كيف (كنت تحضرها) من الزبداني؟ فقلت: إن هذه الأدوية تأتينا من لبنان، وهي دعم من السعودية، ومن سعد الحريري، فقال: صحيح! الآن أنت صادق، وأنا أعرف إلى أين يريد أن يصل، أننا نحن نقبض المال، و500 ليرة في كل مظاهرة، وأنا أصبحت أريد أن أتكلم بشيء يقتنع به مباشرةً، حتى لا أعود إلى الكرسي، وأنا مستعد أن أموت، ولا أذهب إلى الكرسي، فقال لي: حسنًا، وقلت له: هم يضعون الأدوية في مكان، وسألني عن اسم الأشخاص، فقلت له: أبو محمود وأبو صطيف، فنادى على العناصر، وقال لهم: اضربوا هذا الحيوان، فضربني عدة مرات على رأسي، وقال: أعطني أسماءً ولاك (يشتمني ويستخف بي)، فقلت له: يا سيدي لا أحد يعطيني اسمه، يعني أنا لا أحد يعرف اسمي، ولا أحد يتعامل بالاسم، وأنا أتكلم بصراحة، وأنت لا تقبل، فقال: صحيح، الإرهابيون كلهم يتصرفون بهذا الشكل، لأنهم يعرفون أنهم قذرون وبدون كرامة، وبجانبه كان يوجد شخص يقوم بالكتابة، ثم قال لي: بعد الآن لن يضربك أحد، والآن سوف يقابلك العميد غسان [إسماعيل، رئيس فرع المهام الخاصة في إدارة المخابرات الجوية)، وقرارك عند العميد غسان، فأخذوني، وضربوني فقط عدة ضربات بالأنبوب، وأعادوني إلى الزنزانة، وسألني الشباب: ماذا حصل يا أبا علي؟ وطبعًا هنا مع الشباب أصبحت توجد ثقة، وأصبحت أعرف كل شيء عنهم، ويعرفون كل شيء عني، وسألوني: ماذا فعلت يا أبا علي؟ فذكرت لهم ما حصل معي، فقلت لهم: اعترفت حتى لا أذهب إلى الكرسي، فقالوا: كان يجب عليك أن تقول أي شيء آخر، وقالوا: بما أنهم يبحثون عن هذا الأمر، فهذا يعني أنه سوف يسبب لك أذًى كبيرًا.

بعد عدة ساعات طلبوني مرةً ثانية بنفس الترتيب وبنفس الطريقة، وأخذوني، ودخلت إلى مكان، ولكنه مختلف، وسمعت شخصًا يضحك، ويوجد صوت نساء، فقال: هل تظن نفسك ذكيًّا يا ابن كذا وكذا، فأدخلوني، فقال له: لا تدعه يجلس، فقال له: يا سيدي، إنه لا يستطيع الوقوف، فقال: يجب أن يقف غصبًا عنه وعلى قدم واحدة، وكان يوجد شخص آخر موجودًا، فقال: أنا سوف أساعده على الوقوف، وأنا كنت مطمشًا (معصوب العينين)، وأنا فقط أسمع أصواتًا، وقال: أنا سوف أجعله يقف على طريقتي، وهم حذروني سابقًا، إذا ذهبت إلى العميد فإنه يوجد شخص اسمه سومر، يجب أن تنتبه، ولا تجعله يمسكك من حنجرتك، وإذا أمسكك فسوف يقتلك، يعني عندما تعرف أنك أصبحت عند العميد حاول دائمًا أن يبقى رأسك نحو الأرض، يعني إذا لم تمت فسوف يؤذيك كثيرًا، -وهم يصفون سومر-، وهنا أنت تسمع بأسماء أشخاص، وهذا يملك الأسلوب الفلاني، وهذا بالطريقة الفلانية، يعني رعب برعب لا يعلمه إلا الله، وعندما تحدث هذا الشخص عرفت أنه سومر، وهو جعلني أقف بجانب الكنبة (أريكة تتسع لأكثر من شخص)، وقال: استند إلى الكنبة، وأنا يداي مقيدتان، وقال: استند، وقال: إذا نزلت إلى الأرض سوف أقتلك، فقلت له: يا سيدي فقط قيدني إلى الأمام حتى أستند على يدي، فصفعني على وجهي، وأحسست أن اليد التي ضربتني، وكأنها عشرة أياد معًا، ولم أستوعب بماذا ضربت. 

وبدا يتحدث غسان إسماعيل كلامًا، ولكن يوجد رائحة مشروب (مشروب كحولي)، وكانوا يشربون، وقال: هل رأيت يا ابن الكلب نحن ونحن و نحن، وأنتم قتلتم أخي يا أولاد الكلب، -وأخوه أعتقد برتبة رائد أو مقدم، كان قائد شعبة التجنيد-، وهو قُتل في حماة، وقال: دم أخي في رقبتك ورقبة الأشخاص الذين مثلك، وهذا وعد شرف أنني سوف أسحلك في الساحة عندنا بالسيارة، وسوف أبقى أسحلك على الزفت حتى تموت، وكل شخص مثلك بغير ذلك لا يموت، فقلت له: يا سيدي أنا لم أفعل شيئًا، وأنتم هكذا تريدون، وأنا تكلمت كما تريدون، وكل قصتي هي 50 ألفًا، وهنا تعرضت لضرب قوي جدًا، طرت من فوق الكنبة، ووقعت على الطاولات، وبدأ يقول لسومر: اضربه بعيدًا يا حيوان، لا تجعله يقترب منا، وقال اضربه عن بعد منتصف المكتب، وجاء سومر حتى يمسكني من هنا، وأنا أخفضت رقبتي، فحملني من رأسي من الخلف، ورماني، فوقعت الطماشة (عصابة العينين)، يعني هذا سومر كان ماردًا، وطوله تقريبًا 2.30 ميترًا، ووزنه تقريبًا 170 كيلو، يعني لا أستطيع التحديد، وهو رجل عملاق بكل معنى الكلمة، ويرتدي كنزةً (قميصًا)، والعضل مفتول؛ يعني شيء مرعب، وله لحية، وبدون شعر رأس، وحتى الحذاء الذي يرتديه في مقدمته يوجد حديد، فضربني بقدمه على صدري، وأحسست أن أضلاع صدري كلها تكسرت، وأنا تفاجأت بأن هذا -غسان إسماعيل- جالس، ويوجد معه 3 نساء، وإحداهن محجبة، ويسكرون ويتمسخروا (يستهزئون) علي، والمحجبة للأسف هي جالسة، وتقول: هل ترى من يخون بلده، ماذا يحصل به يا خائن؟ وأنا لا أستوعب، وهذا سومر يضربني نحو الجدار، وعلى الكنبات وعلى الطاولات، يعني أنت تتعرض للضرب، ويمكن أن تفقد وجهك أو عينك، وهو لا يكترث لذلك، فقال لي: ماذا قلت لسيادة المقدم؟ وأنا هنا عرفت أن الذي كان يحقق معي هو المقدم، فقال لي: ماذا قلت لسيادة المقدم؟ ألم تعترف؟ فقلت له: كل شيء قلته للمقدم هو صحيح، فقال: إذًا لماذا تكذب يا ابن كذا وكذا، وأكلت نصيبي (ضُربت بشدة)، وطبعًا أخرجوني سحبًا، ودمائي في كل مكان بسبب ما فعله سومر؛ يعني أنا كنت أُعذَّب، وهو يشرب (الكحول)، وهو مبسوط (مسرور)، وكأنه يفرح أكثر برؤية الدم، وهو يضحك، وأنا أصابني اختلال بالدماغ؛ يعني حتى النساء هكذا؟ وحتى المحجبة؟ الكل يسخرون مني، وأنا أموت!

أخذوني وسحبوني وأعادوني، وبعدها لم يضربني أحد، ودخلت إلى الشباب، وسألوني: ماذا حصل؟ وأنت يجب أن تعطي، وأنا أتمنى من الله أن يفك أسر الجميع، والذي استُشهد تقبله الله، وأنت تدخل إلى أساتذة؛ يعني عندما تأتي إلى الزنزانة، يعني هو يقول لك: ماذا سوف يحصل في المرحلة التي بعدها، وأنت فقط اذكر ماذا حصل معك، حتى يقول لك ماذا سيحصل، فقلت لهم: كذا وكذا وكذا، فقالوا: قلنا لك كل شيء إلا سومر (المهم ألا يعذبك سومر)! ويقولون: الحمد لله أنك نجوت، ولم يعاقبك، ولم يصبك الشلل، ولم تفقد عينك، لأن سومر هذا صاحب سيط (معروف بوحشيته)، وبدأ الشباب بمعالجتي.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/04/06

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/157-16/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/06/14

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مطار المزة العسكري

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

مطار المزة العسكري

مطار المزة العسكري

الشهادات المرتبطة