الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الخلاف بين ضباط فرع المهام الخاصة حول التحقيق

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:28:02

أنا طلبت البيجامة، وأيضًا وافقوا، ودخلت إلى الشباب، والشباب لم يعرفوني، لأنني دخلت، وأنا أرتدي البيجامة، وكنت مستحمًا، وطبعًا هناك أمر فاتني، وهو أن مكان انفجار قدمي وانفزار (تفتت) اللحم، أصبح يوجد فيها دود، وأغلب الشباب جروحهم أصابها الدود، ولست فقط أنا، وأعتقد كان يوجد فقط شخصان أو 3 لم يصبهم الدود -دود أبيض من اللحم-، وأثناء تعليقي ضربوني بالكهرباء، وحتى يؤذيني وضع عصا الكهرباء في داخل الجرح، وهذا كوى الجرح، وقتل الدود؛ يعني هو كان يقصد إيذائي، ولكن -بفضل الله- أغلق جرحي، وقتل الدود.

دخلت إلى الشباب، وسألوني ماذا حصل؟ واستغربوا بأنني أرتدي بيجامة، فقلت لهم: أصلًا عندما أخذوني لم يقيدوني ولم يطمشوني (يعصبوا عينيّ)، فقالوا: كيف (حصل) ذلك؟ وطبعًا أبو عمار لديه خبرة، فقال: كيف لم يقيدوك ولم يطمشوك؟ وهذا يعني أنهم أخذوا قرارًا بتصفيتك (بقتلك)، وهذا يعني أنك لن تخرج، لأنك رأيت وجوههم؛ يعني أي أحد يرى وجوههم ويعرفهم، فإنه لن يخرج من هنا، وأنا كانت نفسيتي مهيأةً جدًا، وكنت سعيدًا، وأصبح عندي أمل أنني سأخرج، ولكن الكلام الذي قاله، أعاد نفسيتي إلى أسفل سابع أرض، فقلت له: ولكن العقيد وعدني! فقال: هؤلاء ليس لهم وعود، فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله.

في اليوم الثاني جاء المقدم وطلبني، وقال: أنت لماذا غيرت كلامك عند العقيد؟ فقلت له: يا سيدي أنا تكلمت الحقيقة، فقال يعني أنت كنت تكذب علي، وتضحك علينا وكذا وكذا، وبدأ يضربني، وطبعًا أنا مقيد اليدين للخلف ومطمش (معصوب العينين)، وأنا أمد قدمي لأنني لا أستطيع طويها بسبب الانتفاخ، وبدأ يضربني بقدمه على وجهي، ويطرق رأسي على الجدار، ثم نادى للعناصر، وأخرجوني، وبدأوا يضربونني في الممر، وأخذوني إلى باحة لا أعرفها، ولكن كان يوجد مطر، فأخذوني إلى هذه الساحة، والهواء والبرد شديدان، والمطر خفيف، وعذبوني كثيرًا، ثم أدخلوني، وسكبوا المتة (من أنواع شاي الأعشاب) فوقي، وأحدهم وضع مصاصة (ماصة) المتة على عيني، يعني من فوق الطماشة، وآخر يضربني بالملعقة، واختلفت المعاملة، وعادت أسوأ بألف درجة، وهم عندما أخذوني أنا كنت أرتدي البيجامة، وهو عندما رآني أرتديها جُن جنونه، فنقلوا هذا الكلام إلى العقيد، فقال العقيد: أنا أقول أن هذا أمر مني ومن العميد، وأصبح يوجد تخبط بآرائهم، وبعد 3 ساعات تقريبًا، قلت له: كما تريد أنا أبو علي القريتين، وكل ما قلته للعقيد هو كذب، ثم أعادوني، وعندما دخلت إلى الشباب صُدموا، وسألوني: ماذا يحصل معك؟ فقلت لهم: لا أعرف، وبدأ الشباب يعالجوني.

في اليوم الثاني طلبني العقيد، وخرجت بدون قيود، وبدون أي شيء، وذهبت إليه، وعليّ آثار الضرب، وأرتدي السروال الداخلي فقط، فسألني: ماذا حصل؟ ولماذا غيرت كلامك؟ وبدأ يصرخ علي العقيد ويقول: لماذا تغير في كلامك؟ ألا تستطيع أن تتحمل يومًا من الضرب، فقلت له: هذا ليس ضربًا، هذا موت يا سيدي، فقال: الأمر ليس بيدهم، وأنا أقول أنت بريء، فيعني أنك بريء، وأنا سألت، وتأكدت، وتكلمت مع أشخاص مدنيين يعرفونك، وقال لي: يجب عليك الثبات على الكلام، فقلت له: حسنًا، وسألني: ما هي الحقيقة؟ فقلت له: إن الحقيقة هي قصة الـ 50 ألفًا، فقال: هذا يكفي، وعليك التكلم بالحقيقة مهما كان الثمن، وقال: هل تعرف أن الكلام الذي تقوله، أنه سوف يوصلك إلى الموت، وأنا وعدتك أنني سوف أخرجك، ولكن إذا غيرت في كلامك، فأنا لا يمكنني أن أفعل لك شيئًا، وبدأ العقيد يصرخ على العناصر، ويؤنبهم، وقال: كيف تضربونه؟ وأنا أمرتكم بعدم ضربه! فقالوا: يا سيدي نحن ليس لنا علاقة، وهذه أوامر، ونحن عباد مأمورون (الأمر ليس بيدنا)، فأخرجني العناصر، وغسلت، وأخذت الأغراض، يعني أصبحت أحس بأن العناصر يتمنون موتي، لأنهم أصبحوا بين أوامر المقدم وأوامر العقيد، ودخلت إلى الشباب، فانصدموا أيضًا، وسألوني: ماذا يحصل معك؟ فقلت لهم: كذا وكذا، فقالوا: أنت علقت في المنتصف، والأقوى هو الذي سوف ينفذ قراره، وإذا كان العقيد قويًّا سيخرجك، ولكن هذا مستحيل، لأن العميد أقوى، والمقدم قوي، وسوف يتم فرمك.

أنا هنا بسبب ألم ظهري لم أعد أستطيع الجلوس، يعني أكثر الأحيان جالس، يحاول الشباب إراحتي، أنا بسبب الكرسي وفقرات ظهري فيها أذية.

هنا عندما أخرج إلى الحمام، أصبحت المعاملة مختلفةً، وعندما يقدمون الطعام يسألونني: يا رشوان، هل يكفيك الطعام؟ ويعطونني طعامًا لوحدي بكمية أكبر، وأنا طبعًا كنت أوزع الطعام على الشباب، وعندما يحضرون المربى، أقول لهم: إنها لا تكفي، وهم عادةً يقدمون رغيف خبز مع القليل من المربى، فيعطيني رغيفين من الخبز ممتلئَين بالمربى، وأنا هنا لا أستطيع الأكل لأنني أموت، فأعطي الأكل للشباب، لأنهم انتهوا من التحقيق، ولا يخرجون، ولا أحد يسألهم، وأيضًا كانوا يوزعون الحلاوة والبطاطا، وأنا دائمًا كنت أطلب طعامًا زيادة في هذه الأيام، وأصبحت أموري جيدةً، يعني حتى الذين يضربونني يقولون: الأمر ليس بيدنا، وهذه أوامر، وعندما تلتقي مع العقيد، قل له: إنه ليس لنا علاقة، والعناصر المتناوبون كانوا دفعتين، وأصبح عناصر الدفعتين يعرفون أنه عندي توصية من العقيد، والدفعتان يريدون مني أن أقول للعقيد أن الأمر ليس بيدهم.

في اليوم الثاني طلبني المقدم، وعدنا إلى نفس القصة؛ يعني ضرب وتعذيب، ضرب وتعذيب! فقلت له: أنا أبو علي القريتين، وفي اليوم الثاني طلبني العقيد، ونفس العملية جعلني أرتاح، وصرخ علي (بوجهي)، وفي اليوم الذي بعده طلبني المقدم، وأيضًا ضربني كثيرًا، وأرسلني إلى العميد، وعذبني -هذا- سومر، وأيضًا ضربوني كثيرًا، وهنا أصبحت العملية يومًا أرتاح وأموري جيدة، ويومًا كأنه جهنم، وبئس المصير وعندما أخذوني إلى العميد، أنا عدت منهكًا ومشوهًا، وفي اليوم الذي بعده أخذوني إلى العقيد، وبدأ العقيد يشتم، وقال إذا غيرت بكلامك، فإن سعرك هو طلقة واحدة، ومهما كلفني الأمر، وقال: أنا سوف أذهب إلى اللواء جميل حسن، وسوف أخرجك مهما كلف الثمن، لأنني عاهدتك عهدًا، ولكن إذا غيرت بكلامك فإن سعرك طلقة، وأنا سوف أطلق عليك النار، وسوف يصل الموضوع إلى اللواء، فقلت له: أنت ترى يا سيدي ماذا يحصل معي، وبدأ يضرب الطاولة، ونادى على العناصر، وبدأ يشتم؛ يعني إضافةً لكونه متعاطفًا معي، هو أصبح في حال بأن كلمته تُكسر (لا تُنفذ)، وقراره يتم الدعس عليه، وحتى إنه كان يقول للعناصر: هل أنتم تكسرون كلمتي؟ يعني أصبح الموضوع شخصيًا، وليس من أجل أبي علي القريتين أو رشوان سلوم، وإنما من أجل كلمته وقراره، ثم أخذني العناصر، يعني جاءت المناوبة، وأنا مستعد للضرب، ولكن لم يطلبني أحد! وفي اليوم الثالث طلبني العقيد، وسألني: هل اقترب منك أحد؟ فقلت له: لا، ولكنني مصدوم، لأنه في ليلة مناوبة المقدم، أنا لم أنم بسبب التوتر، والأمر مرعب أعيشه، وأنا أنتظر في أية لحظة، وعندما أسمع شخصًا قادمًا من الممر، أظن أنهم سوف يأخذونني، فسألني العقيد: هل طلبك أحد؟ فقلت له: لا، فقال: لن يطلبك أحد، وقال: ارتح، وأنا عاهدتك ووعدتك.

جاء اليوم التالي، وأنا أعيش في حالة رعب، لأنني لا أعرف المناوبات، فقط يومًا أرتاح، ويومًا يتم تعذيبي، ولكن المعاملة اختلفت معي، وهنا بدأ يسألني العناصر: يا رشوان، هل تريد الخروج إلى الحمام؟ هل تريد الغسيل؟ هل تريد شيئًا؟ يعني هو نفس السجان الذي كان يضربني، والشباب كانوا يقولون: إن لديك واسطةً، والمعاملة اختلفت، ويبدو أنهم يريدون تصفيتك (قتلك)، يعني كل شخص بدأ يقترح، ويعطي رأيه، لأن الحالة التي تحصل كانت نادرةً، وهذا الكلام استمر تقريبًا 15 يومًا أو أقل 12 يومًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/04/06

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/157-18/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/06/14

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مطار المزة العسكري

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

مطار المزة العسكري

مطار المزة العسكري

الشهادات المرتبطة