الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التحويل من الشرطة العسكرية إلى سجن عدرا

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:12:05

تكلمنا مع المساعد، وقلنا له: إذا أردنا أن يتم تحويلنا غدًا، ما حلها؟ فقال: مستحيل، فقلنا له: عليك تدبير الأمر، وأخذنا نرجوه، وبدأنا نتحدث معه كابن بلدنا، فقال: إذا أردتم التحويل غدًا، فهذا سوف يكلف كثيرًا، لأنني يجب أن أعطي الضباط؛ يعني يوجد ترتيبة، فسألناه: كم يكلف الأمر، فقال:50 ألفًا، وكل شخص يدفع 25 ألفًا، ولكنه حل الموضوع بمبلغ 35 ألف ليرة سورية، وأنا هنا لا أتذكر أي رقم هاتف، يعني مسح (من ذاكرتي)، وعملية المسح لا تزال ساريةً، والمفتش الذي معي قال له: أريد أن أتحدث مع أخي عبر الهاتف، ومبلغ 35 ألفًا سوف يتم تأمينه مباشرةً، فقلت له: مناصفةً، فقال: لا يوجد مشكلة يا أبا علي، وأنا هنا تعرفت عليه، وأصبح يعرف عني كل شيء، يعني خلال ساعتين تحدثنا كثيرًا، وأنا لم يعد عندي مشكلة باسم رشوان سلوم أو أبي علي؛ لأنه تم تحويلي إلى عدرا، فاتصل بأخيه، وأخوه هنا جُن جنونه، وسأله: أين أنت؟ فقال: هذا ليس وقت الكلام أبدًا، وقال: يوجد شخص ستلتقي معه في المكان الفلاني، وسوف أعطيك رقمه، ولا تسأله عن شيء أبدًا، وتعطيه 35 ألفًا وتذهب، وتضع المال في ظرف، -كما طلب المساعد-، وفعلًا خلال ساعة تمت العملية بنجاح، فجاء المساعد، وقال: أموركم تمام، فأخذونا من الممر، ونزلنا إلى درج، إلى غرفة يوجد فيها وسائد، وسألونا: ماذا أنتم؟ وهنا المساعد ذهب، ونحن كنا نريده أن يأتي، فقالوا: نحن صباحًا سيتم تحويلنا، ونحن عرفنا أن هذه الغرفة للذين سيتم تحويلهم صباحًا، وطبعًا أنت لا يزال لديك شكوك. 

وفي الصباح نادوا علينا، وخرجنا، ودخلنا إلى الممر الرئيسي الذي يؤدي إلى الساحة، -إلى ساحة الشرطة العسكرية-، وسيارات اللحوم كانت متوقفة، وهي سيارات لها شبك، ويضعون فيها المساجين، والجنازير جاهزة، ونحن كنا 3 صفوف، ويوجد فراغ بين كل صف، وكل من يُذكر اسمه يخرج من الصف، ويذهب إلى السيارة، فقالوا: جنزير الجنايات، جنزير المحكمة الفلانية، جنزير الشرطة العسكرية، جنزير حمص، جنزير عدرا، جنزير صيدنايا، وخلفي المفتش -صديقي-، ونحن لم ننم، لأنه لم يكن عندنا ثقة بأحد نهائيًا، وحتى عندما تم تحويلنا صباحًا لم يكن عندنا ثقة، والرعب والخوف يعششان في داخلنا.

كان يوجد بجانبي رجل مسن، فوجدت ناسًا قبلنا، فعرفت أنه كان يوجد غرف أخرى، ونحن الغرفة الأخيرة التي جاءت، وأنا بسبب لهفتي سألته: هل ذكروا جنزير عدرا؟ لأنهم يصيحون على الجنازير، فقال: إن جنزير عدرا قد غادر، فقلت له: وماذا بقي! فقال: المحاكم وصيدنايا، فقال لي المفتش: انتظر، ونحن هنا أصبنا برعب؛ يعني كيف صيدنايا، يعني أنت تنتظر عدرا، ثم صاح جنزير عدرا، وأنا هنا صُدمت، عفوًا وقبل ذلك صاح على جنزير صيدنايا، وأنا هنا فرطت أعصابي أنا والمفتش، وذكروا الأسماء فلانًا وفلانًا، فأقفلوا الجنزير، وأصبحوا في السيارة، وطبعًا كل جنزير يتم إذاعة الأسماء، ويتم تقييدهم، ثم يقفلون الجنزير، ويركبون السيارة، ثم يغلقون الباب، وتمشي السيارة، ويبدؤون بالجنزير الذي بعده، والذي يأخذنا هو ملازم أول، فذكر جنزير عدرا، فنظرت إلى الرجل المسن، -و(تذكرت) الرعب الذي سببه لنا-، فنادوا: جنزير عدرا فلان وفلان، وصاح على اسمي واسم المفتش الذي معي، وكنا آخر اسمين، وهنا شتمت الرجل المسن، وقلت له: نشفت دمنا، وكان الرجل هذا سيذهب إلى المحاكم، وهنا قلت له: أنا لا أستطيع المشي يا سيدي، فقال: تعال إلى هنا، وإذا سحبوني، وأنني في آخر الجنزير سأموت، فجعلني في أول الجنزير، وطبعًا لا يوجد شتائم في الشرطة العسكرية، يعني فقط تعال وانقلع، ولا يوجد شتم، فركبنا، وأخذونا إلى سجن عدرا، ونحن لم نكن نعرف إلى أين نحن ذاهبون، ولكن قالوا لنا: إلى عدرا، ولكن أنت لم يعد لديك ثقة بأحد، ولا بأقوال أحد، وفعلا نزلنا من السيارة، وإذ نحن في سجن عدرا، ووضعونا على جنب (طرف)، وخرج عناصر الشرطة المدنية، وارتدوا الكمامات، ويصيحون: قفوا هناك، واستغربت لماذا يتعاملون معنا بهذا الشكل! وطبعًا معنا موقوفون من الأفرع، وجميعنا بالسراويل الداخلية، وأنا الوحيد الذي كنت أرتدي بيجامةً (لباس من قطعتين، يُلبس في البيت)، وفي الشرطة العسكرية خلعتها، وأنا رميتها لأنني أحسست بأنه يوجد فيها رائحة، وبقيت مثل غيري بالسروال الداخلي والقميص الداخلي.

وضعوا طاولةً وكرسيًّا على باب سجن عدرا الداخلي، وهنا يجب أن تعطي اسمك الثلاثي واسم أمك، وتفاصيل هويتك كلها، وهنا بدأ العناصر يشتمون، وصفعوا أحد المعتقلين على وجهه، وأنا أعرف أن الشرطة المدنية وسجن عدرا ليس لهم علاقة أن يفعلوا ذلك، فقلت له: ولماذا تشتمنا؟ فقال: يا ابن الكلب، فقلت له: أنت ابن 60 كلبًا، وتشاجرت مع الشرطة هناك، وخرج الضباط يركضون، وهنا يوجد كرسي بلاستيك أو 3 كراسي، والطاولة في المنتصف، فاستندت على الكرسي، ثم ضربته على الأرض، فانكسر الكرسي، فحملت قطعةً من الكرسي، وقلت لهم: هل تعلمون ماذا سوف أفعل؟ أنا لن أؤذي أيًّا منكم، وأنا سوف أؤذي نفسي، وأبلوكم بي، وبدأت أهدد، فخرج الضباط، وقالوا: أنت ماذا تفعل؟ أنت مجنون! فقلت لهم: إنه يشتمنا، ويشتم أخواتنا وأمهاتنا، هو لم يشتمني بل شتم غيري، فقاموا بتأنيب العنصر، وقالوا: نحن هنا ليس لنا علاقة بكم، وأنتم أمانة، وإذا كنت مؤدبًا ومحترمًا سوف نحترمك، ونحن ليس لنا علاقة بما فعلت، وطبعًا اللذان يتحدثان هما نقيب ومقدم، أو نقيب ورائد، وكانا ضابطين اثنين، وقالا: أنتم هنا أمانة، وإن جلست بأدبك واحترامك فسوف نحترمك، وإذا كنت غير محترم فسوف نؤدبك، فسألوني: هل أعطيت اسمك؟ وأنا حفظت ما يريده مني الشخص الذي أمامي، فأعطيتهم معلوماتي، فأخذ الشرطي يضحك، وهذا الشرطي قاموا باستبداله، فقال الشرطي: ما شاء الله عليك، أنت تحفظهم، فقلت له: أنا المطلوب مني أعطيه لك. 

ثم دخلنا، وأنا هنا بقي معي تقريبًا 500 ليرة أو 450 ليرة -يعني أقل من 500 ليرة-، وأخذونا إلى الحمامات، وسألونا: من يريد شفرة حلاقة؟ ومن يريد غيارًا (لباسًا) داخليًّا، ومن يريد منشفةً؟ وكله مقابل المال، ولكن نحن جئنا من الأفرع، ولا يوجد عندنا مال، ونحن كان عددنا 12 شخصًا، فسألته: كم سعر الشفرة؟ قال: 10 ليرات، قلت له: أعط الجميع، وأنا سأحاسبك، فقال: أعطني المال، وأنا كنت أرتدي السروال الداخلي، والمال موجود داخل السروال، فأخرجت المال، وأعطيته 120 ليرة، فقلت له: أريد ثيابًا داخليةً، والشباب كلهم يريدون ثيابًا داخليةً، فقال المفتش: أنا لدي المال، وسألته: كم لديك من المال؟ فقال: تقريبًا 1300 ليرة سورية، والمهم أننا تحايلنا عليه بمليون طريقة، واستطعنا تأمين سروال وقميص داخلي لكل شخص، وأنا أخذت منشفةً وشفرات وسروايل وقمصان، ثم دخلنا إلى الحمامات بالدور، وكان يوجد ماء ساخن وصابون، وهذا كله تشتريه، فدخلنا، وبعد قليل انقطعت الماء الساخنة، فقلنا للشرطي: انقطعت الماء الساخنة، فقال: هيا انقلعوا، وانتهى وقتكم، فذهبت إليه، وقلت له ورجوته أن يفتح الماء الساخنة، ثم أعطونا دفعة ماء ساخنة أخرى، يعني الذي رآنا عندما دخلنا، لم يعرفنا عندما خرجنا من الحمام، لأننا خرجنا كبشر، ونحن فتنا (عندما دخلنا) عبارة عن وحوش ومناظر مقرفة، والشباب منهم استخدم الشفرات، يعني كسروا الشفرات، ومنهم من حلق ذقنه، ونظف وجهه، وبعدها استخدمها للأماكن الأخرى، يعني اختلف المنظر كليًّا، وهنا بدأ يتم توزيعنا، وحتى الشرطي - الذي قلت له: أنا سأكرمك عندما تعود الماء الساخنة-، بدأ يبحث عني ولم يعرفني. 

وزعونا على الأجنحة، ونحن الإرهاب نُوزع في سجن عدرا على جميع الأجنحة، ولا يوجد جناح للإرهاب، وبدأ الشرطي يمزح معنا، وقال: أنت صاحب مشاكل، وسوف أضعك في الجناح السابع، فسألته: ما هو الجناح السابع، فقال: اللواطة، فقلت له: لا تفعل ذلك، وهو بدأ يضحك، يعني هنا بدأت تحس (تشعر) أنه يوجد من يعاملك بإنسانية، وأنك شاب مثلك مثله، فقال: أنا أمزح معك، ولكن يوجد أشخاص ذهبوا إلى هناك، وأنا أخذوني إلى الجناح الخامس في الطابق الثاني في عدرا، وهذا هو جناح تشكيل عصابات أشرار واغتصاب وسرقة؛ يعني خليط، وكان مهجعي هو التاسع، ودخلت، وعندما تدخل إلى المهجع -المهجع كبير-، ومباشرةً يسألونك: ما هو جرمك؟ وهنا أنت لا تعرف الترتيب في السجن، ويوجد عدة أشخاص، يبدو أنهم أبناء عالم وناس (محترمون)، فقالوا: يبدو أنك إرهاب، فقلت لهم: نعم إرهاب، فبدأوا يضحكون، فجاء أحدهم، وبدأ يضمني ويقبلني، وقال: من مظهرك يبدو أنك إرهاب، لأننا نحن جماعة الإرهاب، لسنا مثل باقي الناس، فسألت: أنتم ما هو جرمكم؟ يعني أنا عندما دخلت اجتمع الناس حولي قليلًا، وبدأوا يتحدثون معي، وبقي بجانبي حوالي تقريبًا 7 أو 8 أشخاص، فقالوا: نحن جميعنا إرهاب، وجماعة الإرهاب مجتمعون حول بعضهم، ويجلسون مع بعضهم، وكل شيء مع بعضهم، ومباشرةً حصلت معي مشكلة، لأن رئيس المهجع لديه هالة لنفسه، ومباشرةً اصطدمت معه -اسمه أبو كاسر، أو أبو كسار من الحسكة- وهو محكوم بالإعدام، وتم تخفيض حكمه إلى مؤبد، ولماذا أنا جلست على سريره، عندما كان هو خارج المهجع، وجاء وحصلت مشكلة، وهنا أخذت الروتين، وبدأ الشباب يشرحون لي الوضع والتنظيم في عدرا، فقلت لهم: أنا إيداع، فقالوا: كان يجب عليهم أن يضعوك في الأمانات، فقلت لهم: لا أعرف، ولكن احمد الله أنك إيداع، وهذا يعني أن إيداعك مكسور، يعني إيداع قابل للكسر، ويوجد إيداع أمانات لهم شبك لوحدهم، ولا يخرجون تنفس، يعني سجن بكل معنى الكلمة، ولكن من ضمن سجن عدرا، وأنا عندما دخلت إلى عدرا، لأنه عيد رأس السنة وعيد الأضحى قضيتهم في المخابرات الجوية؛ يعني عيد رأس السنة قضيته في القبو، والعيد في الزنازين الجديدة، وهم كانوا يقولون بأنه على العيد يوجد عفو، ونحن كنا نسمع التكبيرات في يوم العيد، ثم قالوا: في عيد رأس السنة سوف يصدر عفو شامل، ونحن كنا ننتظر هذا اليوم، وفي عيد رأس السنة كنت في القبو، وفي شهر كانون الثاني/يناير 2013 دخلت إلى سجن عدرا، وأنا عندي مشكلة بالتواريخ والذاكرة، وصار عندي مثل مسح لها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/04/06

الموضوع الرئیس

الإيداع في سجن عدرا

كود الشهادة

SMI/OH/157-20/

أجرى المقابلة

منهل باريش

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/06/14

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-القابونمحافظة ريف دمشق-سجن دمشق المركزي (سجن عدرا)

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

سجن الشرطة العسكرية في القابون

سجن الشرطة العسكرية في القابون

سجن عدرا المركزي - مكرر

سجن عدرا المركزي - مكرر

الشهادات المرتبطة