أنا دخلت إلى عدرا في شهر كانون الثاني/ يناير 2013 وخرجت في شهر آذار/مارس 2013، وعندما تم إخلاء سبيلي من محكمة الإرهاب كان ذلك في شهر آذار/ مارس 2013، ومدة اعتقالي استمرت 7 شهور و10 أيام تقريبًا منذ أن تم اعتقالي حتى خرجت كانت 7 شهور و10 أيام.

في سجن عدرا بدأت أتعود على الروتين، وحتى أنه لم يكن يوجد اتصال عن طريق الجوال وإنما يوجد هواتف أرضية داخل عدرا، وكان يوجد رجل من عدرا -جزاه الله خيرًا- اتصل على أخته -الله يستر عليها- وهي اتصلت من جوالها، وأنا كنت فقط أحفظ رقم أهلي الأرضي منذ طفولتي؛ لأنه كان لدينا تلفونًا، فرد عليها والدي -رحمه الله- وهي فتحت أنترفون (السماعة الخارجية) الهاتف النقال وفتحت أنترفون (السماعة الخارجية) الهاتف الأرضي بنفس الوقت، فقالت له: يا حاج ابنك كذا وكذا، فقال: لا أنا ابني غير موجود، وأنا بدأت أبكي، وهنا بدأتُ أتكلم، وأقول له: حجي (يا حاج) أنا رشوان، وهو يقول: لا، ابني قد مات، وأنا بعدها عرفت أن والدي أراد 3 مرات أن يقيم لي عزاءً؛ لأنهم أخذوا قرارًا بأنني ميت، وكان هناك من ينقل لهم أخبارًا بأنهم قلعوا عيني وتم تقطيعي، فقال والدي لها: أنا لا أسمع صوته جيدًا، وإذا كان هو ابني فليعطني دلائل عندما كان طفلًا يعني: والدي أصبح خائفًا أن يكون هذا كمين له من المخابرات، فقالت لي: إنه يطلب دليلًا، فقلت لها: إنني أسمعه، فقلت لها: قولي له كذا وقولي له كذا ولقنتها ماذا تقول يعني: مثلًا عندما كنت طفلًا حصل معي كذا، وحصل الموقف الفلاني، وبدأت أعطيه مواقف كنت فيها معه عندما كنت صغيرًا مثلًا: مرةً خرجت أنا وهو في رحلة (نزهة)، فقال لي: هذه اسمها: اعرف حدود بلدك، كنا خارجين إلى البرية نقوم بجولة أنا وهو، يعني أشياء خاصة بيني وبين أبي حدثت، وبدأ والدي يبكي فقال لها: صحيح، وبدأ يسألها هل هو على قيد الحياة، وهل هو بخير؟ فقالت: يا حاج هو الآن يتكلم معي، وهو الآن في سجن عدرا وأموره بخير، وفي اليوم الثاني جاءتني أو عفوًا بعد يومين لأن يوم زيارتي كان في يوم الثلاثاء، وتكلمت مع هذه المرأة على التلفون وخدَمنا هذا الشاب خدمةً. 

جاءت أمي وأخي، وأنا هنا سجلت على مرض فورًا عند الطبية، وهم يأتون صباحًا يبحثون عن المرضى، والشخص الذي كان يستلم الطبية هو ضابط -جزاه الله خيرًا- معاينتي فورًا وقال لي: إن الكلية لديك مضروبة، وقال: هل يوجد لديك إمكانية أن تدفع مصاري (مالًا)؟ فقلت له: نعم بإمكاني أن أدفع، بل وأدفع عمري أيضًا المهم أن ألحق نفسي بالعلاج، وسألته: هل يوجد أمل؟ فقال لي: نعم، فقام بالتوصية لي على حقن لونها مثل الدم كبيرة، وأوصى عليها من لبنان، وسعر الإبرة 3500 ليرة، وكل أسبوع أحتاج إلى إبرتين، وأذكر أنه -الحمد لله- أحضر 4 أو 6 حقن تقريبًا لم أعد أذكر، ولكن الفضل لله ثم له بعلاج كليتي، وأصبح يحولني إلى مستشفى الشرطة يعني: يأخذون المساجين إلى مستشفى الشرطة، وهو يقول: عليك أن تتحمل على الطريق، وأنا أعرف أن الشرطة يؤذون الناس وسوف تسمع منهم كلامًا، ولكن يجب أن تدخل إلى الطبيب الفلاني وهو ضابط، يعني: هو يوصي بي وبعدة أشخاص، وأنا لمست عند هذا الطبيب حسًّا إنسانيًا وثوريًا، وأصبحنا أصحابًا يعني: أطلب الطبية وأذهب إليه، وأصبحت أحاول التقرب منه أكثر، وفي إحدى المرات يعني وصلت معنا العلاقة أنني قلت له: أنت الحس الذي لديك هو كذا، فماذا تفعل هنا حتى الآن؟ فضحك، ونحن كنا جالسين في الغرفة لوحدنا، فقام نحو الباب، وفتح الباب، ونظر ثم عاد وأغلق الباب، وقال: أنا أعمل بحجم عملكم جميعًا بل وأكثر، وأنا لولا وجودي هنا فإن الذي مثلك سوف يموت في السجن، وأنتم اعرفوا ماذا تعملون، ووجودنا نحن يحميكم -أسأل الله أن يوجه له الخير- وفعلًا كلامه كان صحيحًا 100% وتمت معالجة كليتي على يده.

أنا هنا منذ اليوم الأول بدأت بالعلاج مباشرة، أراد أن يتابع الحالة والحمد لله، وقال لي: إن ظهرك تم ايذاؤه كثيرًا، ويوجد 3 فقرات تم ايذاؤها، ولا يمكنني أن أفعل شيئًا، ويوجد ألم سوف يستمر معك، وأنا أنصحك بعدم القيام بعملية؛ لأن هذا ليس ديسكًا، وإنما انقراص فقرات؛ بسبب التعذيب بالكرسي، ويوجد فقرة مزاحة فلا تفعل أي شيء، وإن شاء الله شيئًا فشيئًا تتحسن، وطبعًا أنا عندما دخلت السجن كان وزني 105 كيلو غرام، وعندما وصلت إلى عدرا وطبعًا بعدرا يوجد ساحة وكل شيء تريده موجود أمامك كان وزني 63 كيلو يعني كنت عبارةً عن هيكل عظمي.

الطبيب هنا بدأ يساعدني، وجاء أهلي إلى الزيارة، وتم طلبي إلى الزيارة في يوم الثلاثاء، وفي وقت الزيارة عليك أن ترتدي البجامة والكنزة الخاصتين بالسجن.