الانشقاق عن قاعدة حميميم العسكرية 2
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:10:03
نحن اتفقنا بعد يومين على اللقاء في خربة غزالة، وفي هذه الأثناء أنا قلت: سأذهب إلى مستشفى تشرين [العسكري] من أجل أخذ ورقة وأشرح لهم تمامًا كيف هي الظروف؛ لأنني كنت أعتقد أنه حتى أجهزة الأمن تتبعني إلى مستشفى تشرين من أجل موضوع القبول، والموضوع بسيط في مكتب القبول: هل راجعكم فلان الفلاني من أجل طلب والدته؟ وهذا يكون لديهم في السجلات إذا كان هناك قبول. وعندما ذهبت إلى مستشفى تشرين، وقلت لهم: هكذا هو الوضع. قالوا لي: لا يمكن نقلها من حمص، وعليك إجراء العملية في حمص. فعدت، وإذ أم عبادة تبكي، وكأن لديها مشكلة فسألتها عن مشكلتها، فقالت: ابنك الصغير سارية ذهب إلى الحديقة التي بجانب المنزل وضاع. وهو الآن مفقود، وابنتي الكبرى تبحث عنه، فقلت لها: هذه في الحقيقة مشكلة، وكيف سنحلها؟بالإضافة إلى توقيتها، إنها مشكلة كبيرة.
فذهبت إلى الحديقة، والحقيقة لم أجد أحدًا لا ابنتي الكبيرة ولا الصغير، فسألت أقرب كولبة (دكان صغيرة) قريبة من المنطقة عن طفل ضائع وأخته كانتتبحث عنه. فقال لي: نعم. وقال يوجد طفل صغير منذ قليل كان مفقودًا وهو حمصي. وقال: أخذوها إلى مخفر الشرطة. فقلت له: أين المخفر؟ فدلني على المخفر. وتفاجأت، فكيف يعرف أن هذا الطفل حمصي وهو سمان، وأثناء بحثي عن مخفر الشرطة اتصلوا بي من المطار (مطار حميميم)، وسألوني: أين أنت؟فقلت لهم: أنا في الشام (دمشق). واتصل معي شخص، وطلب منه قائد المطار أن يوصل لي خبرًا بأن ابني مفقود، وأنه يجب أن أذهب إلى مخفر الشرطة،وأن أتصل مع العقيد محمد علي بلال في المخابرات الجوية، فقلت له: نعم، بالفعل ابني سارية ضائع، وأنأ أبحث عنه. فقال: نعم، عليك أن تتصل مع محمد علي بلال. فقلت له: لا يوجد عندي رقمه. فقال: سيعطونك الرقم في مخفر الشرطة. هكذا أخبرني العميد بديع، فقلت له: حسنًا.
طبعًا، محمد علي بلال في المخابرات الجوية، فعندما وصلت، سألت، وقالوا لي: إنه موجود في المخفر، فذهبت إلى المخفر، عرفت كيف حصلت التركيبة (رُكبت الأمور مع بعضها) بمجرد دخولي إلى المخفر قلت لهم: أنا فلان وابني ضائع. فقالوا: تفضل، أهلًا وسهلًا. فدخلت إلى معاون رئيس القسم الموجود، وقال لي:أتمنى أن تتصل مع العقيد محمد علي بلال؛ لأنه هو الذي أحضر ابنك. فاتصلت معه، وقلت له: أنا أشكرك. وقلت له: ولكنني لم أعرف ما هي التركيبة. فقال: هل تذكرتني؟ نحن كنا معًا في الكلية. فقلت له: بالطبع أتذكرك. وقال: منذ تلك الأيام لم نلتقِ. وأنا دائماً أسال عنك، وأعرف أخبارك. وهو أخو غسان بلال، وقال لي:بالصدفة كنا نراقب أشخاصًا يقومون بتبادل أموال في هذه الحديقة، وأثناء مراقبتهم من الدكان الموجود بجانب الحديقة، فرأينا ابنك يجلس وهو يبكي، ويبدو أنه ضائع فدخل إلى هذا السمان، والظاهر أنه عندما دخل حتى يشتري ضاع، وبقي عندنا، وهو يبكي، وقال: أنا سألته ما هو اسمك؟ فقال: سارية حسون.وطبعًا، ابني سارية عمره خمس سنوات، فسأله: من أين أنت؟ فقال: من حمص. فقال: وهنا تذكرتك مباشرة، ثم سأله: ما هو اسم والدك؟ فقال: فاتح. فعرفتك،ثم سأله: أين هو والدك؟ فقال: لا أعرف. فقال: وهنا عرفت أنك لست موجودًا معه. فاتصل مع إدارة شؤون الضباط، وقال لهم: أين فُرز فاتح حسون؟ وأين هو موجود؟ وأين يخدم؟ فقالوا: بأنه يخدم في حميميم (قاعدة حميميم العسكرية). فقال: اتصلت مباشرة مع العميد بديع [معلا]، وسألته: أين هو فاتح؟ فقال: في الشام، وهو أخذ إجازة من أجل والدته. وقال: بالتالي عرفت أنك موجود هنا في المنطقة. وأنا استغربت ما الذي جاء بابنك إلى هنا وأنت في حمص وخدمتك في الساحل؟! فعرفت التركيبة، وقال: فأخذته إلى المخفر. وقلت لهم: عندما تأتي أنت، وأنت بالتأكيد ستبحث عنه؛ لأننا لا نعرف مكان منزلك، ولم نستطع الوصول إلى رقم هاتفك؛ لأن رقم هاتفي عندما انشققت، وخرجت من المطار (مطار حميميم)، قمت بإزالة الشريحة، ووضعت شريحة أخرى، وهذا الرقم الثاني يعرفه شخص واحد فقط، حتى إذا حصل شيء يخبرني، وهذا الشخص هو من اتصل بي، وقال ابنك ضائع، ويجب أن تذهب إلى المخفر، وستجده هناك. وهكذا حصل ويجب أن تتحدث مع محمد علي بلال وقال: إنهم يتصلون معك على الرقم الثاني، ولكن لا أحد يجيب. وهذا هو الشخص الوحيد الذي يعرف بأنني الآن في [طور] الانشقاق، وأنا في الشام من أجل ذلك، وهذه هي الشريحة الوحيدة الموجودة معي، حتى إذا حصل معي شيء، أو تمّ كشفي فسوف يخبرني.
طبعًا، هنا أنا أخذت سارية، وشكرت محمد علي بلال كثيرًا، وطبعًا هم بالتأكيد عندما تأكدوا من المعلومات عرفوا أن الكلام صحيح، وأنا أكدت ذلك في اليوم الثاني، وذهبت إلى مستشفى تشرين [العسكري]، وأخذت منهم ورقة، وطلبت منهم إعطائي ورقة بأنني راجعتهم من أجل المطار والطريق، ثم عدت إلى القطعة، وتركت أم عبادة والأولاد في نفس البيت الذي استأجروه، وقلت لها: أنا يجب أن أعود، حتى أعالج أموري؛ لأن الخوف أن يكون اسمي قد عُمّم، والخوف أن يكون لديهم تحرّ أكثر. فعدت إلى المطار (مطار حميميم)، وذهبت إلى قائد المطار، وقلت له: كذا وكذا حصل معي. فقال: لا يوجد مشكلة أهلًا وسهلًا بك، وأي شيء تحتاجه في المرة القادمة نحن جاهزون. فقلت له: يبدو أنني سآخذها إلى مستشفى خاص؛ لأننا في حمص أجرينا لها خمس ست عمليات، ولم تنجح. فعدت، والتقيت مع زميلي، وقال لي: كنت أظن أن أمورك انتهت، وانكشفت، وتمّ اعتقالك. وسألني: ماذا حصل معك؟ فقلت له: كذا وكذا. فقال: الآن يجب عليك الهدوء. ونفس هذا الشخص زميلي كنا معًا نشاهد قناة الجزيرة بشكل مخالف، وخرج عبد الباسط الساروت من حي الخالدية، وأنا كنت أتفرج، ولست منتبهًا، فقال لي: أليس هؤلاء هم أطفالك؟ وقال: أليس هذا هو عبادة وهذا سارية؟ فقلت له: نعم. وقال: وهذا منزلك أيضًا. وأنت تجلس هنا؟! يعني أولادك انشقوا قبلك ومتظاهرون. وقال: أنت وضعك خطير جدًا، وقد تُعتقل، وعليك الإسراع أكثر ما يمكن. وهذا الرجل كان مخلصًا كثيرًا معي، ولكنه لا يزال مع النظام، ولا يزال على رأس عمله.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/04/21
الموضوع الرئیس
الانشقاق عن النظامكود الشهادة
SMI/OH/115-16/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-الخالديةمحافظة اللاذقية-مطار حميميم العسكريمحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة درعا-خربة غزالةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
قاعدة حميميم العسكرية الروسية - مركز العمليات الروسية
قناة الجزيرة
فرع المخابرات الجوية في دمشق
مشفى تشرين العسكري