الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

غياب القيادة المركزية، وانخراط مجموعة بالتدريب والتصنيع العسكري

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:20:22

بعد أن تحررت تلبيسة كان الطريق إلى الرستن شبه سالك وأفضل من قبل، فاستطعت الوصول إلى الرستن، وطبعًا كان هناك تنسيق [على أساس] أن هناك ضابطًا يريد أن يأتي حتى يرى قاسم سعد الدين في الرستن، وأذكر أنه جاءني واستقبلني في مدخل الرستن؛ لأنه كان هناك حاجز للثوار، وكانت الرستن محررة، جاء أحد الضباط من عائلة أيوب، فذهبت معه، وسألني: أرى أنك تريد أن تذهب إلى قاسم سعد الدين. فقلت له: نعم. فقال: ماذا لديك من أفكار؟ وماذا تريد؟ فقلت له: بما أنني ضابط، وهو استلم المجلس العسكري وقائد حمص، فأنا أريد أن أنخرط في العمل معه، وأستطيع العمل هنا في الثورة. فقال: وأين زوجتك وأولادك؟ فقلت له: في الأردن، فقد أوصلتهم إلى الأردن، وأنا موجود هنا. وأنا رأيت أنه ليس متحمسًا كثيرًا، وقال: بعد أن تقابل القائد سنتحدث. فدخلت، وأنا رأيت شيئًا عاديًا وطبيعيًا، ورأيت العقيد قاسم، وألقيت التحية عليه، ورحب بي، وجلسنا، وتكلمنا قليلًا، وسألته عن الأوضاع، وشرح لي قليلًا، وكان الرجل أقرب إلى الأمور السياسية أكثر من الأمور العسكرية، وقال: قابلت شخصًا في الأمم المتحدة، وتحدث معي شخص من "الكونغرس" ومن هذا الكلام. فقلت له: أنا كنت أراك في التلفزيون. وماذا يمكنني أن أقدم أو أعمل هنا؟ فقال: أنت الآن اذهب إلى المكان الذي كنت فيه، وعندما تأتي الفرصة سأطلبك؛ لأننا طلبنا سلاحًا والكثير من الأمور من الخارج، وعندما تأتينا سأطلبك. فقلت له: خيرًا إن شاء الله. وطبعًا سألني: من أين أنت؟ ومن أي دورة في الكلية؟ وأي دورة في الركن؟ وكل هذا الكلام، فخرجت، وعدت مع نفس الشخص.

 تفاجأت، وعندما عدت سألت الشخص، وقلت له: أنا كنت أتوقع أن أرى قيادة مركزية. فشرح لي قليلًا، وقال: لا، هنا توجد تشكيلات وفصائل وكتائب وجماعات، وكل [فصيل] له قيادة مستقلة، وينسقون أحيانًا مع العقيد قاسم، ولكن يوجد الكثير منهم لا يستجيبون لهذا التنسيق ولا يعني لهم شيئًا.

كان هناك لواء خالد بن الوليد، ولواء رجال الله، وقسم من الفاروق، وكتائب الحمزة، ولواء ذو النورين، يعني كان هناك الكثير من الألوية والكتائب.

[بالنسبة للمجلس العسكري]، أريد أن أقول: إن اجتماع هذه الكتائب جعلهم يقولون: ليكن هناك مجلس عسكري يقود المنطقة، أو ننسق معه أو ينسق معنا من أجل المنطقة. ولكن الرستن كانت محررة حديثًا، وبالتالي لم يكن هناك هذا التنظيم القوي، ولكن كانت قد جاءت دفعة سلاح إلى قاسم سعد الدين، ووزعها على أشخاص، وبالتالي بما أنه سلمهم سلاحًا فأصبحوا بحكم التبعية له.

 عدت، وسألني الشخص الذي أوصلني: ماذا رأيت؟ فأعطيته بعض الأمور التي لاحظتها. وقال لي: إنه في الحقيقة لا يوجد قيادة مركزية، وشرح لي ما يحصل. وقال: بكل الأحوال، ابقَ في مكانك حتى يطلبك. فعندما عدت ذهبت إلى أبي جهاد وأبي الزبير وإلى منطقة الحلموز، وبقيت هناك حوالي أسبوعين، وأنا لا أعرف ماذا سأعمل، ومع من سأعمل، وأنا ضابط منشق، ومن سيستقبلني؟ يجب على المجلس العسكري أن يستقبلني، وأنا هكذا كنت أظن، ويجب على المجلس تأميني بالسلاح واحتياجاتي وهذه الأمور، ويوكلني بمهمة ما، ولكن هذا لم يحدث، وعندما لم يحدث هذا، وأنا جلست هذه الفترة من أجل ذلك، هنا كان يجب أن أرى ما هي البدائل؟ فعدت، وجلست مع الشباب، وسمعت أنهم يذهبون للتدريب، فقلت لهم: هل يمكنكم تدريبي معكم؟ لأنني في الجيش لا أعرف القوات البرية كتدريب ميداني، فكنت أذهب، وأحضر معهم، وأراهم كيف يتدربون، وأتدرب، وأشاهد كيف يصنعون الهاونات وحشوات الهاون والمقذوف، وكانت لديهم خبرة بالتصنيع، ومشاركتهم في الأعمال القتالية ليست هي الأساسية، وإنما الأساس هو التصنيع، وكانوا يصنعون "التي إن تي" يعني عجينة الألغام والبراميل وأمورًا كهذه.

ولكن عند وقت الصلاة عندهم كنت أرى أشخاصًا غير موجودين، ويأتون من أماكن أخرى، ويبدو أن لديهم نوعًا من الاجتماع في هذه المنطقة. ولاحقًا بعد فترة طويلة، عرفت أنهم كانوا عبارة عن أشخاص، وهم ما تمّ الإعلان عنهم أنهم جبهة النصرة، ولكن في تلك الأثناء، لم يكن يوجد إعلان كهذا، وأذكر أنهم كانوا بسطاء ويخدمون أي شخص يحتاج إلى أي طلب يلبّونه.

بمحض الصدفة وأثناء جلوسي عندهم، دخل اثنان من الضباط: فراس عساف -رحمه الله- (النقيب فراس)، والنقيب بلال حربا، وكلاهما من قرية الغنطو، والغنطو كانت محررة من حوالي شهر أو أقل، وكان فيها كتيبة دفاع جوي، وتمّ تحريرها، ويوجد قرية بجانب الغنطو اسمها قرية تير معلة، وهذه القرى عندما كان الشباب يذهبون للتدريب، كنا نمرّ بالسيارة، ونراهم، ويعرّفوننا على المناطق. وعندما جاء النقيبان تفاجأ بي، وقالا: من هذا الضابط؟ فعرفوهم عليّ، وقالوا لي: عليك زيارتنا. وأرسلوا لي سيارة، وذهبت إليهم، وأصبحنا نتحدث، ووجدت فئة من الضباط، كانوا حوالي عشرة من الضباط، وهم ليسوا من أهل المنطقة، وهذا من حمص وهذا من قرية ثانية، وجميعهم منشقون، ورتبهم صغيرة، ومجتمعون أو متجمعون في الغنطو وهذه هي الأماكن، وبحكم أننا عسكريون أصبحت هناك الكثير من الزيارات.

جاء أخو فراس - رحمه الله- اسمه أبو العباس، وأبو العباس هو الذي قصف الروس منزله في عام 2015، وقتل 52 شهيدًا من عائلة عساف، يعني أولاده وخالاته وعماته، وهذا الرجل هو قامة، وأنا أعتبره حتى الآن من قامات الثورة السورية على صموده وثباته. وخلال هذه السنوات، عرفته وخبرته، وبإمكاني أن أقول: إنه واجهة، ويستطيع تحريك الآخرين أكثر من أن لديه قدرة على القيادة، والناس تثق به، وهو كبير في العمر، وكان الاختبار الأكبر له عندما تمّ القصف، و[قُتل] أولاده، وخسر خمسة أطفال من أولاده مع زوجته وعدد كبير من عائلته، وبقي ثابتًا، وفي اليوم الثاني، ذهب إلى أرض المعركة، وصعد على المضادات الجوية بعد الدفن، بعد المجزرة التي حصلت في عائلة عساف.

أنا رأيته هناك، وهذه أول مرة أراه، وهم شاركوا في تحرير كتيبة الغنطو، وكان أخوه ضابطًا، وقال: أنتم الضباط يجب عليكم تنظيمنا وعليكم العمل، ويوجد كتيبة ثانية في تير معلة، وأتمنى أن تفعلوا شيئًا كي نستطيع ضمّ الكتيبتين. فقلت له: إن الفكرة جيدة. وسألته: هل الآخرون لديهم قابلية؟ فقال: نعم، ولكنهم مختلفون على من سيقودهم، وقال: أنا اقترحت أخي النقيب فراس، ولكنهم رفضوا؛ لأنهم لا يريدون أحدًا من الغنطو يقودهم، وهم لديهم ضابط، فرفضنا أيضًا لأننا لا نريد شخصًا من عندهم يقودنا.

جاء الشباب، وطرحوا الفكرة، وقالوا: ما رأيك أنه أن تسعى في موضوع تقارب وجهات النظر ما بين القريتين وأنت تقودنا؟ فقلت لهم: في الحقيقة، في موضوع القيادة ليس عندي خبرة ودراية. فقالوا: لا تحتاج إلى خبرة، وأنت خلال 4-5 أيام ستتعلم كيف تحصل الأمور، وسنجلس معك بكثافة. والحقيقة عندما أصبح هناك ضباط اختلفت طريقة معرفتي للأوضاع التي حولي، فأخذوا يشرحون لي عدم السيطرة وعدم التبعية إلى قاسم سعد الدين، ووجود دعم خارجي، ويوجد تشرذم وعدم دراية من المدنيين، ويوجد تنافس على القيادة بينهم وبين الضباط، وكل هذه الأمور عرفتها من الضباط، ولم أعرفها من المدنيين الذين احتككت بهم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/04/22

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في ريف حمص الشمالي

كود الشهادة

SMI/OH/115-23/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-تير معلةمحافظة حمص-الغنطومحافظة حمص-حلموزمحافظة حمص-مدينة الرستنمحافظة حمص-تلبيسة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جبهة النصرة

جبهة النصرة

الأمم المتحدة

الأمم المتحدة

لواء خالد بن الوليد - الرستن

لواء خالد بن الوليد - الرستن

لواء رجال الله - حمص

لواء رجال الله - حمص

كتائب الفاروق في حمص

كتائب الفاروق في حمص

كتائب الحمزة - الرستن

كتائب الحمزة - الرستن

كتيبة ذو النورين - حمص

كتيبة ذو النورين - حمص

مجلس النواب الأمريكي - الكونغرس الأمريكي

مجلس النواب الأمريكي - الكونغرس الأمريكي

كتيبة الدفاع الجوي في الغنطو

كتيبة الدفاع الجوي في الغنطو

المجلس العسكري في حمص وريفها

المجلس العسكري في حمص وريفها

الشهادات المرتبطة