الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تأسيس حركة التحرير الوطنية في ريف حمص الشمالي وتوسّعها

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:43:21

إذًا أصبح هناك تحدٍ أنا أراه أمامي، وهما قريتان (الغنطو وتير معلة] ويمكنهما أن يتوحدا، وأنت يمكنك توحيدهما أو المساهمة في ذلك، فجلست مع جماعه الغنطو، ورأيت أن لديهم قبولًا، وأرسلوا خبرًا إلى جماعة تير معلة بأنه يوجد ضابط من الخالدية برتبة عالية، وقد أجرى دورة قيادة وأركان، وما رأيكم أن نتوحّد تحت قيادته؟ فجاءني وفد من تير معلة لجسّ النبض، يعني ليس من أجل الحديث في الموضوع، وإنما حتى يروا شكلي وكلامي وتوجهاتي وكل هذا الكلام، وحتى الآن أذكر الأشخاص الذين جاؤوا، وهم وجهاء في تير معلة، وبدؤوا يتحدثون حتى يعرفوا منطقي وأسلوبي وتوجهاتي، فعادوا بفكرة أننا نحن نوافق على هذا الشخص، ولكن يجب أن نطرح الموضوع بشكل جدي. فعادوا بعد حوالي أسبوع، وقالوا: نحن نريدك أن تذهب إلى قريتنا، وتتحدث مع قادة الكتائب، وتتحدث مع الوجهاء، وتقنعهم أن ننضمّ مع الغنطو في تشكيل واحد، يعني حتى الأشخاص الذين جاؤوني كانوا يجدون ممانعة من باقي أعضاء القرية. 

فذهبت إلى هناك إلى منزول كبير لعائلة شبلّوط، وجلست فيه، وكان هناك وجهاء كانوا حوالي 60 شخصًا، وأخذنا نتحدث عن عملية التوحد، وكيف للقرى أن تتآلف بين بعضها، وأنا رأيت أن لديهم نوعًا من الحذر في ذلك، ويوجد أشخاص يؤلبونهم بعدم الموافقة. وبعدها عرفت أن هناك قسمًا من تير معلة يتبع إلى لواء خالد بن الوليد في الرستن، وبالتالي إذا تمّ هذا المشروع، وتوحّدت القريتان والقوى العسكرية لديهما فسيظهر العقيد فاتح، وهذا التشكيل سيكون كبيرًا، لا سيما أن منطقة تلبيسة يوجد فيها [كتائب] الفاروق، وهي التي تسيطر، وفي الرستن، يوجد [لواء] خالد بن الوليد وألوية أخرى، ولكن خالد بن الوليد هو الذي يسيطر، وهم لا يريدون تشكيلات أخرى، والتشكيلات الجديدة التي ستظهر يجب أن تكون منضوية تحتهم. وعندما تدارسنا موضوع التشكيلين الموجودين في القريتين، وأن يصبحوا تحت تشكيل واحد، ولماذا لا نضمّ أيضًا كل الريف الشمالي؟ ولماذا لا نضمّ الدار الكبيرة والحلموز والمشروع وتلبيسة والرستن؟ وهنا أصبحت الأمور تكبر، وتتوسع، ووجهاء القريتين ينقلون الكلام إلى قرى أخرى، والحقيقة أصبحت الفكرة كبيرة جدًا.

 فجاؤوا، وقالوا: علينا الاجتماع حتى نضع المقاييس ومعايير ما سنقوم به، وأن يكون العدد محدودًا ومن أين سيأتي التمويل؟ وما هي الأقسام، والكتائب القتالية، و"اللوجستية" والمقرات؟ فوضعنا هذه البرامج، فتبيّن معنا أن نقوم بجناحين: جناح مدني، وجناح عسكري. والجناح العسكري... وطبعًا، نحن أخذناها على غرار حركة حماس وغرار حزب الله وعلى غرار الجيش الإيرلندي، يعني التنظيمات التي لها شقان: شقّ سياسي يتكلم بالأمور السياسية والمدنية، وشقّ عسكري يتعلق بالفصائل عسكرية التي بينها ربط، ولكن لا يهيمن جناح على آخر.

كان هناك طلال سطوف، وكان له الدور الأكبر في تير معلة، وكان هناك باسل عز الدين، وهو أيضًا في تير معلة، وكانت اتجاهاته يسارية شيوعية، وكان هناك مشايخ في تير معلة: الشيخ أبو النور عز الدين، محمد عز الدين، وكان في الغنطو يوجد أبو يحيى صطيف، وكان هناك أشخاص في جمعية البرّ والخدمات الاجتماعية، يعني أنا لا أذكر جميع الأسماء، والحاج إسماعيل جوخدار، وتوجد أسماء كبيرة.

الرابط [الذي جمعنا] هو أولًا- الهدف، وهو إسقاط النظام ومحاربته. وثانيًا- الدفاع عن المنطقة وضرورة الدفاع عن المنطقة. وثالثًا- ضرورة تنظيم المنطقة. وبالتالي هذه الأهداف ذللت أمامها [الأشخاص] الذين لم يكونوا موافقين، وخاصةً عندما أصبح هناك شيء اسمه الجناح المدني؛ لأنه أحيانًا في القرى قد لا يكون الوجيه عسكريًا، ولكنه مؤثّر في القرية كلها، وبالتالي إذا تمّ تشكيل فصيل عسكري وسيطر على القرية، فهو سيناهضه وسيأخذ شيئًا من صلاحياته وزعامته، ولكن أنت عندما تضعه في نفس الفصيل وفي الجناح المدني، وتضعه في مكان يمكنه أن يقدم من هذا المكان الخدمات الرفيعة للصالح العام للقرية، فهو سيكون سعيدًا. وهم عندما رأوا أنه يوجد جناح مدني مقسّم، إلى قسم شرعي وقسم تصنيع، وقسم إرشاد، وقسم علاقات عامة، وكل شخص له مكانه من القريتين، فأصبحت القريتان منسجمتان اجتماعياً مع بعضهما بشكل كبير جدًا وانسجام عسكري في الجناح العسكري، والذي حصل لم يكن ليتحقق لولا وجود شخص من الخارج هو من يدير هذا الموضوع؛ حتى لا تدخل حساسية العائلات والقرى في الموضوع، وقدّر الله أن أكون أنا هو هذا الشخص.

أردنا تسمية هذا التشكيل، وبحثنا على اسم، وتعبنا لمدة أربعة أيام، فقررنا أن يكون الاسم: حركة التحرير الوطنية. وشُكّلت حركة التحرير الوطنية في شهر آب/ أغسطس 2012 ، من جناح مدني وجناح عسكري في وسط ريف حمص الشمالي عندما كانت هناك قوى كبيرة جدًا اسمها: [كتائب] الفاروق، وقوى كبيرة جدًا اسمها: [كتائب] خالد بن الوليد، وكان هناك مجلس عسكري، وكل هؤلاء ليسوا ضمن هذه التركيبة، ولكن عندما تشكّلت هذه الحركة، وأعلن عنها، أخذت صدى كبيرًا جدًا، وأخذت صدى على التلفزيونات والفضائيات، وأنا صوّرت البيان، ولكنني اشترطت عليهم أنني لست القائد العام للحركة، والحركة لا يوجد لها قائد عام، ويوجد لها مجلس قيادي، وهم القادة العسكريون والقادة المدنيون مجتمعون، وهم حوالي 30 شخصًا، وهم مثل مجلس الشورى، ويتمّ أخذ القرار فيما بينهم، ويوجد جناح مدني ليس له قيادة، ويوجد جناح عسكري يقوده القائد المؤقت للجناح العسكري: العقيد فاتح حسون. وهم قالوا: لماذا كلمة قائد مؤقت؟! وكان هذا شَرطي، وقلت لهم: لأنه إذا جاء صاحب رتبة أعلى مني فهو يجب أن يستلم هذا المكان، وفي كل مرة توجد انشقاقات جديدة، ولا داعي لأن أستلم القيادة، ونقول: قائد الجناح العسكري. ولكن نقول: القائد المؤقت للجناح العسكري. وعندما يأتي شخص آخر أعلى رتبة فسيستلم، وبالطبع مع موافقة مجلس الشورى، وبعدها جاء أشخاص أعلى مني رتبة، ولكن مجلس الشورى رفضوا، وهم رفضوا لأنهم سيدخلون مرة ثانية في نزاع القرى، يعني هذا من تير معلة، وهذا من الغنطو، وهم لم يوافقوا، ويقولون: إن سلوكيات العقيد فاتح جيدة.

 المفاجأة هنا أنه لم يبقَ ضابط في القريتين إلا وكان ضمن هذا الموضوع، وهذا ما تميزت به حركة التحرير الوطنية، فهي منذ نشأتها سحبت ضباط الريف الشمالي باتجاهها أو معظمهم، فكان هناك حوالي 40 ضابطًا، وهذا كان شيئًا مميزًا في المنطقة؛ لأن هؤلاء الضباط الذين كانوا موجودين لم ينخرطوا مع الفصائل، فهم لا يجدون أنه هناك ضباطًا، وهم يرون مدنيين وحراكًا ثوريًا، وكانت منذ القليل مظاهرات في تلبيسة، والآن تحررت تلبيسة على يد المدنيين، فكان هناك ارتباك، وعندما يأتي ضابط برتبة عالية فالضباط الآخرون يلتفون حوله، وكان هناك عدد من الضباط. ولاحقًا، حركة التحرير الوطنية وصل فيها عدد الضباط إلى 180 [ضابطًا]، وهي معروفة على مستوى سورية بأنها من أكثر التشكيلات التي تعتمد على الضباط، والتي أُسست على الضباط؛ لذلك من مميزات الحركة دوليًا أن رتمنا (طريقتنا) عسكري وعمادنا الضباط العسكريين، والحقيقة إلى الآن عدد الضباط الموجودين معنا يفوق 100 ضابط.

كانت الفكرة أن يكون الجناح العسكري جناحًا تراتبيًا، يعني يعتمد التراتبية العسكرية: عميد وعقيد ومقدم ورائد وبهذه الطريقة، والضباط دائمًا يُعتمد عليهم في العمل العسكري، وهم يكونون القادة، وغرف العمليات وقادة التشكيلات حتمًا يجب أن يكونوا ضباطًا، حتى لو كان هناك مدني يرفض أن يترك، فقد كانت هناك تشكيلات يرفض [فيها المدني] تسليم الضابط مكانه، فيكون الضابط مشتركًا مع المدني، أي [هناك] القائد العسكري والقائد الثوري، وتسمية القائد العسكري والقائد الثوري منذ بداية تشكيل حركة التحرير الوطنية استخدمناها، فهؤلاء ثوريون وهؤلاء عسكريون. وهذا كان منذ عام 2012 في اشهر آب/ أغسطس، وبالتالي كان لدينا [في السابق] كل التشكيلات الموجودة في الجناح العسكري، ويكون لها قائد ثوري، والحقيقة أنه هو المتصرف، ويكون معه القائد العسكري، والقائد العسكري يتمّ تعيينه، وهو ليست لديه علاقات مع هذا التشكيل، وبالتالي لم يكن ينجح في القيادة، وأحيانًا كان يحصل شيء من التصادم ما بين الثوري والعسكري، [ويقول أحدهما للآخر]: أنت ما هي علاقتك؟ وهذا التشكيل أنا شكّلته وهؤلاء أقربائي، فلم يكونوا يعطون الصلاحيات للضباط. 

وبعد فترة أصبح هناك صلاحيات، لكن في البداية كان شيئًا غريبًا، ونحن كنا نقول لهم: عماد الأمور الضباط والعسكرة، وبالتالي يجب أن تسمحوا لنا أن يكون معكم قائد عسكري، وبعدها تتفاهمون كيف يُؤخذ القرار، ولكن قائد الجناح حتمًا العقيد فاتح، وبالتالي هو عسكري، ومشينا على هذا الأساس. وشيئا فشيئًا توسعت حركة التحرير الوطنية، وأصبح يأتينا من قرى أخرى، فنحن كنا القريتين (تير معلة والغنطو)، ودخلت الدار الكبيرة والحلموز وقسمًا من تلبيسة، فأصبحت التشكيلات الكبرى تنظر لنا على أننا "نبلع" المنطقة وفق تعبيرهم، وهذا الموضوع كله لم يكن يخطر في بالي، ولكنني كنت أقول لهم: إذا أردنا أن نحمي منطقة تير معلة، وأنا عندي محارس في الجهة الشمالية، ولكن قد تكون الجهة الجنوبية عند قرية اسمها المشروع، وربما تأتي الدبابات والاقتحام من تلك الجهة، فيجب أن يكون عندي في مقر القيادة الموجود في تير معلة لديه مراصد موجودة على الحدود في الجنوب، مثلًا: على الجبهات التماسية (المتماسة) مع النظام في الجنوب والشرق والغرب، وهذا يستوجب أن يكون في هذه الأماكن أشخاص أو فصائل صغيرة تكون تابعة للحركة. وهذه الفكرة التي جعلتك تضع خريطة الريف الشمالي وتشاهد أماكن جبهاتهم التماسية جعلتك تقيم في تلبيسة والرستن والحلموز والمشروع وفي كل نقطة تماسية، حتى لو كانوا عشرة أشخاص، ولكن هذا جعل لك انتشارًا، والغاية لم تكن الانتشار، ولكن الغاية كانت القدرة على التواصل من أجل الدفاع عن المنطقة، ولكنها حققت انتشارًا، وهنا بدأت الحركة بعد شهرين، دخلت في صراع النفوذ في الريف الشمالي الذي هي في الأساس لا تريده.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/04/22

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في ريف حمص الشمالي

كود الشهادة

SMI/OH/115-24/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2012-8/2012

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-الدار الكبيرةمحافظة حمص-تلبيسةمحافظة حمص-مدينة الرستنمحافظة حمص-تير معلةمحافظة حمص-الغنطومحافظة حمص-حلموز

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

حركة المقاومة الإسلامية حماس

حركة المقاومة الإسلامية حماس

جمعية البر والخدمات الاجتماعية

جمعية البر والخدمات الاجتماعية

حركة التحرير الوطنية

حركة التحرير الوطنية

كتائب الفاروق في حمص

كتائب الفاروق في حمص

كتائب خالد بن الوليد - هيئة حماية المدنيين

كتائب خالد بن الوليد - هيئة حماية المدنيين

المجلس العسكري في حمص وريفها

المجلس العسكري في حمص وريفها

الشهادات المرتبطة