في دورة القيادات العليا عندنا في الجيش لا يُرفع (الضابط) من رتبة عقيد إلى عميد إلا أن يخضع لدورة اسمها: دورة القيادات العليا، وهي في الجيش اسمها: الركن، ولكن عندنا في الشرطة اسمها: القيادات العليا، وتلك اسمها: أركان جيش، وهذه اسمها: أركان حرب، كنا نُقدم عليها قبل أن يحين دور الشخص إلى الترفيع برتبة عميد؛ قبل سنة أو سنة ونصف، ويحق له التقديم، فنُقدم، ويوجد اختبار لدخول الدورة، ونحن نتقدم إلى هذا الاختبار، وهذا هو المهم، والأهم من الدورة نفسها، وهذا الاختبار يحتاج إلى معلومات عامة، معلومات عن عملك في الشرطة بدون دراسة، وبدون مقررات، وبدون شيء، فنقدم فحصًا كتابيًا، وفحص مقابلة شفهي، وطبعًا نُقدم ونرسب كلنا، إلا بعض الأسماء المعروفة وهم: الفئة العلوية كلهم، والفئه الدرزية، وفي كل دورة يوجد تقريبًا شخصين أو ثلاثة أشخاص من الدروز، وهؤلاء الأشخاص يجب أن ينجحوا، وأيضًا يجب أن ينجح شخصين أو ثلاثة من الطائفة السنية، شخصين أو ثلاثة فقط، وهؤلاء كيف ينجحون؟ من خلال دفع المال. وطبعًا نحن لم نكن نعرف كيف كانوا يدفعون المال، وكانوا يدفعون أموالًا كثيرةً، وفي تلك الأيام يتم دفع مبلغ 350 ألف إلى 500 ألف؛ حتى يتم قبوله في دورة القيادات العليا.

وأنا قدمت على هذا الاختبار، وأول مرة حصلت تقريبًا على العلامة الكاملة، أو أقل بقليل في اختبار الكتابة، ولكن في الفحص الشفهي يرسبونني، وطبعًا الأسئلة التي تأتينا كانت غريبة، واللجنة كانت تسألنا، -اللجنة مكونة من: معاون رئيس شعبة الأمن السياسي، أو رئيس فرع أمن الشرطة بشعبة الأمن السياسي، وهم إما برتبة عميد أو لواء، واثنين من قادة الشرطة، يعني كانوا من الرتب العالية- ويسالوننا أسئلةً غريبةً، ولا يمكنك الإجابة عنها، وأنا أتذكر أحد الأسئلة التي سألها ضابط الأمن السياسي، وطبعًا أمامه نتيجة الفحص الكتابي، وهو لا يريدني أن أنجح، وسألني: في السنة الفلانية ماذا قال السيد الرئيس بشار الأسد عن البيروقراطية (تطبيق القوانين بالقوة في المجتمعات المنظمة ) في القضاء؟ لكنني لا أعرف ماذا سوف أُجيبه، فأقول له: لا أعرف، وهو يقول: لا تعرف ماذا قال السيد الرئيس؟ وأقول له: أعرف ولكن لا أذكر، وهكذا لا أنجح أول مرة، وثاني مرة هكذا، ولكن في المرة الثالثة وفي وقتها انتشر موضوع الفيسبوك ، وعملوا حملةً بهاشتاغ رمز (#) يستخدم من اجل زيادة التفاعل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي): لا للسنة في وزاره الداخلية، وطبعًا السنة هم من عملها، وحصلت ضجة كبيرة؛ لأنه لا أحد ينجح من السنة، ولا أحد يترفع إلى رتبة عميد، وكان هذا الأمر بصالحنا، ووقتها جرت الأمور بشكل طبيعي، ونجحت وترفعت، وهذا الكلام في عام 2008 في شهر حزيران/يونيو أو تموز/يوليو، وأجريت هذه الدورة التي مدتها 6 شهور، وانتهينا في نهاية عام 2008، وهي دورة ليست مغلقةً، فكان الدوام عاديًا، وفي نهاية الدوام نعود إلى بيوتنا.

أخي تأخر، وبالرغم من أن أخي أقدم مني، ولكنه تأخر، وكان سبب تأخيره هو: غازي كنعان بالذات، هو أقدم مني بسنة، ولكن أصبحت أنا أقدم منه بسنة ونصف، ترفع بعدي بسنة ونصف، وهو أجرى الدورة بعدي، والسبب: هو أنه أخي الكبير، ووالدي اسمه: أحمد نجيب الشلاف، وأخي اسمه: نجيب أحمد الشلاف، وبسبب هذا الاسم كان غازي كنعان يرفض ترفيعه، وتأخر أخي سنتين ونصف، وأنا ترفعت بتاريخ 1 أيلول/سبتمبر ثم انتقلت إلى الطبقة.