الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الانتقال إلى إسطنبول، والنشاط المدني والسياسي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:07:115

في الدوحة، بقيت عشرة أيام، وذهبت منها مباشرة إلى تركيا، وعُرض عليّ البقاء في الدوحة، ولكن كان تقييمي للدوحة أنه من يريد أن يعمل في المجال الفكري السياسي فمن الممكن أن تكون الدوحة مجالًا له، وكنت قد آثرت المجال الحركي الثوري في ذلك الوقت، وكان تقديري أن ذلك سيجعلني أقرب من الشارع، فكانت تركيا هي الخيار الأفضل بالنسبة لي. فذهبت إلى تركيا، وخلال أيام وجودي في إسطنبول اجتمعت مع مجموعة من الإخوة، وقررنا إقامة منظمة تُعنى ببناء القدرات، وكانت إحدى مشاكلنا في الثورة هي افتقار الشباب من الذكور والإناث لمهارات العمل الجماعي والقيادة والتواصل وأمور من هذا القبيل، وهكذا كانت فكرة المنظمة مثل مؤسسة تعنى بتدريب الشباب على هذه المهارات، بالإضافة إلى أمور تعنى بتنمية المهارات لدى الجالية السورية في تركيا بشكل عام، فعملنا في المدارس ومهارات المعلمين عندما كان هناك طلاب ومدارس سورية في إسطنبول، ولكن بعد ذلك أغلقت، وذهبوا جميعهم إلى المدارس التركية. وشيئًا فشيئًا أصبحنا أكثر تخصصًا بالنسبة لمنظمة “بِنا” في دوراتنا، ولم نعد نجر دورات لعامة الناس، وأصبحنا نجر دورات لفرق عمل، ودخلنا في مواضيع مثل التفكير التصميمي الذي هو منهجية في دراسة مشاكل وإيجاد الحلول لها، وأخذنا ندرب عليها، وبعدها بدأنا نعمل في الداخل (في الشمال السوري)، وفتحنا مركزًا في إدلب، وأصبح عندنا مشروع اسمه “شركاء الأمل” لكفالة الطلاب في الشمال السوري. بمعنى أنها ليست كفالة مادية فقط، وإنما يلتزم الطالب معنا أيضًا ببرنامج مطالعة وببرنامج تدريبي على المهارات، وأصبح لدينا مشروع في الداخل أيضًا للمشاريع الرائدة، وسميناه: برنامج “بادر”. ونحن نحاول تأهيل الشباب الذين لديهم أفكار، وكيف يحول فكرته إلى مشروع قابل للحياة، ويدخل عدد كبير، وبعدها يخضعون لجلسات معينة، وتحصل تصفيات، والثلاثة الذين يفوزون نعطيهم منحة، ونتابع سيرهم في مشروعهم، ونحن مستمرون بهذا الأمر، وهو من المشاريع الأساسية في الشمال السوري، وهذا هو الخط المدني أو العمل في المجتمع المدني الذي سرت عليه منذ أن وصلت إلى تركيا إلى الآن وكان الخط السياسي موازيًا له، والخط السياسي في البداية (في أول الثورة) عندما كنا نفكر بتأسيس حزب كنا دائمًا نقول لبعضنا: ليس الآن وقت الأحزاب أو التنظيمات السياسية، والآن هو وقت الثورة، والنظام سوف يسقط بعد شهر أو شهرين، وبعدها نتكلم عن قضايا الأحزاب والتنظيم، ولكن عندما تأزمت القصة، وتعفنت، وأصبحت طويلة، وأصبح عدم وجود تمثيل سياسي حقيقي للسوريين يعبر عنهم هو جزء من المشكلة فأصبح هناك تفكير بأنه يجب أن يكون هناك تنظيم سياسي على اعتبار أن الائتلاف (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) بنظر معظم الثوار هو مؤسسة فوقية عُينت ونزلت على السوريين بمظلة، ولم تخرج أو تنبثق عنهم، وقرار المؤسسة يخضع لحسابات الدول أكثر مما يخضع لمصلحة السوريين، فلا بد من وجود تمثيلات سياسية تعبر عن مصلحة السوريين، وتحاول أن تجمع بعضها، وإما أن تُصلح الائتلاف، أو تكون بديلًا عنه في يوم من الأيام، وهذا يحتاج إلى تنظيم (تنظيم سياسي). 

فبدأت الفكرة في عام 2015، وطرحتها على مجموعة

من الإخوة والأخوات، فوصلنا إلى القناعة التالية أننا حتى ننشئ تنظيمًا سياسيًا

يجب أن تكون لدينا كوادر وبرامج، بمعنى يجب أن نخرج من حالة الشعارات إلى حالة

يكون لدينا كوادر ذات كفاءة وبرامج سياسية، ولكن لا يوجد عندنا كوادر، ولا توجد

عندنا برامج، فقلنا: إننا لن نعلن شيئًا أو نفعل شيئًا، وعلينا أن نبني أنفسنا

ككوادر، ونضع تصورات لهذه البرامج التي نقول : إذا كان يجب أن يكون هناك حزب فيجب

أن يكون له برامج، ويجب علينا أن نعمل عليها، ونقدم تصورًا عن المرحلة الانتقالية

و عن شكل سورية القادم. وطبعًا أصحاب هذا المشروع لا أحد منهم متفرغ، فكان يسير

ببطء، ولكنه باستمرار، وسميناها في وقتها: مجموعة عزم. وبالتدرج بدأت تتوسع، وخلال

توسعنا كمجموعة كنا نلتقي مع مجموعات ثانية أيضًا لديها نفس الفكر، وننظر إذا كان

هناك مجال للتقارب أو مجال للاندماج، وأحيانًا كنا نجد مجالًا وأحيانًا لا نجد إلى

أن اندمجنا، والتقينا بمجموعة سمت نفسها: الاستقلال. ووجدنا أيضًا نوعًا من

التقارب بيننا بالأفكار، ويوجد بيننا تقارب، ولكن بعض الأمور تحتاج إلى نقاش،

فدخلنا معهم في نقاشات لمدة 6 أشهر تقريبًا؛ حتى وصلنا إلى أرضية مشتركة يكفي أن

يحصل فيها اندماج، فحصل هذا الاندماج، وبعد فترة أيضًا، سمينا أنفسنا: تيار سورية

الجديدة الذي بدأ منذ سنتين تقريبًا، وهو تيار تحت التأسيس، وإلى الآن لم نعلن

عنه، ولم يحصل مؤتمر تأسيسي، ونحاول تشكيل حالة سياسية تنظيمية في الشارع الثوري،

وتقريبًا هذان هما المشروعان الأساسيان اللذان أعمل عليهما: مشروع مؤسسة بناء

كمنظمة مجتمع مدنية، ومشروع تيار سورية الجديدة كتيار سياسي.

في مجموعة عزم، الأسماء التي كانت موجودة هي:

منير الفقير، وهادية العمري، وعصام كيال، وأفكار المجموعة نضجت نتيجة نقاشات

وجلسات كنا نعقدها مع الدكتور مازن هاشم الذي هو أستاذ في علوم الاجتماع ومعه

دكتوراه في علم الاجتماع، وكان مقيمًا في أمريكا، وعندما بدأت الثورة جاء إلى

تركيا، وأصبح يقدم محاضرات ودورات لها علاقة بالثورة والتغيير الذي يحصل، وله

كتابات في هذا المجال. كانت فكرتنا هي أنك إذا أردت بناء مشروع سياسي فيجب أن يكون

له أساس فكري، ونظرنا في الطروحات الفكرية الموجودة على الساحة، ولم نجد طروحات

جديدة تواكب الحالة وجميعها طروحات تقليدية، ونحن يجب أن نخرج بطرح جديد، وطبعًا

نحن ننتمي إلى فئة تسمى الفئة المحافظة، بمعنى أننا هكذا عرفنا أنفسنا، ولم نرتح

كثيرًا حتى نسمي أنفسنا إسلاميين؛ لأنك عندما تقول: إسلامي. فأنت تعني بأن لديك

أيديولوجيا معينة أو لديك فهم معين للإسلام وتريد فرضه على الآخرين، بينما عندما

تقول: محافظ. ففي كل الدنيا هناك ما يسمونهم: "سيرفيتفس". وهم مجموعة

يرون أن هناك شيئًا ثابتًا في المجتمع لا يجب أن يتغير، وله علاقة بالهوية، وله

علاقة باللغة والدين والثقافة والتراث، ويجب الحفاظ عليه؛ لأن هذا يضمن للمجتمع

تماسكه، ويعطيه هويته الحضارية، ويضمن له نموه وازدهاره، فكنا نركز على فكرة

المحافظة أننا كتيار محافظ نعرف أنفسنا بهذا الشكل، ومن خلال هذا التيار، نعرف

ماذا نعني بمحافظ، وماذا نعني بهوية، وماذا نعني بعروبة، وماذا نعني بإسلام. فهذه

الأمور حاولنا أن نجري مقاربات حولها، ويكون فيها شيء من التجديد والتطوير يجعلها

مختلفة عن المقاربات التقليدية، وهذا كأساس فكري نبني عليه عملنا السياسي، وكعمل

سياسي نحن مدركون لتعقد القضية السورية، ولم ندخل كثيرًا في تفاصيل إلا أن يكون

لنا موقف من سير العملية السياسية، وما هي المواقف المطلوبة بالنسبة للقرارات

الدولية؟ وأين أخطأ الائتلاف؟ وأين أصاب؟ فكنا دائمًا نجري عملية تقييم، ونحاول

إخراج أوراق أو تصورات تواكب الشيء الذي يحصل على الصعيد السياسي بين المعارضة

والنظام، وهذا بشكل أساسي العمل الذي كان قبل الاندماج مع الاستقلال.

فكرة اللقاء الثوري السوري كانت عندما حصل

مؤتمر أستانة، وفي وقتها، حاول الروس أن يقولوا: إن السوريين اجتمعوا مع بعضهم،

وسيحلون الخلاف، ويتفقون. ونحن قلنا: يجب أن نظهر للعالم بأنهم لا يمثلون

السوريين، بمعنى أن السوريين هم في الشارع الثائر في مكان آخر. فكانت الفكرة وأنت

كنت جزءًا من التأسيس والإعداد له، ونحن أردنا القيام بلقاء، وهو كان فعالية، ولم

تكن منظمة، وكان المشروع سيخرج على شكل فعالية، وبعدها سوف نرى ماذا سوف نفعل بهذه

الفعالية، وتوجد 11 نقطة في يوم واحد تجتمع، وفي كل نقطة، يجتمعون بشكل فيزيائي في

الغوطة، وهناك نقطتان في حمص وهما: الرستن والحولة، ونقطة في درعا، ونقطه في إدلب،

ونقطة في حلب، ونقطة في إسطنبول و في غازي عينتاب أيضًا، وفي ألمانيا، وأتذكر هذه

النقاط التي كانت في يوم واحد، وأذكر أنه في الغوطة كان هناك 100 شخص، وفي الحولة،

كان 50 شخص تقريبًا، وفي إسطنبول، اجتمعنا، ووصل العدد...، وكان مجموع كل الذين

اجتمعوا حوالي 500 شخص من شتى المحافظات، وأصدرنا في وقتها ما يشبه بيانًا ووثيقة

نؤكد فيها أهداف الثورة، بمعنى أننا حاولنا أن نقول في هذا اللقاء: إن الثورة لا

تزال موجودة، وهؤلاء الشباب سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا والذين يمثلون الثورة

اجتمعوا، ولا تزال أهداف الثورة حاضرة، فكان بهدف إعطاء أمل للشارع الثوري، وأن

الثورة لم تنته، ولا تزال موجودة، ويوجد أشخاص يحملون همها، وهؤلاء الناس استطاعوا

جمع بعضهم، وكان لهم صوت واحد، وسميناه اللقاء الثوري السوري.

يوجد نقطة لم تجتمع، ودخلت معنا، ولكن أثناء

البث المباشر الذي حصل لم يستطيعوا الاجتماع، ولكن أسماءهم نزلت في اللائحة،

وكانوا 500 شخص، وأعتقد أنهم جماعة حماة.

قضية التركيز على الهوية، وسورية الجديدة الآن

يجب أن يكون لها هوية، والهوية يجب أن تكون هوية الأكثرية. وطبعًا يوجد أشخاص

آخرون، ونحن مدركون في الشارع الثوري أنهم لا يشاركوننا نفس الفهم ونفس تصور

الهوية، وكان مأخذنا على الآخرين أنهم حتى يذهبوا للقاء الآخر، وحتى ينفوا عن

أنفسهم أنهم ليسوا إسلاميين، وليسوا متطرفين، فتنظر إلى وثائقهم، فتجد وثائقًا،

ولا تعرف ما هي خلفية الواحد منهم وأفكاره، وتنطبق على أي تصور، فنحن قلنا: يجب أن

نخبرهم بأننا نمثل الشريحة المحافظة الواسعة، وباعتقادنا أن هذه الشريحة هي التي

قامت بالثورة، وهي التي دفعت الثمن، ويجب أن يكون لها تمثيل سياسي. فموضوع الهوية

والتركيز على الهوية والتأكيد عليها كان القاسم المشترك تقريبًا بيننا وبين

الاستقلال، وتوجد بعض الجزئيات والمصطلحات، بمعنى أننا دخلنا في نقاشات حولها حتى

نوحدها، ونحن في اللقاءات الأولى اكتشفنا أن هناك شيئًا مشتركًا بيننا، ولكن توجد

بعض المصطلحات، بمعنى أن بعض الأمور نحن نتحدث عنها بطريقة وهم يتحدثون عنها

بطريقة أخرى؛ فقلنا: يجب أن نتحدث عنها بطريقة واحدة. وطبعًا أثناء النقاش يظهر

لدينا أن الخلاف ليس بالطريقة، وإنما الخلاف في الفكرة نفسها، ونتيجة للنقاش يوجد

أشخاص يتركون، ويوجد أشخاص تركوا من عزم، ويوجد أشخاص تركوا من الاستقلال، وفي

النهاية، الذين بقوا...، ويوجد أشخاص تركوا نتيجة الأفكار، ويوجد أشخاص تركوا

نتيجة أشخاص، وهؤلاء الأشخاص تركوا في النهاية، والموضوع مضى بهذا الشكل.

في عزم، يوجد الدكتور وائل شيخ أمين، ولبيب

النحاس، ومحمد العباس من حمص، وأبو النصر مستت من حلب، وعائلة المستت معروفة،

وتوجد مجموعة كبيرة من شباب الثورة معظمهم موجودون في الداخل، ومروا خلال الثورة

بتجربة فصائلية من عدة فصائل، ولديهم قناعة بأنه يجب أن يكون هناك تعبير سياسي

وعمل سياسي، وهذا هو الذي جمعهم مع بعضهم، وكما ذكرت هم يشتركون معنا بقضية ترى

أنه يجب على هذا العمل أن يكون له لون وطعم ورائحة، ولا يكون شيئًا عامًا جدًا،

ويركز على موضوع الهوية، فوجدنا هذا الشيء المشترك بيننا وبينهم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/02/22

الموضوع الرئیس

النشاط السياسي

كود الشهادة

SMI/OH/73-17/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2014 - 2022

updatedAt

2024/08/13

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

اللقاء الثوري السوري

اللقاء الثوري السوري

تيار سورية الجديدة

تيار سورية الجديدة

الشهادات المرتبطة