نحن نرى الآن أن هناك خطرًا من إعادة تعويم النظام، والطريقة التي تتصرف بها المعارضة تؤدي إلى إعادة تعويم النظام سواء شعرت بذلك أم لم تشعر، فاستخدام القرارات الدولية التي هي قرارات الهدف منها إسقاط النظام أو أحداث التغيير، واستخدامها من أجل إعادة التعويم ونحن نرى هذا الخطر الداهم الذي يهدد الثورة الآن، ونحن كتيار سياسي من المفروض أننا إذا لم نستطع إسقاط النظام فعلى الأقل نعرقل عملية إعادة تعويمه في انتظار أن تتغير الظروف أكثر، وتصبح عملية الإسقاط أو عملية التغيير السياسي هي عملية ممكنة. وهذا محدد أساسي في نظرتنا، والمحدد الثاني أننا نرى الأرض التي أخذتها الثورة في الشمال السوري مهمة، والناس الذين عليها من المهم جدًا أيضًا الحفاظ على تجربتهم. ولاحظنا أن معظم الحركات السياسية دائمًا تفكر بما بعد إسقاط النظام، ولكن لا أحد يفكر كيف يُسقط النظام أو لا يعطيه نفس الأهمية، وماذا سنعمل من الآن حتى يسقط النظام، فنحن قلنا: يجب أن نركز في برامجنا وتصوراتنا على الشمال السوري وإصلاح أحواله، ويكون هذا الشمال نموذجًا لسورية التي نريدها.

طبعًا، موضوع الشباب أساسي، ولا أقول نجحنا في هذا الأمر، ولكن وضعنا في بالنا أن يكون هذا التيار حاضنة لصنع قيادات شابة تخرج من حاضنة الثورة، وللأسف هذا غير موجود، فكما نرى الآن على الساحة أن كلها شخصيات قديمة تقليدية عفا عليها الزمن، وأنا لا أقول يجب أن نضع هذه الشخصيات على الرف (نبعدها عن الساحة)، إنما يجب علينا الاستفادة منها والاستفادة من خبرتها وحكمتها، إذا كان لديها خبرة وحكمة، ولكن أين الشباب؟ أين شباب الثورة؟ واليوم الثورة لها 10 سنوات، فمن خرج في الثورة وعمره 10 سنوات أصبح عمره 20 سنة، ومن كان عمره 20 أصبح عمره 30، ومن كان عمره 30 أصبح عمره 40، وهؤلاء أين وجودهم على الساحة؟ وأين شخصياتهم المؤثرة؟ وهم غير موجودين، ولا نراهم. وأنا هدفي أن يكون هذا التيار في ذلك المكان، ويخرج منه قيادات شابة تستطيع أن تعبر عن الوجه الجديد لسورية المستقبل أو سورية الجديدة، وهذا بشكل عام التوجه العام للتيار.