الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الاستدعاء إلى اللجنة الأمنية في الرقة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:11:05

في يوم من الأيام، وبعد مرور سنة أو أكثر على بداية الثورة، طلبتني اللجنة الأمنية في الرقة؛ المكونة من المحافظ وأمين الفرع (فرع حزب البعث)، ورؤساء الأجهزة الأمنية وقائد الشرطة، ونحن اللجنة الأمنية المصغرة، في الطبقة المكونة من مدير المنطقة وأمين الشعبة (شعبة حزب البعث)، ورؤساء أقسام الأجهزة الأمنية، فطلبونا إلى هناك، أخبرني أحد رؤساء الأجهزة -الفروع- الأمنية في الرقة، أن الموضوع متعلق بي، وسيحصل تحقيق، لذلك عليك أن تعرف ماذا تقول؛ قال لي ذلك لأنه كان متعاطفًا (معي)، ولكنه خائف، فقلت له: لا يوجد عندي مشكلة، وذهبت إلى مكتب المحافظ، وبدأوا يتحدثون، ويقولون: إنه توجد مشكلة، والناس يتحدثون أن العميد أديب الشلاف -مدير المنطقة-، هو الذي يقوم بإخراج المظاهرات، وطبعًا حينها وُجدت بعض المعطيات (التي تدعم اتهامات اللجنة الامنية) قبل هذا التحقيق، كان مثلًا يحصل ضغط على أمين الفرع (فرع حزب البعث)، أنه يجب إحضار عناصر من الرقة من أجل قمع مظاهرات الطبقة، وأنا كنت أرفض، ولكن في النهاية فُرض علينا هذا الأمر فرضًا، فأرسلت كل الأجهزة الأمنية في الرقة، مع كتيبة حفظ النظام؛ يعني الآلاف من العناصر، وجميع الذين يخرجون في المظاهرات لا يتجاوز عددهم 100 شخص، حينها أنا كنت أخبر الشباب الذين كنت أتواصل معهم، بعدم الخروج (في مظاهرة) غدًا، وبالفعل لا يخرجون، وفي إحدى المرات خرجوا في يوم جمعة، وخرجت الأجهزة الأمنية، وحفظ النظام من الرقة، [مع أنني] أخبرتهم قبل يوم بعدم الخروج غدًا، ولكن خرج الناس من الجامع، ونحن كنا نقف أمام الجامع؛ أنا موجود معهم، وبدأ عناصر الأمن الذين يحملون العصي بضرب الناس أثناء خروجهم من المسجد، هنا أنا غضبت وانزعجت، وقلت للناس أن يخرجوا، ولا يخافون طالما هم (الأمن) يتصرفون بهذه الطريقة، فبدأ الناس يضربوننا بالحجارة، وأنا كنت موجودًا مع طرف الأمن، والطرفان يتراشقان بالحجارة، ولم يحصل إطلاق نار في البداية، وبعدها بدأ جماعة الأمن بإطلاق النار بالهواء، لأن في نيتهم افتعال مشكلة، فاتجهت بشكل مباشر إلى منتصف الشارع، ووقفت بين الطرفين، ورآني الجميع، حتى الأمن لم يعد باستطاعتهم إطلاق النار، فقمت بتهدئة الأمور، حتى حصل اتفاق بعد مرور ساعتين على هذا الشكل، فحصل اتفاق على إنهاء المظاهرة بدون أي اعتقالات، وبالفعل حصل ذلك. 

نعود إلى كلام اللجنة الأمنية- إنني كنت أقوم بإخراج المظاهرات، وأنا أوقفها-، بدأوا بالقراءة من التقارير الموجودة عندهم، بأنني أنتقم من أجل بابا عمرو، والمذابح التي حصلت فيها، وبأني أنتقم من أجل موضوع والدي -رحمه الله-، حيث كان (يشغل) والدي رتبة لواء في الجيش، قاموا بتسريحه بشكل تعسفي، وهو كان برتبة لواء لفترة سنة تقريبًا، وكان بعمر صغير بعمر 50 سنةً، فقاموا بتسريحه بنشر إشاعات بحجة ارتكابه مخالفات تعليمات عسكرية فقط؛ فمن جملة التقارير: أنني أنتقم من أجل والدي، وأنتقم من أجل بابا عمرو، هنا أنا انتظرت حتى انتهوا، وسبحان الله أنزل علي السكينة، ولم تتولد لدي مشكلة بذلك معهم. فكان قائد الشرطة كان بجانبي، قال لي: تكلم، ورد عليهم، فقلت له: دعهم ينتهون حتى أجيب الجميع، وبعدها قال لي المحافظ: تفضل وتكلم، فقلت لهم: أولًا: أنا أقوم بتنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية، وثانيًا: كان هناك اتفاق بمعرفتكم -جميعكم- يقضي بنزولي إلى المظاهرات، حتى لا تحصل أي مشكلات أو دم، وهنا نسيت أن اذكر أمرًا أنهم وجدوا بعض الرسائل لدى الناس الذين تم اعتقالهم؛ رسائل من المتظاهرين يقولون لبعضهم: إن مدير المنطقة أخبرنا بعدم الخروج غدًا، وهم شاهدوا هذه الرسائل، فقلت لهم: هذا الكلام ليس إثباتًا، وأنا لا أعرف هؤلاء الشباب، وأما موضوع أنني أنتقم، فأنا لا أنتقم، فالدنيا (سورية) كلها اشتعلت بالمظاهرات، وليس فقط في بابا عمرو، وثانيًا: فموضوع والدي هو موضوع قديم، وهذا كان خيرًا له عندما تم تسريحه، وكل هذا الكلام (الاتهامات) يعتبر فارغًا -ثرثرة-، وأنتم إذا كنتم تنوون في النهاية قمع المظاهرات، فهذا شأنكم، وأنتم أحرار، ولكن قمع المظاهرات بالقوة ليس اختصاصي، أنا مدير منطقة -مدير إداري- في المنطقة، ولا يمكن أن أحمل العصا؛ فمدير المنطقة له وظيفتان: وظيفة محافظ صغير؛ أو قائم مقام المحافظ، ووظيفة المسؤولية عن الشرطة في المنطقة، فليس من عملي إطلاق النار على الناس، فنحن نعمل تحت القانون، ولكن أنتم الأمن والمخابرات هذا شأنكم، وأنا لن أنزل (للمظاهرة)، عندي ضباط يمكنهم النزول، أما أنا لا يمكنني النزول، وهم يعرفون أنني إذا لم أنزل، فستحصل مشكلة كبيرة، هنا كان تصل للأمن تهديدات من الشباب المنظمين للمظاهرات -غير المعروفين- بشكل سري؛ كانوا يرسلون للأمن تهديدًا، (لأن الأمن) بدأوا ينشرون بين الناس: أننا سوف نعتقل مدير المنطقة، أو سيتم نقله، فكانوا (المتظاهرون) يرسلون لهم أخبارًا أنه إذا اقترب أحد من مدير المنطقة، أو انتقل فسوف نحرق الطبقة بما فيها، وأنا ذكرت سابقًا أن الطبقة يوجد فيها من جميع الطوائف من كل سورية، فكان هذا الأمر يردعهم قليلًا، ويخيفهم.

قلت لهم: أريد أن أخبركم بأمر -ولكن لاتعتبروه تهديدًا، ولكنني متأكد أنه سيحصل-، أنتم تريدون إطلاق النار على المظاهرة، ولنقل أنكم قتلتم شخصين أو 3 أو 10 أشخاص أيًا يكن، وهذه المنطقة منطقة عشائرية، والناس لن تسكت على هذا، وجميع عناصركم والمساعدون يسكنون في الطبقة -وعددهم كبير جدًا-، فأنا أقول لكم: إنه سيتم إحراقهم (العناصر والضباط) في منازلهم، هنا ساد الصمت، لأن الكلام منطقي، ولا يوجد فيه تهديد، ولكن هذا ما سيحدث فعلًا، وهم يعرفون هذا الأمر، فالتزموا الصمت، ثم قال المحافظ: كلام العميد صحيح، وأنا أوجه كلامه إلى رؤساء الأمن الموجودين في الطبقة؛ العميد منذر: رئيس المخابرات الجوية، والعقيد غسان عزام: رئيس قسم الأمن العسكري في الطبقة، والمقدم نيروز حسن: رئيس قسم أمن الدولة، والرائد غابي: رئيس قسم الأمن السياسي، فقال لهم: يجب عليكم تنفيذ ما يقوله العميد، فهو مدير المنطقة، وهو المسؤول عن الموضوع، وقال لي: أنت مسؤول أمام الجميع بعدم سفك أية قطرة دم، فقلت له: عندما يلتزم الأمن بكلامهم، فلن تسقط قطرة دم لا من المتظاهرين ولا من الأمن، وطبعًا هذا الكلام جعلهم يشعرون بالراحة قليلًا.

قال لي العقيد مسؤول الأمن العسكري: أريد أن أسألك سؤالًا يثير استغرابي كثيرًا، فقلت له: تفضل، فقال: أنت عندما تنزل إلى المظاهرة، ويكون هناك تجمع، وأنت بين الناس، ألا تخاف أن يطعنك شخص بسكين في خاصرتك أو بطنك؟ فأجبته جوابًا أصبته به (ألجمته به)، قلت له: بأن الإنسان الذي يظلم، والذي يتسلط على الناس، فإنه يخاف -أنا كنت أقصده هو-، وأما من يفتح مكتبه، ويساعد الناس -لله تعالى-، ويعتبر أن هذا الأمر واجبه، فإنه لا يخاف، فسكت، وحتى قسم من الموجودين بدأوا يضحكون عليه، لأنهم فهموا أنني أوجه الكلام له، لأنه كان سيئًا جدًا مع الناس.

عدنا إلى نفس الأسلوب تقريبًا (في النزول للمظاهرات، ومنع اعتداء الأمن) إلى ما قبل الانشقاق بشيء بسيط.

[بالنسبة] للعلاقة مع أفرع الأمن، كان فرع الأمن العسكري هو الأسوأ، ثم يأتي بعده فرع المخابرات الجوية، وأمن الدولة والأمن السياسي كانوا أقل سوءًا، وخاصة أن عناصرهم -للأسف أتكلم بموضوع طائفي- أغلبهم من السنة، وأما الأمن العسكري والمخابرات الجوية قد يوجد شخصان أو 3 من السنة، والباقي جميعهم من الطائفة العلوية.

كان الأمن السياسي تابعًا لوزارة الداخلية، وعناصرهم من الشرطة. 

كان عندنا سجن في الطبقة، ولكنه سجن مدني، وإذا حكم القضاء بتوقيف متظاهر، فإنه يُوقف عندنا في السجن، وليس في الرقة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/02

الموضوع الرئیس

المؤسسات العسكرية والأمنية في نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/8-11/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

أمني

المجال الزمني

2011-2012

updatedAt

2024/03/28

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-منطقة الطبقةمحافظة الرقة-محافظة الرقةمحافظة الرقة-مدينة الرقةمحافظة الرقة-مدينة الطبقة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع حزب البعث في الرقة

فرع حزب البعث في الرقة

الشهادات المرتبطة