انطلقت الثورة ثورات الربيع العربي وكنا نتابعها بشغف كبير جداً في مصر وفي تونس في البداية وفي يوم من الأيام كان يعطيني المدرس الخصوصي في البيت سألني سؤال مالك إذا حصل شيء لدينا مثل تونس أو مصر ما هو موقفك وفي البداية كان جوابي أنَّه لا لا يجب أن يحصل هكذا وبلدنا جيد وله خصوصيته وكثير يحاولوا أن يدمروه ويسقطوه وجوابه لي كان أنَّه حالياً أنت طالب بكلوريا وفي تلك الفترة سنة ثانية معيد أنَّه حالياً أنت طالب والسنة القادمة تطلع إلى الجامعة وسألتقي بك وأسألك هذا السؤال وحاولت أنَّه لماذا تقول لي حتى تخرج إلى الجامعة وأصر لم يجب وأنَّ السنة الجاية تطلع إلى الجامعة وممكن ترى بعينك التمييز وأنهى هذا الأمر بدون إجابة صريحة منه

تابعنا المظاهرة التي كانت في الشهر الثاني وتابعناها عبر قنوات التلفزيون لم يكن لأحد الجرأة أن يتكلم أو يخوض أو يعقب بشيء نهائياً والبعض اعتبر أنَّ المظاهرة انتهت في هتافات وهي ليست مظاهرة وهي خلاف مع شرطي لا أكثر ووزير الداخلية استجاب لمطالب الشعب ونزل إلى الشارع وسيحاسب الشرطي.

في تلك الفترة يوم 18 وصل خبر إلى البلد بدأت الناس تتناقل وتتداول بنطاق ضيق ممكن كل أحد يتكلم أمام الشخص الذي يثق به أنَّه خرجت مظاهرة اليوم في درعا البلد سقط قتلى كما يسموهم في تلك الفترة لم يكن أحد يتكلم أنَّه يجب أن نخرج ونشارك وما هذه المظاهرة ولماذا والخوف كان مسيطر تقريباً على أهل المدينة.. 

في مظاهرة 18 أتت بعد اعتقال الأطفال في درعا عاطف نجيب اعتقل الأطفال في نهاية الشهر الثاني كثير من الوساطات دخلت والوجاهات دخلت محاولة إطلاق سراحهم وكان يمتنع والتهمة كانت كتابة عبارات ضد النظام وإحدى العبارات أتاك الدور يا دكتور والكتابات لم تكن فقط في درعا البلد وأذكر في نفس الفترة في مدينة نوى كُتِب على سور الصوامع للحبوب في المدينة وتقع شرقي مدينة نوى وفي نفس الفترة كُتِب في قرية عدوان التابعة لمنطقة نوى كُتِب وتم مسح العبارات بدون أي ضجة بالإضافة إلى درعا البلد عاطف نجيب أصر أن لا يخرج الأطفال وعذبهم دخلت وجهاء ومشايخ درعا إليه عاملهم معاملة سيئة وأخبرهم أنَّه خلي أمهاتهم تجلب أطفال غيرهم إذا لا تستطيعوا اجلبوهم إليَّ وهذه كانت نقطة فاصلة والتي هي إهانة وجهاء درعا ودرعا الوجهاء والمشايخ لهم مكانتهم وقدرهم بين مكونات الشعب قرر أهل درعا يوم 18 أن يخرجوا مظاهرة وانطلقت مظاهرة من مسجد الحمزة والعباس باتجاه المسجد العمري وحاولت أن تدخل المحطة وبدأ النظام بإطلاق النار سقط أول شهيدين حسام عياش ومحمود جوابرة هنا كانت نقطة فاصلة على مستوى المحافظة صار في دماء وأهل درعا البلد لم يتراجعوا في هذا الشيء لم يسيطر الخوف على قلوبهم أنه صار في إطلاق نار أو دماء إحدى الروايات لا أعرف مصداقيتها أو صحتها ولكن تم تناقلها أنَّه أحد الكبارية حين بدأ إطلاق النار كان يصيح إطلقوا إطلقوا إذا لم يحصل دم لن تستمر الثورة وسال الدم وفي اليوم الثاني أهل درعا شاركوا وخرجوا ودفنوا الشهداء وهنا بدأ يمتد الأمر إلى المحافظة ككل خرجت بعض القرى الشرقية مظاهرات صغيرة.