قصة النقيب طوني ميشيل ملوحي والمساعدة في إطلاق سراحه
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:12:36:21
النقيب طوني (طوني ميشيل ملوحي): مدير ناحية المنصورة التابعة للمنطقة (منطقة الطبقة)، هي تقع بين الطبقة و[مدينة] الرقة، وتبعد 20 كيلو مترًا عن الطبقة، و20 كيلو مترًا عن الرقة، لم أخبره (بأنني أنوي الانشقاق)، فيما بعد علمت أنه غضب مني، لأنني لم أخبره، وعندما التقيت معه [لاحقًا]، قال لي: لماذا لم تخبرني؟ فقلت له: أنت مسيحي، وأنا لا أريد إحراجك، وأنا لا أعرف بماذا تفكر، فقال: وماذا لو كنت مسيحيًا؟ أنا أريد أن أنشق، وفعلًا هو انشق في النهاية، وأخرجته إلى تركيا، وبعدها سافر إلى السويد.
نحن بعد أن ذهبنا إلى تركيا، علمنا أن طوني أُسر من قبل الجيش الحر، فتواصلنا معهم، وقالوا: لا توجد مشكلة، ونحن نكرمه، ولن يبقى عندنا، وأنا قلت لهم: اتركوه، وإنه شخص جيد، ولم يؤذ أحدًا نهائيًا، وقالوا: نحن نعرف هذا الأمر، ولكن لا نريده أن يذهب إلى دمشق، وفي وقتها تحررت الطبقة، وحصلت معارك في المنصورة، وعندما بدأت هذه المعارك، هو مباشرة خرج حمل سلاحه ووضعه على الطريق، حتى يظهر لهم أنه لا يريد القتال، فأخذوه، وقال لهم: أنا أريد الذهاب إلى منزلي، وهو متزوج، ولديه بنت صغيرة.
أنا أذكر أنه ذهب إلى حمص، وكان منزله في الريف الغربي من حمص، وبعدها تم اعتقاله في المحافظة في حمص (من قبل النظام)، وحولوه إلى دمشق، ثم أعادوه إلى الطبقة، وطبعًا الطبقة كانت قد تحررت، ولا تزال الرقة في يد النظام، وهو ذهب إلى الرقة، أنزلوه عند استراحة المحافظ، بمعنى أنهم أعادوه إلى العمل غصبًا عنه، وسلموه مفرزة حماية منزل المحافظ، وبعد يومين هجم الجيش الحر على الرقة، أيضًا حمل سلاحه، وسلمه لهم، فأخذوه، وحبسوه عندهم. وفي هذه الفترة جاءت داعش، وطبعًا أخذوا الموقوفين لدى الجيش الحر، ومنهم طوني، وعرفوا أنه مسيحي، وعذبوه كثيرًا، وضربوه، لأنني رأيت آثار الضرب على جسده، وقرروا إعدامه، وحتى إنهم كتبوا على وسائل التواصل الاجتماعي -على الفيسبوك- أنه قررنا إعدام النقيب (طوني)، أنا هنا انزعجت كثيرًا، وتكلمت مع أشخاص من منطقة الطبقة والمنصورة؛ من العشائر الذين لهم تواصل مع الشرعيين في داعش، وقلنا لهم: هذا أمر معيب بحقكم، أن يؤذى هذا الشخص أو يُقتل، حتى لو كان مسيحيًا أو ملحدًا، لأنه لم يؤذنا، ولم يؤذ أحدًا، وهو مع الثورة، فكيف يقتل هذا الرجل، وعنده طفلة؟
أنا في يومها لم أنم، وفعلًا تحمسوا (الوجهاء)، وذهبوا إلى شخص من داعش -لا أعرف ما هي صفته-، ربما شرعي أو أمير، ذهبوا، وقالوا له: إن هذا الضابط كذا وكذا قصته، وهو لم يؤذ أحدًا أبدًا.
عندما تم أسر طوني عند الجيش الحر، كانوا يريدون فدية 5 ملايين ليرة سورية حتى يتركوه، حاولت التواصل معهم، ولكنهم كانوا يريدون المال، وللأسف جاءت زوجته، وكانت تريد بيع كليتها، حتى تفتدي زوجها، وبعدها جاءت داعش، وأخذته، وأصبح عندهم، وهذا الوجيه من عشائر المنصورة، قال للشرعي، -ويبدو أنه من نفس عشيرته، قال له: إن زوجته تريد أن تبيع كليتها، حتى تفتديه من الجيش الحر، وأنتم أيضًا تريدون قتله! ويبدو أن هذا الكلام أثر به، وبعدها قال: نحن عندنا شرط حتى نتركه، يجب أن نأخذه إلى المنصورة، لأنه كان في الرقة، وإذا أهالي المنصورة قالوا: إن هذا الضابط أخذ مني المال، أو أخذ رشوة، أو ظلمني، فسوف نقطع رأسه، فقالوا: نحن جاهزون، وفعلًا أخذوه إلى الشارع الرئيسي في المنصورة، وحتى إنهم (أهالي المنصورة) لم يعرفوه في البداية، لأن شكله قد تغير، ونقص نصف وزنه بالضبط، ولحيته باتت طويلة، أنا لا أعرف قصة إسلامه (سأروي لك قصة إسلامه لاحقًا). وسألت داعش الناس: هل آذاكم هذا الشخص؟ وسأل الناس: من هو هذا الشخص؟ فقالوا: هذا كان مدير ناحيتكم، فعندما عرفوه حصلت مظاهرة في المنصورة حتى يتركوه، وحتى النساء والأولاد يقولون: هذا الشخص كان يساعد الجميع، وهنا قرروا تركه، ومباشرة أبلغوني، وأنا كنت موجودًا في تركيا، ونزلت إلى هناك أنا وأصدقائي الضباط، ذهبنا إلى صرّين إلى صديقي.
زوجة الضابط طوني كانت في المنصورة، وذهبت إلى هناك، واستلمته هو وزوجته التي تحجبت، وعدنا، وفي الطريق قال لي: أنا أسلمت، فقلت له: لا يوجد مشكلة الآن، وهذا الموضوع سنتحدث عنه لاحقًا، الآن أريدك أن ترتاح، لأن وضعه النفسي كان سيئًا جدًا، وهو بقي في السجن لعدة أشهر من العذاب، والتعذيب الجسدي والنفسي، وخاصة عندما حكموه بالإعدام، وطبعًا في السيارة بدأ يتحدث عن العذاب، والتعذيب على جسده، وكان الأمر مزعجًا جدًا، لأنه لم يؤذ أحدًا.
وصلنا إلى صديقي في صرّين، وجلسنا هناك، وأنا أحضرت معي زوجتي، حتى تستقبل زوجته، لأنه يوجد معرفة سابقة، وبقينا تقريبًا أسبوعًا أو أسبوعين عند صديقنا في صرّين، -جانب جسر قرقوزاك-، وأنا ذهبت إلى حلب، وكنت في تلك الأيام أعمل في حلب، بقيت زوجته كل هذه الفترة وهي محجبة، وحتى صديقي من صرين يقول لي: إنه يصلي، ويوقظني للصلاة، ويأخذني إلى صلاة الجمعة، وأنا هنا تكلمت مع طوني، وقلت له: نحن سنكون سعداء، ويشرفنا إذا أسلمت، وقلت له: إذا كان هذا الموضوع مكرهًا، فيجب أن تنساه نهائيًا، وقلت له: يوجد نص صريح في القرآن: أنه لا إكراه في الدين، فإذا أنت غير مقتنع -طبعًا كنت أعرفه من قبل الثورة، وهو مطلع جدًا، ويقرأ القرآن، ويحفظ الكثير من الآيات القرآنية-، فقال: أنا مقتنع، وقلت له: أنت تحت حمايتنا، وهو طبعًا عندما وصلنا كان خائفًا جدًا، فقلت له: لن تموت أنت حتى يموت صاحب هذا المنزل وأولاده، وأنا وعائلاتنا جميعًا، حتى تموت أنت، لذلك لا تخف، لأنه أصبح يخاف من كل شيء، ومن جميع الناس، ولم يعد يعرف من هم الثوار، حتى زوجته كانت تريد أن تبيع كليتها، من أجل أن تعطي الثوار المال، فلم تبق لديه ثقة بأحد، وتمسك بي أنا وبصديقي، وقلنا له: لا تخف من شيء أبدًا، ولن تموت أنت إلا بعد أن أموت أنا وصاحب هذا البيت، فبعد ذلك ارتاح نفسيًا، وبدأ يوقظ صديقنا أبا محمد على صلاة الصبح، ويأخذه إلى صلاة الجمعة، وجعله يلتزم بالصلاة، وأنا أكدت عليه، وقلت له: لا أريد فتح موضوع أنك مسلم أو غير مسلم، وأنت حر في ذلك، ولكن هذا الموضوع لا يؤثر علينا، وأنت أخونا مهما كنت، وبعد أسبوعين حصل قصف على منبج، وخافت زوجته كثيرًا، فأخرجتهم مع عائلتي إلى تركيا، واستأجرنا له منزلًا في غازي عينتاب، وبقي فترة، ونحن كنا نراعي شؤونه، ونهتم بها أنا وجميع الضباط حتى يرتاح، وأنا نصحته، والكثير من الأشخاص نصحوه أن يتواصل مع جورج صبرا وميشيل كيلو، ولكن لا أعرف ما هو سبب عدم اهتمامهم به، ولا أعرف ماذا حصل، وأنا لم أتدخل، وأنا لا أحب أن أدخل في أمور كهذه حتى لا أحرجه، أريد منه أن يكون على راحته، لأنني لا أريده أن يعود (للنظام)، لأنه بمجرد أن انشق شخص من إخواننا المسيحيين، فهذا يدل أن النظام سيء، ونحن لا نريد أن تكون الثورة طائفية، يعني لا نريد أن نقول: إنه فقط الطائفة السنية هي التي انشقت، ولكن للأسف كان يوجد الكثير من الأخطاء، كان يوجد ضابط علوي أنا لا أعرفه، لكن سمعت أنه انشق، وذهب إلى مخيم الضباط، وللأسف الضباط نبذوه وطردوه، وهذا كان خطأ كبيرًا، فالواحد (العاقل) كان يعرف أن النظام فاسد، لا يعترف بعلوي أو بغيره، فلماذا لا نحتضنه، ونعتبره شخصًا منا؟ يعني: حتى لو أنه سيكتب تقارير فماذا سيكتب أكبر من انشقاقنا؟ وبماذا سيعلم النظام؟!
طوني بقي فترةً في غازي عينتاب، وكنا نساعده ماديًا -نحن الضباط -بإمكانياتنا القليلة، وهو كان يعمل معنا في الشرطة الحرة، بدون أن ينزل إلى سورية، يعني عندما أسسنا الشرطة الحرة، أنا أردت منه النزول، لأن الأمور كانت آمنة تمامًا، ولكن زوجته كانت خائفة كثيرًا، ونحن قدرنا زوجته كثيرًا التي كانت صبية، وكانت تريد أن تبيع كليتها من أجل زوجها، وهذا الموقف يُقدَّر، وهي تركت أهلها، وشجعته، وجاءت إلى مناطق داعش، وجاءت إلى تركيا، والآن هم موجودون في السويد، وطبعًا بقوا لفترة في غازي عينتاب، وفي 2015 ذهبوا إلى أوروبا في موجة الهجرة، عن طريق التهريب، ووصلوا إلى السويد، وبقي لفترة طويلة، حتى استطاع لم الشمل، ولا أعرف السبب، يوجد الكثير من أقربائي ذهبوا، وخلال أشهر استطاعوا لم الشمل، ولكن هو بقي تقريبًا أكثر من سنتين أو 3 حتى استطاع لم الشمل، وأنا في هذه الفترة انتقلت إلى غازي عينتاب، وكانت زوجته موجودة في عينتاب، وأنا استأجرت منزلًا بنفس الحارة، حتى تبقى زوجتي على تواصل مع زوجته، وحتى ندير بالنا عليهم (ننتبه عليهم)، وكانت لديهم طفلة وحيدة، وحتى نساعدهم إذا احتاجوا شيئًا، وأنا كنت أذهب إلى سورية كثيرًا، وهي تجلس مع زوجتي، أو زوجتي تذهب إليها.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/09/02
الموضوع الرئیس
الانشقاق عن النظامكود الشهادة
SMI/OH/8-17/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
شباط/ فبراير - أيلول/ سبتمبر 2013
updatedAt
2024/03/28
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-صرينمحافظة الرقة-محافظة الرقةمحافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة حمص-محافظة حمصمحافظة الرقة-منطقة الطبقةمحافظة الرقة-المنصورةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
الجيش السوري الحر