الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الحوارات في سجن عدرا والقطيعة مع النظام ونهجه في تفتيت الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00;08;21;22

الحوارات التي كانت موجودة بين السجناء [في سجن عدرا المركزي] رغم تعددها وتنوعها وتركيزها على الخصوصيات هنا وهناك، لكن كان الشيء الأساسي بين جيل الشباب الذي يقوم بالثورة دون أن يتمتعوا بحظّ من التعليم الكبير والخبرة مع السياسيين الذين لديهم بشكل عام حظ من التعليم، وهناك أيضاً بعض الشباب من المدينة مع الثورة أخذوا حظ من التعليم، وكانت النقطة الأساسية التي يقوم عليها الحوار أنَّ "هل هناك أمل؟"؛ لأنَّ العنف الذي أتى الآن [لم يترك مجالاً] لأن يكون هناك عودة إلى الوراء، ومقارنة بما فعله "الربيع العربي" في تونس ومصر [فخلال] أيام وأسابيع سقطت الرئاسة وجاءت مناخات التغيير، وكان واضحًا لدينا أنَّ هناك رصاصًا وصراعًا، فهل هناك أمل؟ وكان واجبنا أن نقدم لهم جزءًا من سير الثورات، وأنَّ الثورات بمقدار ما تكون عميقة بمقدار ما تأخذ وقتًا، والأمر الثاني: أن نقدّم الشروط الجيوسياسية لبلدنا لسورية، ونلفت النظر إلى أن سورية لديها على خاصرتها إسرائيل، وإسرائيل ماذا تريد أفضل من ذلك؟ أن تأكل سورية نفسها، وتدمّر أوضاعها كليًا، وتُهدد البنية المجتمعية فيها دون أن يكلّف الإسرائيليين ذلك قطرة دم أو دولارًا واحدًا. الأهمية الاستراتيجية لسورية، وبالنسبة لشباب الثورة كانوا يتحركون بتأثير ضغط الظروف؛ ظروف القهر وظروف البلد، وثانيًا- ظروف التمييز، وخاصة حين نتكلم عن أولاد الفلاحين والنازحين، فهناك تمييز حين يتقدمون إلى الوظائف والكليات وإلى أي عمل كانوا يشعرون أنَّ هناك تمييزًا يُمارس عليهم، ولا يأخذون الحد الأدنى من الحقوق. فكان دورنا أن نضع الشباب في الظروف الواقعية، فهناك احتمال أن تطول [الثورة] أكثر لدينا من الآخرين، رغم أننا لم نكن واثقين من الموضوع الزمني للثورة، ولكن في تلك المرحلة لم يكن هناك أي إشارة لا من قريب ولا بعيد لموضوع السلاح، فالسلاح بيد النظام، والنظام هو الذي يقتل، ونحن سنستمر بالعملية السلمية في المظاهرات. والمظاهرات فاعلة، ولو أنَّها لم تكن فاعلة فلا يجيّش النظام كل هذا التجييش لمواجهتها، وهنا كانت تأتي الحكايات الخاصة من هنا وهناك، وكان الشباب في حوران قد حدّثونا من هناك أنَّهم أصبحوا يرون الأمن وهو يترك السيارات، ويفتحون أبوابها (سيارات الأمن والجيش) ويجدون فيها الأسلحة، كان [النظام] يريد أن يسوِّق السلاح. وأصبحنا نرى التركيز الأساسي لدينا في الحذر من النهج الطائفي؛ لأنَّه كان واضحًا أن النظام سيتهم الثورة بالطائفية، فبثينة شعبان من بدايات التحرك في درعا قامت وتكلَّمت علنًا حول الموضوع. والشيء الآخر هو: العنف، ولكن في تلك المرحلة كان معروضًا أيضاً شيء من التوافقات مع النظام، وأصبحت هناك مجموعة من اللقاءات في بعض البيوت، وأذكر أنه حدث لقاء اشترك به مناف طلاس في منزل الصحفية سميرة المسالمة، وكان فيه لؤي الحسين وآخرون، وبدأ الكلام عن حوار. والحقيقة مناخ الثورة لم يكن معنيًا بكل تلك القضايا على الإطلاق، وهذه القضية التي جذبت بعض الوجوه الثقافية وبعض الأطراف، بالنسبة لفضاء الثورة وشبابها لم يكن معنيًا بهذا الموضوع بأي شكل، ولكنه معنيّ في استمرارية الثورة. 

ونحن كان واجبنا أن نزرع الأمل؛ لأنَّ "الربيع العربي" انتصر في أماكن أخرى، والثورة خرجت [في سورية]، ولم تعد هناك عودة، وانتشار الثورة السورية ...، أين خرجت الثورة في مصر؟ كانت في القاهرة وقليلاً في السويس...، ولكن الأرياف ماذا حدث بها؟ وأما في سورية فلم يبقَ مكان [إلا ووصلت إليه الثورة]، بينما أين صارت الثورة في تونس؟ فهذا الانتشار [في سورية] لم يترك مجالاً للسؤال هناك. وفيما بعد، سيأتي سؤال السلاح، ولكننا في تلك المرحلة، لم يكن هناك شيء على الإطلاق، ولكن الحوار [مع النظام] ممنوع والاستمرار [بالثورة] هو القائم، ومن هنا كنا نرى أنَّ الناس يخرجون من السجن ويعودون. 

ومن خلال تلك الحوارات كان الاستمرار في الثورة هو الشعار الرئيسي؛ لأنها في سلميتها وانتشارها الواسع في الأرياف والمدن أصبحت محطّ أنظار العالم بأنَّ الشعب السوري بكتلته الأساسية رافض ما يجري، ويريد فتح آفاق للمستقبل. ولذلك كان الشباب بكل بساطة يخرجون من السجن، ويعودون بعد أسبوع في مظاهرة أخرى، رغم أنَّهم كانوا قد وقّعوا تعهدًا بعدم المشاركة بأي مظاهرة، لكن لم يعد أحد يهتم لهذا الموضوع بأي شكل، وكانوا ضد أي قناة للحوار مع النظام، وهناك قطيعة كاملة، ويجب أن يُبنى الجديد. بالنسبة لنا نحن السياسيون كنا نرى الأمور أعقد مما يتصوره الشباب، ولكننا في نفس الوقت نرى الانتصار حتميًا مهما كان الثمن؛ لأنَّ "الربيع العربي" في أماكن أخرى انتصر وتقدّم، وفي سورية، مؤهلات الانتصار موجودة من هذا الانتشار وهذه الجموع الكبيرة التي لبّت نداء الثورة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/07/22

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالبدايات الأولى للثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/56-20/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

4/2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-محافظة درعامحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

الشهادات المرتبطة