الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مشاهد من التهجير القسري للمدنيين في مدينة حلب نهاية عام 2016

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:05:25:11

طبعًا في بداية فكرة أن يخرج الأهالي من مدينة حلب، وتُسلَّم [للنظام السوري] بعد التفاهمات الدولية التي حصلت، لم يكن الأهالي في بداية الأمر يصدقون الفكرة، وكانوا على أمل أن يفك الحصار كما حصل في الحصار الأول، وتعود المدينة نوعًا ما إلى وضع آمن ومستقر، ولكن للأسف كان مفروضًا عليهم وبشكل حتمي أن يغادروا المدينة.

طبعًا نتيجة الاستهداف المستمر حتى بعد التفاهمات التي حصلت، وفكرة خروج المدنيين، ومغادرتهم بالباصات (الحافلات) الخضراء، كان لا يزال القصف مستمرًا، وكان التصعيد مستمرًا أيضًا، وكان يوجد إصابات يتعرض لها أهالي مدينة حلب. والأهالي لم يكونوا مؤيدين [للتفاهمات الدولية]، ولكنهم كانوا مُجبرين على التهجير، وكانوا مُجبرين على أن يأخذوا ما تبقّى من..، ولا نريد أن نقول من عتاد أو أشياء مهمة، فيوجد الكثير من العائلات غادرت بدون أن تأخذ دفتر العائلة أو الهوية الشخصية، أو ثبوتياتها، وأوراقها المهمة، وشهادات الجامعة، وكلها بقيت في مدينة حلب؛ لأنهم خرجوا بشكل مستعجل، وخرجوا وهم لا يزالون على أمل العودة. والذين خرجوا من مدينة حلب أيضًا كانوا مجبرين، وكانوا في ظل القصف الذي كان يحصل لابد أن يخرجوا من مدينة حلب، وإلا سوف يدخل النظام إليهم ويتمّ اعتقالهم، فكان لديهم فكرة مسبقة للتهجير، وطبعًا كانت الوجهة مجهولة، والمكان غير محدد، ولكن هم يريدون البحث عن مناطق أكثر أمنًا، ومناطق لا يوجد فيها سيطرة لقوات النظام حتى يكون لديهم استمرار للحياة.

طبعًا الناشطون كانوا بشكل مستمر يرصدون واقع الأهالي، وكان يوجد أوضاع سيئة للأهالي؛ نتيجة نزوحهم من مكانهم دون أن يستطيعوا أن يأخذوا معهم يعني كل شخص حمل حقيبة واحدة بيده، و البعض لم يحمل، والناس تركت أرزاقها، وأراضيها الزراعية، وتركت مناطق (أملاك) كثيرة، ولم تستطع أخذها أو بيعها، وبعض الأهالي قاموا بحرق منازلهم، وبعض الأهالي قاموا بحرق فرشهم (أثاثهم) وأيضًا سياراتهم؛ لأنهم لم يستطيعوا أخذها معهم. ونحن كنشطاء كان دورنا أن نرصد الحالات الإنسانية بالإضافة إلى رصد الواقع الميداني في ظل أيضًا استهداف النظام في هذه الفترة للمناطق السكنية، يعني أنا أتذكر قبل أن نخرج بيومين من مدينة حلب كان يوجد قصف للمنزل الذي أسكن فيه، وللأسف الحيطان (الجدران) كلها وقعت، وكان يوجد أيضًا ضرر كبير جدا بالمنزل الذي كنا فيه، وطبعًا الخوف كان كبيرًا جدًا، وحالة الهلع لدى الأطفال والجيران التي رأيتها كانت قاسية جدًا، وكنا نحاول أن ننزل إلى القبو أو الطوابق السفلية، ونتجنب التواجد في تجمعات أيضًا في مدينة حلب؛ لأن النظام والطيران كانا يستهدفان التجمعات السكنية، وأيضًا الأهالي بشكل محدد.

فترة الخروج من مدينة حلب كانت صعبةً جدًا؛ لأنه يوجد مراحل، عائلات تخرج، والعائلات الثانية لا تستطيع أن تخرج، والباصات كانت تأتي كل دفعة وتأخذ بعضًا من الأهالي. وحصلت أمامي حادثة: أن إحدى الباصات (الحافلات) أخذت عائلةً (الأب والأم) ولكن الأبناء بقوا، فاضطروا أن يلحقوا بهم بالقافلة الثانية، ولكنهم لم يستطيعوا، فالأهالي -الأب والأم- نزلوا من هذه الحافلة حتى يلتحقوا بأولادهم. كان الوضع مأساويًا جدًا، وكانت الباصات (الحافلات) مكتظةً بالمدنيين، وكان أيضًا فصل الشتاء، والأهالي اضطروا لإشعال دواليب السيارات، أو حرق البلاستيك أو أي شيء من أجل التدفئة؛ لأن الجو كان قاسيًا جدًا، وخاصة على الأطفال والمرضى وكبار السن.

بتاريخ 15 كانون الأول/ ديسمبر 2016 عندما بدأت الباصات (الحافلات) الخضراء بنقل الأهالي من مدينة حلب، كان يوجد بعض الأهالي الذين لجأوا إلى مناطق النظام بنفس مدينة حلب، ولكن كانوا يُستهدافوا أثناء خروجهم من مدينة حلب، حيث كان يتواجد قناص، ويقوم بقنص الأهالي، والكثير من المصابين يعودون إلى مناطق مدينة حلب، وأيضًا كان يوجد أهال دخلوا وتمّ اعتقالهم، أي كان يوجد الكثير من حالات دخول الأهالي من هذه المناطق، ولم يكن يوجد أبدًا ممرات آمنة؛ لأن النظام لا عهد له ولا ذمة، وهو فقط يدّعي هذه الادعاءات، ولكنه كان يترصد هؤلاء الأشخاص الخارجين؛ بحجة أنهم كانوا ضمن مناطق سيطرة المعارضة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/12/17

الموضوع الرئیس

سقوط مدينة حلب

كود الشهادة

SMI/OH/155-07/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

كانون الأول 2016

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة