الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

معاناة مابعد التهجير القسري من حلب عام 2017

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:06:42:22

أثناء خروج الأهالي بالباصات (الحافلات) الخضراء من مدينة حلب، كانوا يطلعوا (يخرجون) على عدة دفعات بعدد من الباصات (الحافلات)، والأهالي يخرجون في الدفعة الأولى والثانية والثالثة، وأنا كنت قد بقيت عندما خرجت الدفعة الأولى والثانية في مدينة حلب، وتفاجأنا بخبر أنه تمّ احتجاز باص من القافلة التي خرجت، واحتجاز الأهالي داخلها من قبل القوات الإيرانية، وتمّ احتجازهم لأكثر من 7 ساعات، بعد أن كان يوجد الكثير من الصعوبة لدى الأهالي، طبعًا بعد أن وصلوا إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني، وكانت توجد حالات مأساوية جدًا تعرضوا لها، والأطفال كانوا محبوسين في شبه حبس، وشرحوا لنا أنه كان سجنًا داخل الباص، وممنوع عليهم الخروج أو التنفس، وممنوع فتح النوافذ، وممنوع النزول من الباص، وكان يوجد خوف كبير جدًا من أن يتمّ اعتقالهم، وخاصة الشباب الذين كانوا ضمن هذه القافلة المحتجزة، وحتى الخبر عندما وصل إلى مناطق حلب، والأهالي الذين كانوا في منطقة السكري، كانوا مستعدين للخروج، أيضًا كانت توجد أنباء تتوارد أنه سيدخل النظام، وسوف يعتقلون الشباب، فكانت حالة الهلع والخوف لدى هؤلاء الشباب، ولدى الأمهات الخائفات على أطفالهن، والنساء الخائفات على أزواجهن، وحتى لدى المدنيين من التعرض للاعتقال.

وبعد أن خرجت هذه الدفعة، واطمأن الأهالي، رجعت تتوافد القوافل لخروج الأهالي من مدينة حلب، وطبعًا يوجد أهالي خرجوا بسياراتهم، واستطاعوا الخروج، ويوجد أهالٍ خرجوا بالباصات، وهم كانوا الأكثر.

أكثر شيء كانوا يواجهونه، أنهم يخرجون من جذورهم، ويخرجون من مدينتهم التي تربوا بها، وحتى إنهم أسسوا خلال سنوات الثورة في بداية عام 2011 حتى عام 2016، وتركوا كل شيء خلفهم، وتركوا أحلامهم وطموحاتهم، لأنهم خرجوا إلى المجهول، ولا يعرفون هل ستستمر الحياة التي كانوا يبنون لمستقبلها، أو حتى سيكون هناك اعتقال، أو مصير مجهول سوف يواجههم، وكانت الحالة مأساوية وسوداء جدًا، أثناء خروجنا من مدينة حلب.

طبعًا بعد أن اتجهنا إلى مناطق الراشدين وأرياف حلب، كان يوجد منظمات إنسانية تستقبل المهجرين من مدينة حلب، وقامت بتقديم بعض المستلزمات الأولية، لأن الأهالي طلعوا (خرجوا)، ولا يحملون شيئًا معهم، واستقبلتهم في بيوت، وبعض الأهالي اتجهوا إلى مدينة إدلب، والبعض اتجه إلى مدينة الأتارب.

نحن خرجنا، وليس لدينا وجهة محددة، ولكن كانت وجهتنا إلى مدينة سلقين في ريف إدلب، لأنها منطقة حدودية، ولأننا بصراحة عندما خرجنا من حلب، نحن أحسسنا بالغربة، وأحسسنا بالتهجير، وبالانفصال عن جذورنا ومدينتنا، فكنا بصراحة نفكر بالسفر إلى تركيا، ومنطقة سلقين هي منطقة حدودية، وبالتالي يسهل علينا السفر، ولكن الحالات التي رأيناها أمامنا، فبعض العوائل حاولوا السفر أثناء التعرض للثلج وأثناء النزوح، وصعوبة الوصول إلى تركيا، منعتنا لأننا بصراحة نحن حتى عندما خرجنا من مناطق الراشدين إلى منطقة سلقين، نحن خرجنا، وكان الثلج يتساقط، فغرزت السيارة معنا (علقت بالثلج) ، وكادت أن تنقلب بنا، فكنا نخرج من موت إلى موت بصراحة، والدفاع المدني فتحوا الطريق، وأمّنوا المكان. وجلسنا فترة في مدينة سلقين، وطبعًا أول شيء واجهناه نحن والعائلات التي نزحت إلى المناطق القريبة، هو صعوبة تأمين السكن، وصعوبة تأمين فرصة عمل، وصعوبة التأقلم مع بيئة جديدة، حتى لو كان في الداخل السوري، ولكن كان الأهالي يشعرون بالغربة، وفقد مدينتهم التي هي كانت بصراحة مأساة كبيرة أن يخرجوا منها، ويتمّ تسليمها [للنظام السوري].

طبعا بقينا في سلقين لفترة سنة، وكنا بدون أي عمل، والرواتب التي كنا قد أخذناها قبل أن نخرج من حلب، حاولنا أن نؤمن سكنًا بالإيجار، وحاولنا أيضًا الاستمرار بعملنا، وأنا كنت أكتب أيضًا موادًا مكتوبة تمثل الواقع المعاش، وواقع التهجير، وقصص النجاح التي رصدناها خلال المعاناة التي خرج منها الأهالي، وحاولوا أن يبدأوا مستقبلًا جديدًا وحياةً جديدة.

بعد أن استقرينا في سلقين نوعًا ما، وهو ليس استقرارًا، لأننا كنا نشعر بالنزوح والغربة والتهجير، طبعًا لم يتوقف عملنا، وحاولنا أن نخرج قليلًا من الضغط الموجود علينا أثناء الحصار، والشيء الذي حصل، والظروف الصعبة التي مرت علينا، وأنا بالنسبة لي أكملت العمل بمجال الصحافة، وكنت أكتب عن الواقع الذي يحصل، وأكتب قصص التهجير والنزوح، وأرصد الواقع الميداني أيضًا في إدلب، والتي كان لا يزال يوجد فيها قصف، وحملات عسكرية كثيرة تعرضت لها المنطقة، وحضرت تدريبات كثيرةً بمراكز تدريب، وحاولت أن أطور من مهارتي حتى أستمر بالعمل الصحفي، الذي هو بصراحة كان شغفًا عندي، وكان وليد الاحتياج لرصد الأخبار، ولأن نكون مواطنين صحفيين، حتى وإن لم نكن أكاديميين، أو خريجي كلية الإعلام، ولكن نحن واجب محتم علينا أن نرصد الواقع في الشمال السوري، وننقل أصوات الأشخاص في المخيمات والتهجير، والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها.

طبعًا تأمين فرصة عمل كان صعبًا جدًا جدًا، مع أنني حاولت أكثر من مرة، وقدمت على شواغر وظيفية لعدة جهات، ولكن كان يوجد صعوبة أن يتم تعييني في وكالة ما، أو في قناة ما.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/12/17

الموضوع الرئیس

سقوط مدينة حلب

كود الشهادة

SMI/OH/155-09/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2016/01/01

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-سلقينمحافظة حلب-الأتاربمحافظة إدلب-مدينة إدلبمحافظة حلب-الراشدينمحافظة حلب-السكريمحافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الدفاع المدني السوري ( الخوذ البيضاء )

الدفاع المدني السوري ( الخوذ البيضاء )

الشهادات المرتبطة