الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

نشوء التنظيمات الشبابية ونهج النظام في التحريض الطائفي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00;07;33;53

مع نهاية شهر (أيلول/ سبتمبر)، غادرت المنزل إلى دمشق لممارسة الحياة السرية من جديد، وخلال هذه الأشهر من الثورة، ونحن الآن في شهر (أيلول/ سبتمبر)، التنظيمات الشبابية للثورة في إطار المظاهرات ومختلف المحافظات نجحت في تشكيل تنظيمات شبابية تمثل الثورة وتمتدّ على مختلف الأماكن في البلاد، فنشأت لجان التنسيق المحلية في شهر (حزيران/ يونيو)، ونشأت الهيئة العامة للثورة في شهر (آب/ أغسطس)، ونشأ المجلس الأعلى لقيادة الثورة في شهر (أيلول/ سبتمبر). كان نشوء هذه التنظيمات الشبابية فسحة للاحتكاك بين القوى السياسية المعارضة وهذه التنظيمات؛ ولذلك عدد من شباب التنظيمات السياسية، وخاصة في إطار إعلان دمشق، احتكّ وانخرط في أعمال لجان التنسيق المحلية، وأيضًا بقية التنظيمات كان لها مشاركة من السياسيين. الذي ساعد أيضًا في نشوء هذه التنظيمات الشبابية أنَّه خلال فترة الأشهر الستة من شهر (آذار/ مارس) إلى شهر (أيلول/ سبتمبر)، حيث كان الشباب يدخلون ويخرجون بكثرة إلى السجون، ويلتقون مع بعضهم ليس بالعشرات بل بالمئات، كانت فرصة للتعارف، ولذلك كل سجين خرج خلال هذه الفترة كان حاملًا معه ورقة وفيها قائمة طويلة من الأسماء من مختلف المحافظات للشباب المصممين على الاستمرار في خط الثورة والمصممين على التواصل لبناء شيء حقيقي. وأنا شخصيًا عندما خرجت [من المعتقل] في 20 (أيلول/ سبتمبر) كان معي قوائم للعديد من الشباب: من إدلب، من ريف حلب، من ريف حماة، من دير الزور، ومن مختلف المناطق، بالإضافة للمناطق الجنوبية القريبة منا. 

حين عدت إلى الحياة السرية كنت في دمشق، وكان معي ثلاثة مفاتيح لثلاثة بيوت، ولم أكن أعرف أحدًا من الذين أعطوني مفاتيح بيوتهم، أحدهم التقيت به في سجن عدرا، والآخر أتى ليزورني مع وفد المحامين، أعطاني مفتاح بيت، وقال لي: قد يلزمك، وفعلًا، حصل ذلك. وهذا الذي حصل في إطار الثورة لم نكن نصدّق أنه سيحصل، وكنا في أيام الملاحقات في الثمانينيات والتسعينيات لا نستطيع أن نزور أحدًا من أقاربنا أو أصدقائنا، وليس أن يتوفر لدينا مفتاح لبيت سري نجلس فيه، الآن هناك مناخ من التعاطف والتضامن مع الذين يمشون في الصف الأول والذين يتقدمون الصفوف في العمل الثوري، لا يُصدّق بالفعل. وكنت معنيًا في الفترة الأولى من ملاحقتي بمتابعة الوضع من بعيد في قطنا؛ لأنه كان لدينا في تلك الفترة مخاطر من تجدّد محاولات النظام لرمي فتنة طائفية في البلد، وخاصًة أنَّ معظم الثوار تركوا المدينة، وخرجوا إلى البساتين، وخرجوا إلى البرية؛ لأنه بعد الاقتحام عدد كبير منهم لم تعد تتوفر له السلامة في المنازل، فالذي يستمر في خط الثورة خرج منها (من منزله). وهنا أُعطي جماعة الشبيحة والطائفيون وأزلام النظام من مختلف الطوائف، فرصة من أجل محاولة تفجير الوضع باتهام فضاء الثورة أنَّه هو السبب، وكنت معنيًا بإطفاء هذا الجمر الموجود الذي تنفخ فيه قوى النظام، وخاصة أن جزءًا من الموضوع كان متعلقًا بأقاربي ومتورطين فيه، فكان يجب أن أتخذ مواقف حاسمة من الموضوع.

من خلال لقائي مع الثوار، اشتكوا لي على ابن خالي، وابن خالي لديه محل قريب من مدخل الكنيسة، ويبيع الدخان، لكنه عميل للمخابرات ويتعامل مع النظام، و[بالنسبة له] "الثورة إسلامية" وكل [تلك] التهم هو مستعد أن يتعاون مع الآخرين الذين يرمون بها، فاشتكوا لي قائلين: إنَّ ابن خالك سمير يتعامل معنا بكذا وكذا. وقلت لهم: سأكتب رسالة، وأرسلها معكم، فيذهب أحدكم ويخرجه من المحل، ويضربه ضربًا مبرحًا، ويضع هذه الرسالة، ويقول له: هذه من ابن عمتك. قالوا لي: لن نفعلها يا أستاذ لأنَّها ستُترجم ترجمة طائفية، ونحن لا نقبل بذلك. وهذه واحدة من الوقائع، فالثوار أبوا أن يفعلوا ذلك، وقلت لهم: ضعوه في الأرض، واضربوه، وقولوا له هذه رسالة من ابن عمتك.

 القضية الثانية: انتقل الشباب إلى البساتين، ولكن لا توجد إمكانية للعيش، فقد فُرض على الشباب فورًا أن يخرجوا، فكان لابد من أن نؤمّن لهم تغذية، وفعلًا ذهبت زوجتي إلى البيت، وكل المونة التي كانت لدينا مع مونة الأصدقاء والرفاق الذين نمون عليهم (نؤثّر عليهم)، حُمّلت كلها من بيوتنا، ونُقلت إلى الوديان والبساتين في محيط قطنا، حيث انتقل الثوار إليها. وكانوا أيضًا بحاجة لبعض المساعدة مادية، وهذه القضية تولاها "إعلان دمشق"، وفعلًا قدمنا لمجموعة الثوار في قطنا التي انتقلت إلى عرطوز وخان الشيخ ولتل أبوسية ولهذا الفضاء الواسع باتجاه قرى جبل الشيخ، قدّمنا لهم بعض المساعدات من "إعلان دمشق" قدر المستطاع.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/07/24

الموضوع الرئیس

الحراك السياسي في بداية الثورةنشوء التنظيمات الثورية

كود الشهادة

SMI/OH/56-39/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

3-9/2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-جبل الشيخ (جبل حرمون)محافظة ريف دمشق-خان الشيحمحافظة ريف دمشق-عرطوزمحافظة ريف دمشق-منطقة قطنامحافظة ريف دمشق-مدينة قطنامحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الهيئة العامة للثورة السورية

الهيئة العامة للثورة السورية

المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية

المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

لجان التنسيق المحلية في سوريا

لجان التنسيق المحلية في سوريا

الشهادات المرتبطة