دمشق عقب تفجير خلية الأزمة، والنجاة من الاعتقال على حاجز الضْمِير
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:12:00:20
يوجد موقفان مهمان في دمشق قبل أن أترك، وهذه كانت آخر زيارة لي لعلَّ وعسى نستطيع أن نراها فيما بعد، الأول: لحظة تفجير خلية الأزمة، في ذلك الوقت صديقي من المخابرات الجوية (مهند) صار التفجير وكذا، قال لي: أنس، النظام سقط، ولم يبق أمن والناس تنشق عندنا بالعشرات، ولم يبقَ أحد في الفرع (المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري - المحرر)، وتعال إلى دمشق، وأنا كنت في لبنان ومتوقع [أن] اليوم أو غدًا سيسقط النظام، وأنا لدي صديقة من اللاذقية وكان هناك اتفاق أن نحتفل بالنصر في ساحة الأمويين -وهي كذلك لا أعلم أين هي- وخرجت مساءً من بيروت إلى دمشق، وشوارع دمشق كانت فارغة ولا يوجد فيها عناصر أمن ولا شيء، وربما كلام مهند في تلك اللحظة كان دقيقًا، أنه لو كان حصل حراك في ذلك الوقت لكانت الأمور [قد] انحسمت بطريقة مختلفة، كان الأمن والعناصر خائفين أكثر من الناس بمراحل، ورأيت مهندًا وقلت: أنت؟! (ألا تريد أن تنشق؟) ومهند كان معه شابان لا يقبل أن يتركهما، واحد من الخالدية، وهذا الكلام قبل الموقف مع عرب، وهذا من الخالدية أهله تأذوا من الاقتحام الذي حصل، وواحد من بانياس، وأنهم قرارهم [وقرروا] أن يتركوا سويةً، فلا يستطيع أن يترك الشباب، وكان الـ 3 قد أُصيبوا، والذي من الخالدية كما يقول مهند: مر تاكسي سابا رشه (أطلق عليه النار) في البي كي سي وهو على الحاجز، ولكن المفارقة الذي رشه لا يعرفه، وربما إلى الآن يعتقد أنَّه قتل شبيحًا أو انتقم لأحد، الشاب كان يأخذ من مهند أغنية يا حيف، لأنَّ الضابط المسؤول عنه استدعاه لأنَّه شكَّ به لأنَّه من الخالدية، واضطُر [أن] يحذف الأغنية من موبايله، مهند يقول لي: لا أنسى أنني أنا وهو فاتحين "بلوتوث" لأُرسل له الأغنية، وإذا به يُرش (تُطلق عليه النار) طبعًا الشاب أُصيب ولكن لم يمت، وهذا الموقف بعد انفجار خلية الأزمة، كنت أتمنى أن يحصل شيء في دمشق أمر يغير موازين القوى، تحديدًا أن العاصمة كانت فارغة.
وأخذت القرار أنَّه هنا يجب أن أترك دمشق، وأساسًا ليست [مكان] إقامتي، ولكن بمعنى حتى أنني لن أعود إلى لبنان، ونزلت في شهر تموز/ يوليو 2012 إلى ديرالزور، [وكنت] قد أخذت قرارًا أن لا أعود إلى لبنان، كنت حينها سنة 3 حقوق في جامعة بيروت العربية، وهنا كان آخر احتكاك لي مع حاجز للنظام وهو حاجز الضمير، لم يمر علي حاجز في حياتي أسوأ من هذا -إلا حاجز لتنظيم الدولة في تادف- أنزلوني على الحاجز دونًا عن كل البولمان، [كان هناك] ضابط، ملازم أول من السويداء، يجلس على كرسي ويضع طاولة أمامه ورافع قدميه عليها، يوقفني عند قدميه ويمسك بالمسدس، والسبب [لأن] هويتي مكسورة ويفتل بالمسدس ويقول: أقتلك أو لا أقتلك؟! وربما الصراحة الوقت عندي تعطل في ذلك الوقت، لا أعرف كم من الوقت [مر] ولكن [شعرت أنه] سنوات، وبعدها قال لي: لا لن أقتلك، رح أقتلك اصعد إلى البولمان ولك! وصعدت إلى البولمان (حافلة للنقل بين المدن)، مع الأسف الشديد أنني كنت سبب تأخير البولمان، ونزل العساكر وطلعوني [أركبوني] وسيمشي البولمان، رن موبايل شخص من مدينة في دير الزور اسمها القورية وكان جالس في المقعد الأخير -الله يرحمه طيبًا أو ميتًا- ورن موبايله أغنية: يا ماهر يا نعيمي وبسيفك نقطع روسهم، ورجع العساكر وأنزلوه من المقعد الأخير ضربًا وهم أجبروه أن يمشي في تلك المسافة الصغيرة بركلاتهم، وقالوا [لسائق] البولمان: امش، حينها [أحسست] بشعور سيء جدًا، ربما أنا انفديت بهذا الشاب ولكن هذا بني آدم، ولا أعلم ما الذي سيحل به، وغالبًا قد يكون [قد] مات، وأخذوه ومشينا وتركنا الشاب، ولا أريد أن أعود [حتى لا] أرى تلك المشاهد ولا أريد حتى دراستي وكان قد بقي لي سنة على التخرج، وقررت تلك السنة لا أريد بها إما أن أنزل (إلى سورية) ولا أخرج [منها] أو أطلع (خارج البلد) ولا أنزل، والسنوات التي عشتها خارج سورية في لبنان، كانت نفسيتي متعبة جدًا لدرجة أنَّني لم أستطع الدراسة، فقررت أن أنزل إلى سورية حتى إسقاط النظام وأعود فيما بعد لأكمل دراستي، وكانت آخر رحلة لي إلى لبنان من مناطق النظام، ولم أعد أرى أي حاجز للنظام من وقتها، ولم أعد أحتك بمؤسسات خاصة بالنظام إطلاقًا، وهذا اليوم لا أذكره ولكن هو في شهر السابع تموز/ يوليو أو الثامن آب/ أغسطس 2012 وفي تلك الفترة دير الزور بدأت تتحرر رويدًا رويدًا، وبدأ يحصل عمل عسكري في المنطقة عمومًا.
حقيقةً لا [لست منظَّمًا]، وأنا الدور الذي آخذته في تلك الفترة، وأعرفه على الشكل التالي، وأقوله لشخص اجتمعت معه في تركيا في 2014 وكنت ذاهبًا لآتي بشيء لمجموعة إعلامية في الميادين، أريد أن أحضر لهم معدات وكاميرات ولابتوبات من متبرع من منظمة إلى ما هنالك، فالتقيت الذي سيعطيني [الأدوات] فقال لي: حضرتك من؟ قلت له: أنس الراوي، قال لي: أنت مع الشباب في الفريق؟ قلت له: لا حقيقةً، -وكانت التي تسألني صبية- وقلت: لست معهم، وقالت لي: أنت مع الشباب في المجلس المحلي؟ فقلت: لا، الشباب أصدقائي، ولكن لست معهم، فقالت لي: أنت مَن؟ فقلت: أنا واحد من الشعب السوري! فلم يكن لدي دور منظم، وخاصة في فترة لبنان، كان دوري منحصر مع الشباب أصدقائي، أصحابي من العساكر -كلهم انشقوا الحمد لله- وأصدقائي من مناطق مختلفة من سورية، وهذا أفترض أنه ساعدني على أن أرى وأسمع من سوريين من مناطق مختلفة كيف تحصل الأحداث والثورة عندهم، بعيدًا عما كنا نسمعه من الإعلام والذي كنت أعتقد أن غالبه صحيح، ولكن كعمل منظم لم يكن لدي خارج سورية. في فترة ما كنت قريبًا من نشاط منظم حزبيًا في الثورة ولكن لم أكمل معهم إطلاقًا خلال فترة قد تكون [في] صيف 2011، إلى أن عدت إلى الميادين لم يكن لدي دور منظم، كنت أفترض أنَّه دور مثلي مثل أي سوري، لا أفترض أنَّه يجب علي أن أكون هنا لفعل شيء، وهنا أحب أن أقول أمرًا: أتمنى أن نفكر بالسوريين الذين كانوا من المحركين لهذا النضال، اليوم لم نعد نسمع عنهم، وهم أغلبهم بالمناسبة من سكان المخيمات، والناس ليست ملتفتة أنَّهم صمام الأمان، صمام الحراك، والحامل الثوري والمجتمعي سمه ما شئت، ولكن أنس ومهند وعرب وأحمد وعبد الرحيم وإلى ما هنالك، هم جزء من هذا الحراك، إن كان تنظيمهم في مرحلة ما أو بعد يجب أن يكون بوعي تمامًا لدينا أننا جزء من هذا، ولا يجب أن يكون هناك انفصال عنهم.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/05/20
الموضوع الرئیس
خلية إدارة الأزمة (خلية الأزمة)كود الشهادة
SMI/OH/79-10/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011-2012
updatedAt
2024/07/25
المنطقة الجغرافية
محافظة دير الزور-منطقة الميادينمحافظة ريف دمشق-ناحية الضميرمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري
الجيش العربي السوري - نظام