الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

إطلاق النار على المتظاهرين في "جمعة العزة" باللاذقية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:44:18

 أعتقد أنه من لحظة الخروج من مسجد خالد بن الوليد حتى الوصول إلى ساحة الشيخ ظاهر.. يعني في أول الوصول إلى الساحة لم أسمع [هتاف]: "الشعب يريد إسقاط النظام" -على ما أذكر- ولكن بطبيعة الحال بعد 20 أو نصف ساعة بدأ هذا الشعار عندما بدأ إطلاق النار، كانت عندنا محاولة للوصول إلى تمثال حافظ الأسد وإسقاطه، وكانت ساحة الشيخ ضاهر هي مركز المدينة؛ وبالتالي فإن إسقاطه سوف يشكل حالة معنوية إيجابية جدًا بالنسبة للمتظاهرين، وتشعر أنه كان هناك هدف، وجميعنا سارعنا باتجاه الوصول إلى هذا التمثال، ولكن التعزيزات الأمنية الكبيرة التي كانت موجودة في المنطقة سواء عناصر الشرطة وحفظ النظام أو الشرطة العسكرية التي انتشارها كان كبيرًا جدًا وواضحًا بالإضافة إلى عناصر الأمن. الملفت للانتباه في هذه اللحظات هي الأعداد الكبيرة التي كانت تتوافد من الطرف الآخر، بمعنى أن ساحة الشيخ ظاهر... وكانت الساحة منقسمة والتمثال في الوسط، وبالتالي المناطق التي تأتي منها المظاهرة يصبح التمثال مواجهًا لها، ومن ثم مناطق أخرى، وفي هذه المناطق الأخرى، كنا نرى أعدادًا أخرى تأتي منها، وهي ليست منخرطة معنا، كان الواضح أن الشبيحة أو المؤيدين للنظام الذين كان من الواضح أيضًا أنهم يتجهزون لهذا اليوم.

في الفترة التي كان الناس فيها يحضرون لهذا التاريخ 25 آذار/ مارس حتى لو كان ذلك ضمن دوائر ضيقة، ويجهزون أنفسهم من أجل أن يكون هناك ثورة في محافظة اللاذقية، كان من الواضح في الطرف الآخر أيضًا الأحياء الموالية لنظام بشار الأسد التي بالتأكيد كان فيها حلقات نقاش تدور بين بعضهم، [ويسألون]: ماذا لو حصل شيء في اللاذقية؟ ماذا سوف نفعل؟ وكان واضحًا أن لديهم سيناريو وضعوه لأنفسهم من أجل تحركهم، وبالتالي مجرد الوصول من المساجد إلى ساحة الشيخ ضاهر يستغرق من 30 إلى 45 دقيقة، وخلال هذه المدة الزمنية أيضًا، كانت هناك جماعات أخرى موالية للنظام وصلت إلى ساحة الشيخ ضاهر، وهنا بدأ الترقب، وعندما بدأنا محاولة الوصول إلى تمثال حافظ الأسد فإن الطرف الآخر لم يتقبل هذا المشهد إطلاقًا، وبدأ بالسباب والشتم ومحاولات الوصول إلينا والاعتداء على هذه المظاهرة. 

وبدأ إطلاق النار في الهواء، وهذا في اللحظات الأولى، وأصبح هناك إطلاق رصاص كثيف في الهواء، وفي لحظات، كان هناك شباب شجعان وصلوا إلى التمثال في محاولة من أجل ضرب التمثال، ومن ثم إسقاطه، وعندها سقط أول شهيد من على التمثال. وفي هذه اللحظة، كان مشهد الشاب الذي سقط من التمثال أعتقد أنه...، بدأت المعركة، والمعركة هي ما بين جهة تملك السلاح والقوة والسلطة وبين أشخاص يمتلكون حناجرهم فقط. وعندما بدأ إطلاق النار باتجاهنا، وقطعان الشبيحة والموالين للنظام بدؤوا بضرب الحجارة ومعهم الهراوات والعصي فكان هناك شيء جاهز، أنا لن أقول إن السلطة جهزتهم، ولكن يمكنني أن أقول إنهم جهزوا أنفسهم من أجل هذه اللحظة. وكان واضحًا أنهم يشاهدون أحداث تونس ومصر، وهم ينتظرون ما سيحصل في سورية، فكانوا جاهزين معنويًا، وحتى إنهم جاهزين للانخراط في المواجهة بشكل مباشر. وأمام هذا المشهد وإطلاق الرصاص ومحاولة سحب الشهيد -ونحن لا نعرف إذا كان هناك شهداء آخرون- الأمور خرجت عن السيطرة مع أن المسافة التي قطعناها من مسجد خالد وباقي المساجد التي كانت تلتحق بهذه المظاهرة...، كانت هناك محاولة للضبط، بمعنى أنك تشعر بأن كل ألف أو ألفي متظاهر ..تطوع شباب بمفردهم لضبط الخطاب والشعار والاستقامة في المظاهرة، ولا أحد يذهب إلى اليمين أو اليسار، فعملية التنظيم باجتهادات شخصية، وهذا الشيء كان واضحًا على المظاهرة، وهذا واضح من خلال الفيديوهات، وتشعر أن هناك شيئًا يتم تنظيمه بدوافع شخصية.

أمام مشهد إطلاق النار عليك أن تتصرف بشكل فردي، ونحن تراجعنا إلى الوراء باتجاه ساحة أوغاريت وهذه المناطق، وذهب قسم باتجاه سوق التجار أو مدخل شارع هنانو سوق التجار، وأقسام تراجعت باتجاه ساحة أوغاريت والمناطق الثانية، ولكنه في تلك الأثناء بدأ مشهد ملاحقتنا من قبل قطعان الشبيحة بالحجارة والرصاص في الهواء، فقد شعروا بأنهم يجب أن يلقنونا درسًا عندما شاهدوا أننا تراجعنا قليلًا إلى الوراء وذلك بمطاردتنا باتجاه أحيائنا.

بطبيعة الحال أمام هذا المشهد سوف تحصل ردود فعل من قبل المتظاهرين باتجاه الأمن وقوات حفظ النظام والشرطة العسكرية وقطعان الشبيحة، وأصبح الرمي بالحجارة متبادلًا بين الطرفين، وبعد ساعة تقريبًا، أصبت في رأسي من خلال الحجارة، وهذا اضطرني فيما بعد للعلاج في المستشفى، وهذا الضرب جاء من طرف عناصر الأمن والشبيحة، وحُصرت المواجهات في المكان الذي كنت موجودًا فيه وهو شارع القوتلي، وفي هذا الشارع، كان هناك نوع من المواجهة بالحجارة بين الطرفين، وهنا بدأ بكل وضوح شعار: "الشعب يريد.. إسقاط النظام". وفي المقابل، في الطرف الثاني، بدأ الشتم ضد السنة، فالخطاب الطائفي كان واضحًا من الدقائق الأولى من قبل مؤيدي النظام (الشبيحة)، وبدؤوا يشتمون أهل السنة، فهذا الخطاب الطائفي كان واضحًا، وبطبيعة الحال المشهد لا يمكن ضبطه هنا، واستمرت هذه المواجهات بالحجارة ومحاولة طرد قطعان الشبيحة إلى خارج مناطقنا، وهم كانوا يحاولون الدخول، وطبعًا هم كانوا يمشون بحماية الأمن، وكان هناك ما يشبه الجولات، وفي جولتهم، يشتموننا، ويرددون: "بالروح بالدم نفديك يا بشار". وتأتي أعداد كبيرة باتجاهنا، ونحن نهرب باتجاه مناطقنا، ثم نعيد ترتيب صفوفنا، ونتجمع، ونصرخ: "الله أكبر ..حرية". ونذهب باتجاههم (باتجاه ساحة الشيخ ضاهر)؛ وبالتالي هم يهربون، وهنا تدخل وتؤازرهم سيارات الإطفاء بالماء وإطلاق الرصاص في محاولة لإرهابنا، وتوجد بعض الرشقات التي أصابت بعض الأقدام، ولم يكن هناك عدد شهداء كبير في أول يوم، وكانوا معدودين على الأصابع، ولكن كانت هناك محاولة لإيجاع المتظاهرين.

استمر هذا المشهد حتى فترة غياب الشمس، وكانت هذه المواجهات مستمرة في شارع القوتلي في المنطقة التي كنت موجودًا فيها، وكانت الأمور بين أخذ ورد بيننا وبينهم، وطبعًا أصبح الناس يأتون من مناطق ثانية عندما بدأت الأحياء الشعبية تسمع بأن هناك اعتداء من قبل قطعان الشبيحة (الطائفة الموالية للنظام) على المتظاهرين، وبدأت تلتحق بنا أعداد كبيرة أيضًا، أصبحت تأتي من المناطق الشعبية بالباصات (الحافلات) والسيارات، وكانوا يجمعون أنفسهم، وينطلقون باتجاه الصليبة والقوتلي. انفلتت الأمور في هذه الساعات الأولى بهذا الشكل، وإصرار الطرف الآخر على الخطاب الطائفي كان فيه محاولة لدفعنا حتى يكون لدينا نفس هذا الخطاب، وربما تكون هناك بعض الأصوات ظهرت من هنا أو هناك، ولكن بطبيعة الحال كان النظام بشكل واضح يتعمد دفع المتظاهرين بهذا الاتجاه، وهو يتعمد ذلك حتى يقول أن المعركة في الساحل هي معركة بين السنة والعلوية، ونحن كنا نحاول أن نقول لا. من خلال ضبط الشعارات، وألا يخرج من عندنا أي شعار ضد العلويين، وأننا ضد النظام، وهذا الشيء كان فيه إصرار من قبلنا.

في مشهد اقتحام البنك التجاري، كنت موجودًا، وأخذت على عاتقي الدفاع عن البنك، فوقفت رغم إصابتي، وكنت أنزف من رأسي بشكل كبير، ولكنني عندما رأيت أنه قد بدأت مجموعة من الشباب القيام بمحاولة للوصول إلى البنك وسحب الصراف فأخذت على عاتقي ألا يحدث ذلك، وقلت لهم: يا شباب، القصة ليست بهذا الشكل، وهذا البنك هو لنا. وحصل أول نقاش في محاولة تغليب العقل والمنطق على ردود الفعل، فأنا عندما كنت أقول لبعض الشباب: يا شباب، هذا البنك لنا. وقال بعض الشباب: كيف لنا؟ هذا ليس لنا وهذا للنظام. فقلت لهم: هذا ملكنا وملك الشعب. وكنت أقف أمام البنك التجاري، وأتحدث بهذه الطريقة، وحجم القبول لهذا الخطاب المنطقي لم يكن مقبولًا، وكان هناك بعض الشباب الذين بدؤوا بردة فعل، ورفضوا؛ لأن النظام هو الذي بدأ بهذه الطريقة، والنظام جعل كل شيء في الدولة ملكه، فهو لم يعمل حتى واحد بالمئة حتى يقول: إن البنك هو ملك للشعب ومؤسسات الدولة هي ملك للشعب والمؤسسات الرسمية هي ملك للشعب والقصور. ومثال على ذلك: قصر الشعب أو قصر المحافظ هو ملك الشعب (هكذا يُفترض)، وهذا كله كان للسلطة، وحتى عندما كنا نزور المؤسسات الرسمية ندخل إلى السلطة التي تتعامل معك بفوقية وبعجرفة، وهذا شيء غير مقبول، فلا يوجد أي احترام أو أي إنسانية أو قيم، والسلطة بأبشع صورها كانت موجودة في محافظة اللاذقية، فمن خلال احتكاكنا فيما بعد مع باقي المحافظات كان الوضع في اللاذقية ليس كما كان في المحافظات الثانية، ونحن رأينا السلطة بأبشع صورها، وهذا الوجه القبيح الجاهل المتعالي المتعجرف الذي يحاول فقط أن يكسب كل شيء له، والذي يمتلك كل شيء بما في ذلك يمتلكنا، وهم كانوا ينظرون لنا على أننا عبيد عندهم، وهذا الشيء كان يشعر به أبناء محافظة اللاذقية؛ وبالتالي عندما نتحدث عن السلطة في محافظة اللاذقية فحتمًا لم تكن السنة هي السلطة في محافظة اللاذقية، وهذا ليس خطابًا طائفيًا، ولكن هذا واقع، والسلطة في محافظة اللاذقية كانت للعلويين، وهذا كان واضحًا، وربما في مناطق ومحافظات ثانية السنة شاركوا في السلطة، وكانوا جزءًا من السلطة؛ لأنهم الأغلبية بطبيعة الحال يعني العلويون في سورية لا يستطيعون سد كل المراكز، ولكن في اللاذقية العلوي كان يمسك كل شيء، وبالتالي بطبيعة الحال الذين تم وضعهم في هذه المراكز وهذه المناصب هم المقربون منهم كثيرًا، وهم الناس الجهلة الأغبياء والحمقى وحديثو النعمة الذين امتلكوا عدة ليرات (قدر ما من المال)، وأصبحوا من خلالها يريدون فرض سلطتهم على أبناء هذه المنطقة وأبناء العوائل.

في اللاذقية، وبخلاف المتعارف عليه والذي حاول النظام نشره أن اللاذقية هي منطقة علوية، لا، اللاذقية هي منطقة للسنة والخطاب ليس طائفيًا، ولكن هذا واقع.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/24

الموضوع الرئیس

الحراك السلميالحراك السلمي في اللاذقيةجمعة العزة

كود الشهادة

SMI/OH/61-10/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار 2011

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-الصليبةمحافظة اللاذقية-الشيخ ضاهرمحافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

قوات حفظ النظام في اللاذقية

قوات حفظ النظام في اللاذقية

الشرطة العسكرية في اللاذقية

الشرطة العسكرية في اللاذقية

الشهادات المرتبطة