الانتقال للدراسة في مصر، وحملة "لاجئات لا سبايا"
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:05:03:13
في شهر أيلول/ سبتمبر من عام 2012 تواصل معي واحد من الشباب الذين يدرسون معي في بيروت،[وسألني]: في بداية السنة الجديدة هل ستأتي أم لا؟ فقلت له: أنا أخذت قراري بعدم العودة. فقال لي: ودراستك هل ستكملها أم لا؟ فقلت له: العملية بالنسبة لي مستحيلة. فقال لي الشاب: أنا سأخرج من بيروت فالجو أصبح غير آمن، سأخرج إلى القاهرة، وأنقل دراستي إلى القاهرة، وإذا رأيت الوضع مناسبًا سأخبرك لتنتقل إلى مصر. قلت له: حسنًا. وفعلًا خرج الشاب وكان اسمه ثائر، وكان لقبه في بيروت أبو الثوار، فخرج إلى القاهرة، وأخبرني قائلًا: هناك جامعة عين شمس ستستقبلنا، ونكمل من المكان الذي نحن موجودون فيه ( السنة الدراسية نفسها) وأنت غير ملزم إلا بحضور الامتحانات. فقررت أن أخرج إلى مصر، وكسرت فرضية أنَّني لن أعود للذهاب، فذهبت إلى بيروت، وكانت تلك الزيارة الأخيرة لي في بيروت، ومن بيروت ذهبت إلى القاهرة، وصلت إلى القاهرة-إذا لم تخني الذاكرة- في 19 أيلول/ سبتمبر 2012 ، وكان هناك مجموعة من الناشطين السوريين، وكانوا مضربين عن الطعام نتيجة لحدوث حالات زواج طفلات قاصرات في مخيم الزعتري في الأردن من رجال أعمال وشخصيات خليجية، فكانوا قد نظموا حملة اسمها:"لاجئات لا سبايا"، وكانوا مضربين عن الطعام 19 يومًا من بداية شهر أيلول/ سبتمبر، وقاموا في اليوم التاسع عشر بمظاهرة أمام السفارة وأمام مقر الجامعة العربية في القاهرة، فوصلت إلى المظاهرة وكنت مضربًا عن الطعام، والإضراب عن الطعام تجربة لم أستطع أن أكررها في حياتي، فقد كررت كل شيء في حياتي ما عدا الإضراب عن الطعام، وصلت والجوع متمكن مني من كل مكان وأجمل ما في الأمر أنني حين وصلت رأيت أسماء المضربين عن الطعام فوجدت اسمي من بينها؛ كي يُسجل اسمك على الإنترنت، والصبية الموجودة والمنظمة هي شاعرة سورية اسمها "رولا الخاشع" وهي تعرف اسمي على الإنترنت، ولكنها لا تعرف شكلي، فجئت إليها وقلت لها: كيف حالك؟ قالت لي: لم أعد أحتمل، أكاد أموت، ولم تعد لدي القدرة على التكلم. فقلت لها: لا... كان رقمي بحسب ما أظن هو 114، وقالت لي: شيء جميل أن يكتب لنا شخص اسمه صباحًا، ثم نجده معنا، كيف أتيت إلى هنا؟ فوصفت لها الأمر وكيف أصبح لدي خيار [جديد للدراسة]، وجئت إلى هنا كي أقوم بذلك، بقيت معهم في المظاهرة حتى المغرب تقريبًا إلى أن حان وقت إنهاء الإضراب، وبالنسبة لنا كان الإضراب يومًا واحدًا، هم استمروا في إضرابهم، نحن تضامنا معهم ليوم واحد، انتهى اليوم وبدأت قواي تنهار، وكنت أسمع أنَّ الفلسطينيين أضربوا عدة أيام عن الطعام، فكنت أظن أنه أمر سهل جدًا عندما يمر يوم فلا تأكل فيه، ونحن عادة نصوم فالأمر بسيط، ولكن تبين أن العملية مختلفة، وفي الحقيقة أحترم كل شخص يأخذ هذا القرار في حياته، فكنا نسمع أصواتًا كثيرة تقول: أضرب عن الطعام ما الذي سيحدث؟! والله إنه أمر صعب والذي لديه القدرة على ذلك فأنا أحييه كثيرًا؛ لأنني لم أستطيع الالتزام بها أكثر من يوم. وللتاريخ كانت هذه المرة الأخيرة التي أمر فيها بمناطق يسيطر عليها النظام ولو أنني قطعتها على مراحل متعددة، ولكنني عبرتها وفيها حواجز النظام. وعدت، وسجلت في جامعة الاسكندرية في الاسكندرية، وأصبحت آتي إلى الامتحانات في شهر حزيران/ يونيو، لا يوجد عندنا حتى امتحانات نصفية نقدمها في النهاية.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/05/25
الموضوع الرئیس
النزوح من سوريةكود الشهادة
SMI/OH/79-15/
رقم المقطع
15
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
أيلول/ سبتمبر 2012
شخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
جامعة الدول العربية / الجامعة العربية
لاجئات لا سبايا

جامعة عين شمس- القاهرة