الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الذهاب إلى تركيا لمعالجة الجرحى

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:15:13

انسحبت [كتيبة] المدفعية من الميادين وأصبحت محررة، ولكن لديك يوميًّا ضربة طيارة، وأكثر ما كان يخيفني هو المروحية والبرميل، فتأتي الميغ [أحيانًا]، ومع أنَّ هذه قاتلة وتلك قاتلة، فتأتي الميغ وأخاف ولكن المروحية أمر مرعب بالنسبة لي، ويمكن لأنَّ أول مشهد رأيته [كان] لطفل ميت [بقصف] مروحية، فتشكل عندي صورة بأن المروحية شيء يدمر؛ وهي فعلًا كذلك -لا أعرف إذا [كانت] ناجحة أو لا- ولكن كانت الناس تقول: أنت ارفع رأسك وطالما أنت ترى المروحية فأنت في أمان -ولا أعرف إذا [كانت هذه] النظرية صحيحة أو لا- لأنَّها حينما تريد الرمي فإن كانت فوقك تمامًا فلن تضربك، فحين تمر مروحية تصبح تعمل مثل الرادار هل المروحية ضربت أم لا، وانفجار البرميل أمر لا يمكن وصفه ولا أستطيع أن أصف لأحد لا يعرف ما هو البرميل، فالبرميل هو برميل متفجر، والذي اخترع هذا السلاح شخص لا يصح أن يكون بين البشر ولا بين الحيوانات حتى.

الشباب الذين معي حالتهم الصحية ساءت جدًّا، وفي النهاية المشافي صحيح مثل ما قالت "قناة الدنيا" مشاف خاصة، ولكن الكوادر قليلة وليس لديك أجهزة لتتعامل مع تلك الحالات والإصابات، والوصول إلى مناطق يسيطر عليها النظام أصبح ضربًا من الخيال لم يعد ممكنًا، كان هناك خيار أنَّ المصابين يذهبون إلى تركيا، طيب هذا الكلام ممكن؟ قالوا: ممكن، ولكن خطر، معبر تل أبيض محرر، ولكن المشكلة في الطريق إلى معبر تل أبيض.

في هذه الأثناء كان يوجد نظام في قلب الرقة، ولكن الطريق الذي نمشيه هو طريق تهريب من ريف الحسكة، هذا الطريق هو صحراء فأنت تمشي حتى تصل إلى مناطق محررة، تمشي 60 كم هي مناطق مشتركة مع النظام، وقبلها تمر من عند اللواء أظن اسمه 113 والذي هو خلف دير الزور في الجزيرة، وأنت تُضطر [أن] تمر من جانب اللواء، فقط تلك المسافة هي الخطرة، وتلك المسافة هي أربع ساعات مشي (قيادة) بالسيارة، لأنك لا تستطيع القيادة بسرعة عالية، والقيادة مساءً وتُطفئ الضوء، وهو طريق غير معبد، [فكان عدد] الشباب الذين بحاجة [إلى] الخروج إلى تركيا 4 -ولن أذكر أسماءهم لأني لم أستأذنهم-، أُصيب الشباب بقصف الهاون [من] المدفعية في المعركة، وفعلًا خرجنا إلى تركيا هم 4 ومعنا سائق الإسعاف، وأنا وشاب أخ واحد من الشباب المصابين.

قضينا وقتًا طويلًا جدًّا جدًّا جدًّا، السائق في الأماكن التي يمشي بها لا يستطيع أن يمشي، ونحن في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2012، ولكن في أواخر الشهر، والسائق لا يستطيع أن يمشي (القيادة في طريق صحراوي) لأن كل الشباب إصاباتهم بالغة، وفي كل صعود ونزول يصيحون [من الألم]، وفي نفس الوقت هو يريد أن ينتهي من المناطق المشتركة مع النظام في أسرع وقت.

من الأمور اللطيفة في هذه الرحلة وجدت الشباب واضعين سلاحًا في السيارة، فقلت لهم: لماذا هذا؟ قالوا: من أجل إذا ظهر لنا النظام، فقلت: إذا [كنتم] معتمدين [عليّ] -وأنا راكب "في" الخلف- أن استخدم السلاح فانسوني، فيفضل أحدهم أن يجهز السلاح من أجل إذا أتى النظام نطلق عليه، وهو يرد بقتلنا، [فذلك] أفضل من قصة أن تُعتقل، وفعلًا هذا كان الاتفاق أنَّه إذا خرجت دورية للنظام، اضرب على الدورية حتى ترجع وتضرب عليك (تطلق النار عليك) وتموت وتنتهي من القصة، فالطريق كان طويلًا جدًّا مع أنه ليس طويلًا، لكن خرجنا الـ 05:00 فجرًا من الميادين قبل ضوء الصباح، ووصلنا [إلى] أورفا لا أعلم أي ساعة ولكن آخر الليل، وكانت القصة بعدما نصل منطقة محررة بريف الرقة فالعملية [تصبح] سهلة، طبعًا هنا ريف الرقة غالبه محرر فتل أبيض محررة والمعبر يعمل [وبشكل] نظامي ختم لي الجواز وخرجت.

وصلنا [إلى] الجانب التركي وللتاريخ كانت المعاملة أمرًا غير متوقع، كان هناك سيارات لا أعرف ما هي؛ يمكن [أنها سيارات] الهلال الأحمر التركي، فيها طواقم طبية جاهزة واستقبلونا ودخلنا في السيارة السورية وكان فيها سلاح والسائق نفسه قال لهم: السيارة فيها سلاح يا جماعة وأنتم أدخلتمونا وهم [عندما] عرفوا أنَّ فيها سلاحًا غضبوا، ولكنه أمر ليس مقصودًا، فأخرج السيارة هو وعاد، ودخلنا إلى أورفا، وأخذونا إلى مستشفى اسمها 500 واستقبلوا الشباب الـ 4، وهنا عرفت أنَّ هناك مصابين في سورية كثر، فكانت مستشفى أورفا مليئة بالناس والأعداد بالمئات، الشاب الأول كانت أموره بسيطة، أو بالأحرى ليست بسيطة ولكن هم لم يستطيعوا أن يفعلوا له شيئًا، لأنَّ الشظية آخذة مكانًا [ومن] الصعب أن يخرجوها، والشباب الـ2 والـ 3 والـ 4 كانت إصاباتهم صعبة، والـ 3 عملوا لهم عمليات، فواحد وضعوا سيخًا في رجله، وأحدهم طعّموا يده من عظم رجله، والـ3 وضعوا أسياخًا في رجليه الـ 2، واحد من الشباب مسم نفسه "أبا عذاب" وعلى قدر ما تألم في المستشفى قال: نذر عليَّ إذا خرجت سأسمي نفسي "أبا رحمن" فقط [أرجو من] رب العالمين [أن] يرحمني، وخرج وعاش ومشى واليوم اسمه أبو رحمن.

 أكثر الوقت قضيناه في المستشفى كان مع الشخصين المصابين بقدميهم، لأن وضعهم كان جدًّا صعبًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/05/25

الموضوع الرئیس

المواجهات مع قوات النظام

كود الشهادة

SMI/OH/79-18/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

كانون الأول/ ديسمبر 2012

updatedAt

2024/07/26

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-محافظة الرقةمحافظة دير الزور-مدينة الميادينمحافظة الرقة-معبر تل أبيض / معبر أقجه قلعة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الهلال الأحمر التركي

الهلال الأحمر التركي

اللواء 113 صواريخ - نظام

اللواء 113 صواريخ - نظام

معبر تل أبيض

معبر تل أبيض

كتيبة المدفعية - الميادين - نظام

كتيبة المدفعية - الميادين - نظام

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة