الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المناطقية الإيجابية وبداية التنظيم في ريف دمشق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:50:10

اتصل بي [الشيخ بسام ضفدع]، وذهبت لرؤيته، وجلسنا، قال: أنت قلت لي: "مندسين". قلت له: يا شيخ، عذرًا منك، أنا مع كل محبتي واحترامي لك، ولكنك أخطأت. قال: بماذا؟ قلت له: هل من المعقول أنك في عزاء شهداء تبخل عليهم بكلمة "شهيد"، وتقول: أمواتنا وأموات المسلمين. وكأن هؤلاء الذين جئت لتعزي بأحدهم كان مصابًا بمرض أو قتل بحادث سير، هؤلاء قُتلوا، هؤلاء شهداء، وعندها قال: إن الشهيد من قاتل لتكون كلمة الله [هي العليا]، وهذا الموضوع شرعي. فقلت له: أستغرب سماع هذا الكلام منك!

يعني شخص صلّى الجمعة، وخرج يطالب بحقه، وتلقى رصاصة، ومات، فكيف لا يكون شهيدًا؟! فمن قُتل دون ماله ودون عرضه...، وهو يطالب بحقه بمنتهى السلمية، وقُتل غدرًا، وهل تريد من كل شخص تدخل الرصاصة برأسه أو بقلبه أن يخبرك بماذا كان يفكر لتحكم إن كان شهيدًا أم لا؟! فقال: لا، نحن نتوخى...، وبدأ يتكلم عن "إسرائيل"، وإذا ضعف موقف سورية. فقلت له: الذي يحمي "إسرائيل" هم آل الأسد. وبدأنا بالتحليل السياسي من رؤية مختلفة. ولكننا بعد ذلك اعتبرنا أن هذا الشيخ ومن كان على طريقته هم من جماعة النظام، وعلينا ألا نضعهم في حساباتنا.

بعد هذه القصة، بدأت المظاهرات من جهة والتعزية تحدث بشكل مواكب، فتشاهد موكب سيارات مؤلفًا أحيانًا من 20 أو 30 سيارة يسيرون مع هتافات، [يهتفون]: "حرية"، "سورية" و"الشعب السوري واحد". وهم ذاهبون لتعزية شهداء دوما، والدوامنة يعزون بأهل حرستا، وأهل حرستا ذهبوا ليعزوا بأهل...

بدأت المظاهرات بشكل بؤري محلي، وأنا أسميها المناطقية الإيجابية، بمعنى هل من المعقول أن أهل المنطقة الفلانية تظاهروا فلماذا نحن نائمون حتى الآن؟! يجب أن نتظاهر نحن أيضًا، وهذا الكلام عزّز هذا الأمر. فمثلًا: أهالي منطقة من الغوطة يذهبون لتعزية أهالي المنطقة الثانية فهذه مناطقية إيجابية.

بعدها بدأ الحس الجمعي يتوجه إلى أن الأمر ليس بأن [يتظاهر] كل بلد بمفرده، وبدأنا نشاهد المسائيات المنقولة على الإعلام، كانت في وقتها الجزيرة والعربية أكثر قناتين تنقلان المظاهرات.

 لنفترض أن مسائية اليوم ستكون في الساحة الفلانية في كفر بطنا أو زملكا أو سقبا فتأتي المظاهرات من البلدات الثانية، ويحرص أبناء البلدة المستضيفة لهذا التجمع أو المظاهرة الكبيرة على التواجد الكثيف، وعلى أن تكون المظاهرة متميزة بشعاراتها. فهذا الكلام كنا نسميه في وقتها: المناطقية الإيجابية التي سمحت للناس أن يشعروا بالنخوة وأن يفزعوا لبعضهم البعض.

في الحقيقة، بعد مجزرة الزبلطاني، بدأت الغوطة تدخل عل أننا نحن كتلة واحدة، وصحيح أننا نعمل محليًا...، مثلًا: أسر المعتقلين بدأت تظهر كأول عمل جماعي إنساني، وبدأنا نعمل به على هامش الثورة؛ لأن الثورة هي مطلب حرية، والثورة عمل سياسي حيث إنك تنزل لتطالب بحقك. ولكن عندما كان هناك معتقلون وشهداء أصبح هناك مباشرة تفكير بأسرة الشهيد والمعتقل، وعندها بدأت المبادرات بشكل فردي وجماعي، وأخذت الطابع المحلي، مثلًا: في كفربطنا، لدينا عدد من المعتقلين عددهم معروف والشهداء عددهم معروف، ونقوم بالتوزيع عليهم، ونعطيهم مبلغًا ماليًا.

كان الشيء المميز والجميل في العمل الإنساني في ذلك الوقت هو أنك تأخذ وجبة غذائية، وتطرق الباب، وتغادر، ولا يجب أن يعرفوا من أتى بالوجبة حفاظاً على الكرامة؛ حتى لا يعرف في يوم من الأيام أن فلانًا أعطاه شيئًا، وكنا حريصين جدًا على هذا الأمر، وفي الوقت ذاته، كان التوزيع في وقت الليل.

في فترة ما بعد "الجمعة العظيمة" وحتى نهاية العام، تنامى الحراك الشعبي، وبدأت موجة الاعتقال تزيد، وكان النظام يتعامل مع المنطقة بطريقة حملات يوم الجمعة، كان يأتي بالمخابرات الجوية بشكل دائم، حتى إنهم كانوا يحضرون أشخاصًا مجندين، وواضح من مظهره بأنه مجند جديد من ملابسه الواسعة التي ليست على مقاسه والحذاء الكبير، فكان النظام يأتي بهؤلاء يوم الجمعة صباحًا حتى المساء، بعدها تأتي سيارات الزيل والباصات حتى يأخذوهم، كانوا يأتون بهؤلاء لقمع المظاهرات والتصدي لها فقط، وهنا بدأت المظاهرات تأخذ منحى لعبة القط والفأر، بمعنى أنه إذا كانت المداهمة هنا فستكون المظاهرة هناك. فكانت فكرة المظاهرة عفوية وجماعية، ولكنها بدأت تأخذ المنحى التنظيمي؛ حيث أصبح هناك شعار يجب أن نهتف به، ويجب على كل سورية أن تهتف بشعار واحد، فشعار: "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد" لم يغب عن أي مظاهرة سواء في الغوطة أو خارج الغوطة، وفكرة: "هي لله لا للسلطة ولا للجاه"، كانت أيضًا من الشعارات، فحالة روح الفزعة هذه أو "الحالة الساروتية" (نسبة لعبد الباسط الساروت) التي تتوجه بالحس الوطني العفوي، بمعنى الحس الوطني لإنسان هو ابن هذه البلد وهو حر، ويريد حرية وليس أبعد من ذلك، وليس لديه مشاريعه الشخصية. فكانت هتافات المظاهرات بهذا الشكل، كانت فزعة مناطق الغوطة لبعضها بهذا الشكل، كانت فزعة العمل الإغاثي لأسر المعتقلين وأسر الشهداء أيضًا للهدف ذاته.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/05

الموضوع الرئیس

واقع الغوطة الشرقية في العام 2011

كود الشهادة

SMI/OH/52-08/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2011

updatedAt

2024/04/16

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-كفر بطنامحافظة ريف دمشق-الغوطة الشرقية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

إدارة المخابرات الجوية

إدارة المخابرات الجوية

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

قناة العربية

قناة العربية

الشهادات المرتبطة