الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الانشقاقات وحماية المظاهرات وتشكيل الفصائل في الغوطة الشرقية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:06:14:21

في عام 2011، بدأ التضييق والحرمان من الخدمات العامة، ولكن لم تكن بطريقة الحصار الكاملة؛ لأننا في الحصار الكامل دخلنا في طريقة حياة مختلفة.

 أذكر من القصص، كان هناك شهيد شاب انتشرت صوره على "الفيسبوك" [إسماعيل حيدر]، وكان أبوه علي حيدر وزير المصالحة الوطنية عند النظام، هذا الشاب أنا أحبه، وأعتبره مثل ابني، وكان صديق ابني، وجاء للغوطة في عام 2011 في فترة الخروج عن السيطرة، وكانت الغوطة تعاني من الاعتقال المخفي وحملات يوم الجمعة، فعندما جاء وشاهد وجود مظاهرات هنا وهناك والمواكب، وعندما جاء نام عندي فقال لي: إن هذه المنطقة أصبح اسمها منطقة محررة. وكان لدينا في وقتها مظاهرة ليلية، وأخبرنا بأنه يرغب بالنزول للمظاهرة، ونزلوا إلى المظاهرة، وقلت له: يجب أن تتخفى وتضع لثامًا. فنزل، وقاموا بتقديمه مع شاب آخر-رحمه الله- كان يهتف في المظاهرة وهو الآن شهيد، اسمه أبو سليمان الصوص. وفي وقتها تم تقديمه، حيث قالوا: يوجد معنا شخص من مصياف. فخرج، وأمسك "الميكرفون"، وبدأ يتكلم عن الغوطة، وأنه جاء من مصياف، وبدأ التجمع يرد معه: "يا مصياف نحن معاك للموت"، وهو يجيبهم: "يا غوطة...". كان الموقف يقشعر له البدن، وكان موقفًا مبكيًا، وهذه حقيقة ثورتنا، فثورتنا ليست ثورة مبنية على أساس طائفي، وكان كل من يؤمن بفكرة الحرية هذا هو السوري.

في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2011 على ما يبدو أن النظام وضع قراره باقتحام الغوطة عسكريًا ودخولها. وفي النصف الثاني من عام 2011، بدأنا نشهد ظاهرة الانشقاقات من الجيش، حيث يقومون بوضع العسكري أمام خيار، ونحن نفهم أن جيشنا هو الجيش الذي يحرر الأرض المحتلة، ويرد عدوان العدو الصهيوني، هكذا كان يتم حشو رأس الجنود في البداية، ثم تعطيه البندقية فجأة، وتأمره بإطلاق النار على المظاهرة، فلن يقبل.

وهنا بدأ تشكّل ظاهرة الانشقاقات، وكانت هي نواة تشكيل الجيش الحر، بحيث أن الجنود والضباط وصف الضباط الذين تم وضعهم في الخيارات الصعبة، بمعنى أن سلاحك وتدريبك وكل بنيتك وتأهيلك الذي كان على أساس أنه ضد العدو اتضح في النهاية عند وقت التنفيذ أنك يجب أن تستخدمه ضد أهلك وشعبك وناسك. فقسم كبير منهم بدأ ينشق، وطبعًا يحتمي، ويتخفى في المنطقة المحررة أو المنطقة التي فيها حراك ثوري.

وطريقة المداهمات التي كانت تأتي من النظام للمظاهرات وإطلاق النار ولّدت فكرة عند الشباب وهي حماية المظاهرة، و أذكر في البداية أنه كان هناك تفكير بأنه يجب أن يكون هناك من يحمي المظاهرات، ولا يأتي النظام ويرتكب مجزرة، ولم ينس الناس مجزرة الزبلطاني وكيف قوبلت [المظاهرة]، وكذلك المجازر التي نسمع عنها في المحافظات والمدن والبلدات الأخرى الثائرة، فكان في الحس الجمعي شعور بأنه يجب أن نجد طريقة ليس فقط لجعل المظاهرة تلعب لعبة القط والفأر وتظهر في الوقت الذي لا يوجد فيه أمن، وإنما يجب حماية المظاهرة في حال جاء الأمن، ويجب التعامل معه لحماية المظاهرة، ويتسنى للناس الهروب. وهنا بدأت فكرة حمل السلاح، حيث كان أحد الشباب في بداية حمل السلاح إذا كان لديه مبلغ مالي يحتفظ به وقدره 30 ألفًا أو 40 ألفًا أو أكثر أو قد تبيع زوجته سوارًا من أجل شراء بندقية فقط؛ لتكون مهمته التخفي في أحد الأماكن والمرابطة على الطرقات في بداية التنظيم؛ حتى إذا جاءت المداهمة تكون لدينا قدرة على إبلاغ الناس للتخفي، وإذا اضطر الأمر سيكون هناك إشغال هذه الحملة حتى يتسنى للناس التخفي.

من هنا كانت فكرة وبنية وفلسفة بدايات تشكيل فصائل الجيش الحر بشكلها المناطقي المنتشر، وبعدها مع تطور الأحداث بدأت تنشأ الحاجة للتنظيم، وكانت الفكرة فقط هي حماية المظاهرة، بمعنى: لا تقتلونا، نحن نريد أن نعبر عن رأينا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/05

الموضوع الرئیس

واقع الغوطة الشرقية في العام 2011

كود الشهادة

SMI/OH/52-10/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011- 2012

updatedAt

2024/04/16

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-مدينة مصيافمحافظة ريف دمشق-الغوطة الشرقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الشهادات المرتبطة