الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

حصر النظام المظاهرات في الأحياء الشعبية باللاذقية بعد مجزرة العلبي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:50:01

كانت الأمور في محافظة اللاذقية على خلاف ما كانت عليه في باقي المحافظات، وبدأت الأمور تذهب باتجاه التهدئة نوعًا ما، فلم نعد نرى مظاهرات كبيرة -بالحد الأدنى- في مركز المدينة، ولم يكن عندي هذا التفاعل أو هذا الحراك الكبير في الأحياء الشعبية؛ لأنه لم تكن عندي علاقات، وهنا بدأ الحراك يذهب باتجاه الأحياء الشعبية، وبالتالي رأيت مع مجموعة العمل أنه لا يجب علينا الاستسلام لهذا المشهد، وكنا نشعر بأن النظام كان يحاول أن يدفع ويحصر الحراك في الأحياء الشعبية، ويقضي عليه تمامًا في مركز المدينة، وبالتالي كنا أمام خيارين: إما أن نجد بديلًا في مناطقنا في مركز المدينة، أو أننا قد نذهب، ونسمح للنظام بأن يسحبنا جميعًا، أو يسحب الحراك بشكل كامل إلى الأحياء الشعبية. وفعلًا اتخذنا قرارًا ضمن مجموعة العمل أنه علينا ابتكار شيء جديد، فنزولك إلى الشارع، والناس يمشون معك، أصبح صعبًا؛ لأن الانتشار الأمني أصبح كثيفًا بشكل مرعب، وبدأت حملات الاعتقال، وبالتالي أصبح الجميع مهددًا، وبدا واضحًا لنا أن أعين النظام منتشرة بشكل كبير جدًا، وبالتالي لا يوجد أحد من المشاركين في المظاهرات ليس له صورة [عند الأفرع الأمنية]، وأنا أحد الأشخاص الذين لم يكونوا خائفين من هذا الشيء؛ لأنني كنت أتظاهر وأنا مكشوف الوجه، ولكن باقي الناس لها حساباتها الثانية. 

وخرجت من الفرع، وذهبت إلى مناطقنا، وكانت هناك حالة من الركود بدأت تعيشها هذه المنطقة ولا يوجد هذا التفاعل، وفي نفس هذا التوقيت، بدأت المظاهرات تنشط في الأحياء الشعبية، والحراك يتبلور، ويصبح له شكل، والأمن لم يكن يحكم القبضة في الأحياء الشعبية، فكان بدأ يعزز القوات على مداخل هذه المناطق، ولكنه لا ينزل للأسفل (إلى داخلها). فكرة الثوار الموجودين في الحراك السلمي هي أن الأمن لا يتجرأ على الدخول،[لكن] كانت وجهة نظري لاتوافقهم، فالأمن يترك الجميع لينزلوا (إلى الأحياء الشعبية)، ويقول: هنا يوجد تضييق وهنا توجد مساحة للتحرك. وعليك أن تذهب إلى هذه المناطق، وعندها كان هناك تباين في الآراء، وقلنا: يجب علينا ألا نجعل هذه المناطق تهدأ. وشكلنا شيئًا اسمه المظاهرات الطيارة، وهو أن تحدد موعدًا في الساعة كذا في المنطقة كذا، ويجتمع الشباب، وخلال خمس دقائق أو سبع دقائق يجب إنجاز المظاهرة الطيارة، والجميع ملثم ويتم تصوير هذا الحدث وإرساله إلى القنوات باسم مظاهرة كذا حي مشروع الصليبة، ومظاهرة كذا حي القلعة وهكذا، وهي موجودة على "يوتيوب" بكثرة. 

وفعلًا، بدأنا نقدم نوعًا جديد من الحِراك، وأعتقد أننا شكلنا ضغطًا كبيرًا جدًا على الأمن؛ لأن الأمن هنا لا يستطيع إمساك طرف الخيط، ولا يستطيع التحديد، وحصل ذلك من خلال برنامج "سكايبي" والتنسيقية لعبت الدور الأكبر، وعندها بدأنا نلمس أهمية التنسيقية، وأصبحت التنسيقية توصلك، وأنا لا أعرف جميع أعضاء التنسيقية بشكل فيزيائي، ولكن كان هناك يقين بأن أعضاء التنسيقية ثقات، ولا أحد يدخل إلى التنسيقية إذا لم يكن ثقة، وهذا كان هو الشيء الإيجابي الموجود فيها، وبدأ دورها يتبلور وأهميتها، وكانت قادرة على أن تجعل الحراك مستمرًا في المناطق التي تستطيع قوات النظام دخولها، وتكرر هذا الأمر -أقصد بذلك المظاهرات الطيارة- حتى قبل اقتحام الرمل (منطقة الرمل الجنوبي) وفي هذه الفترة التي كنا ننشط فيها بالمظاهرات الطيارة هنا، بدأ في الطرف الآخر يخرج حراك منظم ومظاهرات، وأصبح هناك بث مباشر على الجزيرة وبعض القنوات في أيام الجمعة من داخل مدينة اللاذقية، ولكن في الأحياء الشعبية. كان النظام  يستفيد [في هذه الفترة] أيضًا -من وجهة نظري- أن الأمر لم يكن شيئًا اعتباطيًا أو أن النظام تفاجأ به، وإنما على العكس تمامًا، كان يرسل رسائل أيضًا، ويقول: انظروا إلى الحراك هو مقتصر على فئة معينة فقط، وهي الفئة الفقيرة من المجتمع وهذه المناطق العشوائية، وكان يصور الأمر هكذا، فإذا تابعنا قناة الدنيا والقنوات الرسمية فإنه يقول: الذين يخرجون في المظاهرات والذين يمثلون الحراك، وانظروا إلى هذه الثورة ولهذه النماذج، فقد كان يقصدها، علمًا بأنه كان هناك الكثير من النخب والمثقفين والكفاءات التي كانت تنزل ومن أبناء المنطقة أيضًا. كان هذا الشيء موجودًا، ولكن النظام كان يغفل هذا الجانب من خلال تصوير مشاهد معينة، ويحاول أن يكسب من خلالها، -وباعتقادي الشخصي- إلى حد ما فإنه كسب، وإذا سألتني: كيف كسب؟ أقول: إن تفاعل مركز المدينة مع تلك المظاهرات لم يكن ذلك التفاعل الكبير؛ لأن الناس بدؤوا يرسمون لونًا معينًا، فمن ناحية، يوجد خوف، ومن الناحية الثانية كان الشخص كأنه يهرب من المسؤولية بخلاف اليوم الأول الذي كانت فيه المظاهرات بالآلاف.

[السؤال هو:] إلى متى سيستمر هذا الوضع في الأحياء الشعبية؟ وإلى متى سيتركه النظام بهذا الشكل؟ بحسب قناعتي فإنه سوف يتركه حتى يقضي على الحراك في مناطقنا بشكل كامل، ويضبط الوضع، وبعدها يتفرغ للأحياء الشعبية، ويقضي عليها. وفعلًا هذا ما حصل. كان لي بعض الحضور في التنسيق مع الأحياء الشعبية، وكنا ندخل، ولم نسعَ لتصدر المشهد؛ لأن أبناء المنطقة كانوا يتصدرون وإلى حد ما برعوا به، وقدموا (شيء كبير) وإذا عدنا الآن إلى المظاهرات والشعارات التي رُفعت في هذه الأحياء ستجد أنها كانت شعارات مهمة جدًا ووطنية، وتعبر عن وعي كبير جدًا، ولكنني كنت أحاول أن أوجد آلية التنسيق، فكيف يمكننا إعادة الحراك بين المركز وبين الأحياء الشعبية؟ وبكل صراحة، فشلت ولم أستطع؛ لأن التفاعل كان ضعيفًا جدًا، وعندها كنا ننشط باسم التنسيقية من جانب، وعدنا وقمنا بحركة شباب الثورة [حركة شباب التغيير]، وأصبحنا ننشط فيها، ونخرج مظاهرات باسمها؛ حتى نعطي، ونقول: إننا نعرف ماذا نريد، ونحن منظمون. واستمر الأمر حتى اقتراب موعد اقتحام حي الرمل الجنوبي.

طبعًا كان من الملاحظ -لا أريد أن أقول إنه كان هناك انقسام داخل المناطق- بدأت ترتسم ألوان جديدة في الحراك، بمعنى أنه أصبح يتم تشكيل جماعات، وقبل هذه المرحلة، كان الجميع يتظاهر بشكل فردي، وفي مرحلة الحراك في الرمل الجنوبي، بدأت تتشكل هذه الجماعات، بمعنى أن فلانًا مع جماعته، وفلان مع جماعته وهكذا. وبكل وضوح، الشباب المحافظون والملتزمون والمتدينون بدؤوا يتجمعون، والليبراليون بدؤوا يتجمعون، بمعنى أن هذا الشيء كان واضحًا، والآراء تختلف حول كيفية شكل المظاهرة؟ وكيف سوف نقدمها؟ وكيف سوف نخاطب الرأي العام الدولي؟ وأعتقد هذا الشيء كان صحيًا، بمعنى أنك لأول مرة طبعًا في فترة المظاهرات ولمدة ثلاثة شهور بدون التدخل الأمني، فالأمن لا يدخل إلى المناطق، وأعتقد أنه لأول مرة تعيش هذه المناطق الحياة السياسية، فأنت تستطيع التعبير عن رأيك ولو في حدود هذه المنطقة الجغرافية الضيقة جدًا والمحاصرة بالأمن، وأُغلق عليك بشكل كامل، ولكن موقفك وأراءك السياسية أصبحت تظهرها للعالم من خلال هذه المظاهرة واللافتة والشعارات التي تكتبها، ولكنها الآن من خلال جماعات ومجموعات وليست كأفراد. وفي المظاهرة الأولى، واللافتة حتى الآن موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، ودائمًا الشباب في اللاذقية يتذكرون اليوم الأول، أول لافتة كُتبت في مشروع الصليبة "الحرية ثمنها غالٍ، ونحن مستعدون لدفع الثمن" وهذا ليس كلامًا اعتباطيًا، هذا كلام عميق جدًا وله دلالة على أن الشباب جميعهم واعون للمرحلة الجديدة التي وصلنا إليها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/27

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في اللاذقية

كود الشهادة

SMI/OH/61-23/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

أيار - آب 2011

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-الرمل الجنوبيمحافظة اللاذقية-يافا

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

قناة الدنيا الفضائية

قناة الدنيا الفضائية

تنسيقية مدينة اللاذقية

تنسيقية مدينة اللاذقية

حركة شباب التغيير_ اللاذقية

حركة شباب التغيير_ اللاذقية

الشهادات المرتبطة