محاولات إعادة النشاط إلى الأحياء في اللاذقية بعد الخروج من المعتقل
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:34:10
بعد أن خرجت من السجن بالطبع كنت أفكر بالعودة إلى الحراك من جديد؛ لأن اللاذقية أخذت شكلًا ثانيًا، وعندما خرجت من السجن ولا أريد أن أقول: إنني تفاجأت. ولكنني أصبحت أمام واقع جديد، فقد هدأت محافظة اللاذقية، ولم يعد هناك حراك، وكل الأحياء أصبحت تحت سلطة وسيطرة النظام بشكل كامل، وأنت يجب أن تبحث الآن عن خيارات جديدة، وعليك التفكير بشكل جديد، وكيف يمكن التحرك الآن. وكان الأمل الوحيد عندنا هو المظاهرات الطيارة واستئنافها، وطبعًا الشباب الذين لم يدخلوا معي إلى المعتقل كانوا في الخارج مستمرين بنظام المظاهرات الطيارة، والفترة التي جلست فيها خارج السجن، لم تكن طويلة أيضًا، وكانت أقل من شهر تقريبًا، وقمنا فيها بعدة مظاهرات طيارة، وقطعنا فيها عددًا من الطرقات في أكثر من مرة، وحاولنا توسيع نظام المظاهرة الطيارة، فبدلًا من الخروج في مظاهرة طيارة واحدة علينا الخروج بعشر مظاهرات ولكن بتوقيت واحد، وذلك لتقطيع الأوصال داخل المدينة بشكل كامل، ونجحنا بهذا الأمر أكثر من مرة، وكررناها، وقمنا بشل حركة السير بشكل كامل في محافظة اللاذقية من خلال هذه المظاهرات، وهذا كله كان من خلال التنسيقيات، ومن خلال عملية التنسيق، وأصبحت شبكة المعارف لديك موسعة، وصحيح أنك لا تعرف الناس، ولكن بالتأكيد هؤلاء الناس ثقة، وأعتقد أننا خرجنا من محافظة اللاذقية، ولم يستطع النظام اختراق التنسيقية أبدًا، وكانت المظاهرات الطيارة تقوم من خلال التنسيقيات، وكررنا هذا المشهد أكثر من مرة و شل حركة السير والتصوير بشكل كامل في المدينة ولخمس دقائق. كان هذا الشيء في عدة مناطق، ويجمد النظام والأجهزة الأمنية لا تعرف ماذا تفعل، ويأتيها اتصال أنه تم قطع الطريق في المنطقة الفلانية والمنطقة الفلانية، وهو لا يستطيع أن يفعل شيئًا.
في هذه المرحلة وبالنسبة لآلية إدارة الحراك لدي على المستوى الشخصي فإنني لم أعد أستطيع التحرك بأريحية؛ لأنني أصبحت استعيض عن هذا الموضوع بارتداء المانطو (المعطف) والنقاب؛ لأنني أصبحت شخصًا معروفًا، ولا أستطيع التحرك، وحصلت معنا بعض المشاهدات التي كانت مؤلمة جدًا، وكان من الممكن أن أدفع ضريبتها بشكل كبير، و كنت أقوم بالتنسيق من أجل مظاهرة منطقة القلعة، وكنت أشرح للشباب عن مكان المظاهرة، ولم نكن نستطيع الوصول إلى بعضنا عبر "سكايبي"، ولا نستطيع أن نفهم كلام بعضنا بشكل جيد، فقلت لهم: سوف نلتقي في الساعة الفلانية في المنطقة الفلانية من أجل شرح الموضوع. وفعلًا، ذهبت وأنا أرتدي المانطو، وطبعًا كنت قد غيرت مكان إقامتي، وقطعت التواصل بشكل كامل مع عائلتي، فلا أحد من عائلتي يعرف مكاني وكيف أتحرك، وأصبحت أتحرك بشكل منفرد ومن خلال أصدقائي.
فعلًا، ذهبت إلى هذا المكان، وأنا أرتدي المانطو والنقاب، والشباب تأخروا، وفي هذه الفترة، وجودي وحركتي -وطبعًا أنا لست امرأة- كانت ملفتة للانتباه، وأحد الشباب كان يتابعني بنظراته في حي القلعة، وبعد قليل، جاءت معه امرأة، وبدؤوا يراقبونني من بعيد، وكنت مترددًا، فهل أترك وأذهب أم أنتظر الشباب؟ فقررت الانتظار حتى يصل الشباب، وبعد أن وصلوا، وقفت معهم، وشرحت لهم، وذهب الشباب، و كنت أنوي أن أغادر المنطقة مشيًا؛ لأنني لا أستطيع الركوب في تكسي (سيارة أجرة)، فلحقني هذا الشاب، وكنت أسرع بالخطوات، وهو يسرع خلفي، حتى دخلت في حارة، وقررت الركض، وأنا لا أعرف هذا الشخص إذا كان من الأمن أو مخبرًا للأمن، ولكنني كنت أريد الهروب منه، وهو كان يلاحقني، وفعلًا ركضت، ودخلت في بناء، وصعدت إلى الطابق الأخير، وخلعت المانطو والنقاب، ورميتهم على السطح، وقررت الانتظار قليلًا حتى يغادر، ثم أمشي بدون نقاب؛ لأن النقاب لفت الانتباه، وبعد قليل، نظرت من سطح البناء وتفاجأت بأعداد كبيرة من الناس، وفجأة بدأ يصرخ الشباب: هذا هو المندس. وكانت الأعداد كبيرة، وبدأ الناس يركضون باتجاهي، وكانوا يحملون العصي، واتجهوا نحوي حتى يمسكوا بالمندس كما كان ينشر النظام، وأنا لا أعرف كيف أتصرف، والى أن وصلوا إلى الطابق الأخير...، كان الجيران يسمعون أصوات الناس، وهناك حشد من الناس، وأنا لم ألاحظ ذلك، ولا أعلم ماذا أتصرف الآن، وعندما يأتي الناس فهذا يعني أن الأمن سوف يأتي، وهذا يعني أنني سوف أعود إلى المربع الأول، ولأنني أرتدي المانطو والنقاب فهذا يعني أنهم سوف يقومون بعرضي على قناة الدنيا بهذا الشكل، والشباب يهجمون علي بالعصي والشنتاينات ( السكاكين الطويلة)، فقد أمسكوا بمندس، ولكن هناك نساء من الجيران فتحن الباب، ونظرن إليّ و كنت خائفًا، وقامت إحدى النساء بإحضار الماء وصبه عليّ؛ لأنني كنت خائفًا فالمشهد كان مرعبًا، والناس يهجمون عليّ، ولا يعرفونني، وكنت خائفًا من الأمن أيضًا، وعندما وصل الناس إلي منعتهم النساء من ضربي، والشباب كانوا يريدون ضربي، وبدؤوا يطلبون هويتي، ويسألني: من أنت؟ وأنا أريد أن أقول لهم: إنني لست مندسًا، فأخرجت الهوية، وكنت في حي القلعة، وعائلة السيجري هي عائلة كبيرة في حي القلعة، وعندما رأوا هويتي شعروا بالطمأنينة، فقلت لهم: أنا مطلوب، وأنا متنكر؛ لأنني مطلوب، وكنت أتحدث وأنا منهار.
طبعًا في هذه هي اللحظات وأنت تستشعر فيها أن الأمن سيأتي، وكل هؤلاء الناس يعيشون نوعًا من الغضبة، ويقولون: من أنت؟ وهم يشاهدون شابًا ملتحيًا يرتدي النقاب، وكانت رواية النظام على الإعلام إن هؤلاء سلفيون مندسون فأمام هذا المشهد عندما أخرجت هويتي و[علموا أنني] من عائلة السيجري، حيث سألوني: ما هو وضعك؟ فقلت لهم: أنا مطلوب للأمن ومعتقل سابق وملاحق، وأنا اضطررت لارتداء النقاب. وهذا الشاب الذي كان يلاحقني قلت له: أنت هكذا فعلت. يعني أنت سبب المشكلة، وأنا لا أنسى هذه اللحظة عندما بدأ هذا الشاب يضرب نفسه، ويضرب رأسه بالجدار، وهو شعر بندم كبير جدًا؛ لأنه أوصل الأمور إلى هذه المرحلة، واحتشد الناس، وكان الأمن سوف يأتي، وهو كان يظن أنني مندس، ولكن الأمر ليس بهذا الشكل، وبدأ يضرب رأسه بالجدار. وهنا تغير موقف الناس 180 درجة، ونحن لازلنا في الطابق الأخير في البناء، وأصبحوا يفكرون بطريقة من أجل إنزالي، وإذا كان الأمن موجودًا فكيف سوف يخلصونني منهم ويغيرون السيناريو، وهذا هو الشيء الذي فعلوه، وعندما نزلنا لم يكن الأمن موجودًا، وقاموا بتهريبي من المنطقة وإخراجي وتأميني، وهذا من الأمور التي تدل أن الناس كانت متعاطفة، وحتى الذي لا يشارك بثقله في هذا الحراك هو يحب أن يقدم شيئًا للحراك الذي نقوم به نحن كشباب في محافظة اللاذقية.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/12/27
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في اللاذقيةكود الشهادة
SMI/OH/61-27/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
مدني
المجال الزمني
أيلول - تشرين الأول 2011
updatedAt
2024/08/14
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-مشروع القلعةشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
قناة الدنيا الفضائية