أنا وائل الحمدو، وُلدتُ في مدينة تل أبيض - من عشيرة البكارة (فخد المشهور) - عام 1967، درست [كلّية] تجارة واقتصاد في جامعة حلب، وتخرّجت في عام 1993. بعد التّخرّج أصبحت مديرًا لفرع التسليف الشعبي في مدينة تل أبيض، وبعد ذلك مديرًا للمصرف التجاري في المركز الحدودي بين سورية وتركيا حتى قيام الثورة [في تل أبيض] 2012.

تُشتهر مدينة تل أبيض بالزراعة وموقعها الاستراتيجي بالنسبة لسورية كاملة، وهناك بوابة حدودية من الدرجة الأولى بين سورية وتركيا، ووصلت كمية البضائع بين سورية وتركيا بحدود 3 مليار ليرة سورية في السنة الواحدة، وتطورت تطورًا اقتصاديًا كبيرًا جدًا، والوارد الذي كان يأتي من معبر تل أبيض للأسف لم يوضع تحت تصرف مدينة تل أبيض، بل بالعكس كل الأرباح والأموال كانت تُنقل إلى دمشق، وتصوَّر أن رسم الإدارة المحلية فقط 50 ليرة سورية يُعطى للمحافظة، ولم يتم بناء لا طرق ولا معامل ولا مطاحن، ونحن تفاجأنا بعد 2012 أنّنا نحن المنطقة الزراعية الأولى نُعتبر، بعد الحسكة طبعًا، ولكن على مستوى محافظة الرقة نُعتبر رقم واحد، تل أبيض ورأس العين على مستوى سورية، وتفاجأنا أنه ليس لدينا مطحنة ولا حتى طحين، تل أبيض مهمة جدًا، أولًا هي تعتمد على الزراعة (90 بالمئة من الشعب يعتمد على الزراعة) و[لدينا] البوابة الحدودية، ولدينا نهر البليخ ونهر الجلاب، وهو يروي مساحات واسعة في مدينة تل أبيض وهي أراضٍ خصبة والمياه متوفرة، وإنتاج القمح قبل الثورة كان بحدود 400 ألف طن، والشعير 200 ألف طن وذلك في السنة الواحدة، والقطن بحدود 100 ألف [طن]، والشوندر (الشمندر السكري) كان بكميات كبيرة للغاية، ومعمل سكر الرقة كان أغلبه من محصول تل أبيض، ما يقارب 70 بالمئة من تل أبيض، والذرة الصفراء أيضًا، تل أبيض منطقة خيّرة جدًا، وكان لدينا نبع عين العروس، وكان هذا مقصدًا سياحيًا فريدًا من نوعه، ويوجد مقام ابراهيم الخليل -مشهورة مدينة تل أبيض بهذا المقام-، وليس كونها مدينتي ولكنها مدينة جميلة، ومواردها متعددة جدًا.

مساحة تل أبيض تُقدر بحدود 7000 كيلومتر مربع، وهي كبيرة، وتقارب مساحة لبنان، وعدد القرى 650 قرية في مدينة تل أبيض، ومتوزعة على ناحيتين، تل أبيض المركز (والتي هي إدارة المنطقة)، وناحيتين (ناحية سلوك شرقًا، وعين عيسى غربًا)، وعدد سكان تل أبيض وريفها عام 2010 -في آخر إحصاء- كان 265 ألف نسمة -الموجودين في مدينة تل أبيض- ومعظمهم يعمل بالزراعة كما ذكرت، وهم موزّعون بين عين عيسى وسلوك ومدينة تل أبيض، والنشاط التجاري في البوابة الحدودية كما ذكرنا، والنشاط الزراعي وتربية الأغنام، ومدينة تل أبيض مدينة غنية ليست فقيرة. 

مكوّنات مدينة تل أبيض متنوعة، من العرب والتركمان والأكراد والأرمن، موجودة هذه المكونات، ولكن ليس كما يُشاع أنَّ نسبة الأكراد كبيرة، وهي لا تتجاوز الـ 3 بالمئة في تل أبيض وريفها، في كامل تل أبيض لا يتجاوزون الـ 3 بالمئة، والأرمن أعداد قليلة بحدود 100 شخص، والتركمان ثلاث قرى أو أربع قرى، والنسبة الكبرى هم عرب، أكثر من 90 بالمئة في تل أبيض عرب، وهم عشائر، وهذه العشائر بشكل رئيسي: المشهور، البوعساف، الجيس، النعيم، البدو، البوخميس، عدد كبير من العشائر ولكن تلك العشائر الرئيسية، وأعتذر إذا لم أذكر أسماء العشائر الأخرى.