الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

إقامة حوزة شيعية في تل أبيض وإغلاقها بعد احتجاج الأهالي عليها

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:06:10:07

ستعيدنا إلى قصة قديمة ويجب أن أذكرها للتاريخ، وهي مشهودة ومقيّدة تقييدًا، في 2006 تم تأسيس حوزة (مدرسة تُدرَّس فيها العلوم الدينية للشيعة) في مدينة تل أبيض، وصاحب الحوزة قبل أن يعمّرها ذهب إلى البلدية من أجل أن يقيم مكانها مزرعة أبقار، ورفض رئيس البلدية أن يعطيه ترخيصًا بذلك، لأنَّه ممنوع إقامة مزرعة أبقار في المدينة وفي منطقة سكنية، وفي كل القوانين السورية ممنوع ذلك، وضحك عليه (لعب بعقله) شخص من أبناء عمومته يعمل في لبنان في الجنوب، وله علاقات [مع حزب الله] وكان يكذب عليه [ويردد دائما] حزب الله، واقترح عليه أن يفتتح حوزة في تل أبيض، وهذا الشخص -أنا أعرفه، كذاب سكرجي (يشرب الخمر) عربيد، لا يصلّي ولا يصوم- ولكن القصد كان هو المال، وكان هناك مشروع [تشيّع] في الرقة، وانتشر المذهب الشيعي والنظام سمح بذلك، انتشر في الرقة، ورممّوا وجهّزوا جامع عمار بن ياسر وجامع أويس القرني، ويقال: -وأنا لم أرَ ذلك- أنّه إذا قمتَ بسبّ الصحابة يعطونك دجاجة مشويّة، تسبّ عمر وأبا بكر يعطونك دجاجة مشوية، هكذا انتشر في الرقة، فهكذا أسّسوا، والمكان الذي فيه الإيمان والدين ضعيفان تذهب وراء الأموال، وأنت إذا كنت مسلمًا حقيقيًا لو اجتمعت عليك الأمة كلها لن تغيّر دينك، ولكن ضعاف النفوس وقلّة الدين، فهذا الشخص اقترح عليه أنه من بوابة تل أبيض هناك زوّار إيرانيون يدخلون من تركيا ويذهبون إلى جامع أويس القرني وجامع عمار بن ياسر، حيث حدثت معركة صفّين بين معاوية [بن أبي سفيان] وعلي بن أبي طالب، وقُتل فيها الكثير من الصحابة، والقبور موجودة حقيقةً في الرقة، واقترح أنه يدخل بشكل سنوي 300 ألف زائر إيراني، يدخل ويمرّ ويستريح عندك من السفر، نجهّز له حوزة ويبات (ينام) عندك، وأقل شيء أن كل شخص سيصرف دولارًا واحدًا، ولا يعرف أنّ الإيرانيين لا يصرفون القرش الواحد، شعب بخيل جدًا -أقصد القادمين للزيارات- فطرح له فكرة أنَّ 300 ألف إيراني سينزلون ويستريحون عندك، إن صرف كلٌّ منهم دولارًا ستحصل على 300 ألف دولار، وسيذهبون إلى جامع عمار بن ياسر وأويس القرني، وبعد ذلك إلى دمشق إلى السيدة زينب، وفي العودة يعودون من عندك، وأنت مثل المنشار تأكل في الذهاب وتأكل في العودة، وعشعشت (ترسّخت) في مخّ ذلك الرجل فكرة الحوزة، واسم الشخص "عريف النصّار"، الذي قام بإنشاء الحوزة. المهم بنى الحوزة واستعطف وذهب إلى إيران وحزب الله، وقابل حسن نصر الله وضباطًا إيرانيين، وبصراحة وجدنا اسمه بعد التحرير (تحرير تل أبيض) أنَّه عميل لإيران، وحتى الأمن كان يكتب أنه عميل لإيران، وكان يأتيه أصحاب العمائم (رجال الدين الشيعة)، وهنا دخلنا أنا وهو في مشكلة بعام 2006 تمامًا، أنا معروف عني أنَّني متزمّت ضد الشيعة، ليس كأشخاص بل كمذهب، هم جاؤوا ليُسيئوا لديننا، وكرهي لإيران لأنَّها ضد العراق، ونحن نحبّ العراق، وهنا أنا حاربتُهم وبدأت حرب كلامية بيني وبينهم -مع الحوزة- ودخلنا باشتباك تقريبًا، وهاجمتُ الحوزة وأخذتُ مسلّحين، وكان النظام موجودًا، وطوّقت الحوزة بحثًا عن هذا الشخص ولم أجده، والحمد لله لم أجده كي لا يحصل دم، ورجعنا إلى المنزل وحصلت وساطات، والمهم فُضّ الاشتباك بيننا وبينهم، والخبيث كان قد سمّى الحوزة لخباثته باسم حوزة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو كتب بي تقارير في كل من الأمن السياسي والأمن العسكري والأمن الجوي وجميع فروع الأمن، ومن حسن حظي كان رئيس مفرزة الأمن السياسي سنّيًا، ورئيس مفرزة أمن الدولة سنّي، ورئيس الأمن العسكري كان يكرهه كشخص (لصاحب الحوزة)، فالأمن السياسي وأمن الدولة لم يؤذوني كونهم سنّة، ومبسوطين (سعداء) من داخلهم مني، والأمن العسكري يكرهونه كونه عميلًا لإيران، والأمن الجوي لم يكتب له، ولم تؤثّر تقاريره عليَّ بشيء، وأقام ضدّي دعوى، وهي دعوى ازدراء أديان في المحكمة، وهذا الكلام في 2006، أقام عليّ دعوى باسم سيدنا محمد، كون أن الحوزة باسم سيدنا محمد -وصورة الدعوى لديّ سأرسلها لكم للتوثيق- وأقام عليّ الدعوى باسم الإمام الخميني، وباسم حسن نصر الله، وباسم المُجتبى (اسم من أسماء الحسن بن علي بن أبي طالب)، وباسم الشيرازي، وكل أئمة الشيعة، على أنني أشتمهم، وأقام عليّ الدعوى في المحكمة، وهذا الشخص تشيّع، وتشيّعه حصل حين أقام الدعوى، أصبح هناك مراسلات بينه وبين حزب الله، وكان القنصل الإيراني في حلب اسمه عبد الصاحب موسوي، ويركّب (يُقِلّ) أشخاصًا في سيارته ويأخذهم من تل أبيض، ويشيّعهم ويسجّل أسماءهم، ويأخذ منهم 1000 ليرة سورية ويضع الأموال بجيبه، وهو قام بتنسيب إخوته وأولاده وأولاد عمه [للشيعية]، ويوجد شخص اسمه حمد الخالد وناصر، ونسّب 15 شخصًا، وهم مُنسبّون بشكل رسمي ونظامي في جلسات الشيعة وهو معهم، وأقام عليَّ دعوى، وللصُّدف القاضي -وفقه الله- كان اسمه كاظم براك، وهو تركماني وموجود في تل أبيض، وصديقي هذا الرجل، وأقام الدعوى ووضع عليَّ شهودًا، والدعوى ازدراء أديان، وراجعت القانون واستشرت محامين، حكمي إن لم يكن إعدامًا فهو ست سنوات سجنًا، والله سخّر لي بشرًا لا أعرفهم من حلب ودمشق والرقة، وأئمة مساجد ومحامين ونقيب محامين، والكل سخّرهم الله لي، ولم أطلب من أحد مساعدة، وطلب القاضي شهودًا، والشهود قالوا: نحن لم نسمع أنَّه شتم أحدًا، وطلب مني القاضي -وهذه إحدى النُّكات- قال: ماذا تطلب؟، وقلت: أنا أطلب توكيلًا رسميًا بأسماء الست أشخاص بأنَّ يقيم هذا الشخص عليّ دعوى، وضحك القاضي وقال لي: هذا حقك الطبيعي، وثبّتها تثبيتًا نظاميًا، وبعد أن خرج القاضي قال: ما الذي ذكّرك بقول ذلك؟، قلت: سيدنا رسول الله تُوفّي، والخميني فاطس (ميّت)، والشيرازي فاطس، من أين سيأتي [بالتوكيل]؟، وذهب إلى لبنان وأراد أن يأتي بتوكيل من حسن نصر الله، لكنهم طردوه، وبعد ذلك ذهبت إلى الحج وأنا موجود في صحن الطواف، أتتني مكالمة من القاضي، وقال لي: حجّي أين أنت؟، قلت: أنا في صحن الطواف، وقال توجّه باتجاه البيت الحرام واحلف، وقال: احلف ألّا ترفع دعوى افتراء على الرجل، وقال: القرار بيدي و[أنا] جاهز لكتابة القرار وأنا سأكتب براءة، ولكن إذا كتبتُ لك البراءة فسترفع دعوى افتراء، وسيُسجن ست سنوات، ونريد الخلاص وحلّ القصة، وبالنهاية النظام لن يتركك بنفسك، وقلت له: كما تريد، ووعدته وعدًا رسميًا ألّا أقيم دعوى ضد الرجل، وأخذت قرار براءة، وعدتُ من الحج، وبعد أن عدتُ من الحج تقريبًا في 7 أو 8 كانون الثاني/ يناير 2007 اتصل بي أحد رجال الدين وقال لي: افتح التلفزيون على [قناة] الجزيرة، هناك نقاش حاد جدًا اسمه حوار الأديان، الدكتور يوسف القرضاوي والإمام زحيلي -تُوفّي رحمه الله- وهم يتناقشون على موضوعك في قناة الجزيرة، أنَّ هناك سنة وشيعة في مدينة تل أبيض اختلفوا، وأنَّ قصتكم كلها موجودة والنقاش على التلفزيون، وهذا في 7 كانون الثاني/ يناير 2007 على ما أعتقد، والكلام والحوار موجود جميعه على الإنترنت.

نكمل كلامنا عن الحوزة (مدرسة تُدرس فيها العلوم الدينية للشيعة)، وكتب لي الرجل -القاضي- قرار براءة، وأتيت أنا إلى مدينة تل أبيض وفي التلفزيون الإمام الزحيلي والشيخ يوسف القرضاوي، وكان الحوار موضوع السنّة والشيعة في مدينة تل أبيض، وأولاد عمومة، وشخص ذهب يطلب نجدة من حزب الله، وأخذت القرار، وبعد أن أخذت القرار أصبح لديّ جمهور مُناصر ضد التشيّع في تل أبيض، والنظام لم يحبّ أن يحصل تفكّك في مدينة تل أبيض، فبعد 20 يومًا من ظهور البرنامج أتت لجنة من القصر الجمهوري، وكان يرأسها الدكتور [محمد] توفيق البوطي، وكان معه اثنان من الحرس الجمهوري، وأتوا إلى الرقة وطلبوني أن أذهب من أجل شهادة، وأنا قد حلفت يمينًا بأنّي لن أقيم دعوى ضد الرجل، وكانوا موجودين في بيت شيخ جامع كان يطوف بي في الحج، وطلب مني: تعال أريد الشكوى والادعاء للمشتكي عليك والبراءة التي أخذتَها من المحكمة، وأخذت الصورتين وخرجت، ودقيت (طرقت) الباب وخرج شيخ الجامع، وقلت: هذه صورة الشكوى وهذه البراءة، قال: ادخل، قلت له: أنا حلفت يمينًا ألّا أدخل، وأعطيته [الأوراق] ورجعت، وبعد 20 يومًا أتى قرار رسمي بإغلاق الحوزة ومنعها من القيام بأي عمل في تل أبيض، [قرار] من رئاسة الجمهورية. 

ليس بسبب تدخّل البوطي، هم مكلّفون بلجان فقط، والأمر في يد الذي أرسل اللجنة، النظام لا يريد أن تثار أية مشاكل، ومدينة تل أبيض كلها سنّة ومنطقة عشائرية، ونحن البكارة حسينية ونعود إلى آل البيت، وحين أقام الحوزة هو يريد خُمس المال، هو يظن أنّنا نحن آل البيت نتسلبط على العباد (نبتزّهم)، ونأخذ خُمس مالهم، وتل أبيض كونها منطقة حساسة كلها سنّة فتأتي أنت وتفتح حوزة [شيعية] داخلها وتثير مشاكل ونعرات، فقالوا لنفسهم (النظام): نغلق هذا الباب وهذا لا يلزمنا، وأغلقوا الحوزة، وبعدها أصبحت مطعمًا، وصاحب الحوزة بقي في مكانه وذهب وزرع بستانًا، وبعدها بعث لي طلب عبد الصاحب موسوي وأرسل لي شخصًا إلى المنزل، [يقول:] نحن لا نريد التشيّع بالقوة، وهذا عكس عمل الإيرانيين، يريدون قوة ناعمة، بالقوة لا يحصل التشيّع، يريدون [الإغراء] بالمال والإقناع وعبر اليد الناعمة، وفشلوا في سياسة القوة وأنه يجب أن يكون هناك حسينية [وأخذ] خُمس المال، فأرسلوا لي شخصًا أتى إلى البيت، و[قال:] يسلّم عليك عبد الصاحب موسوي ويقول لك إنّ هذا الشخص لا يمثّلنا ونحن طردناه، وإذا تسمح لي أتيت إلى المنزل أعتذر منك شخصيًا عن الموقف الذي حصل، ونفس الشخص قلت له: [هل] تنقل له رسالة -لعبد الصاحب موسوي- ولكن تنقلها حرفيًا، قال: أنقلها، وقلت له: الحج وائل يقول لك: كلب صفوي مجوسي لا يدوس (لا يطأ) منزلي، وقال: هذا الكلام لا أستطيع نقله، قلت له: هذا آخر كلام عندي أنا لا يمكن أن ألتقي بأي شخص منهم، وتم إغلاق ملف الحوزة، وانتهى التشيّع في تل أبيض من يومها، وبعدها أتت الثورة، ولكن انتهى التشيع في تل أبيض منذ ذلك الحين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/05/24

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/41-03/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2006 - 2007

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-مدينة تل أبيض

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

الحرس الجمهوري

الحرس الجمهوري

شعبة الأمن السياسي

شعبة الأمن السياسي

القصر الجمهوري- قصر الشعب

القصر الجمهوري- قصر الشعب

مفرزة الأمن العسكري في تل أبيض

مفرزة الأمن العسكري في تل أبيض

القنصلية الإيرانية في حلب

القنصلية الإيرانية في حلب

الشهادات المرتبطة