الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

النشاط الثوري السرّي وانطلاق الحراك في تل أبيض

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:06:36:11

بمنطقة الجزيرة[السورية] من المعروف أنّ نسبة الثوار قليلة جدًا والذين يحملون آراء الثورة، باستثناء دير الزور، ولكن في مدينة تل أبيض بدأ الحراك منذ انطلاق الشرارة الأولى للثورة في درعا، وبدأ الناس يتكلمون أنه في درعا هناك مظاهرات نحن لماذا لازلنا ساكتين، ويجب أن نتحرك ونتضامن مع درعا وحمص، وبكوني موجود في البوابة كان لدينا سيارات شحن والشوفيرية من درعا وأكثر من مئة سائق كانوا يأتون من درعا، وعوائل درعا معروفين في الثورة وكلها من بيت الحريري والرفاعي.. وكان السائقين يأتون بسيارات نقل و الشوفيرية ينقلون الأحداث وما يحصل، مثل الزراعة وحبات الطلع والرياح وينقلون التلقيح، وهم كذلك وانتقلت الثورة من خلال كلام السائقين، أنه اليوم صاير في الصنمين كذا واليوم قتل فلان واليوم دُعس على رأس فلان، وأصبح لدينا جو عام جاهز للثورة، من خلال كلام السائقين وما يسمع في التواصل الاجتماعي وقناة الجزيرة وغيره، وبدأ هنا الحراك ونحن مجموعة الشباب أذكر في 2011 أنا وأحد الأشخاص قطيعة(متخاصمين) أكثر من عشر سنوات لا يوجد بيننا كلام، وهو الأستاذ سعد الشويش، وبيني وبينه لا يوجد كلام وأنا وهو متقاطعين لسبب ما، لا يوجد شيء ولكن لا يوجد كلام بيني وبينه، وكان هناك مكان نجتمع به ونأخد راحتنا بالكلام،عند الدكتور-لا اريد ذكر اسمه- وهو عنده مكان يعتبر مقر لنا، وأنا جالس عند الدكتور ونريد أن نعمل قهوة لي وله ونلعب طاولة زهر، أتى الأستاذ سعد الشويش المحامي ودخل إلى الغرفة وأنا وهو ليس بيننا سلام أو كلام، وخطوة إلى الأمام وخطوة إلى الوراء(متردد) هل يسلّم أم لا يسلّم، وأنا أقوم بالقهوة وأرى إذا سيدخل أم لن يدخل، ثم اتخذ قرار وقال السلام عليكم،[رَدَدنا] وعليكم السلام، وعملت له فنجان قهوة ثالث، ولم نتطرق لأي حديث حول خلافنا السابق، وفورًا بدأنا في المجال الثوري ولكن لدي معلومات أنَّ هذا الشخص إنسان ثوري ويعمل كذا كذا، والمعلومات التي عنده عنّي نفس الأمر، ولم يكن هناك حذر بيننا، ومباشرة دخلنا في الكلام، وبعد أن شربنا القهوة قال لي ألا تأتون لتسهروا عندي، قلت له: بلى سنأتي، وانطلقنا إلى بيت سعد شويش وبدأنا نفكر ونخطط كيف نعمل، ونحن كنا كل شخص يعمل لوحده. 

لحد الآن هذا الكلام بدايةً بعد درعا، وصار الحراك في ريف حلب الشمالي بعدها، وأنا لدي أصدقاء في حريتان وعندان، أصدقاء جامعة وأطباء ومهندسين وشعب حريتان قديمًا لا يحب النظام، وهو شعب ثوري ولا يحب النظام، وتكلموا معي وأحد الأشخاص [قال]: حج وائل نحن نريد العمل في الثورة ونحن بحاجة مال ونريد ان تدفع لنا مبلغ، وقلت حدد المبلغ وأنا جاهز، وقال المبلغ من ضمن مجموعتنا طلاب الجامعة على كل أحد منا مبلغ معين، حدد لي الرقم وأرسلت المبلغ مباشرة، ونحن في تل أبيض حراك داخلي ظاهر ومعلوم لحد الآن لايوجد، وأرسلت له وازداد الحراك في حريتان وصار تحول إلى شبه عمل عسكري، ونحن في تل أبيض غير موجود عندنا، وصار هناك مظاهرات قوية ورد عليها النظام بالرصاص وسقط شهداء وجرحى، وأصبحوا بحاجة أدوية وأكياس دّم، و اتصلوا بي وقالوا نريد أكياس دّم، وقلت تكرموا أنا سأدخل لكم أكياس الدّم، وبدأت أنا ومجموعة أشخاص منهم اسماعيل حفيان وهو يعمل بالتهريب، وقلت له إسماعيل نريد أكياس دّم من أجل الثورة، وقال تكرم، وبدأنا ننقل أكياس دّم من تركيا تهريب، نجمعهم في تل أبيض مع مجموعة شباب ونوصلها إلى الريف الشمالي، والمجموعة بدأت تتطور لدينا، أنا اليوم أخاف منك ولكن أتكلم مع صديقك وصديقك يقول لا هذا الشخص ثوري فتأخد راحتك معي فأصبحنا ثلاثة، وهكذا تتسع الدائرة باتجاه الثورية، وطبعًا من قبل نحمل الثورية داخلنا، ولكن حاجز الخوف انكسر لدينا، وبدأ الملل ظاهر للعيان في مدينة تل أبيض، رأيت الأمن بدأ يتقوقع وسطوته خفت في تل أبيض، يعني إذا شخص تكلم كلمة لم يعدوا يأخذونه، وذلك لامتصاص غضب الشعب الموجود وتأخذ راحتك ولا أحد يقترب منك ولكن الكلام ليس بشكل مباشر. 

خطأ بشار الأسد أنَّه لم يعالج موضوع أطفال درعا ولم يحاسب عاطف نجيب، أعتقد كان لن يحصل شيء، ولوأنه قام بتطوير اقتصادي والناس كانت محتقنة، لكنه بدأ بالترقيع قام بفتح باب التوظيف في المحافظة(محافظة الرقة) توظيف لمدة ثلاثة أشهر وذلك لامتصاص النقمة من أجل العاطلين عن العمل، ولكن أتى متأخرًا والكلام هذا لم يفده وتوسعت الدائرة وتوسعت دائرة الثورية، وأصبح لدينا اجتماعات داخلية ضمن الأشخاص الذين نثق بهم، وبدأنا في الاجتماعات ونحن كأبناء تل أبيض ماذا سنفعل، وفي ذلك الوقت بدأ يأتي إلينا مهجرين إلى تل أبيض، يأتونا من حمص ومن حلب وسكنوا في المدينة، وأول عمل قمنا به بشكل ظاهري بدأنا بجمع المعونات والمساعدات للنازحين الموجودين في تل أبيض، والمدينة على فكرة لتاريخ تحريرها وما بعد التحرير لم تبنَ بها خيمة واحدة، الكل كان سكن مجاني سكنوا عند شعب تل أبيض، والكل كان أكلهم وشربهم وعلاجهم كله على حساب أهل تل أبيض ولم تبنَ خيمة واحدة، وتوسعت الدائرة وصار جرأة والذين اندفعوا هم الشباب الذي دمه يفور، شباب الجامعات سنة ثانية وثالثة، يخرجون مظاهرة في جامعة حلب ومدينة تل أبيض فيها من جامعة حلب ودمشق وحمص، ورأوا ماحدث، وينقلون الأفكار ويتحدثون حصل كذا وكذا، وبدؤوا يتكلمون في تل أبيض ولماذا لا نخرج مظاهرات مثلنا مثل كل سوريا، لا حمص أحسن منا ولا درعا، ونحن يجب أن نساند الكل،ليس شرطًا أنه إذا لم يضربنا النظام أن نبقى خانعين وساكتين، يجب أن ننتخي ونتحرك من أجل أهل درعا وحمص، ومن خلال طلاب الجامعات والذي قام في المظاهرات في الجامعة وصلت لدرجة نظموا مظاهرات سلمية طبعًا، وخرجت مظاهرات في تل أبيض في شباط/ فبراير 2012، تلك أول مظاهرة وهي مظاهرة علنية أمام أعين النظام في مركز المدينة خرجت مظاهرة، وأغلب الشباب الذين كانوا موجودين هم طلاب جامعة ومن أعمارهم، ونحن الذين عمرنا كبير نتفرج عليهم ونحميهم ونقول سوي كذا وكذا، وأتاك من الطرف الفلاني والفلاني، ولا تحولوها إلى صدام مع الأمن، نحن نعبر عن آراءنا بشكل سلمي، والأمن لم يحاول أن يقمع المظاهرة بدايةً ولكن ازداد [العدد] فقمع المظاهرة بالعصي ولم يحصل إطلاق رصاص، وأذكر سعود شويش -رحمه الله- توفى بمرض كورونا وكانوا قد ضربوه بالعصا وينزف دمًا من رأسه، وشخص آخر كُسرت إصبعه، وأحد الشباب الجامعيين اسمه محمود درويش وأصله من إدلب، وأخذوهم الأمن إلى المفارز، وأذكر له موقف (لمحمود درويش)، كان رئيس مفرزة أمن الدولة يتكلم معه في السيارة [يقول له] يامحمود ما الذي ينقصكم وأنتم عيننا وماذا تحتاجون؟ -في محاولة لإمتصاص النقمة- لكن محمود استغل الفرصة أنه قريب منه وضرب رئيس مفرزة الأمن على عينه، ونزل من السيارة وضربوه وأصبح جلده أزرق، وبعد ذلك قاموا بسجنهم وأخرجوهم بعد خمس أيام، ولو أن الوضع في غير هذه الحالة من المستحيل أن يخرجوا، مثلهم مثل سجن صيدنايا وسجن تدمر وغيره، وصار الحراك بشكل واضح وصريح وبين، فناس انحازت إلى الثورة وناس انحازت إلى النظام ومساندته وهذا كله قبل التحرير، مسيرات مؤيدة لم يخرجوا أبدًا عندنا لم تخرج، ولكن الذي حصل في تل أبيض أن أمناء الفرق الحزبية والشُعب والجمعيات بدؤوا يحرسون مع الأمن يحرسون المقار الحكومية مقر شعبة حزب ورابطة فلاحية، ولكن بخوف شديد من الموجودين، الحالة(حالة الحراك) انتشرت في تل أبيض وانطلقت أيضًا سلوك، كونها بعيدة عن مركز الأمن فالمفارز الأمنية موجودة في تل أبيض، وسلوك فيها مدير ناحية فقط فالحرية أكثر وينطلقون أكثر، وبدؤوا في مظاهرات علنية في مدينة سلوك ولا يوجد قوى أمنية تقمعهم، والأمن لا يخرج ليقمع مظاهرة هناك وأصبح هامش الحركة هناك أكثر من مدينة تل أبيض، والنظام استقدم قوات جيش إلى مدينة تل أبيض، وأتى بعربات مدرعة أنزلها إلى المدينة، ولكن لم يعترض أحد بشكل مباشر، ولديه قوائم اعتقالات -النظام- وكان لديه قوائم بالاعتقال ولكن يعتقل الرؤوس المدبرة للمظاهرات والذي يعتقد أنَّهم يحركون المظاهرات، و[النظام] هو غبي طبعًا أي رأس مدبر وحمص قد انتفضت وحماة انتفضت ودرعا انتفضت وليس هناك رأس مدبر ضد النظام. 

أنا بحكم عملي في البوابة الحدودية والذين أداوم معهم في البوابة الحدودية أغلبهم علوية، سواء عناصر جمارك أو عناصر أمن، وهو حقل ألغام والكل مؤيد وأغلب الموجودين مؤيدين في البوابة، أنا عملت في العمل السري وكنت أقوم بتئدية عمل عبر السرية لصالح الثورة أكثر من لو أنني أعلنت موقف، لأنني إذا أعلنت موقف سأخرج وأتظاهر فقط، ولكن العمل الذي أقوم به كان مهم جدًا، مثلًا حين أصبحت الثورة في تل أبيض هناك أشخاص مطلوبة للنظام وانطلبت أسماء وحددت أسماء، وأنا كنت ضمن قائمة الستين شخص يجب القبض عليهم ولكن لم يفعلوا معنا أي شيء، وأنا قبلها نسقت مع رقيب أول في الهجرة والجوازات وكان يستلم ختم الجوازات والخروج، عندما تخرج من سوريا إلى تركيا يجب أن تعطي جوازك، وعلى الكومبيوتر يفيّش(تدقق معلوماته) إذا كنت ممنوع من السفر ويُختم وثم تسافر، فأنا تكلمت مع الشباب في الاجتماعات أنني موجود في البوابة ويجب أن لا أترك البوابة، وهم أكدوا وأصروا أنه يجب علي أن لا أترك، و[وقالوا]: نحن سنخرج أناس من خلالك عن طريق البوابة، وأسست عمل داخل البوابة بالتعاون مع شرطة ثوريين وأبناء بلد، ومن بعض شباب الشرطة الثوريين كان هناك شخص اسمه فراس رقيب أول، فأي شخص يريد أن يخرج من البوابة، يأتيني اسمه في المساء، وآخذ اسمه وآخذ جواز سفره وأعطيه لفراس، وأقول له هذا ما هو وضعه، وإذا كان مطلوبًا بشكل كبير ووجهه معروف نقول له لا تأتي من عندنا، ولدينا مجموعة ثانية مجموعة تهريب من الخط(تهريب من خلال الحدود) نقول له اذهب إلى الخط ولا تمر من البوابة، وإذا كان الشخص غير معروف ووجهه غير مألوف، أقوم بتقطيعه(إخراجه) من البوابة وبطريقة سهلة وأكثر الشباب الثوريين قمت بتقطيعهم من البوابة، معاذ الهويدي سعد شويش أكرم دادا وكلهم أخرجتهم من البوابة، سعد شويش وصل لدرجة أنه يجب أن يتم إلقاء القبض عليه، فأعطيت جوازه لفراس وقال هذا مطلوب لأكثر من جهة ماالذي سنفعله وقال دعه لا يأتي هذا مطلوب، فاتفقت مع الشرطة أن لا يخرجه على الكومبيوتر ونختم جوازه فقط بختم خارجي وعلى الكومبيوتر لم يغادر سوريا، ولكن على الجواز مختوم أنه يمكنه المغادرة، فساعدنا الشرطي هذا أن يختم ختم بدون أن يعطي أمر على الكومبيوتر، وعبر هذا الشخص أنا قمت بتقطيع أكثر من 500 شخص، قطعت سعد بتلك الطريقة وأكرم وأغلب الأشخاص المطلوبين بشكل حاد أخرجتهم بتلك الطريقة، فكان وجودي في البوابة ضروري جدًا، ولا أي أحد شك بي من الموجودين في البوابة،ولم أدع أحد يشك بي، وبعد ما خرجت للتقاعد شكوا بي ولكن كان الذي ضرب ضرب والذي هرب هرب، وندموا أنَّه هذا كان يجب أن نعدمه، نصف المعارضين كنت مهربهم وهذه أحد أساليبنا، وبعدها انتشرت التنسيقيات وبدأت، في التنسيقية [الشخص]غير معروف ويضع اسم مستعار ويعمل براحته، لأنه أصبح هناك خوف من الشبيحة، وشباب التنسيقيات عملوا عمل رائع جدًا، [مثلًا] فلان من الناس هذا مؤيد ينشرون على الكومبيوتر هذا الشخص مواصفاته كذا وهذا يفعل كذا، وأصبح رادعًا لهم، الشبيحة أصبح لديهم خوف رهيب، وكل كم يوم نطبق(نجمع) الأسماء التي يجب أن تُخوّف ونحن لن نقتله ولا نفعل له أي شيء، ولكن مجرد أن يُنشر اسمه سيدب الرعب في قلبه ويتراجع ويجلس في منزله، وبدأ نشر أسماء الشبيحة والمتعاونين مع النظام، وأصبح هناك هامش حركة في تل أبيض وأخذنا راحتنا في المشي، وأذكر في مرة من المرات كنا نريد مساعدات ونريد العمل لصالح الثورة فأتينا ببطاقات عبر أحد الأشخاص على أنّنا نحن مندوبون نلم(نجمع) تبرعات للاجئين، وكنا مجموعة كل شخص يختص في مجال معين، أنا اختصيت بالتجار وشيخ الجامع اختص بالذين يأتون إلى الجامع ويوجد دكتور اختص بالمرضى، كل شخص في اختصاصه وجمعنا تبرعات ووضعناها في صندوق، وكان شخص -رحمه الله- اسمه وليد السخني كنا نجمع المصاري(الأموال) ونعطيهم لوليد، وهو كان يأسس تنظيم من أجل الفترة اللاحقة، واستشهد ولم يلحق متابعة ذلك.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/05/24

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/41-06/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011-2012

updatedAt

2024/08/12

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-مدينة تل أبيضمحافظة حلب-حريتانمحافظة حلب-ريف حلب الشمالي

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

معبر تل أبيض

معبر تل أبيض

مفرزة أمن الدولة في تل أبيض

مفرزة أمن الدولة في تل أبيض

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة