تشكيل أول مجلس مدني لإدارة تل أبيض بعد التحرير
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:51:07
وهنا استقرّ الوضع في تل أبيض عسكريًا، والأمور ممتازة جدًا، و[بعدها] شعرنا بالعَطب، منه اقتصاديًا ومنه اجتماعيًا، وبدأنا نفكّر بالأكل والخبز، وبعد تحرير تل أبيض بيومين أو ثلاثة وبعد ما ركّز [النظام] مدفعيته وجهّز إحداثياته، بقينا ثلاثة أيام نعيش في أمان جيد، وهنا التجأنا مباشرةً إلى أنَّه يجب أن يحصل شيء ما يُدير البلد، أفران لا يوجد، وأكل لا يوجد، ونحن من الطرف الجنوبي تحاصرنا ولم يعد يأتينا شيء، وفكّرنا في تشكيل إدارة للمنطقة، واجتمعنا في البوابة مباشرةً، كنّا مجموعة من الشباب الموجودين الذين كنّا نجتمع سابقًا، الأستاذ سعد [الشويش] وحسان، وقررنا أن نشكّل جسمًا (لا نعرف مجلس محلي أو بلدية) لم نطلق عليه تسمية، نحن إدارة خدمات للمدينة، ويجب الشوارع أن تُنظّف والمياه أن تعود والكهرباء والخبز ونؤمّن أكلًا للشعب الموجود، والشعب هنا كان قد نزح، ولكن يوجد أناس في مدينة تل أبيض، وأخذنا مكانًا نحن كمجلس في البوابة القديمة، وهي على الحدود لجلب مساعدات من الجانب التركي، ونحن في ذلك الوقت لم نأخذ مساعدات من أحد لا من الطرف التركي ولا أحد غيره.
جلسنا أثناء تشكيل هذا الجسم الذي لاحقًا أسميناه مجلسًا [محليًا]، جلسنا [وقلنا]: إنَّنا سنوزّع العمل -توزيع مناصب وانتخاب طبعًا [لا يمكن] نحن في حالة حرب- ولا أحد يفكّر من سيكون رئيس المجلس ومن يصبح كذا وكذا، مجموعة شباب 25 شخصًا تقريبًا، واخترنا رئيس التشكيل الأستاذ سعد، ابنه استُشهد و[هو] مُحامٍ، ومعارض قوي، وهو أكبر منا سنًا، ووضعناه رئيسًا للمجلس، وأكرم دادا نائب رئيس المجلس، وقلنا: يجب ألّا نشتّت أفكارنا ونتّجه باتجاه واحد، كلنا باتجاه الإغاثة، فقررنا أن كل شخص يتسلّم مهمة ما، ونقسّم العمل، فقسم من شبابنا اتجه باتجاه الإغاثة، مثلًا أنا استلمت قطاع الخدمات، الأفران، وتحت يدي شباب من [قطاعات] الكهرباء والمياه والتنظيف (شبه البلدية)، ولكن أكثر شيء ركزتُ على الأفران، لأنَّ الخبز ليس [موجودًا] لدينا نهائيًا، وذكرنا مدينة تل أبيض هي [يوجد فيها] الزراعة والقطن والحنطة، ولكن في يوم وليلة تفاجأنا أنه لا يوجد طحين ولا مطحنة ولا كيلو طحين، من أين سنحصل على الخبز؟، والحاجز حين بُني كان الطحين يأتينا من مطحنة الرقة، وتأتي مخصصات الأفران من الرقة، والنظام منع أن يجلب لنا الطحين، والطحين الذي كان [موجودًا] سابقًا جعله النظام سواتر [للحاجز]، نحن جائعون، وهم وضعوه سواتر حماية، وهنا النظام ركّز وضعه وبدأ القصف المركّز على البوابة، قصف مدفعية ميدان، وأنا منزلي يبعد عن تل أبيض بحدود 4 كيلومتر، وهو مرتفع، وأثناء تحرير مدينة تل أبيض الجيش الحر كانوا يمرّون إليّ ويفطرون عندي، وحتى أحد قادة الكتائب أطلق صواريخ على الأمن العسكري من عند بيتي، والصواريخ بدائية الصنع، وحين ينطلق الصاروخ يخرج دخان أبيض، وحدّدوا الموقع، وأول قصف كان على منزلي، وعرفوا أنَّ الجيش الحر عدة مرات وقفت 40 سيارة [من] الجيش الحر، وكان القصف مركّزًا، وقصفوا البيت [بـ] 18 قذيفة، والمسافة 11 كيلومترًا، والحمد لله لم نُصَب بأذى، وأقرب قذيفة كانت [على بعد] 100 متر، ولا أعرف هل الرامي لا يريد أن يصيبنا أم هي حماية الله؟، المهم لم نُصَب نحن، وبقي القصف، وروّعونا ترويعًا نظاميًا، وفكّرنا بالأكل، ومن أين سنأتي بالأكل؟، وهنا تحررنا وبدأنا نفكر في إدارة المنطقة مدنيًا، عسكريًا انتهت، يجب أن نفكّر بالانطلاقة، [من] ناحية الخدمات، والتفكير بتغذية البلد.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/05/25
الموضوع الرئیس
تشكيل المجالس المحلية في سوريةكود الشهادة
SMI/OH/41-13/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
أيلول/ سبتمبر 2012
updatedAt
2024/08/12
المنطقة الجغرافية
محافظة الرقة-مدينة تل أبيضشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الجيش السوري الحر
المجلس المحلي في مدينة تل أبيض